إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مسيرة الأربعين ومصداق الفتح الحسيني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسيرة الأربعين ومصداق الفتح الحسيني




    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته




    في كل عام ولملايين المحبين والعاشقين لرمز التضحية والبطولة وإمام المستضعفين والأخيار وشهيد الحق والإباء موعد مع مسير الشعور الإنساني الهادف والضمير الحي.
    من كل أنحاء الأرض ومن كل اللغات والألوان يقصد أحرار العالم التربة التي ضمَّت ذالك الجسد المقدس وتلك الروح الحيَّة والنفس الكبيرة التي أراد صاحبها تغيير وجه الأرض من صور الظلم والجور ونشر العدالة بين أفراد بني آدم وشيوع الفضيلة والأخلاق النبيلة، والذي ما أراد بنهضته إلا وجه الله وتحقيق أهداف الأنبياء فإن سبيلهم الصلاح والإصلاح ونشر الفضائل ومنهاجُهُم التغيير ما استطاعوا لذلك من سبيل، لذا فإن شعار ثورة أبي الضيم( عليه السلام) الإصلاح، فأَنعِم بجارحة البيان الصادق لسيد شباب أهل الجنة وما وراءها من عزم ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير العزم والبطولة علي(عليه السلام) حين أعلنها ثورة عارمة على الطغيان ضد الحكم الأموي، لمَّا رأى الحدود معطلة والحرمات مهتوكة والكرامات مسحوقة ويزيد يلعب بمقدرات المسلمين أعلن ثورته وبيَّن أسباب خروجه إلى العراق ((إنِّي لم أخرج أشرا ولا بطراً ولامفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن ردَّ عليَّ هذا أصبر حتى يحكم الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين)).
    فأَكرم بثائر أخذ مجامع القلوب فهوته ولم تطلب عنه بدلاً جدُّه رسول الله (صلى الله عليه وآله ) الذي دعا لدين الله وحده، إذ كان فرداً ثم صار أمة، وأبوه علي(عليه السلام) الذي جسد الحق قولاً وفعلاً فذاب في محبته والتزم طاعته من عرفه وكان على الفطرة السليمة وعاداه وازداد حقداً عليه من خبثت سريرته واعوجت فطرته، هوته القلوب وميزته العقول وأنصفته الضمائر لما رأت من صدق دعوته وإصراره على تبليغها وإن أريق دمه الحيُّ الأقدس ونكران ذاته مع الصفات الجمَّة المجتمعة فيه من قيادة حكيمة أطَّرتها عصمة إمامته وزيّنها نسبُه السامي لخير البرية (صلى الله عليه وآله) وأيدتها قلائد الأحاديث النبوية، فمعشوق القلوب حسينٌ سبطُ رسول الله وحبيبُه وابنُه وريحانتُه وثالثُ أوصياءه في أمته وإمامٌ قام أم قعد وسيدُ شباب أهل الجنة وشهيدُ بيت النبوة.
    وجاءت الجموع الزاحفة نحو ضريحك الطاهر الذي ما بقعة في الأرض إلا تمنت أنها لخط قبرك مضجع، تحث الخطى وتجد المسير ليلاً ونهاراً لم تبالي من أشعة الشمس وبرد الشتاء قاصدة أرض كربلاء المقدسة التي حضيت بضم جسدك المطهر وصارت منارا وقبلة لزوارك وأحبائك وعشاقك الذين يتنافسون للثم ثراك والوقوف على أعتابك وقد أخذ منهم الألم والأسى مأخذا لما جرى عليك فوقفوا على بابك آسفين باكين يرددون كلمات الولاء متمنين لو كانوا معك ووقفوا دونك يدفعون الضر كما وقف أصحابك وأهل بيتك يدفعون عنك سيوف وسهام القوم بأعناقهم وصِباحِ وجوههم حتى حان لقاءهم بربهم وهم مضرجون بدمائهم فرحون بما أعدَّ الله لهم من منازل يغبطهم بها الأولون والآخرون، وقف محبوك على أعتابك وهم يخاطبون الصفوة أصحابك و يرددون كلمة حفيدك الإمام الصادق(عليه السلام) ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً.
    سيدي أبا عبد الله إنه الفتح العظيم الذي قصدته بكلمتك مع بني هاشم قبيل خروجك من المدينة (من لحق بي استشهد ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح)، سيدي يا إمام الفتح المبين ما ذكر التأريخ أن كلمة الفتح يراد منها القتل والموت والمذكور فيه منه ما يكون نصراً على الأعداء وفوزاً بغنائمهم وتربعاً على عروشهم كفتوحات الإسلام المختلفة وفتح مكة، لكن كلمة الفتح التي قلتها مصطلح من نوع آخر بيَّنتَ تعريفه بوقفتك أمام دنيا الباطل وزيف الحكام ورؤوس النفاق حين قلت لهم بصوتٍ جهوري أرعد نفوسهم المريضة وزلزل أركان دولتهم الخاوية لا لتبعيتكم لاءُ رفضٍ مستمر لكم ما بقينا وبقيتم.
    فزتَ سيدي شهيد الإباء ومن لحق بك استشهد ونال حياة وحظاً عظيماً، ومن لم يلحق بك لم يدرك فتح الشهادة بين يديك حيث الدرجات المعدة لك وللخِيَرَة الأبرار من أهل بيتك وأنصارك الذين خَلُصَ الوفاء إليهم يوم عاشوراء، تلك الدرجات التي يغبطكم عليها من عرف معنى الفوز بالشهادة ونعيمها.
    دمك المقدس الذي صبغ ثرى كربلاء بقي عبيطاً متجدداً ثائراً كأنه ينطق كل حين في وجوه الطغاة لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر منكم فرار العبيد، وضريحك الوتر في العالمين عزاً وتضحيةً وإباءً وخلوداً إلى الآن لم يشفع مصدر لإلهام المستضعفين القوة والشموخ والجلد أمام فراعنة الناس وطغاة العالم الذين ترعبهم قبتك ومنائرُ حضرتك الحمراء ويقضُّ مضاجعَهم وجودُها وترهق أبصارهم ذلاً وصَغاراَ وكأنهم يسمعون صوتك المُدَوِّي في كل عصر وأمام كل طاغوت مثلي لا يبايع مثلك، فهم يحاربونك كل آنٍ لمّا رأوك حياّ ما ضمت الأرض نور ثورتك وعطاء نهضتك.
    ولزوارك في ذكرى أربعينك فتح عظيم متفرع من فتحك الأعظم يقرُّ عينك، ملايين يزحفون نحوك زرافاتٍ ووحدانا ما بين راكب وماشٍ على قدميه لمئات الكيلومترات لا يبالي من ألم المسير، قصدوا حضرتك شباباً وشيوخاً ونساءً وأطفالاً، مرضى وأصحاء كلهم ينادي لبيك يا حسين جامع صفوفهم وركب مسيرهم قلوبهم وموتكم المنقطعة إليكم وحاديهم إليك نداء العقيدة بإمامتك لهم.
    قصدوك للزيارة إحياءً للدين وتأييداً لشعائره واتباعاً لسنة المعصومين(عليهم السلام)،والزيارة ليست من الأمور الموروثة عن الآباء المُقلدةِ عنهم كمختلف التقاليد التي دأبت عليها المجتمعات والأعراف، ولاهي من قبيل النزعات التعصبية الفارغة أو الأمور الإعتباطية المجردة عن الأهداف، والزيارة ليست ممارسة ترفيهية كما في الزيارات السياحية من قبيل زيارة المتاحف والأماكن الأثرية، لكن الزيارة دين ندين به وعمل صالح نتقرب إلى الله عز وجل به فهي إقرار بإمامة سيد الشهداء(عليه السلام)فمن كلمات زيارة الأربعين قول الزائر (السلام على ولي الله وحبيبه، السلام على خليل الله ونجيبه، السلام على صفي وابن صفيه) وكذلك شهادتنا بولاية الإمام على الأمة(اللهم إني أشهد أنه وليك وابن وليك وصفيك وابن صفيك) وفي الزيارة إقرارٌ بمظلومية حجة الله على عباده الإمام الحسين(عليه السلام)( وقد توازر عليه من غرته الدنيا وباع حظه بالأرذل الأدنى وشرى آخرته بالثمن الأوكس وتغطرس وتردى في هواه، واسخطك وأسخط نبيك) وفيها لعن لأعدائه أعداء الدين وهو يحمل معنى التبري من أعداء أولياء الله وما يتحقق فيه من معنى الطاعة لهم (اللهم فالعنهم لعناً وبيلاً وعذبهم عذاباً أليماً) وفي الزيارة السلام على الإمام الشهيد الغريب العطشان وفيه تجديد الولاء والطاعة له (عليه السلام) (السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن سيد الاوصياء) وفيها معنى الإستعداد لنصرتهم في كل حين (قلبي لقلبكم سلم وأمري لأمركم متبع ونصرتي لكم مُعدة حتى ياذن الله لكم، فمعكم معكم لا مع عدوكم صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم واجسادكم وشاهدكم وغائبكم وظاهركم وباطنكم).
    بابي أنت وأمي يا أبا عبد الله صلوات الله عليك وعلى المستشهدين بين يديك من أهل بيتك الأبرار وأصحابك المنتجبين.


  • #2
    الأخت الفاضلة عطر الولاية . أحسنت وأجدت وسلمت أناملك على نقل هذا الموضوع ونشره الذي يصف زحف الملايين من المؤمنين نحو قبلة الأحرار وسيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) . جعل الله عملك هذا في ميزان حسناتك . ودمت في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق


    • #3


      شكرا لك أخت على هذا الموضوع
      في ميزان حسناتكم



      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X