القرآن وأسماء الأئمة
سألني أحد الأحبة، عن السر في عدم ذكر القرآن صراحة إمامة أهل البيت ع وأسماءهم الأثني عشر. وهذا السؤال من الشبهات التي تطرح كثيرا ، وقد يصيغون السؤال بصورة اخرى .
لو كانت امامة اهل البيت من اركان الدين وأسسه فلماذا لم يذكرها الله في قرآنه، ولماذا لم يذكر أسماء الأئمة بنص صريح؟ الجواب : الصلاة من أركان الدين، والله ذكر في قرآنه أصل الصلاة ولم يذكر تفاصيلها، فقال : (وأقيموا الصلاة )
البقرة، 43 والامامة ركن من أركان الدين فذكر الله أصل الإمامة وأنها بجعل وعهد منه ولم يذكر تفاصيلها، قال تعالى : ( إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)
البقرة، 124 وقال تعالى : (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات) الأنبياء، 73
وقال تعالى : ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا غ– وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )
السجدة، 24 إن الصوم كذلك من أركان الدين وذُكر في القرآن، وتفاصيل أحكامه موكول للسنة وتفاصيل أحكام الصلاة موكول للسنة. قال تعالى : (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزل إليهم) .
النحل، 44 فلا يصح ان نقول ان صلاة العشاء وهي اربع ركعات ليست موجودة في القران!! فهذا سؤال خاطئ. ــــ من المعلوم أن فاطمة ع افضل من مريم ع ولم يذكر اسمها في القرآن، ومريم ذكر اسمها 34 مرة، فهل يجوز أن نعترض لماذا لم يذكر الله اسم فاطمة ع بالرغم من أنها سيدة نساء العالمين وأنها أفضل من مريم ع ؟. ـــــ لو ذُكرت أسماء الأئمة في القرآن فقد يؤدي هذا لارتداد الناس في حياة النبي، فحين أراد النبي ان يكتب للناس كتابا لن يضلوا بعده، قالوا حسبنا كتاب الله، بل تتفق مصادر المسسلمين على أن قسما من المنافقين أرادوا قتل النبي والتخلص منه، فكيف لو كان اسم خليفته مذكورا في القرآن صريحا، لن يتوانوا حينها عن قتله أيضا، أما ذكر اسمه في السنة ، فيمكن تأويل النص أو التخلص منه بمنع تدوينها وحرقها، ومعاقبة من يرويها ! . لعل من الأسباب في عدم ذكره أسمائهم عليهم السلام، أن القرآن كان ينزل ومعه تأويله، فكانت أسماء الائمة ع مذكورة في التأويل ، وكان بعض الصحابة يكتبون القرآن وبجنب كل آية تأويلها، كقرآن علي ع الذي رفض الصحابة أن يأخذوه ويعتمدوه، قال ابن جزي في كتابه التسهيل: ج1 ص6 : ( وكان القرآن على عهد رسول الله متفرقاً في الصحف وفي صدور الرجال ، فلما توفي رسول الله قعد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بيته فجمعه على ترتيب نزوله ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير ، ولكنه لم يوجد) وفي أحاديث أهل البيت ع أن اسماءهم كان ضمن التأويل في قرآن علي، والتحريف ناظر لهذا المعنى، وليس لنص القرآن المتفق عليه . على أن النصوص الروائية تذكر أن النبي بشر بهم وذكر أسماءهم، وتناقل هذه النصوص الخاصة من أتباع أهل البيت ع، كسلمان وأبي الطفيل عامر بن وائلة، وسليم بن قيس، وبقيت هذه النصوص تتناقل بين خواص الأئمة ولا يذيعونها أمام الملأ حرصا على حياة الأئمة ع. ـــــ لو ذُكرت اسماء الأئمة ففيه خطرٌ على حياتهم وسيترصدهم الظالمون الذي استولوا على الحكم ليقتلوهم، هم وذريتهم. قال علي ع كما في نهج البلاغة : ( اللهم إني استعديك على قريش، فإنهم أضمروا لرسولك صلى الله عليه وآله ضروبا من الشر والغدر، فعجزوا عنها، وحلت بينهم وبينها، فكانت الوجبة بي، والدائرة على. اللهم احفظ حسنا وحسينا، ولا تمكن فجرة قريش منهما ما دمت حيا، فإذا توفيتني فأنت الرقيب عليهم، وأنت على كل شئ شهيد.
قال له قائل: يا أمير المؤمنين، أرأيت لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله ترك ولدا ذكرا قد بلغ الحلم، وآنس منه الرشد، أكانت العرب تسلم إليه؟ أمرها قال: لا، بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلت، أن العرب كرهت أمر محمد صلى الله عليه وسلم وحسدته على ما آتاه الله من فضله، واستطالت أيامه حتى قذفت زوجته، ونفرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها، وجسيم مننه عندها، وأجمعت مذ كان حيا على صرف الامر عن أهل بيته بعد موته، ولولا أن قريشا جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة، وسلما إلى العز والإمرة، لما عبدت الله بعد موته يوما واحدا)
شرح النهج لابن أبي الحديد، ج20 ص 298 إن الذي يراجع حياة الأئمة يلحظ هذا الأمر، فقد قتل الأمويون الحسين وعلي بن الحسين والباقر ع ، وكان العباسيون يرصدون الإمام جعفر الصادق لمعرفة من سيعين بعده ليقتلوه، فأوصى إلى خمسة أحدهم الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، لئلا يتمكنوا من معرفة وصيه! وحين علم هارون بأن الأموال تجبى لموسى بن جعفر ع، سجنه 15 عاما وقتله في سجنه، وهكذا سائر الأئمة ع، تم قتلهم من قبل الخلفاء بعد مدة بالرغم من عدم ذكر اسمائهم، فهل كان سينفعهم ذكر اسمائهم في القرآن لمنع القتل عنهم ؟ ــــ لو ذُكرت أسماء الأئمة في القرآن، لقام بعض الظالمين من الطامعين بالحكم بتسمية نفسه أو أبنائه بتلك الأسماء زورا، ليضللوا الناس ويخدعوهم ويصلوا إلى هدفهم، ولهذا كان ذكرُ مواصفات الأئمة أفضل من ذكر أسمائهم. ــــ لقد ذكر الله اسم أحد الصحابة في القرآن وهو زيد، قال تعالى : ( فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها)
سورة الأحزاب، 37 . وقد كان هناك عشرات الأشخاص بين الصحابة يحملون هذا الإسم، منهم : زيد بن أرقم، زيد بن إساف، زيد بن حارثة، زيد بن خارجة ... وقد بلغ عدد من اسمه زيد في موسوعة ابن حجر
( الاصابة) 113 صحابيا، راجع ج2 ص 487ـ518 . فلا يكفي ذكر الاسماء لمعرفة المقصود من الاسم، ولا بد من الرجوع إلى السنة النبوية لفهم الأمر على حقيقته، وقد نصت السنة النبوية بشكل صريح على الامام من بعد النبي يوم الغدير . ــــ لا يكفي ذكر الأسماء في القرآن لبيان الأمر جليا، وقد يؤدي هذا إلى الاختلاف وتأويل النصوص وحرف معناها . قال ابن حزم : (وهل اختلف الناس إلا في المنصوصات . والله العظيم - قسما برا - ما اختلف اثنان قط فصاعدا في شئ من الدين إلا في منصوص بين في القرآن والسنة ، فمن قائل : ليس عليه العمل ، ومن قائل : هذا تلقى بخلاف ظاهره ، ومن قائل : هذا خصوص ، ومن قائل : هذا منسوخ . ومن قائل : هذا تأويل)
الاحكام ، ج 7 - ص 987 - 988 ــــ من المعلوم أن اسم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان مذكورا في التوراة والإنجيل، والقارىء اليوم لهما لا يجد اسمه، قد يقول قائل لأنهم حرفوهما، أقول : فكذلك الله لم يذكر اسم علي ع والأئمة حتى لا تُحرف الأمة أسماءهم، فيُحرف القرآن الذي أراد الله أن يبقى محفوظا ضمن أسباب طبيعية، قد يقال : ألا يقدر الله على حفظ قرآنه، فتبقى أسماء واضحة؟ فنقول : ألم يقدر الله على حفظ التوراة والأنجيل من التحريف فيبقى اسم النبي صريحا وحجة على أهل الكتاب ليؤمنوا به ؟! ـــ يمكن نقض الاشكال المذكور ورده على صاحبه بالقول إن البعض قد جعل الامامة من أعظم واجبات الدين ومن أصوله وأركانه، فلماذا لم يعين الله إماما بعد النبي إن كانت من أصوله وأركانه وأمرها عظيم كما ذكروا ؟! قال ابن تيمية : (يجِبُ أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ وِلَايَةَ أَمْرِ النَّاسِ مِنْ أَعْظَمِ وَاجِبَاتِ الدِّينِ ؛ بَلْ لَا قِيَامَ لِلدِّينِ وَلَا لِلدُّنْيَا إلَّا بِهَا )
مجموعة الفتاوى ، ج 28 - ص 390 وقال أبو حيان الأندلسي : (قد ذكر بعض المفسرين هنا أحكام الإمامة الكبرى ، وإن كان موضوعها أصول الدين)
تفسير البحر المحيط ، ج 1 - ص 550 وقال القرطبي عن الإمامة العظمى : (فدل على وجوبها وأنها ركن من أركان الدين الذي به قوام المسلمين)
الجامع لأحكام القرآن ، ج 1 - ص 265 وتعد الإمامة عند القاضي المفسر البيضاوي من أعظم مسائل أصول الدين الذي مخالفته توجب الكفر والبدعة.
نقل كلامه السيد المرعشي في شرح إحقاق الحق، ج 2 - ص 307 وقد ذهب البعض إلى تكفير من لا يقول بخلافة أبي بكر. قال ابن حجر : ( فمذهب أبي حنيفة رضي الله عنه أن من أنكر خلافة الصديق أو عمر فهو كافر على خلاف حكاه بعضهم وقال الصحيح أنه كافر والمسالة مذكورة في كتبهم في الغاية للسروجي والفتاوى الظهيرية والأصل لمحمد بن الحسن وفي الفتاوى البديعية فإنه قسم الرافضة إلى كفار وغيرهم وذكر الخلاف في بعض طوائفهم وفيمن أنكر إمامة أبي بكر وزعم ان الصحيح أنه يكفر و في المحيط أن محمدا لا يجوز الصلاة خلف الرافضة ثم قال لأنهم أنكروا خلافة أبي بكر وقد اجتمعت الصحابة على خلافته و في الخلاصة من كتبهم أن من أنكر خلافة الصديق فهو كافر)
الصواعق المحرقة ، ج 1 - ص 138 وقال محمد أنور شاه : ( والأكثر على تكفير منكر خلافة الشيخين...)
إكفار الملحدين في ضروريات الدين ص51-52 فلماذا لم يذكر الله خلافته في القرآن ما دام منكرها كافر يخرج من الدين؟
وإن قيل إن الأمر شورى كما زعموا، فلماذا لم يبين القرآن معالم هذه الشورى وحدودها ؟ لماذا لا نجد حديثا واحدا يوضح أمر الشورى ويبينه ؟ !
بقلم الأخ مروان خليفات
سألني أحد الأحبة، عن السر في عدم ذكر القرآن صراحة إمامة أهل البيت ع وأسماءهم الأثني عشر. وهذا السؤال من الشبهات التي تطرح كثيرا ، وقد يصيغون السؤال بصورة اخرى .
لو كانت امامة اهل البيت من اركان الدين وأسسه فلماذا لم يذكرها الله في قرآنه، ولماذا لم يذكر أسماء الأئمة بنص صريح؟ الجواب : الصلاة من أركان الدين، والله ذكر في قرآنه أصل الصلاة ولم يذكر تفاصيلها، فقال : (وأقيموا الصلاة )
البقرة، 43 والامامة ركن من أركان الدين فذكر الله أصل الإمامة وأنها بجعل وعهد منه ولم يذكر تفاصيلها، قال تعالى : ( إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)
البقرة، 124 وقال تعالى : (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات) الأنبياء، 73
وقال تعالى : ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا غ– وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )
السجدة، 24 إن الصوم كذلك من أركان الدين وذُكر في القرآن، وتفاصيل أحكامه موكول للسنة وتفاصيل أحكام الصلاة موكول للسنة. قال تعالى : (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزل إليهم) .
النحل، 44 فلا يصح ان نقول ان صلاة العشاء وهي اربع ركعات ليست موجودة في القران!! فهذا سؤال خاطئ. ــــ من المعلوم أن فاطمة ع افضل من مريم ع ولم يذكر اسمها في القرآن، ومريم ذكر اسمها 34 مرة، فهل يجوز أن نعترض لماذا لم يذكر الله اسم فاطمة ع بالرغم من أنها سيدة نساء العالمين وأنها أفضل من مريم ع ؟. ـــــ لو ذُكرت أسماء الأئمة في القرآن فقد يؤدي هذا لارتداد الناس في حياة النبي، فحين أراد النبي ان يكتب للناس كتابا لن يضلوا بعده، قالوا حسبنا كتاب الله، بل تتفق مصادر المسسلمين على أن قسما من المنافقين أرادوا قتل النبي والتخلص منه، فكيف لو كان اسم خليفته مذكورا في القرآن صريحا، لن يتوانوا حينها عن قتله أيضا، أما ذكر اسمه في السنة ، فيمكن تأويل النص أو التخلص منه بمنع تدوينها وحرقها، ومعاقبة من يرويها ! . لعل من الأسباب في عدم ذكره أسمائهم عليهم السلام، أن القرآن كان ينزل ومعه تأويله، فكانت أسماء الائمة ع مذكورة في التأويل ، وكان بعض الصحابة يكتبون القرآن وبجنب كل آية تأويلها، كقرآن علي ع الذي رفض الصحابة أن يأخذوه ويعتمدوه، قال ابن جزي في كتابه التسهيل: ج1 ص6 : ( وكان القرآن على عهد رسول الله متفرقاً في الصحف وفي صدور الرجال ، فلما توفي رسول الله قعد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بيته فجمعه على ترتيب نزوله ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير ، ولكنه لم يوجد) وفي أحاديث أهل البيت ع أن اسماءهم كان ضمن التأويل في قرآن علي، والتحريف ناظر لهذا المعنى، وليس لنص القرآن المتفق عليه . على أن النصوص الروائية تذكر أن النبي بشر بهم وذكر أسماءهم، وتناقل هذه النصوص الخاصة من أتباع أهل البيت ع، كسلمان وأبي الطفيل عامر بن وائلة، وسليم بن قيس، وبقيت هذه النصوص تتناقل بين خواص الأئمة ولا يذيعونها أمام الملأ حرصا على حياة الأئمة ع. ـــــ لو ذُكرت اسماء الأئمة ففيه خطرٌ على حياتهم وسيترصدهم الظالمون الذي استولوا على الحكم ليقتلوهم، هم وذريتهم. قال علي ع كما في نهج البلاغة : ( اللهم إني استعديك على قريش، فإنهم أضمروا لرسولك صلى الله عليه وآله ضروبا من الشر والغدر، فعجزوا عنها، وحلت بينهم وبينها، فكانت الوجبة بي، والدائرة على. اللهم احفظ حسنا وحسينا، ولا تمكن فجرة قريش منهما ما دمت حيا، فإذا توفيتني فأنت الرقيب عليهم، وأنت على كل شئ شهيد.
قال له قائل: يا أمير المؤمنين، أرأيت لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله ترك ولدا ذكرا قد بلغ الحلم، وآنس منه الرشد، أكانت العرب تسلم إليه؟ أمرها قال: لا، بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلت، أن العرب كرهت أمر محمد صلى الله عليه وسلم وحسدته على ما آتاه الله من فضله، واستطالت أيامه حتى قذفت زوجته، ونفرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها، وجسيم مننه عندها، وأجمعت مذ كان حيا على صرف الامر عن أهل بيته بعد موته، ولولا أن قريشا جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة، وسلما إلى العز والإمرة، لما عبدت الله بعد موته يوما واحدا)
شرح النهج لابن أبي الحديد، ج20 ص 298 إن الذي يراجع حياة الأئمة يلحظ هذا الأمر، فقد قتل الأمويون الحسين وعلي بن الحسين والباقر ع ، وكان العباسيون يرصدون الإمام جعفر الصادق لمعرفة من سيعين بعده ليقتلوه، فأوصى إلى خمسة أحدهم الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، لئلا يتمكنوا من معرفة وصيه! وحين علم هارون بأن الأموال تجبى لموسى بن جعفر ع، سجنه 15 عاما وقتله في سجنه، وهكذا سائر الأئمة ع، تم قتلهم من قبل الخلفاء بعد مدة بالرغم من عدم ذكر اسمائهم، فهل كان سينفعهم ذكر اسمائهم في القرآن لمنع القتل عنهم ؟ ــــ لو ذُكرت أسماء الأئمة في القرآن، لقام بعض الظالمين من الطامعين بالحكم بتسمية نفسه أو أبنائه بتلك الأسماء زورا، ليضللوا الناس ويخدعوهم ويصلوا إلى هدفهم، ولهذا كان ذكرُ مواصفات الأئمة أفضل من ذكر أسمائهم. ــــ لقد ذكر الله اسم أحد الصحابة في القرآن وهو زيد، قال تعالى : ( فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها)
سورة الأحزاب، 37 . وقد كان هناك عشرات الأشخاص بين الصحابة يحملون هذا الإسم، منهم : زيد بن أرقم، زيد بن إساف، زيد بن حارثة، زيد بن خارجة ... وقد بلغ عدد من اسمه زيد في موسوعة ابن حجر
( الاصابة) 113 صحابيا، راجع ج2 ص 487ـ518 . فلا يكفي ذكر الاسماء لمعرفة المقصود من الاسم، ولا بد من الرجوع إلى السنة النبوية لفهم الأمر على حقيقته، وقد نصت السنة النبوية بشكل صريح على الامام من بعد النبي يوم الغدير . ــــ لا يكفي ذكر الأسماء في القرآن لبيان الأمر جليا، وقد يؤدي هذا إلى الاختلاف وتأويل النصوص وحرف معناها . قال ابن حزم : (وهل اختلف الناس إلا في المنصوصات . والله العظيم - قسما برا - ما اختلف اثنان قط فصاعدا في شئ من الدين إلا في منصوص بين في القرآن والسنة ، فمن قائل : ليس عليه العمل ، ومن قائل : هذا تلقى بخلاف ظاهره ، ومن قائل : هذا خصوص ، ومن قائل : هذا منسوخ . ومن قائل : هذا تأويل)
الاحكام ، ج 7 - ص 987 - 988 ــــ من المعلوم أن اسم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان مذكورا في التوراة والإنجيل، والقارىء اليوم لهما لا يجد اسمه، قد يقول قائل لأنهم حرفوهما، أقول : فكذلك الله لم يذكر اسم علي ع والأئمة حتى لا تُحرف الأمة أسماءهم، فيُحرف القرآن الذي أراد الله أن يبقى محفوظا ضمن أسباب طبيعية، قد يقال : ألا يقدر الله على حفظ قرآنه، فتبقى أسماء واضحة؟ فنقول : ألم يقدر الله على حفظ التوراة والأنجيل من التحريف فيبقى اسم النبي صريحا وحجة على أهل الكتاب ليؤمنوا به ؟! ـــ يمكن نقض الاشكال المذكور ورده على صاحبه بالقول إن البعض قد جعل الامامة من أعظم واجبات الدين ومن أصوله وأركانه، فلماذا لم يعين الله إماما بعد النبي إن كانت من أصوله وأركانه وأمرها عظيم كما ذكروا ؟! قال ابن تيمية : (يجِبُ أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ وِلَايَةَ أَمْرِ النَّاسِ مِنْ أَعْظَمِ وَاجِبَاتِ الدِّينِ ؛ بَلْ لَا قِيَامَ لِلدِّينِ وَلَا لِلدُّنْيَا إلَّا بِهَا )
مجموعة الفتاوى ، ج 28 - ص 390 وقال أبو حيان الأندلسي : (قد ذكر بعض المفسرين هنا أحكام الإمامة الكبرى ، وإن كان موضوعها أصول الدين)
تفسير البحر المحيط ، ج 1 - ص 550 وقال القرطبي عن الإمامة العظمى : (فدل على وجوبها وأنها ركن من أركان الدين الذي به قوام المسلمين)
الجامع لأحكام القرآن ، ج 1 - ص 265 وتعد الإمامة عند القاضي المفسر البيضاوي من أعظم مسائل أصول الدين الذي مخالفته توجب الكفر والبدعة.
نقل كلامه السيد المرعشي في شرح إحقاق الحق، ج 2 - ص 307 وقد ذهب البعض إلى تكفير من لا يقول بخلافة أبي بكر. قال ابن حجر : ( فمذهب أبي حنيفة رضي الله عنه أن من أنكر خلافة الصديق أو عمر فهو كافر على خلاف حكاه بعضهم وقال الصحيح أنه كافر والمسالة مذكورة في كتبهم في الغاية للسروجي والفتاوى الظهيرية والأصل لمحمد بن الحسن وفي الفتاوى البديعية فإنه قسم الرافضة إلى كفار وغيرهم وذكر الخلاف في بعض طوائفهم وفيمن أنكر إمامة أبي بكر وزعم ان الصحيح أنه يكفر و في المحيط أن محمدا لا يجوز الصلاة خلف الرافضة ثم قال لأنهم أنكروا خلافة أبي بكر وقد اجتمعت الصحابة على خلافته و في الخلاصة من كتبهم أن من أنكر خلافة الصديق فهو كافر)
الصواعق المحرقة ، ج 1 - ص 138 وقال محمد أنور شاه : ( والأكثر على تكفير منكر خلافة الشيخين...)
إكفار الملحدين في ضروريات الدين ص51-52 فلماذا لم يذكر الله خلافته في القرآن ما دام منكرها كافر يخرج من الدين؟
وإن قيل إن الأمر شورى كما زعموا، فلماذا لم يبين القرآن معالم هذه الشورى وحدودها ؟ لماذا لا نجد حديثا واحدا يوضح أمر الشورى ويبينه ؟ !
بقلم الأخ مروان خليفات
تعليق