اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دحو الأرض هو يوم 25من ذي القعدة اليوم الذي بسط الله تعالى فيه الأرض من تحت الكعبة على الماء، و قد أشار الله تعالى في آية 30 من سورة النازعات { وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)} [1]،كما أشار في آيات آخرى إلى بسط الأرض و مدها تمهيداً لسكنها،وقد ورد في فضل ليلة الخامس و العشرين و يومه العديد من الأحاديث،فهو من الأيام الأربعة التي خصت بالصيام.
معنى دحو الأرض
ورد دحو الأرض في عدة آيات، أبرزها قوله تعالى في سورة النازعات وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا .[1]،و دحو الأرض بمعنى بسطها ومدها، و دحاها أي: أزالها عن مقرها،وهو من قولهم:دحا المطر الحصى عن وجه الأرض، أي:جرفها.[2] المقصود بدحو الأرض أنّ الكرة الأرضية في بدايتها كانت مغمورة بمياه الأمطار الغزيرة التي هطلت عليها لفترة طويلة، إلّا أن تلك المياه تدريجياً استقرت في المنخفضات الأرضية،وبذلك تشكلت البحار و المحيطات،وعلت اليابسة على أطرافها وتوسعت تدريجياً[3]،وكانت مكة أول نقطة يابسة ظهرت من تحت الماء،حسب الأحاديث الإسلامية.
رأي المفسرين
أشار الفخر الرازي في تفسيره،اولاً:أن الله تعالى خلق الأرض اولاً ثم خلق السماء ثانياً،ثم دحى الأرض بعد ذلك بمعنى بسطها،وذلك لأنها كانت أولاً كالكرة المجتمعة،ثم إن الله تعالى بسطها و مدها؛لما روى عن عبد الله بن عمر:خلق الله البيت قبل الأرض بألفي سنة،ومنه دحيت الأرض. ثانيأ:أن معنى قوله تعالى (دحاها) ليس مجرد البسط، بل المراد أنه بسطها بسطاً مهيأ لنبات الأقوات،وهذا هو المراد من قوله: (أخرج منها ماءها ومرعاها)؛وذلك لأن هذا الاستعداد لا يحصل للأرض إلا بعد وجود السماء فإن الأرض كالأم والسماء كالأب، ومالم يحصلا لم تتولد أولا المعادن و النباتات والحيوانات.ثالثاً: أن معنى قوله تعالى

وقدأشار الطبري في تفسيره إلى اختلاف المفسرين في معنى قوله تعالى

{وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30)}. .[1] إلا ماذكرنا.[6]
الأحاديث الواردة فيها
وردة روايات عديدة في دحو الأرض، منها:
عن أبي عبد الله الصادق أنّه قال

جاء عن أبي حمزة الثمالي قوله:قلت لأبي جعفر عليه السلام في المسجد الحرام:لأي شيء سماهُ اللهُ العتيق؟فقال: أنّه ليس من بيت وضعه الله على وجه الأرض إلّا له ربٌ وسكانٌ يسكنونه غير هذا البيت، فإنّه لا رب له إلّا الله عز وجل وهو الحرم. ثم قال: إن الله عز وجل خلقهُ قبلَ الأرض ثم خلقَ الأرض من بعدهِ فدحاها من تحته.[7]
عن الحسن بن علي الوشاء قال:كنت مع أبي وأنا غلام فتعشينا عند الرضا عليه السلام ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة فقال: ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم وولد فيها عيسى بن مريم عليهما السلام،وفيها دحيت الأرض من تحت الكعبة،وأيضاً خصلة لم يذكرها أحد فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين شهراً.[8]
أعمال يوم دحو الأرض
فضله
رؤي عن علي بن أبي طالب قوله

الغسل
استحباب صومه،لما جاء في الرويات أن صوم الخامس و العشرين من شهر ذي القعدة يعدل صوم ستين شهراً.
صلاة ركعتين عند الضحى يقرأ فيها سورة الحمد مرة و سورة الشمس خمس مرات،ويقول بعد الإنتهاء من الصلاة: لا حول ولا قوةَ إلاّ بالله العليِّ العظيم. ثم يدعو ويقول:يامُقيلَ العثرات أقِلنِي عثرَتي،يا مُجيب الدعوات أجِب دعْوَتي،يا سامِعَ الأصوات اسْمَعْ صَوتي،وارحمْنِي وَتَجاوز عن سيئاتي،وما عِنْدِي يا ذَا الجَلالِ والإكْرام.
جاء في مصباح المتهجد أنّه يستحب أن يدعى بهذا الدعاء في هذا اليوم

تعليق