إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ولادة الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام).

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ولادة الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام).

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف





    ولادة الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام).


    تاريخ ولادته (عليه السلام) ومكانها


    15 شعبان 255ﻫ، مدينة سامرّاء، العراق.


    ليلة ولادته (عليه السلام)


    قالت السيّدة حكيمة ـ بنت الإمام الجواد وأُخت الإمام الهادي وعمّة الإمام العسكري (عليهم السلام) ـ: دخلت يوماً على أبي محمّد (عليه السلام)، فقال: «يا عمّة بيتي عندنا الليلة، فإنّ الله سيظهر الخلف فيها».


    قلت: وممّن؟ قال: «من نرجس»، قلت: فلست أرى بنرجس حملاً؟ قال: «يا عمّة إنّ مثلها كمثل أُمّ موسى لم يظهر حملها بها إلّا وقت ولادتها».


    فبتّ أنا وهي في بيت، فلمّا انتصف الليل صلّيت أنا وهي صلاة الليل، فقلت في نفسي: قد قرب الفجر ولم يظهر ما قال أبو محمّد، فناداني أبو محمّد (عليه السلام) من الحجرة: «لا تعجلي».


    فرجعت إلى البيت خجلة، فاستقبلتني نرجس وهي ترتعد، فضممتها إلى صدري، وقرأت عليها «قل هو الله أحد» و«إنّا أنزلناه»، وآية الكرسي، فأجابني الخلف من بطنها يقرأ كقراءتي.


    قالت: وأشرق نور في البيت، فنظرت فإذا الخلف تحتها ساجد لله تعالى إلى القبلة، فأخذته، فناداني أبو محمّد (عليه السلام) من الحجرة: «هلمّي بابني إليّ يا عمّة».


    قالت: فأتيته به، فوضع لسانه في فيه وأجلسه على فخذه، وقال: «انطق يا بني بإذن الله»، فقال: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنّ عَلَى الّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ، وصلّى الله على محمّد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء، والحسن والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعليّ بن موسى، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، والحسن بن عليّ أبي».


    قالت السيّدة حكيمة: وغمرتنا طيور خضر، فنظر أبو محمّد إلى طائر منها فدعاه، فقال له: «خذه واحفظه حتّى يأذن الله فيه، فإنّ الله بالغ أمره».


    قالت السيّدة حكيمة: قلت لأبي محمّد: ما هذا الطائر، وما هذه الطيور؟ قال: «هذا جبرئيل، وهذه ملائكة الرحمة».


    ثمّ قال: «يا عمّة ردّيه إلى أُمّه كي تقرّ عينها ولا تحزن، ولتعلم أنّ وعد الله حقّ، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون»، فرددته إلى أُمّه.


    قالت السيّدة حكيمة: ولمّا ولد كان نظيفاً مفروغاً منه، وعلى ذراعه الأيمن مكتوب: (جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) (1).


    الحكمة الإلهية


    اقتضت الحكمة الإلهية إخفاء ولادة هذا الوليد الجديد عن أعيُن العامّة - كما اقتضت من قبل إخفاء حمل وولادة النبيّ موسى (عليه السلام) - ليسلم من أذى ومُطاردة الحكّام الظالمين.


    كما اقتضت الحكمة الإلهية تغيّبه عن الناس - إلّا الخواص من شيعته - وجعل السفراء الأربعة لمدّة سبعين أو أكثر؛ لربط الأُمّة به تمهيداً للغيبة الكبرى التي لا يُعلم مقدارها، حتّى يعود لنا ذلك النور الإلهي ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً، وتلك هي حكمة الله البالغة في عباده.


    اتّفاق المسلمين عليه


    إنّ جميع المسلمين متّفقون على خروج الإمام المهدي (عليه السلام) في آخر الزمان، وأنّه من ولد علي وفاطمة (عليهما السلام)، وأنّ اسمه كاسم النبيّ (صلى الله عليه وآله)، والأخبار في ذلك متواترة عند الشيعة والسُنّة، إلّا أنّهم اختلفوا في أنّه هل وُلد أم سيُولد؟


    فالشيعة وجماعة من علماء أهل السنّة على أنّه مولود، وأنّه محمّد بن الحسن العسكري (عليهما السلام)، وأكثر أهل السنّة على أنّه لم يُولد بعد وسيُولد، والحقّ هو القول الأوّل.


    الأدلّة على ولادته (عليه السلام)


    أوّلاً: كثرة الأحاديث الواردة في ذلك:


    ألف ـ الأحاديث المتواترة عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) ـ من الإمام أمير المؤمنين علي إلى الإمام الحسن العسكري ـ تؤكّد وتشخّص ملامح شخصيته.


    ب ـ لقد أخبر الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) الكثير من أصحابه بأنّ له ولداً، وأنّه سمّاه محمّداً، ونصّ أنّه مهديّ هذه الأُمّة الموعود في آخر الزمان.


    فقد روي عن أبي هاشم الجعفري قال: «قلت لأبي محمّد (عليه السلام): جلالتك تمنعني من مسألتك، فتأذن لي أن أسألك؟ فقال: "سل"، قلت: يا سيّدي، هل لك ولد؟ فقال: "نعم".


    فقلت: فإن حدث بك حدث فأين اسأل عنه؟ قال: "بالمدينة"» (2).


    وعن محمّد بن عليّ بن بلال قال: «خرج إليَّ من أبي محمّد قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده، ثمّ خرج إليَّ من قبل مضيه بثلاثة أيّام يخبرني بالخلف من بعده» (3).


    وعن مهران القلانسي قال: «قلت للعمري: قد مضى أبو محمّد؟ فقال لي: قد مضى، ولكن خلّف فيكم من رقبته مثل هذه، وأشار بيده» (4).


    وعن عبد الله بن جعفر الحميري قال: «قلت لمحمّد بن عثمان العمري: إنّي أسألك سؤال إبراهيم ربّه جلّ جلاله حين قال: (رَبِّ أَرِني كَيفَ تُحْيي المَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلكِن لِيَطْمَئنّ قَلْبي)، فأخبرني عن صاحب هذا الأمر هل رأيته؟ قال: نعم، وله رقبه مثل ذي، وأشار بيده إلى عنقه» (5).


    وهناك روايات أُخرى كثيرة صريحة برؤية السفراء الأربعة كلّ في زمان وكالته للإمام المهدي (عليه السلام)، وكثير منها بمحضر من الشيعة.


    ثانياً: شهادة النساء:


    ألف ـ فقد صرّحت القابلة بولادة ورؤية الإمام المهدي (عليه السلام) ليلة مولده، وهي قد تولّت أمر السيّدة نرجس (عليها السلام) أُمّ الإمام المهدي (عليه السلام)، وكان ذلك بأمرٍ وبإذنٍ من والده الإمام العسكري (عليه السلام).


    والقابلة هي السيّدة حكيمة بنت الإمام الجواد (عليه السلام) وأُخت الإمام عليّ الهادي (عليه السلام) وعمّة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، والسيّدة حكيمة امرأة جليلة صادقة تقية ورعة.


    ب ـ المرأة العجوز التي أعانت السيّدة حكيمة في إجراء ولادة المولود الموعود (عليه السلام)، وفي أمرٍ كهذا لا يسمح أهل البيت (عليهم السلام) إلّا للنساء التقيّات المؤمنات.


    ومن تجرؤ من النساء أن تقوم بإجراء هذه الولادة في عهد أحد أعتى الطغاة إلّا أن تكون ثقة أمينة.


    ج ـ الخادمة التي رأت الإمام المنتظر (عليه السلام) مع إبراهيم بن عبدة النيشابوري.


    ثالثاً: مَن شهد برؤيته (عليه السلام):


    ألف ـ تمّ إحصاء مَن شاهد الإمام المهدي (عليه السلام) فبلغ ثلاثمئة وأربعة أشخاص.


    ب ـ لقد شهد برؤية الإمام المهدي (عليه السلام) جمع كثير، سواء مَن كان منهم في زمن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، أو بعد وفاته (عليه السلام).


    ولا يُعقل أن يتواطأ هذا العدد ويجتمع على الكذب، مع أنّهم من بلدان مختلفة. وها نحن نشير إلى أسماء بعض مَن رآه (عليه السلام) وكان وكيلاً للإمام العسكري (عليه السلام):


    فمن بغداد: العمري، وابنه، وحاجز، والبلالي، والعطّار.


    ومن الكوفة: العاصمي.


    ومن أهل الأهواز: محمّد بن إبراهيم بن مهزيار.


    ومن أهل قم: أحمد بن إسحاق.


    ومن أهل همدان: محمّد بن صالح.


    ومن أهل الري: البسامي، والأسدي «محمّد بن أبي عبد الله الكوفي».


    ومن أهل آذربيجان: القاسم بن العلاء.


    ومن أهل نيسابور: محمّد بن شاذان.


    ومَن رآه (عليه السلام) ولم يكن وكيلاً للإمام العسكري (عليه السلام).


    فمن أهل بغداد: أبو القاسم بن أبي حُليس، وأبو عبد الله الكندي، وأبو عبد الله الجنيدي، وهارون القزّاز، والنيلي، وأبو القاسم بن دبيس، وأبو عبد الله بن فروخ، ومسرور الطبّاخ مولى أبي الحسن (عليه السلام)، وأحمد ومحمّد ابنا الحسن، وإسحاق الكاتب من بني نوبخت، وغيرهم.


    ومن همدان: محمّد بن كشمرد، وجعفر بن حمدان، ومحمّد بن هارون بن عمران.


    ومن الدينور: حسن بن هارون، وأحمد بن أُخية، وأبو الحسن.


    ومن إصفهان: ابن باشاذالة.


    ومن الصيمرة: زيدان.


    ومن قم: الحسن بن النضر، ومحمّد بن محمّد، وعليّ بن محمّد بن إسحاق وأبوه، والحسن بن يعقوب.


    ومن أهل الري: القاسم بن موسى وابنه، وأبو محمّد بن هارون، وعليّ بن محمّد، ومحمّد بن محمّد الكليني، وأبو جعفر الرفّاء.


    ومن قزوين: مرداس، وعليّ بن أحمد.


    ومن نيسابور: محمّد بن شعيب بن صالح.


    ومن اليمن: الفضل بن يزيد، والحسن بن الفضل بن يزيد، والجعفري، وابن الأعجمي، وعليّ بن محمّد الشمشاطي.


    ومن مصر: أبو رجاء، وغيره.


    ومن نصيبين: أبو محمّد الحسن بن الوجناء النصيبي.


    كما ذُكر أيضاً مَن رأوه (عليه السلام) من أهل شهرزور، والصيمرة، وفارس، وقابس، ومرو.


    رابعاً: النقل التاريخي:


    لقد اتّفق الكثير من العلماء ومن المحدّثين ـ من أقطار متفرّقة ـ على تثبيت تاريخ ولادته الشريفة، كالمالكي والشافعي والحنفي والحنبلي. إضافة إلى اتّفاق الشيعة الإمامية كلّهم على مولده الشريف (عليه السلام). وفي كلّ هذا يكون التواطؤ على الكذب محالاً.


    ولا بأس بذكر بعض الاعترافات التي ذكرها بعض أعلام السنّة بأقلامهم بولادة الإمام المهدي (عليه السلام):


    1ـ ابن الأثير الجزري (ت 630ﻫ)، قال في كتابه (الكامل في التاريخ) في حوادث سنة (260ﻫ): «وفيها تُوفّي أبو محمّد العلوي العسكري، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر على مذهب الإمامية، وهو والد محمّد الذي يعتقدونه المنتظر».


    2ـ ابن خلكان (ت 681ﻫ)، قال في (وفيات الأعيان): «أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري بن عليّ الهادي بن محمّد الجواد المذكور قبله، ثاني عشر الأئمّة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية، المعروف بالحجّة... كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين». ثمّ نقل عن المؤرّخ الرحّالة ابن الأزرق الفارقي (ت 577ﻫ) أنّه قال في تاريخ ميافارقين: «إنّ الحجّة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وخمسين ومئتين، وقيل: في ثامن شعبان سنة ستّ وخمسين، وهو الأصح».


    3ـ الذهبي (ت 748ﻫ) اعترف بولادته (عليه السلام) في ثلاثة من كتبه، ولم نتتبّع كتبه الأُخرى.


    قال في كتابه (العبر): «وفيها ـ أي: في سنة 256ﻫ ـ ولد محمّد بن الحسن بن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني، أبو القاسم، الذي تلقّبه الرافضة الخلف الحجّة، وتلقّبه بالمهدي والمنتظر، وتلقّبه بصاحب الزمان، وهو خاتمة الاثني عشر».


    وقال في تاريخ (دول الإسلام) في ترجمة الإمام الحسن العسكري: «الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا بن موسى بن جعفر الصادق، أبو محمّد الهاشمي الحسيني، أحد أئمّة الشيعة الذي تدّعي الشيعة عصمتهم، ويُقال له: الحسن العسكري؛ لكونه سكن سامرّاء، فإنّها يُقال لها العسكر، وهو والد منتظر الرافضة، تُوفّي إلى رضوان الله بسامرّاء في ثامن ربيع الأوّل، سنة ستّين ومئتين، وله تسع وعشرون سنة، ودُفن إلى جانب والده.


    وأمّا ابنه محمّد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجّة، فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل سنة ستّ وخمسين».


    وقال في (سير أعلام النبلاء): «المنتظر الشريف أبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري بن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن زين العابدين عليّ بن الحسين الشهيد ابن الإمام عليّ بن أبي طالب، العلوي الحسيني، خاتمة الاثني عشر سيّداً».


    4ـ ابن الوردي (ت 749ﻫ)، قال في ذيل تتمّة المختصر المعروف بـ (تاريخ ابن الوردي): «ولد محمّد بن الحسن الخالص، سنة خمس وخمسين ومئتين».


    5ـ أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي (ت 974ﻫ)، قال في كتابه (الصواعق المحرقة) في آخر الفصل الثالث من الباب الحادي عشر ما هذا نصّه: «أبو محمّد الحسن الخالص، وجعل ابن خلكان هذا هو العسكري، ولد سنة اثنتين وثلاثين ومئتين... مات بسُرّ مَن رأى، ودُفن عند أبيه وعمّه، وعمره ثمانية وعشرون سنة، ويُقال: إنّه سُمّ أيضاً، ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمّد الحجّة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن أتاه الله فيها الحكمة، ويُسمّى القائم المنتظر، قيل: لأنّه سُتِرَ بالمدينة، وغاب فلم يُعرف أين ذهب».


    6ـ الشبراوي الشافعي (ت 1171ﻫ)، صرّح في كتابه (الإتحاف) بولادة الإمام المهدي محمّد بن الحسن العسكري(عليهما السلام) في ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين من الهجرة.


    7ـ مؤمن بن حسن الشبلنجي (ت 1308ﻫ)، اعترف في كتابه (نور الأبصار) باسم الإمام المهدي ونسبه الشريف الطاهر وكنيته وألقابه، في كلام طويل إلى أن قال: «وهو آخر الأئمّة الاثني عشر على ما ذهب إليه الإمامية»، ثمّ نقل عن تاريخ ابن الوردي ما تقدّم برقم 4.


    8ـ خير الدين الزركلي (ت 1396ﻫ)، قال في كتابه (الأعلام) في ترجمة الإمام المهدي المنتظر: «محمّد بن الحسن العسكري الخالص بن عليّ الهادي أبو القاسم، آخر الأئمّة الاثني عشر عند الإمامية... ولد في سامرّاء، ومات أبوه وله من العمر خمس سنين... وقيل في تاريخ مولده: ليلة نصف شعبان سنة 255، وفي تاريخ غيبته: سنة 265ﻫ».


    خامساً: مراقبة السلطة:


    كانت حياة الإمام العسكري (عليه السلام) قد امتدّت في حكم ثلاثة من خلفاء الجور من بني العباس، هم: المعتز (ت 255ﻫ)، والمهتدي (ت 256ﻫ)، والمعتمد (ت 279ﻫ)، وكان المعتمد العبّاسي أشدّ أُولئك حسداً وبطشاً لأهل بيت النبوّة(عليهم السلام).


    وعرف هؤلاء من أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) وجود المهدي المنتظر (عليه السلام)، وأنّه من أولاد الإمام عليّ وفاطمة (عليهما السلام)، وأنّه الإمام الثاني عشر لأئمّة أهل بيت العصمة (عليهم السلام)، وسيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً.


    ولكلّ ذلك بذل المعتمد جهده في المراقبة والبحث عنه لقتله؛ حتّى لا يُزال سلطانه وأمانه، ولذا قد أمر شرطته بخطوة خبيثة منه بعد قتل الإمام العسكري (عليه السلام)، بتفتيش دار الإمام العسكري (عليه السلام) تفتيشاً دقيقاً للعثور على الإمام المهدي (عليه السلام).


    وحبس جواري الإمام العسكري (عليه السلام) واعتقل حلائله، وقد بثّ القابلات للبحث عمّن لديهنّ حمل، أو مراقبتهنّ لأمر الحمل، حتّى بقيت هنالك امرأة مراقبة لمدّة سنتين!


    لقد علم حكّام الجور بأن هذا الصبي سيدكّ مضاجعهم، وكان وجوده يهزّ عروشهم، على الرغم من أنّه (عليه السلام) لم يتجاوز الخامسة من عمره الشريف، بل لكونه الإمام الثاني عشر من أئمّة الهدى والحقّ، وقد أوضحت الأحاديث دوره(عليه السلام) في التصدّي للظلم والظالمين بكلّ وضوح.


    سادساً: اعتراف أهل السنّة:


    لقد ربت اعترافات أهل السنّة بولادته (عليه السلام) الميمونة على مئة اعتراف واضح في ذلك، وخصوصاً فقهائهم ومحدّثيهم ومفسّريهم ومؤرّخيهم ومحقّقيهم وأُدبائهم.


    ولسنا بحاجة إلى ما يبيّن ولادة الإمام المهدي ويثبتها تاريخياً بعد أن عرفنا اتّفاق كلمة المسلمين على أنّه من أهل البيت، وأنّ ظهوره يكون في آخر الزمان.


    وهذا يعني أنّ البحث عن ولادة الإمام المهدي وبيان ثبوتها شرعاً بحث غير طبيعي لولا وجود بعض الملابسات التاريخية حول ولادته (عليه السلام)، كادّعاء عمّه جعفر الكذّاب بعدم وجود خلفٍ لأخيه العسكري (عليه السلام).


    وقيام السلطة الحاكمة بتسليم تركة الإمام العسكري بعد وفاته لأخيه جعفر الكذّاب أخذاً بادّعائه الباطل، فيما رواه علماء الشيعة الإمامية أنفسهم، ولم يروه غيرهم قطّ إلّا من طرقهم، وفي هذا وحده كفاية للمنصف المتدبّر، إذ كيف يروي الشيعة أمراً ويعتقدون بخلافه لو لم يثبت لهم زيف هذا الأمر وبطلانه؟!


    ولأجل هذا نقول: إنّ ولادة أيّ إنسان في هذا الوجود تثبت بإقرار أبيه، وشهادة القابلة، وان لم يره أحد قطّ غيرهما، فكيف لو شهد المئات برؤيته، واعترف المؤرّخون بولادته، وصرّح علماء الأنساب بنسبه، وظهر على يديه ما عرفه المقرّبون إليه، وصدرت منه وصايا وتعليمات، ونصائح وإرشادات، ورسائل وتوجيهات، وأدعية وصلوات، وأقوال مشهورة، وكلمات مأثورة، وكان وكلاؤه معروفين، وسفراؤه معلومين، وأنصاره في كلّ عصر وجيل بالملايين.


    اعترافات علماء الأنساب بولادته (عليه السلام)


    لا شكّ في أنّ الرجوع إلى أصحاب كلّ فنّ ضرورة، والأولى بصدد ما نحن فيه هم علماء الأنساب، وإليك بعضهم:


    1ـ النسّابة الشهير أبو نصر سهل بن عبد الله بن داود بن سليمان البخاري من أعلام القرن الرابع الهجري، كان حيّاً سنة (341ﻫ)، وهو من أشهر علماء الأنساب المعاصرين لغيبة الإمام المهدي الصغرى التي انتهت سنة 329ﻫ.


    قال في (سرّ السلسلة العلوية): «وولد عليّ بن محمّد التقي (عليه السلام): الحسن بن عليّ العسكري (عليه السلام)، من أُمّ ولد نوبية تُدعى ريحانة، وولد سنة إحدى وثلاثين ومئتين، وقُبض سنة ستّين ومئتين بسامرّاء، وهو ابن تسع وعشرين سنة.


    وولد عليّ بن محمّد التقي (عليه السلام) جعفراً، وهو الذي تسمّيه الإمامية جعفر الكذّاب؛ وإنّما تسمّيه الإمامية بذلك لادّعائه ميراث أخيه الحسن (عليه السلام) دون ابنه القائم الحجّة (عليه السلام) لا طعن في نسبه».


    2ـ السيّد العمري النسّابة المشهور من أعلام القرن الخامس الهجري، قال ما نصّه: «ومات أبو محمّد (عليه السلام) وولده من نرجس (عليها السلام) معلوم عند خاصّة أصحابه، وثقات أهله، وسنذكر حال ولادته والأخبار التي سمعناها بذلك، وامتُحن المؤمنون بل كافّة الناس بغيبته، وشره جعفر بن عليّ إلى مال أخيه وحاله، فدفع أن يكون له ولد، وأعانه بعض الفراعنة على قبض جواري أخيه».


    3ـ الفخر الرازي الشافعي (ت 606ﻫ)، قال في كتابه (الشجرة المباركة في أنساب الطالبية) تحت عنوان: أولاد الإمام العسكري (عليه السلام) ما هذا نصّه: «أمّا الحسن العسكري الإمام(عليه السلام) فله ابنان وبنتان: أمّا الابنان، فأحدهما: صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، والثاني موسى درج في حياة أبيه. وأمّا البنتان: ففاطمة درجت في حياة أبيها، وأُمّ موسى درجت أيضاً».


    4ـ المروزي الأزورقاني (ت بعد سنة 614ﻫ)، فقد وصف في كتاب الفخري جعفر ابن الإمام الهادي في محاولته إنكار ولد أخيه بالكذّاب، وفيه أعظم دليل على اعتقاده بولادة الإمام المهدي.


    5ـ السيّد النسّابة أحمد بن عليّ الحسيني المعروف بابن عنبة (ت 828ﻫ)، قال في (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب): «أمّا علي الهادي فيلقّب العسكري؛ لمقامه بسُرّ مَن رأى، وكانت تُسمّى العسكر، وأُمّه أُمّ ولد، وكان في غاية الفضل ونهاية النبل، أشخصه المتوكّل إلى سُرّ مَن رأى، فأقام بها إلى أن تُوفّي، وأعقب من رجلين هما:


    الإمام أبو محمّد الحسن العسكري (عليه السلام)، وكان من الزهد والعلم على أمر عظيم، وهو والد الإمام محمّد المهدي صلوات الله عليه ثاني عشر الأئمّة عند الإمامية، وهو القائم المنتظر عندهم من أُمّ ولد اسمها نرجس.


    واسم أخيه أبو عبد الله جعفر الملقّب بالكذّاب؛ لادعائه الإمامة بعد أخيه الحسن».


    وقال في (الفصول الفخرية) ـ مطبوع باللغة الفارسية ـ ما ترجمته: «أبو محمّد الحسن الذي يُقال له العسكري، والعسكر هو سامرّاء، جلبه المتوكّل وأباه إلى سامرّاء من المدينة، واعتقلهما.


    وهو الحادي عشر من الأئمّة الاثني عشر، وهو والد محمّد المهدي (عليه السلام) ثاني عشرهم».


    6ـ النسّابة الزيدي السيّد أبو الحسن محمّد الحسيني اليماني الصنعاني، من أعيان القرن الحادي عشر.


    ذكر في المشجّرة التي رسمها لبيان نسب أولاد أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر (عليهم السلام)، وتحت اسم الإمام عليّ التقي المعروف بالهادي (عليه السلام)، خمسة من البنين وهم: الإمام العسكري، الحسين، موسى، محمّد، علي.


    وتحت اسم الإمام العسكري (عليه السلام) مباشرة كتب: «محمّد بن» وبإزائه: «منتظر الإمامية».


    7ـ محمّد أمين السويدي (ت 1246ﻫ)، قال في (سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب»: «محمّد المهدي: وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، وكان مربوع القامة، حسن الوجه والشعر، أقنى الأنف، صبيح الجبهة».


    8ـ النسّابة المعاصر محمّد ويس الحيدري السوري، قال في (الدرر البهية في الأنساب الحيدرية والأويسية) في بيان أولاد الإمام الهادي(عليه السلام): «أعقب خمسة أولاد: محمّد وجعفر والحسين والإمام الحسن العسكري وعائشة، فالحسن العسكري أعقب محمّد المهدي صاحب السرداب».


    ثمّ قال بعد ذلك مباشرة وتحت عنوان: الإمامان محمّد المهدي والحسن العسكري: «الإمام الحسن العسكري: ولد بالمدينة سنة 231ﻫ، وتُوفّي بسامرّاء سنة 260ﻫ، الإمام محمّد المهدي: لم يُذكر له ذرّية ولا أولاد له أبداً».


    ثمّ علّق في هامش العبارة الأخيرة بما هذا نصّه: «ولد في النصف من شعبان سنة 255ﻫ، وأُمّه نرجس، وُصِفَ فقالوا عنه: ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخد، أقنى الأنف، أشم، أروع، كأنّه غصن بان، وكأنّ غرّته كوكب دريّ، في خدّه الأيمن خال كأنّه فتات مسك على بياض الفضّة، وله وفرة سمحاء تطالع شحمة أُذنه، ما رأت العيون أقصد منه، ولا أكثر حسناً وسكينةً وحياءً».


    وبعد، فهذه هي أقوال علماء الأنساب في ولادة الإمام المهدي (عليه السلام)، وفيهم السنّي والزيدي إلى جانب الشيعي، وفي المثل: أهل مكّة أعرف بشعابها.


    ـــــــــــــــــ


    المصادر والأدلة:
    1. الخرائج والجرائح 1/455.
    2و3. الكافي 1/328.
    4. المصدر السابق 1/329.
    5. كمال الدين وتمام النعمة: 435.



    بقلم : محمد أمين نجف.


    ومع السلامة.

  • #2
    احسنتم النشر اخي خادم العباس
    وفقكم الله

    تعليق


    • #3
      اللهم عجل لوليك الفرج
      احسنتم ويبارك الله بكم

      متباركين
      مدد يامهدي​

      تعليق


      • #4
        السلام عليك يا مؤنس الإمام (عجّل الله فرجه)..
        الكاتب: الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي​
        في عقيدتنا - نحن الشيعة الإمامية الاثني عشرية - يشكِّل الإيمان بالغيب إحدى السمات البارزة لأتباع هذا المذهب المبارك، وتبدأ رحلتنا مع هذه العقيدة من بدايات الطريق في الاستدلال على كبرى المسائل العقائدية، فيدخل الإيمان بالغيب كعنصر رئيسي - بعد العقل والقرآن الكريم والسنة الشريفة وغيرها من عناصر الاستدلال -، فيلاحظ القارئ للمسائل الاعتقادية للطائفة الحقة أنّ أدقّ التفاصيل العقائدية في إثبات الذات الإلهية، وحقيقة العلم الإلهي، والإرادة مثلاً، تعتمد بشكل كبير على الإيمان بالغيب، وهكذا يتجلى الاعتماد على هذا العنصر المهم في بقية الأصول من العدل والنبوة والإمامة والمعاد، وبقية أحكام الدين إلّا بعد الإيمان بالغيب، كما ولا نعرف حقيقة إدارة الإمام (عجّل الله فرجه) لشؤون جميع الناس وعلى اختلاف لغاتهم وبلدانهم لولا الإيمان بالغيب، ويتجلى هذا العنصر وضوحاً إذا أجرينا جولة سريعة في مسائل المعاد وتفريعاته.
        فنحن نسير من بداية الطريق إلى آخره والإيمان بالغيب يرافقنا، ولا يمكن أن نتصور العقيدة الحقة بما تحمله من مسائل وتفصيلات دون هذا العنصر المهم.
        طريقنا لمعرفة الغيب ومعرفة بعض التفاصيل الموجودة في هذا العالم هو روايات أهل البيت (عليهم السلام)، ولا ندرك حقيقته بشكل كامل، فنحن لا ندرك كيف تلقى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) المعلومات الغيبية التي نقلها إلينا عن طريق أحاديثه الشريفة ودوّنتها الكتب، وكذلك نحن لا ندرك كيف يتلقى الأئمة (عليهم السلام) ما هو مودع في عالم الغيب ومن ثمة ينقلونه إلينا.
        في مسألة الإمامة - وبالأخص إمامة الإمام الثاني عشر من أهل البيت (عليهم السلام) - يبرز الإيمان بالغيب كأهمّ العناصر التي لا يمكن التخلي عنها لإثبات هذه العقيدة، فمسألة غيبته، وطول عمره، وإدارته للناس وللكون، بل وظهوره ونشره للعدل والقسط في ربوع الأرض، كلها مسائل تعتمد اعتماداً كبيراً على الإيمان بالغيب
        .
        فإيماننا بالغيب، وإيماننا بأنّ الأئمة (عليهم السلام) يتلقون ما فيه، وأنّهم معصومون ومسدَّدون في نقل هذه المعلومات إلينا، هو من أهم وأوضح السبل الموجب للتصديق والأخذ بما يصدر عنهم (عليهم السلام)، وقد نقلت لنا الروايات العديدة - وفي مختلف المجالات - جوانب من علم الغيب، ورغم أنّها نقلت لنا جملة من التفاصيل الدقيقة والجزئيات التفصيلية - مثل تفصيلات المعاد - إلّا أنّنا لازلنا لا ندرك ماهية وحقيقة الصراط والميزان والحساب وما شاكل من مفاهيم مرتبطة بالمعاد.
        وقد تحدّثت العديد من الروايات عن جملة من التفصيلات المرتبطة بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سواءً في كيفية ولادته أم ما يرتبط بأحداث غيبته الصغرى، وكيفية تواصله مع الناس بواسطة السفراء، أو مباشرة، وكذلك ما يكون في غيبته الكبرى، والتي تسبق ظهوره، وتحدّثت الروايات عن الكثير من تفاصيل ما بعد ظهوره، وكل هذا بالنسبة لنا غيب، فما تحقق منه لا نعرف كيف تحقق، وما سيأتي منه لا نعرف كيف سيتحقق.
        وقد ذكرت بعض الروايات الشريفة أنّ الإمام (عجّل الله فرجه) في زمان غيبته يستوحش من الغيبة، فمن ذلك ما رواه الكليني (قدِّس سرّه): عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الوَشَّاءِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: «لَابُدَّ لِصَاحِبِ هَذَا الأَمْرِ مِنْ غَيْبَةٍ، ولَابُدَّ لَه فِي غَيْبَتِه مِنْ عُزْلَةٍ، ونِعْمَ المَنْزِلُ طَيْبَةُ، ومَا بِثَلَاثِينَ مِنْ وَحْشَةٍ»(١).
        فهذا الحديث الشريف يتضمن عدة لابديات، وهي: لابدية الغيبة، ولابدية العزلة المتفرعة عنها، ولابدية المنزل الذي يعيش فيه الإمام (عجّل الله فرجه) في غيبته، فالإمام (عجّل الله فرجه) بطبيعة الحال إنسان طرأت عليه الغيبة، ومقتضى إنسانيته أن يعيش في مكان، وأن يجري عليه عند عيشه ما يجري على الناس، فتأتي لابدية أخرى يحدّدها هذا الحديث المعتبر من كونه (عجّل الله فرجه) يتعرَّض بسبب الغيبة إلى وحشة، فيحتاج حينئذٍ إلى ما به ترتفع هذه الوحشة، وقد عبّرت رواية أخرى عمن ترتفع بهم الوحشة بالقوة، حيث ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): «ولابد في عزلته من قوة، وما بثلاثين من وحشة، ونعم المنزل طيبة»(٢).
        وهذا كله من الغيب الذي لولا إيماننا بالأئمة (عليهم السلام) وعصمتهم لما صدّقناه.
        وهنا نسأل: هل يمكن أن نعرف شيئاً عن هذا الغيب؟ فنعرف بعضاً من هؤلاء الثلاثين الذين تزول بهم الوحشة عن إمامنا الغائب، والذين يحصل بهم أُنسه (عجّل الله فرجه)؟
        كما قلنا: لا طريق لنا إلّا سؤال أهل الغيب، فهم الوحيدون القادرون على اطِّلاعنا على بعض ما فيه وإجابة سؤالنا المتقدم، وقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال: عن الحسن بن علي بن فضال، قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول: «إن الخضر (عليه السلام) شرب من ماء الحياة، فهو حي لا يموت، حتى يُنفَخ في الصور، وأنه ليأتينا فيسلم، فنسمع صوته ولا نرى شخصه، وإنه ليحضر حيث ما ذُكِر، فمن ذكره منكم فليسلِّم عليه، وإنه ليحضر الموسم كل سنة، فيقضي جميع المناسك، ويقف بعرفة، فيؤمِّن على دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته، ويصل به وحدته»(٣).
        إنّ الإمام الرضا (عليه السلام) يتحدث عن بعض التفاصيل عن شخص الخضر (عليه السلام) وأنه شرب من ماء الحياة، ونحن لا نعلم بطبيعة الحال ما ماء الحياة؟ وهل هو موجود؟ وهل يمكن أن يشرب منه بعض الناس؟
        وهذا الخضر (عليه السلام) الذي شرب من هذا الماء لا يموت إلى أن يُنفخ في الصور، فهو دائم الوجود في هذه الدنيا.
        وأنّ من وظائفه أنّه (عليه السلام) يذهب إلى الأئمة (عليهم السلام)، كل إمام في زمانه، فيسلم عليه، والغريب في الأمر أنّهم (عليهم السلام) بمقتضى هذا الحديث يسمعون صوته ولا يرون شخصه، فمع أنّهم (عليهم السلام) يخبروننا عن هذه الحقيقة الغيبية، وهذا الشخص الغيبي، إلّا أنّهم لا يرون شخصه.
        إلّا أنه توجد روايات أخرى تنص على أن الأئمة (عليهم السلام) بل وغيرهم يرونه، بل وأن بعضهم كأمير المؤمنين (عليه السلام) يعرفه بشخصه وهويته(٤).
        وهذا يقتضي أن نقيِّد الرواية السابقة بهذه الروايات في أنهم لا يرونه، لا مطلقاً، ففي بعض الحالات يرونه بل ويراه غيرهم.
        والنتيجة أن الخضر (عليه السلام) كحالة عامة لا يُرى بشخصه وجسمه إلّا في بعض الموارد التي يدل الدليل فيها على رؤيته.
        وأنّ الخضر (عليه السلام) يحضر حيث ما ذُكِر، فبمجرد أن نذكر الخضر (عليه السلام) - بمقتضى هذا النص - فإنّه يحضر، لذلك أمرنا الإمام الرضا (عليه السلام) أنّ نسلِّم عليه.
        ومن خصائصه ووظائفه الأخرى أنّه يحضر موسم الحج في كل سنة، ويؤدي جميع المناسك، ويقوم بالتأمين على دعاء المؤمنين.
        وهذا الوصف ورد في حق الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، عن محمد بن عثمان العمري (رحمه الله) أنّه قال: والله إنّ صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة، يرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه(٥).
        ثم يذكر الإمام (عليه السلام) أنّ الخضر (عليه السلام) يؤنس الله تعالى به وحشة قائم آل محمد (عجّل الله فرجه) في غيبته وأنّه يصل وحدة الإمام.
        فيا لها من مهمة ووظيفة عظيمة أن يكون وجود شخصٍ ما لأجل رفع وحشة إمام الزمان (عجّل الله فرجه).
        وفي حديث آخر عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) لأحمد بن إسحاق، وقد أتاه ليسأله عن الخلف بعده، فقال مبتدئاً: «مثله مثل الخضر، ومثله مثل ذي القرنين، إنّ الخضر شرب من ماء الحياة، فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور، وإنّه ليحضر الموسم كل سنة، ويقف بعرفة فيؤمِّن على دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته، ويصل به وحدته»(٦).
        ففي هذا الحديث نلاحظ خاصية من خصائص العبد الصالح الخضر (عليه السلام) وهي أنّه يؤمِّن على دعاء المؤمنين، وهنا نريد أن نقف وقفة جديدة مع شخصية الخضر (عليه السلام) نستذكر فيها ما تقدم آنفاً من صفاته وخصائصه ووظائفه، ونرتب عليها الأثر الذي قد يغيب عن أذهاننا إذا لم نركز على هذه الخصائص والصفات والوظائف والمهمات بشكل منقّط.
        فلاحظ معي - أيها العزيز - ما صفات هذا العبد الصالح (عليه السلام) الذي في العادة لا توجد له مساحة في تعاملاتنا الإيمانية، رغم كونه يحظى بمقام سامٍ وشامخ وكبير عند الإمام (عجّل الله فرجه) بل وبقية الأئمة (عليهم السلام).
        إذ قلّما نجد من المؤمنين من يلتفت إلى أهمية الخضر (عليه السلام) في المعادلة.
        - الخضر (عليه السلام) هو الشخص الوحيد الذي نصّت الروايات على أنّه شرب من ماء الحياة.
        - الخضر (عليه السلام) هو الشخص الوحيد الذي دلَّت الروايات على أنّه حي لا يموت حتى ينفخ في الصور.
        - الخضر (عليه السلام) هو الإنسان الوحيد الذي سلَّم على أهل البيت (عليهم السلام) جميعاً وردّوا (عليهم السلام) عليه السلام وسمع صوتهم في رد السلام وهم سمعوا صوته.
        - الخضر (عليه السلام) هو الشخص الوحيد الذي لا يُرى شخصه، ولكنه قد يُسمع صوته، نعم الرواية دلت على أنّ الأئمة (عليهم السلام) سمعوا صوت الخضر (عليه السلام) عندما سلَّم عليهم، ولكنها لم تمنع من سماع غيرهم لصوته.
        - الخضر (عليه السلام) هو الشخص الوحيد في عالم الوجود من بني البشر الذي حضر جميع المواسم وفي كل الأعوام وسيستمر حضوره إلى أوان النفخ في الصور.
        - الخضر (عليه السلام) هو الشخص الوحيد من بني البشر ومن غير الأئمة (عليهم السلام) الغائب والذي أُمرنا أن نسلِّم عليه وأنّه يردّ علينا السلام إذا ذكرناه.
        نحن نقول له: السلام عليك يا مؤنس الإمام (عجّل الله فرجه)، فإن الإمام الرضا (عليه السلام) أمرنا بالسلام عليه ووصفه بأنه مؤنس الإمام.
        - الخضر (عليه السلام) هو الشخص الوحيد الذي صُرِّح باسمه من الذين يرفعون وحشة الإمام (عجّل الله فرجه)، هو الوحيد الذي وُصف بأنّه مؤنس الإمام (عجّل الله فرجه)، فهذا وصف خاص به، وهو الوحيد الذي وُصف وعرفناه بأنّه من الأشخاص الذين تُوصل بهم وحدة الإمام (عجّل الله فرجه).
        - الخضر (عليه السلام) هو الذي يؤمِّن على دعاء المؤمنين في الموسم، فيا ترى كم دعونا ونحن نستحضر أنّ مؤنس الإمام (عجّل الله فرجه) يؤمِّن على دعائنا، وأنّ الدعاء الذي يؤمِّن عليه مَن به تُوصل وحدة الإمام (عجّل الله فرجه)، هل يحتمل فيه أنّه يُردّ؟


        الهوامش:

        (١) الكافي – الشيخ الكليني: ج١، ص٣٨٨.
        (٢) الغيبة - الشيخ الطوسي: ص١٩٠.
        (٣) كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق: ص٤٢٠.
        (٤) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي (عليه السلام) قَالَ: «أَقْبَلَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (عليه السلام) ومَعَه الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (عليه السلام)، وهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى يَدِ سَلْمَانَ، فَدَخَلَ المَسْجِدَ الحَرَامَ فَجَلَسَ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ واللِّبَاسِ فَسَلَّمَ عَلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، فَرَدَّ عَلَيْه السَّلَامَ، فَجَلَسَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثِ مَسَائِلَ إِنْ أَخْبَرْتَنِي بِهِنَّ... ثُمَّ قَامَ فَمَضَى، فَقَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، اتْبَعْه فَانْظُرْ أَيْنَ يَقْصِدُ، فَخَرَجَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ (عليه السلام)، فَقَالَ: مَا كَانَ إِلَّا أَنْ وَضَعَ رِجْلَه خَارِجاً مِنَ المَسْجِدِ، فَمَا دَرَيْتُ أَيْنَ أَخَذَ مِنْ أَرْضِ الله، فَرَجَعْتُ إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عليه السلام) فَأَعْلَمْتُه، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أتَعْرِفُه؟ قُلْتُ: الله ورَسُولُه وأَمِيرُ المُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ، قَالَ: هُوَ الخَضِرُ (عليه السلام)» [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٥٢٥، ح١، باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام)].
        (٥) الغيبة - الشيخ الطوسي: ص٣٩١.
        (٦) الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي: ج٣، ص٢٠٨.

        ​من مجلة الموعود -

        تعليق


        • #5
          ما حقيقة تواجد الإمام المهدي (ع) حالياً في المدينة المنورة؟



          وردَ في روايةٍ عن أبي بصيرٍ عن أبي عبدِ الله (عليهِ السلام) قالَ : « لابدَّ لصاحبِ هذا الأمرِ مِن غيبة، ولابدَّ له في غيبتِه مِن عُزلة، ونعمَ المنزلُ طيبة، وما بثلاثينَ مِن وحشة » [الكافي ج1 ص340، الغيبةُ ص194]، وهوَ يفيدُ اعتزالَه عن العالم، فتدلُّ الروايةُ على تحقّقِ النوعِ الأوّلِ في غيبةِ الصاحبِ (عجّلَ اللهُ فرجَه).



          ولكنَّ كونَ (طيبة) ـ يعني المدينة ـ منزلاً له، قرينةٌ على أنَّ العُزلةَ ليسَت بنئيهِ في مكانٍ بعيدٍ غيرِ مسكون، بل اعتزالهُ عن مخالطةِ الناسِ في أيّامِه الاعتياديّةِ بحيثُ يدخلونَ عليه ويدخلُ عليهم ونحو ذلك، فهذهِ الروايةُ لا تدلُّ على اعتزالِه وسكنِه في مكانٍ بعيدٍ منَ الأرض ـ كما هوَ مفروضِ الصنفِ الأوّلِ منَ النوعِ الأوّل ـ، فضلاً عن خروجِه مِن هذا العالمِ واستقرارِه بعالمٍ آخر ـ كما في الصّنفِ الثاني منه ـ.

          بل إنَّ القولَ بأنَّ الإمامَ (عجّلَ اللهُ فرجَه) خرجَ عن هذا العالمِ ودخلَ في عالمٍ آخر ـ كما في الصنفِ الثاني منَ النوعِ الأوّل ـ مخالفٌ لضرورةِ وجودِ الحُجّةِ الإلهيّةِ في الأرض؛ إذ بخروجِ الإمامِ المهدي (عجّلَ اللهُ فرجَه) تخلو الأرضُ منَ الحُجّة؛ لأنّه آخرُ الأئمّةِ المعصومينَ (عليهم السلام)، وخلوُّ الأرضِ منهُ يستلزمُ الفساد؛ إذ لولا الحجّةُ لساخَت الأرضُ بأهلِها.

          وبهذا يظهرُ الجوابُ عن السّؤالِ التالي : (كيفَ تفسّرونَ هذهِ الغيبة؟) فإنّ تفسيرَنا لغيبةِ الإمامِ المهدي (عجّلَ اللهُ فرجَه) ـ الذي عليهِ العلماءُ ـ أنّها غيبةُ الهويّةِ والعنوان، لا غيبةَ الشخصِ والذات.

          كذلكَ يظهرُ الجوابُ عن السؤالينِ الآخرَين: (كيفَ لإنسانٍ أن يكونً في الغيب؟ هل واحدٌ منَ الرسلِ دخلَ في الغيب؟) فإنّهُما ظاهرانِ في تفسيرِ الغيبةِ بعدمِ تواجدِه في مجالِ الرؤيةِ لدخولِه في عالمٍ آخر، وهذا التفسيرُ باطلٌ، ويلزمُ منه خلوّ الأرضِ منَ الحُجّةِ الإلهيّة، والصحيحُ أنّ غيبةَ الإمامِ (عليهِ السلام) هي غيبةُ العنوانِ والهويّة، لا غيبةُ الشخصِ والذات.

          الحاصلُ: إنَّ غيبةَ الإمامِ المهدي (عجّلَ اللهُ فرجَه) هيَ غيبةُ العنوانِ والهويّة ـ كما دلَّت جملةٌ منَ الروايات ـ، لا غيبةَ الشخصِ والذات، ومثلُ هذا النوعِ منَ الغيبةِ ممكنٌ عقلاً، ومُتحقّقٌ فعلاً، ولا يمكنُ لأحدٍ إنكارُه وجحوده. وهذا التفسيرُ هوَ الأقوى عندَ الطائفة.

          وأمّا تفسيرُ غيبتِه (عليهِ السلام) باحتجابِ ذاتِه عن الرؤيةِ مع وجودِه في مجالِ الإدراك، فهوَ ـ مع احتمالِه وظهورِ بعضِ الأخبارِ فيه ـ ليسَ راجحاً؛ لأنَّ التفسيرَ بغيبةِ العنوانِ أقوى. وأمّا تفسيرُ غيبتِه (عليهِ السلام) باحتجابِ ذاتِه بخروجِه عن مجالِ الرؤيةِ، فهوَ ضعيفٌ، ولا تشهدُ عليه الروايات، بل الصنفُ الثاني منهُ باطلٌ لاستلزامِه خلوَّ الأرضِ منَ الحُجّةِ الإلهيّة.


          مركز الرصد العقائدي التابع للعتبة الحسينية المقدسة

          تعليق


          • #6
            بارك الله بكم جميعا......اللهم عجل لوليك الفرج.

            تعليق


            • #7
              هل تتألم لغيبة الإمام المهدي (ع)؟!



              لابد أن نهيئ المجتمع لاستقبال الإمام الحجة (صلوات الله وسلامه عليه)، فنقوم بصبغه بالصبغة المهدوية، فنعمل على جعل مسألة الإمام المهدي مسألة اجتماعية ترتبط بتفاصيل حياتنا.


              فنهتم بالتثقيف في المسألة المهدوية، فنعقد المحاضرات، و الندوات، و الجلسات الحوارية، و نكتب الكتب، ونعمل على نشرها، و نسمي الأبناء بأسماء الإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه)، و كذلك الحسينيات و المساجد، و نعقد جلسات الدعاء له، و جلسات التوسل والاستغاثة به، و نؤسس سفرة باسم الإمام المهدي (صلوات الله وسلامه عليه)، نستثمر كل شيء لجعل القضية المهدوية قضية اجتماعية تفاعلية، فيعيش جميع أبناء المجتمع همّ الإمام، و يشعرون بالحرمان لغيبته (صلوات الله وسلامه عليه)، فإن هذا من احياء أمره في المجتمع (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا)، فهو إمام زماننا، و ولي أمرنا وولي نعمتنا، فينبغي أن نهتم به (صلوات الله وسلامه عليه) بأن نخلق في نفوس جميع أبناء المجتمع من صغار وكبار و ذكر اناث التفاعل الكبير مع الإمام (صلوات الله وسلامه عليه).

              من الأمور التي يؤسف أن بعض الناس يمر عليه الأيام ولا يأتي على ذكره الإمام (صلوات الله وسلامه عليه)، و لا يشعر في نفسه بحرارة الغيبة و الفقد، و لا يتأذى للإمام (صلوات الله وسلامه عليه)، إن الإمام (صلوات الله وسلامه عليه) في الغيبة يتألم، فهناك أسباب أدت إلى غيبته وهو في هذه الغيبة يرى الفساد، و انتشار الإلحاد و الميوعة، و انتشار مخالفة أحكام الله، وهو غيور على أحكام الله، و يريد أن يُغيّر و أن يُبدل إلا أن الحكمة الإلهية حددت الظهور بوقت يعلمه الله تبارك وتعالى، وهو يُعاني(صلوات الله وسلامه عليه) و يتألم مما يرى.

              في الرواية يقول الإمام الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) لما رأى إبراهيم (على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام) ملكوت السموات والأرض التفت فرأى رجلاً يزني دعا عليه مات، ثم التفت ورأى آخر دعا عليه مات، التفت رأى ثلاثة دعا عليهم ماتوا) فهو غيور على أحكام الله، و تأخذه الغيرة، ويتأذى فيما إذا رأى المعصية (فأوحى إليه الله تبارك وتعالى يا إبراهيم إن دعاءك مستجاب فلا تدعو على عبادي).

              و الإمام في الغيبة يتألم لما يراه، وكل واحد منا ينبغي أن يتألم لألمه، و الذي يبكي لألم الإمام الحجة في الغيبة هو مصداق لقول الإمام الصادق (صلوات الله وسلامه عليه): (ما من بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلا رحمه الله تبارك وتعالى)، فنحن الآن نعيش غيبة الإمام (صلوات الله وسلامه عليه)، ومع ذلك بعضنا لا يشعر بالحزن والهم وضيق الصدر لغيبته، بينما الإمام الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) كان يعيش قبل الغيبة ومع ذلك دخل عليه جماعة من أصحابه فوجوده جالس على الأرض يبكي بكاء الثكلى وهو يقول (غيبتك نفت رقادي وضيقت عليّ مهادي)، حق لنا أن نبكي لغيبته (صلوات الله وسلامه عليه)، و حق لنا أن نبكي لأن الإمام يريد أن يخرج ويأخذ بثأر الحسين (صلوات الله وسلامه عليه)، وهو ينتظر الخروج و الفرج وقلبه يعتصر ألماً، و نحن نأتي هذه المجالس المباركة لكي نعزي إمام العصر (صلوات الله وسلامه عليه) لما وقع على جده الحسين ونخاطبه بقلوب يعصرها الألم .

              مات التصبر في انتظارك * أيها المحيي الشريعة

              كم ذا القعود ودينكم * هدمت قواعده الرفيعة

              تنعى الفروعُ أصولَه * وأصولُه تنعى فروعَه

              فيه تَحَكَّمَ من أباح * اليومَ حوزته المنيعة

              ماذا يُهيجُك إن صبرتَ * لوقعة الطف الفضيعة

              أترى تجئ فجيعةٌ * بأمضَّ من تلك الفجيعه

              حيث الحسينُ بكربلا * خيلُ العدى طحنت ضلوعه

              بيت يشق على الإمام

              حملت ودائعكم إلى * من ليس يعلم ما الوديعة

              كتبه - الشييخ حيدر الاسدي

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X