تويت
:- المَرجَعيَّة الدِّينيّة العُليَا الشَريفَة – تؤكّدُ على ضرورةِ الاستفادةِ مِن المَشهَدِ العاشورائي ، وهو حُجّة علينا جميعاً، والذي يتكرّرُ دائماً بأطرافه ومناهجه، وذلك بمعرفة طرفيه الإيجابي والسلبي ومُقوماتهما والتمييز بينهما مَنهجَاً وسُلُوكا.
:: الجانبُ الإيجابي فيه :- يتمثّل بأهميّة معرفة الحقّ وأهله وإتّباعه ، وسماع النصيحة وقبولها .
والجانب السلبي :- يتمثّل بتجنّب الباطل وأهله ومنهجه، والذي اجتهدَ واجتمعَ على قَتْلِ سيّد الشهداء، عليه السلام: وهو مُعسكرٌ موجودٌ ألان ويجبُ تمييزه.
:1:- ننطلقُ في حديثنا مِن مقولة ( اعرف الحقّ تَعرِف أهله ) – وينبغي حفظُ هذه المقولة ، والتي قد يغفلُ عنها الإنسانُ فتورده المهالكَ في النتيجة.
:2:- إذا كانَ الإنسانُ لا يعرف الحقَّ فسيشتبه عليه الأمرُ ، ويعرف الحقّ بالرجال ، وهذه كارثةٌ كبيرةٌ ، لأنَّ الحقّ لا يُعرَف بالرجال ، وإنّما الرجالُ يُعرَفون بالحقّ.
:3:- وبالنسبة للجانب السلبي في المشهد العاشورائي فيوجد مَن يُمثّله ، باعتبار أنَّ الطرفَ الإيجابي واضحٌ بالحقّ ، وله مميّزاته ومقوماته ، مِن الشجاعة والوفاء وسماع النصيحة ، بخلاف الطرف السلبي ، والذي لم يسمع النصيحة ،
ولا يُريد أن يسمعها مِن الناصح الأمين والمُشفِق الخبير ، والذي يُريدُ الخيرَ.
:4:- في واقعة الطف قد أخبرَ وعرّف الإمام الحُسين ، عليه السلام ، عن نفسه الشريفة ومقامه ، وبصوتٍ عالٍ ، وذكرَ مَن هو – وطلبَ من الطرف الآخر السلبي أن يتعرّفوا عليه مِن خلال مَن يعرفه منهم أمثال ( أبو سعيد الخدري ) و( سهل بن سعد) ، وقال لهم: إنَّه لا يوجد ابن بنت نبي غيري على هذه الأرض ، وجدي رسول الله.
:5:- وتسائلَ ، عليه السلام، : أنْ لماذا تُريدون قتلي ؟ وكان الجوابُ :- الجهل والعناد والبغض وتعطيل المنطق – وقال قائل منهم:- نُقاتلك بُغضاً لأبيك.
وكأنَّ أمير المؤمنين ، عليه السلام ، وحاشاه من ذلك كان على غير هدىٍ.
وإنّما كان سبب الجواب هذا هو أنَّ أهل الشام اعتادوا على سبّ عليٍّ ولعنه فتولّد من ذلك العقيدة الفاسدة التي جعلت أصحابها في معسكر العدو ضدّ الإمام الحُسين – وكذلك الحال بالنسبة لأهل العراق فقد كان أمير المؤمنين ، لا يُجامل معهم ولا يُداهنهم ، وقد هربوا مِن الحقّ بُغضاً للحقّ.
:6:- ولنلاحظ بعض أجوبة الطرف السلبي – أنزل على حُكم الأمير – وأيّ أمير – أميرٌ لا نسب ولا يفهم ولا علم له - وآخرون يقولون:- لا ندري ما تقول ؟ وهذه الأجوبة تأتي مِن عدم سماعهم النصيحة.
:7:- إنَّ مشهد عاشوراء هو ليس مشهداً قديماً ، بل هو مشهد يتكرّرُ بتكرّر أطرافه ومناهجه ،والطرف السلبي فيه قد أعوجّ منهجه وعقله وذهنه وفَهمه – حتى رفعَ شعارَ ( أحرقوا بيوت الظالمين).
:8:- في الواقع هناك مَن يعرفُ الإمامَ الحُسين ، عليه السلام ، ولكن الدنيا غرّته فباعَ حظّ الآخرة بحظٍ ضئيل في الدنيا – الإمارة حجبته عن إتّباع الحقّ وسماع النصيحة - والمكاسب الشخصيّة والسلطة تجعل طلاّبها يغفلون عن أبسط المبادئ .
:9:- الإمامُ الحُسين يُريدُ أن ينقذَ هؤلاءِ - الطرف السلبي من الضلالة ، ولكنهم لم يسمعوا ولم يقبلوا وأصرّوا على الباطل – وهناك جوابٌ أو مُحاولةٌ بائسة من الطرف السلبي باستمالة العبّاس ، عليه السلام ، ومنحه الأمان مقابل تركه أخيه ، وهم يعرفون مَن هو وما قدرته ومقامه عند الحُسَين وعائلته.
:10:- إنَّ أبرزَ صفة امتاز بها أصحاب الطرف السلبي هي صفة الجُبن ، فكانوا إذا هاجمهم الإمامُ الحُسَين فرّوا من بين يديه فرارَ الجراد المُنتشِر ، لأنّهم يُحبّون الدنيا والموتُ أشدُّ عليهم.
:11:- إنَّ من أهمِّ ما ينبغي الاستفادةَ من مشهد عاشوراء هو التمييز ومعرفة الحقّ وإتّباعه وتجنّب الباطل ، وقد وقفَ مَن استفادَ منه ببركة الفتوى الشريفة ضدّ داعش الإرهابي ، وتخلّف مَن تخلّف.
:12:- إنَّ كلّ مَن يُجيِّشُ جيوشه ضدّ الإمام الحُسَين ، عليه السلام ، سينتهي بالفشل يقيناً – ومِن الضروري إحياء نفوسنا وتزكيتها بإحياء الشعائر الحُسينيّة والمجالس والاستفادة منها - ونؤكّد على ذلك للتمييز بين الحقّ والباطل في الإتّباع والتجنّب.
:..أهمًّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة – الحادي عشَر مِن مُحرّمٍ الحرام ,1440هجري – الواحد والعشرون عشر من أيلول 2018م – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ، السيّد أحمَد الصافي خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ .
_____________________________________________
:: الجانبُ الإيجابي فيه :- يتمثّل بأهميّة معرفة الحقّ وأهله وإتّباعه ، وسماع النصيحة وقبولها .
والجانب السلبي :- يتمثّل بتجنّب الباطل وأهله ومنهجه، والذي اجتهدَ واجتمعَ على قَتْلِ سيّد الشهداء، عليه السلام: وهو مُعسكرٌ موجودٌ ألان ويجبُ تمييزه.
:1:- ننطلقُ في حديثنا مِن مقولة ( اعرف الحقّ تَعرِف أهله ) – وينبغي حفظُ هذه المقولة ، والتي قد يغفلُ عنها الإنسانُ فتورده المهالكَ في النتيجة.
:2:- إذا كانَ الإنسانُ لا يعرف الحقَّ فسيشتبه عليه الأمرُ ، ويعرف الحقّ بالرجال ، وهذه كارثةٌ كبيرةٌ ، لأنَّ الحقّ لا يُعرَف بالرجال ، وإنّما الرجالُ يُعرَفون بالحقّ.
:3:- وبالنسبة للجانب السلبي في المشهد العاشورائي فيوجد مَن يُمثّله ، باعتبار أنَّ الطرفَ الإيجابي واضحٌ بالحقّ ، وله مميّزاته ومقوماته ، مِن الشجاعة والوفاء وسماع النصيحة ، بخلاف الطرف السلبي ، والذي لم يسمع النصيحة ،
ولا يُريد أن يسمعها مِن الناصح الأمين والمُشفِق الخبير ، والذي يُريدُ الخيرَ.
:4:- في واقعة الطف قد أخبرَ وعرّف الإمام الحُسين ، عليه السلام ، عن نفسه الشريفة ومقامه ، وبصوتٍ عالٍ ، وذكرَ مَن هو – وطلبَ من الطرف الآخر السلبي أن يتعرّفوا عليه مِن خلال مَن يعرفه منهم أمثال ( أبو سعيد الخدري ) و( سهل بن سعد) ، وقال لهم: إنَّه لا يوجد ابن بنت نبي غيري على هذه الأرض ، وجدي رسول الله.
:5:- وتسائلَ ، عليه السلام، : أنْ لماذا تُريدون قتلي ؟ وكان الجوابُ :- الجهل والعناد والبغض وتعطيل المنطق – وقال قائل منهم:- نُقاتلك بُغضاً لأبيك.
وكأنَّ أمير المؤمنين ، عليه السلام ، وحاشاه من ذلك كان على غير هدىٍ.
وإنّما كان سبب الجواب هذا هو أنَّ أهل الشام اعتادوا على سبّ عليٍّ ولعنه فتولّد من ذلك العقيدة الفاسدة التي جعلت أصحابها في معسكر العدو ضدّ الإمام الحُسين – وكذلك الحال بالنسبة لأهل العراق فقد كان أمير المؤمنين ، لا يُجامل معهم ولا يُداهنهم ، وقد هربوا مِن الحقّ بُغضاً للحقّ.
:6:- ولنلاحظ بعض أجوبة الطرف السلبي – أنزل على حُكم الأمير – وأيّ أمير – أميرٌ لا نسب ولا يفهم ولا علم له - وآخرون يقولون:- لا ندري ما تقول ؟ وهذه الأجوبة تأتي مِن عدم سماعهم النصيحة.
:7:- إنَّ مشهد عاشوراء هو ليس مشهداً قديماً ، بل هو مشهد يتكرّرُ بتكرّر أطرافه ومناهجه ،والطرف السلبي فيه قد أعوجّ منهجه وعقله وذهنه وفَهمه – حتى رفعَ شعارَ ( أحرقوا بيوت الظالمين).
:8:- في الواقع هناك مَن يعرفُ الإمامَ الحُسين ، عليه السلام ، ولكن الدنيا غرّته فباعَ حظّ الآخرة بحظٍ ضئيل في الدنيا – الإمارة حجبته عن إتّباع الحقّ وسماع النصيحة - والمكاسب الشخصيّة والسلطة تجعل طلاّبها يغفلون عن أبسط المبادئ .
:9:- الإمامُ الحُسين يُريدُ أن ينقذَ هؤلاءِ - الطرف السلبي من الضلالة ، ولكنهم لم يسمعوا ولم يقبلوا وأصرّوا على الباطل – وهناك جوابٌ أو مُحاولةٌ بائسة من الطرف السلبي باستمالة العبّاس ، عليه السلام ، ومنحه الأمان مقابل تركه أخيه ، وهم يعرفون مَن هو وما قدرته ومقامه عند الحُسَين وعائلته.
:10:- إنَّ أبرزَ صفة امتاز بها أصحاب الطرف السلبي هي صفة الجُبن ، فكانوا إذا هاجمهم الإمامُ الحُسَين فرّوا من بين يديه فرارَ الجراد المُنتشِر ، لأنّهم يُحبّون الدنيا والموتُ أشدُّ عليهم.
:11:- إنَّ من أهمِّ ما ينبغي الاستفادةَ من مشهد عاشوراء هو التمييز ومعرفة الحقّ وإتّباعه وتجنّب الباطل ، وقد وقفَ مَن استفادَ منه ببركة الفتوى الشريفة ضدّ داعش الإرهابي ، وتخلّف مَن تخلّف.
:12:- إنَّ كلّ مَن يُجيِّشُ جيوشه ضدّ الإمام الحُسَين ، عليه السلام ، سينتهي بالفشل يقيناً – ومِن الضروري إحياء نفوسنا وتزكيتها بإحياء الشعائر الحُسينيّة والمجالس والاستفادة منها - ونؤكّد على ذلك للتمييز بين الحقّ والباطل في الإتّباع والتجنّب.
:..أهمًّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة – الحادي عشَر مِن مُحرّمٍ الحرام ,1440هجري – الواحد والعشرون عشر من أيلول 2018م – وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي ، السيّد أحمَد الصافي خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ :::
______________________________________________
تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ –
- كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ .
_____________________________________________