:: مِن الحَرَم الحُسَيني المُقَدَّس - مفاهيمٌ تربويّةٌ قيِّمَةٌ تُركِّزُ على التقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتجّنب الحسد والتكبّر والفساد والآثام - آثاراً وأخطارا ::
:1:- إنَّ التقوى هي وصيّة الأنبياء والأئمة المعصومين ، عليهم السلام ، وهي طريق النجاة من الضلال والتيه.
:2:- ينبغي بنا أن نتيّقنَ بأنَّ اللهَ تبارك وتعالى مُطلّعٌ علينا دوماً – يُراقبُ أعمالنا ويحصي علينا – وهذا ما يستدعي الشعور بذلك منهجاً وسلوكا – وإنَّ الجهة العُليا الغيبيّة التي تلحظُ كلَّ ما يصدرُ منّا تهدفُ إلى تقويم سلوكنا وإصلاحنا.
:3:- إنَّ من الضروري أن يفهمَ الإنسان بأنّه في بعض الحالات لا يعرف مصلحته لو خلا بها ونفسه ، فقد يقتنع
بفكرة ما وسرعان ما يتركها – مما اقتضى ذلك أن يهتدي بالمعاني القيّمة ومنها مُلازمة الإمام المعصوم و التقوى
ليرى طريقه واضحاً ومستقيماً ، بل وينجو .
:4:- إنَّ صياغة كلام النبي الأكرم والأئمة المعصومين( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) بصورة الدعاء وتعاملنا معها ليست من باب التعامل بمعاملة كماليّة ، بل التعامل بمعاملة ضروريّة تصبُ في مصلحتنا وصلاحنا شخصيّا واجتماعيّاً.
:5:- لنلاحظ أنَّ الفقيه عندما يأتي للقضية الفقهية في موضوعها وحكمها ويفتي مثلاً بحرمة الغيبة فهو يُلاحظُ الآثار السلبيّة للغيبة وضرورة تجنّبها بمقتضى التديّن القويم.
:6:- لقد باتت الكبائر تنخرُ في بُنيّةِ المجتمع بشكل تدريجي ، وإذا ما إنهار فجأة فلا يمكن تدارك ذلك فيما بعد ،
ولعلّ نكتة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتشديد عليها في الروايات الشريفة تكمن في هذا الغرض وهو الحفاظ
على كيان المجتمع من الفساد والهدم القيمي.
:7:- إنَّ ناقوس الخطر بدأ يدقُّ بقوّة في كيان الأمّة ، قال تعالى: ((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ))(41)الروم- ولنلاحظ بدقّة التعبير بالْبَرِّ وَالْبَحْرِ وهما من القضايا التكوينية – والفساد وهو من صنع الإنسان بمخالفاته للشرع والتكاليف( بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) –فإنَّ كسب الآثام له تأثير بليغ على بناء المجتمع بحيث يهدم القيّم تدريجيّاً وبغتة.
:8:- هناك تسارعٌ في عملية الانهيار وهدم القيم والتلبّس بقيم أخرى ، وسببُ ذلك وبحسب ما ورد في الحديث الشريف هو ( حبُّ الدنيا رأس كلِّ خطيئةٍ) – وقد يسمع الواحد منّا هذا الحديث مرّات ومرّات دون أن يلتفت إلى نفسه في محكّ الاختبار.
:9:- وعلى واقعة الطّف – كلُّ المسلمين يبكون على الإمام الحُسَين ، عليه السلام ،سيّد شباب أهل الجنّة – ولكن لماذا قُتِل ؟ هنا السؤال ؟ وما جريمته ( حاشاه ) ولا جريمة له – وإنّما قُتِل لأنَّ الطرف الآخر مُجرمٌ وأراد أن يزيلَ عقبة الدّين من أمامه لا أن يكون بدلاُ منه كإمام معصوم – لا وإنّما حبّ الدنيا دفعه لقتل الحسين ، بل ران على قلبه ما كسب – هو وأمثاله من الفراعنة.
:10:- قال الإمام زين العابدين ، عليه السلام ، في فقرات دعائه: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه ، وارْزُقْنِي سَلَامَةَ الصَّدْرِ مِنَ الْحَسَدِ حَتَّى لَا أَحْسُدَ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِكَ ، وحَتَّى لَا أَرَى نِعْمَةً مِنْ نِعَمِكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيَا أَوْ عَافِيَةٍ أَوْ تَقْوَى أَوْ سَعَةٍ أَوْ رَخَاءٍ إِلَّا رَجَوْتُ لِنَفْسِي أَفْضَلَ ذَلِكَ بِكَ ومِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ)
: الصحيفة السجاديّة:
وهنا يُحذّرُ الإمام ، عليه السلام ، من الحسد وهو من أخطر الأمراض النفسيّة التي تكمن في الصدور – ومصدر الحسد التكبّر – وضعف الثقة بالله سبحانه وسوء الظّن به- وقسوة القلوب والتي تجعل الإنسانَ يغفل عن يوم الهول الأكبر والحساب والجزاء – والذي ينبغي بالإنسان هنا أن يقيمَ العلاقة الحسنة مع خالقه وربّه لا أن يسيء ويتكبّر ويحسد ويذنب - بل عليه أن يخاف على نفسه من العاقبة والمصير الذي ينتظره – لأنَّ الإمام المعصوم عندما يتكلّم فهو يتكلّم بما فيه مصلحة الإنسان نفسه ، ولا يتكلّم عن فرد نادر ، بل يتكلّم عن الفرد الشائع من الإنسان في هذه الحياة الدنيا ،مّما يقتضي ذلك الالتفات والانتباه.
___________________________________________
أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمد الصافي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم - السادس من ذي القعدة الحرام ,1439 هجري ، العشرين من تموز ,2018م. ______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
______________________________________________
:1:- إنَّ التقوى هي وصيّة الأنبياء والأئمة المعصومين ، عليهم السلام ، وهي طريق النجاة من الضلال والتيه.
:2:- ينبغي بنا أن نتيّقنَ بأنَّ اللهَ تبارك وتعالى مُطلّعٌ علينا دوماً – يُراقبُ أعمالنا ويحصي علينا – وهذا ما يستدعي الشعور بذلك منهجاً وسلوكا – وإنَّ الجهة العُليا الغيبيّة التي تلحظُ كلَّ ما يصدرُ منّا تهدفُ إلى تقويم سلوكنا وإصلاحنا.
:3:- إنَّ من الضروري أن يفهمَ الإنسان بأنّه في بعض الحالات لا يعرف مصلحته لو خلا بها ونفسه ، فقد يقتنع
بفكرة ما وسرعان ما يتركها – مما اقتضى ذلك أن يهتدي بالمعاني القيّمة ومنها مُلازمة الإمام المعصوم و التقوى
ليرى طريقه واضحاً ومستقيماً ، بل وينجو .
:4:- إنَّ صياغة كلام النبي الأكرم والأئمة المعصومين( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) بصورة الدعاء وتعاملنا معها ليست من باب التعامل بمعاملة كماليّة ، بل التعامل بمعاملة ضروريّة تصبُ في مصلحتنا وصلاحنا شخصيّا واجتماعيّاً.
:5:- لنلاحظ أنَّ الفقيه عندما يأتي للقضية الفقهية في موضوعها وحكمها ويفتي مثلاً بحرمة الغيبة فهو يُلاحظُ الآثار السلبيّة للغيبة وضرورة تجنّبها بمقتضى التديّن القويم.
:6:- لقد باتت الكبائر تنخرُ في بُنيّةِ المجتمع بشكل تدريجي ، وإذا ما إنهار فجأة فلا يمكن تدارك ذلك فيما بعد ،
ولعلّ نكتة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتشديد عليها في الروايات الشريفة تكمن في هذا الغرض وهو الحفاظ
على كيان المجتمع من الفساد والهدم القيمي.
:7:- إنَّ ناقوس الخطر بدأ يدقُّ بقوّة في كيان الأمّة ، قال تعالى: ((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ))(41)الروم- ولنلاحظ بدقّة التعبير بالْبَرِّ وَالْبَحْرِ وهما من القضايا التكوينية – والفساد وهو من صنع الإنسان بمخالفاته للشرع والتكاليف( بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) –فإنَّ كسب الآثام له تأثير بليغ على بناء المجتمع بحيث يهدم القيّم تدريجيّاً وبغتة.
:8:- هناك تسارعٌ في عملية الانهيار وهدم القيم والتلبّس بقيم أخرى ، وسببُ ذلك وبحسب ما ورد في الحديث الشريف هو ( حبُّ الدنيا رأس كلِّ خطيئةٍ) – وقد يسمع الواحد منّا هذا الحديث مرّات ومرّات دون أن يلتفت إلى نفسه في محكّ الاختبار.
:9:- وعلى واقعة الطّف – كلُّ المسلمين يبكون على الإمام الحُسَين ، عليه السلام ،سيّد شباب أهل الجنّة – ولكن لماذا قُتِل ؟ هنا السؤال ؟ وما جريمته ( حاشاه ) ولا جريمة له – وإنّما قُتِل لأنَّ الطرف الآخر مُجرمٌ وأراد أن يزيلَ عقبة الدّين من أمامه لا أن يكون بدلاُ منه كإمام معصوم – لا وإنّما حبّ الدنيا دفعه لقتل الحسين ، بل ران على قلبه ما كسب – هو وأمثاله من الفراعنة.
:10:- قال الإمام زين العابدين ، عليه السلام ، في فقرات دعائه: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه ، وارْزُقْنِي سَلَامَةَ الصَّدْرِ مِنَ الْحَسَدِ حَتَّى لَا أَحْسُدَ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِكَ ، وحَتَّى لَا أَرَى نِعْمَةً مِنْ نِعَمِكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيَا أَوْ عَافِيَةٍ أَوْ تَقْوَى أَوْ سَعَةٍ أَوْ رَخَاءٍ إِلَّا رَجَوْتُ لِنَفْسِي أَفْضَلَ ذَلِكَ بِكَ ومِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ)
: الصحيفة السجاديّة:
وهنا يُحذّرُ الإمام ، عليه السلام ، من الحسد وهو من أخطر الأمراض النفسيّة التي تكمن في الصدور – ومصدر الحسد التكبّر – وضعف الثقة بالله سبحانه وسوء الظّن به- وقسوة القلوب والتي تجعل الإنسانَ يغفل عن يوم الهول الأكبر والحساب والجزاء – والذي ينبغي بالإنسان هنا أن يقيمَ العلاقة الحسنة مع خالقه وربّه لا أن يسيء ويتكبّر ويحسد ويذنب - بل عليه أن يخاف على نفسه من العاقبة والمصير الذي ينتظره – لأنَّ الإمام المعصوم عندما يتكلّم فهو يتكلّم بما فيه مصلحة الإنسان نفسه ، ولا يتكلّم عن فرد نادر ، بل يتكلّم عن الفرد الشائع من الإنسان في هذه الحياة الدنيا ،مّما يقتضي ذلك الالتفات والانتباه.
___________________________________________
أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى والتي ألقاهَا سَماحةُ السيّد أحمد الصافي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم - السادس من ذي القعدة الحرام ,1439 هجري ، العشرين من تموز ,2018م. ______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ -
______________________________________________
تعليق