إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معطيات التدبر في القرأن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معطيات التدبر في القرأن

    معطيات التدبر في القرآن
    السابق
    لماذا التدبر في القرآن؟ هكذا يتساءل البعض، ويضيفون: إننا نقرأ القرآن، ونستمع إلى تلاوته كل صباح ومساء، أفلا يكفينا هذا؟ والجواب:
    1. التدبر في القرآن هو الطريق للاستفادة من آياته والتأثر بها.
    إن القراءة الميتة للقرآن لا تعني أكثر من كلمات يرددها اللسان دون أن تؤثر في واقع الفرد التأثير المطلوب، أما "التلاوة الواعية" فهي تتجاوز اللسان لكي تنفذ إلى القلب، فتهزه، وتأثر فيه.
    لقد كان أولياء الله العارفون يتلون القرآن بوعي، فكانت جلودهم تقشعر، وقلوبهم ترتجف حين يقرأون آية، بل ربما كانوا يصعقون لعظم وقع الآية في نفوسهم. لقد تلا الإمام الصادق (عليه السلام) آية في صلاته ورددها عدة مرات، فصعق صعقة، ووقع مغشيا عليه، ولما أفاق سئل عن ذلك، فقال: "لقد كررتها حتى كأني سمعتها من المتكلم بها، فلم يثبت لها جسمي، لمعاينة قدرته." وكانت الآية ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإَيَّاكَ نَسْتَعِينُ)).
    بل إن التدبر لحظاتٌ في القرآن الكريم كان منعطفا تغييراً كبيراً في حياة الكثيرين، فهذا الفضيل بن عياض كان في بداية حياته مجرماً خطيراً، وكان ذكر اسمه كافياً لإثارة الرعب في القلوب. لقد كان يقطع الطريق على القوافل، ويسلب المسافرين ما يملكون.
    وذات يوم وقعت نظراته على فتاة جميلة، فصمم في نفسه أمراً، وفي نفس تلك الليلة كان يتسلق جدار ذلك البيت الذي تسكن فيه الفتاة، وهو ينوي الاعتداء عليها واغتصابها، وفي هذه الأثناء، تناهى إلى مسامعه صوت يتلو هذه الآية الكريمة: ((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّه))، فأخذ يفكر في الآية بضع ثوان، وأخذ يردد مع نفسه: "يا رب، بلى قد آن."1 ثم هبط من الجدار، وتولى بوجهه شطر المسجد الحرام، فاعتكف فيه إلى أن مات.
    إن تدبر هذا الرجل في آية واحدة حوّله من مجرم متمرس بالجريمة إلى معتكف في محراب العبادة، فكيف إذا تدبر الإنسان في كل القرآن؟
    2. التدبر في القرآن هو الطريق لفهم قيم القرآن وأفكاره ومبادئه كما أنزلها الله سبحانه.
    إن هناك خيارات صعبة وعديدة تطرح أمام الفرد وأمام الأمة كل يوم، ولاختيار الطريق السليم بين الخيارات لابد من الرجوع إلى القرآن، والتدبر في آياته. ومن هنا يقول الله سبحانه: ((إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَم))2، ومن هنا - أيضا - أطلق القرآن على نفسه اسم "الفرقان"، ذلك لأنه يفصل ويفرق بين الحق والباطل والهدى والضلال، ولكن لمن؟ الجواب: لمن يفهم آياته، ويتدبر فيها.
    3. هنالك مشاكل كثيرة يصطدم بها الإنسان في حياته - سواء المشاكل الفردية التي لا تتعدى إطار ذاته أو المشاكل الاجتماعية التي تصيب الجميع، والقراءة الواعية للقرآن الكريم، والتدبر في آياته يقومان بدور مزدوج في هذا المجال، فهما يقومان - من جانب - بتطهير ما علق في نفس الإنسان من سلبيات - ومن هنا يقول الله سبحانه:
    ((قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَة مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُور))3
    ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ))4
    ويقومان - من جانب آخر - بوضع البرامج السليمة للخروج بحل ناجع لهذه المشاكل.
    4. وأخيراً، فإن التدبر في القرآن هو الطريق للعمل بما جاء فيه، وذلك لأن العمل بالقرآن يتوقف على فهمه، وفهم القرآن لا يمكن إلا بالتدبر في آياته. ومن هنا فإن الذين لا يتدبرون القرآن ربما يفوتهم تطبيق الكثير من مبادئ الدين في حياتهم العملية وهم لا يشعرون.
    منهج التدبر في القرآن
    قبل الحديث عن منهج التدبر في القرآن لابد أن نعترف أن استعراضنا لهذا المنهج - هنا - هو استعراض ناقص، ويعود ذلك إلى عاملين:
    أحدهما: صعوبة الإحاطة بالمنهج بشكله المتكامل، فالقرآن بحر عميق، لا يدرك غوره، ولا تفنى عجائبه - كما يقول الإمام عليه (عليه السلام)، ومن هنا فإن الإحاطة أمر صعب، إن لم يكن أمراً مستحيلاً.
    وثانيهما: أن بعض هذه المناهج قد تكون عسيرة الهضم على البعض، ذلك لأن فهمها يرتبط باستيعاب علوم معينة، ومن هنا تركنا التعرض إلى تلك المناهج في هذا البحث.
    وبعد معرفة هذه الحقيقة، ينتصب السؤال التالي: ما هو منهج التدبر في القرآن؟ والجواب: إن المنهج يعتمد على طرح مختلف التساؤلات حول "الظواهر القرآنية"، فكل آية من القرآن الكريم مجال خصب لطرح تساؤلات عديدة، وعلى الفرد الذي يحاول التدبر أن يثير عقله في هذا التساؤلات، ومن ثم يحاول الإجابة عليها. وهذا التساؤلات تتناول ما يلي:
    1. معنى الكلمة.
    2. تخير الكلمة.
    3. موقع الكلمة.
    4. الشكل الخارجي.
    5. التسلسل المعنوي، والتناسب في الانتقال من غرض إلى غرض.
    6. التصنيف.
    وسوف نسلط الأضواء على هذه الأمور مع ذكر بعض النماذج الإيضاحية كتصورات أولية تفتقر إلى مزيد من البحث والتمحيص.
    السابق
    (1) سفينة البحار - المجلد الثاني - ص 396
    (2) سورة الإسراء - 9
    (3) سورة يونس - 57
    (4) سورة الإسراء - 82

  • #2
    شكرا على البحث الرائع

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك أخي الفاضل على الطرح الهادف
      وجعلنا الله من المتدبرين في آياته وأحكامه ان شاء الله
      موفق بإذن الله
      تقبل مروري ...
      sigpic

      تعليق


      • #4
        “Contemplating the Qur’an is the key to understanding the depth of the divine message and its impact on souls. Conscious reading of the Qur’an goes beyond simply repeating words, but rather reaches the heart and moves it, leading to positive transformations in the lives of individuals, as happened with Fudail bin Iyad. Contemplation also helps in understanding the values ​​of the Qur’an.” And applying it in daily life, and providing a solution to personal and social problems. The contemplation approach is based on asking questions about the phenomena of the Qur’an and searching for their answers. This approach contributes to interpreting words, choosing appropriate locations, understanding the moral sequence, and classification. Therefore, we must strive to apply this approach in Our life for a deeper understanding of the Word of God and its positive impact on our lives.”

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عبد المطلب5 مشاهدة المشاركة
          “Contemplating the Qur’an is the key to understanding the depth of the divine message and its impact on souls. Conscious reading of the Qur’an goes beyond simply repeating words, but rather reaches the heart and moves it, leading to positive transformations in the lives of individuals, as happened with Fudail bin Iyad. Contemplation also helps in understanding the values ​​of the Qur’an.” And applying it in daily life, and providing a solution to personal and social problems. The contemplation approach is based on asking questions about the phenomena of the Qur’an and searching for their answers. This approach contributes to interpreting words, choosing appropriate locations, understanding the moral sequence, and classification. Therefore, we must strive to apply this approach in Our life for a deeper understanding of the Word of God and its positive impact on our lives.”

          احسنت اخينا الفاضل على هذه الاضافة القيمة ومعناها بالعربي حسب الترجمة كالاتي

          إن تدبر القرآن هو المفتاح لفهم عمق الرسالة الإلهية وأثرها في النفوس. إن القراءة الواعية للقرآن لا تتجاوز مجرد تكرار الكلمات، بل تصل إلى القلب وتحركه، مما يؤدي إلى تحولات إيجابية في حياة الأفراد، كما حدث مع فضيل بن عياض. كما أن التفكر يساعد على فهم قيم القرآن. وتطبيقه في الحياة اليومية، وتقديم حل للمشاكل الشخصية والاجتماعية. منهج التأمل يقوم على طرح الأسئلة حول ظواهر القرآن والبحث عن إجاباتها. ويساهم هذا المنهج في تفسير الكلمات، واختيار المواقع المناسبة، وفهم التسلسل الأخلاقي، والتصنيف. لذلك يجب علينا أن نسعى لتطبيق هذا النهج في حياتنا لفهم أعمق لكلمة الله وتأثيرها الإيجابي على حياتنا.
          السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X