إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطبة السيدة زينب في الكوفة.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطبة السيدة زينب في الكوفة.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف





    خطبة السيدة زينب في الكوفة.


    والآن .. نذكر نص الخطبة ، ثم نشرح بعض كلماتها :
    قال بشير بن خزيم الأسدي (1) :
    ونظرت إلى زينب بنت علي ( عليه السلام ) يومئذ فلم أر خفرةً ـ والله ـ أنطق منها (2) ، كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (3) ، وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا.
    فارتدت الأنفاس ، وسكنت الأجراس ، ثم قالت :
    « الحمد لله والصلاة على أبي : محمد وآله الطيبين الأخيار.
    أما بعد :
    يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر !!
    أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة ، ولا هدأت الرنة.
    إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم.
    ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف ؟ والصدر الشنف ؟ وملق الإماء ؟ وغمز الأعداء ؟
    أو كمرعى على دمنة ؟ أو كفضة على ملحودة ؟
    ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.
    أتبكون ؟ وتنتحبون ؟
    إي والله ، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً.
    فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً.
    وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ؟ ومعدن الرسالة ، وسيد شباب أهلا الجنة ، وملاذ خيرتكم ، ومفزع نازلتكم ، ومنار حجتكم ، ومدرة سنتكم ؟؟
    ألا ساء ما تزرون ، وبعداً لكم وسحقاً ، فلقد خاب السعي ، وتبت الأيدي ، وخسرت الصفقة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة.
    وَيلكم يا أهل الكوفة !
    أتدرون أيّ كبدٍ لرسولا لله فَرَيتُم ؟!
    وأيّ كريمةٍ له أبرزتم ؟!
    وأي دم له سفكتم ؟!
    وأيّ حرمةٍ له هتكتم ؟!
    لقد جئتم بها صَلعاء عَنقاء سَوداء فَقماء ، خَرقاء شَوهاء ، كطِلاع الأرض وملء السماء.
    أفعجبتم أن مطرت السماء دماً ، ولعذاب الآخرة أخزى ، وأنتم لا تُنصَرون.
    فلا يَستَخفّنكم المُهَل ، فإنّه لا يَحفِزُه البِدار ، ولا يَخافُ فَوتَ الثار ، وإنّ ربّكم لبالمرصاد ». (4)
    قال الراوي : « فوالله لقد رأيت الناس ـ يومئذ ـ حَيارى يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم. ورأيت شيخاًَ واقفاً إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته ، وهو يقول : « بأبي أنتم وأمي !! كهولكم خير الكهول ، وشبابكم خير الشباب ، ونساؤكم خير النساء ، ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى ». (5)

    ===

    1 ـ المصادر التي تذكر خطبة السيدة زينب في الكوفة كثيرة ، ونحن اعتمدنا على كتاب « الملهوف » للسيد ابن طاووس ( رضوان الله عليه ).
    2 ـ خفرةً : المرأة الشديدة الحياء.
    3 ـ تفرغ : تصب ، الإفراغ « الصب ، قال تعالى : « أفرغ علينا صبراً ».
    4 ـ كتاب « الملهوف » للسيد ابن طاووس ، المتوفّى سنة 664 هـ ، ص 192 ـ 193.
    5 ـ كتاب « الملهوف » للسيد ابن طاووس ، ص 193 ـ 194. وسوف نذكر نص الخطبة على رواية كتاب « الإحتجاج » للشيخ الطبرسي ، وذلك لوجود بعض الفروق وزيادة بعض الإضافات ، ـ بعد الفراغ من شرح هذه الخطبة ـ إن شاء الله تعالى.



    ومع السلامة.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X