بدر بغداد أبو جعفر الثاني الجواد
بقلم/ مجاهد منعثر الخفاجي
النور الساطع والبدر الطالع له قبة سمقتْ في جانب الكرخ في بغداد بالكاظمية التي قـد أظلّت شمساً بـغير كسـوفٍ , وأقلّـت بـدراً بغيـر خسـوفِ.
ذاك الجواد الذي رام منه بنو العباس كما بأجداده والاباء فعلوا .وبعد العجز قتلوا .
الجواد عمود الدين , ومطهر من الزلات , عَلِىُّ عن نقص الاوصاف , فهو مستودع علم الله وعلم الانبياء , وركن الايمان وترجمان القران .
هو حفيد الزهراء البتول وحسبي مفاخرها , فهو الامام البر التقي النقي , نفحة الروض ريا شمائله , تعج به المأثر والمعالي , سليل محمد المصطفى , وجده المرتضى , شع نوره من أبويه السبطين السيدين الحسن والحسين , فكان من ظهر الرضا وحسبي من قدسه النفحات. طابت أرومتـه وطـاب عروقا.
لكن يا حسرتي بعد ان لاقى صنوف الاضطهاد , وعاش رفيع الشأن منتصب العماد ,قضى حتفه سماً غريباً على يد المعتصم وأم الفضل ,ودسَّ لقتلـه سُمّـاً زعــافــاً , زنيمٌ ليس يـؤمن بـالمعادِ .
هذا محمد الجواد ابن خيرة الاِماء ، ابن النوبية الطيبة الفم ، المنتجبة الرحم , هكذا ورد على لسان جده المصطفى (ص) في أحدى الروايات . وهي تنتمي الى مارية القبطية زوجة الرسول الاعظم (ص), سماها زوجها الامام علي الرضا (ع) الخيزران وقيل درة.
ولد الامام الجواد شبيه موسى بن عمران وعيسى ابن مريم في 19 من شهر رمضان سنة (195 هـ) , أما تاريخ شهادته سنة (220 هـ) . وتذكر المصادر التاريخية ثلاث روايات لشهادته المقدسة , يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي القعدة.
وقيل لخمس ليال بقين من ذي الحجّة .
وقيل لست ليال خلون من ذي الحجّة.
أن قاتله هو المعتصم العباسي الذي وصفه المؤرخون بأنّه إذا غضب لا يبالي من قتل ولا ما فعل. وكان لا يقرأ ولا يكتب ويكره العلم والعلماء .
أرسل المعتصم كتاب الى واليه على المدينة محمد بن عبدالملك الزيّات نصه :ـ رحيل الامام الجواد وزوجته الى بغداد .
وعندما خرج الجواد قال : « ما أطيبك يا طيبة ! فلست بعائد إليك ».
يقول المسعودي :فلما انصرف أبو جعفر إلى العراق لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبّرون ويعملون الحيلة في قتله ، فقال جعفر لآخته أم الفضل ـ وكانت لاُمّه وأبيه ـ في ذلك؛ لأنه وقف على انحرافها عنه وغيرتها عليه لتفضيله أُم أبي الحسن ابنه عليها ، مع شدّة محبتها له؛ ولأنها لم ترزق منه ولد ، فأجابت أخاها جعفراً .
والبعض يقول أنّ المعتصم أوعز إلى بعض كتّاب وزرائه بأن يدعو الإمام إلى منزله، ويدسّ إليه السمّ، فدعاه إلاّ أنّ الإمام (ع) اعتذر من الحضور في مجلسه، وأصرّ عليه الكتّاب بالحضور لأجل التبرّك بزيارة الإمام له، وأضاف أنّ أحد الوزراء أحبّ لقاءه ولم يجد (ع) بدّاً من إجابته، فصار إليه، ولمّا تناول الطعام أحسّ بالسمّ فدعا بدابته للخروج من المنزل فسأله صاحب المنزل أن يقيم عنده فقال (ع): خروجي من دارك خير لك. وجعلوا ـ المعتصم بن هارون وجعفر بن المأمون وأخته أم الفضل ـ سمّاً في شيء من عنب رازقي وكان يعجبه العنب الرازقي ، فلمّا أكل منه ندمت وجعلت تبكي . فقال لها : « ما بكاؤك ؟ والله ليضربنّك الله بفقر لا ينجبر ، وبلاء لا ينستر » ، فبليت بعلّة في أغمض المواضع من جوارحها صارت ناسوراً ينتقض عليها في كلِّ وقت . فأنفقت مالها وجميع ملكها على تلك العلّة حتى احتاجت إلى رفد الناس . وتردّى جعفر في بئر فأُخرج ميتاً ، وكان سكراناً .
السلام على الامام الجواد بن الامام علي الرضا , وأشهد أن من اتبعه على الحق والهدى , وان من أنكره ونصب له العداوة على الضلالة والردى أبرأ الى الله واليه منهم في الدنيا والاخرة . والسلام عليك ما بقيت وبقي الليل والنهار .
بقلم/ مجاهد منعثر الخفاجي
النور الساطع والبدر الطالع له قبة سمقتْ في جانب الكرخ في بغداد بالكاظمية التي قـد أظلّت شمساً بـغير كسـوفٍ , وأقلّـت بـدراً بغيـر خسـوفِ.
ذاك الجواد الذي رام منه بنو العباس كما بأجداده والاباء فعلوا .وبعد العجز قتلوا .
الجواد عمود الدين , ومطهر من الزلات , عَلِىُّ عن نقص الاوصاف , فهو مستودع علم الله وعلم الانبياء , وركن الايمان وترجمان القران .
هو حفيد الزهراء البتول وحسبي مفاخرها , فهو الامام البر التقي النقي , نفحة الروض ريا شمائله , تعج به المأثر والمعالي , سليل محمد المصطفى , وجده المرتضى , شع نوره من أبويه السبطين السيدين الحسن والحسين , فكان من ظهر الرضا وحسبي من قدسه النفحات. طابت أرومتـه وطـاب عروقا.
لكن يا حسرتي بعد ان لاقى صنوف الاضطهاد , وعاش رفيع الشأن منتصب العماد ,قضى حتفه سماً غريباً على يد المعتصم وأم الفضل ,ودسَّ لقتلـه سُمّـاً زعــافــاً , زنيمٌ ليس يـؤمن بـالمعادِ .
هذا محمد الجواد ابن خيرة الاِماء ، ابن النوبية الطيبة الفم ، المنتجبة الرحم , هكذا ورد على لسان جده المصطفى (ص) في أحدى الروايات . وهي تنتمي الى مارية القبطية زوجة الرسول الاعظم (ص), سماها زوجها الامام علي الرضا (ع) الخيزران وقيل درة.
ولد الامام الجواد شبيه موسى بن عمران وعيسى ابن مريم في 19 من شهر رمضان سنة (195 هـ) , أما تاريخ شهادته سنة (220 هـ) . وتذكر المصادر التاريخية ثلاث روايات لشهادته المقدسة , يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي القعدة.
وقيل لخمس ليال بقين من ذي الحجّة .
وقيل لست ليال خلون من ذي الحجّة.
أن قاتله هو المعتصم العباسي الذي وصفه المؤرخون بأنّه إذا غضب لا يبالي من قتل ولا ما فعل. وكان لا يقرأ ولا يكتب ويكره العلم والعلماء .
أرسل المعتصم كتاب الى واليه على المدينة محمد بن عبدالملك الزيّات نصه :ـ رحيل الامام الجواد وزوجته الى بغداد .
وعندما خرج الجواد قال : « ما أطيبك يا طيبة ! فلست بعائد إليك ».
يقول المسعودي :فلما انصرف أبو جعفر إلى العراق لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبّرون ويعملون الحيلة في قتله ، فقال جعفر لآخته أم الفضل ـ وكانت لاُمّه وأبيه ـ في ذلك؛ لأنه وقف على انحرافها عنه وغيرتها عليه لتفضيله أُم أبي الحسن ابنه عليها ، مع شدّة محبتها له؛ ولأنها لم ترزق منه ولد ، فأجابت أخاها جعفراً .
والبعض يقول أنّ المعتصم أوعز إلى بعض كتّاب وزرائه بأن يدعو الإمام إلى منزله، ويدسّ إليه السمّ، فدعاه إلاّ أنّ الإمام (ع) اعتذر من الحضور في مجلسه، وأصرّ عليه الكتّاب بالحضور لأجل التبرّك بزيارة الإمام له، وأضاف أنّ أحد الوزراء أحبّ لقاءه ولم يجد (ع) بدّاً من إجابته، فصار إليه، ولمّا تناول الطعام أحسّ بالسمّ فدعا بدابته للخروج من المنزل فسأله صاحب المنزل أن يقيم عنده فقال (ع): خروجي من دارك خير لك. وجعلوا ـ المعتصم بن هارون وجعفر بن المأمون وأخته أم الفضل ـ سمّاً في شيء من عنب رازقي وكان يعجبه العنب الرازقي ، فلمّا أكل منه ندمت وجعلت تبكي . فقال لها : « ما بكاؤك ؟ والله ليضربنّك الله بفقر لا ينجبر ، وبلاء لا ينستر » ، فبليت بعلّة في أغمض المواضع من جوارحها صارت ناسوراً ينتقض عليها في كلِّ وقت . فأنفقت مالها وجميع ملكها على تلك العلّة حتى احتاجت إلى رفد الناس . وتردّى جعفر في بئر فأُخرج ميتاً ، وكان سكراناً .
السلام على الامام الجواد بن الامام علي الرضا , وأشهد أن من اتبعه على الحق والهدى , وان من أنكره ونصب له العداوة على الضلالة والردى أبرأ الى الله واليه منهم في الدنيا والاخرة . والسلام عليك ما بقيت وبقي الليل والنهار .