تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحساسية المفرطة :الحساسيه الشديده : هي التأثر الشديد بمواقف عادية لا تستدعي ذلك التأثر والزعل والقطيعة . فربما يقول لك شخص كلمه بسيطة لا يعني بها أي سوء فتظل حزيناً لأيام أو ربما يحدث موقف بسيط لا يؤثر فى الشخص الطبيعي فيجعلك حزيناً .
وعلاج هذه الحالة المنتشرة أكثر بين النساء بعتبار أن العاطفة فيهن أقوى من الرجل :
1. أعلم ان النقد الذى تسمعه أو الكلام الذى يضايقك لا يكون له تأثير الا اذا اعتبرته مسيئاً لك ، فإذا غيرت من نظرتك للامور فلن تضايقك الامور التى كانت تضايقك من قبل فمثلاً إذا قال لك شخص انك لم تبلِ بلائا حسنا فى شىء فذلك لا يعنى أنك فاشل او سيء . يجب عليك ان لا تضع للكلام معنى اكبر من معناه الحقيقي و الا فحساسيتك الزائده ستهول لك الموقف . فلابد أن تعطي لك شيء حقه من دون زيادة فلا تعظمها .
قال علي عليه السلام : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .
2 . أن عدم الثقه بالنفس تعد من أقوى الاسباب المسببة الحساسية وتعظيم الامور فلابد من زيادة الثقة بالنفس .
3 . أن المثالية الزائدة وهي طريقة التفكير التى تجعلك تتوقع ان يحبك كل الناس ، وأن يحترموك ويقدرون أفعالك ومن أحد أسبابها فلابد من تركها وأن كانت تقدم للمجتمع الاحترام والاحسان فليكن كله لله تعالى من دون أن تنظر مقابل من أحد ولو شكراً .
قال تعالى : {{ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً (9) }} الدهر
4 . ان يبحث عمّن يساعدك من المقربين ويدعمك فالمرء ضعيف بنفسه يحتاج من يقف معه في مثل هذه الحالة .فتطلب منه أن يتحملك وأن يقف الى جانبك فيخفف عنك ويساند تفكيرك الذي يضعف عند المرور ببعض المواقف .
طبعاً أفضل سند وداعم هو لجوء لرب العالمين والدعاء فهو خير ناصر ومعين .
5 . لابد أن يُعلم أن الخطأ والاشتباه والنسيان لا ينفك عن الإنسان فلابد من التحلي بالعفو والصفح وقبول العذر وتطهير النفس من الحقد والكراهية ولنا أسوة بالانبياء والصلحاء الذي تحملوا صنوف الأذى والظلم لكنهم صفحوا وصبروا .
6 . لا تهتم للسفائف الامور فالحياة قصيرة لا تستحق أن نقصرها أكثر بالهم والكدر والزعل والاحتراق من الداخل وليكن الاهتمام بعظائم الامور ولا يوجد عظيم يستحق الأهتمام مثل رب العالمين وغيره صغير لا يستحق الالتفات .
قال أمير المؤمنين عليه السّلام في وصف المتقين :
{{ عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ }}
فعلاً المتقي الذي عظم الله تعالى في نفسه فما دونه صغير ولا شيء فلا يلتف للدنيا ومتعها ولا يهتم لها : جاع او مرض او فقد عزيز او تكلم عليه او او او .
7 . الابتعاد عن الجدال والنقاش والتحلي بالصمت وحسن الظن .
رُوي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه سمع رجلاً يشتم قنبراً وقد رام قنبر أن يرد عليه ، فناداه أمير المؤمنين (عليه السلام) :
مهلاً يا قنبر ! دع شاتمك مهاناً ترضي الرحمن وتسخط الشيطان وتعاقب عدوك ، فوالذي فلق الجنة وبرأ النسمة ، ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم ، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت ، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه .
8 . الأكثار من الابتسامة والتلطف مع الآخرين والتودد لهم والرفق بهم . فالتودد نصف العقل كما قال أمير المؤمنين عليه السّلام .
9 . التركيز على أقوالك وأفعالك بأن لا يصدر منك ما يثير المقابل ضدك او يسخر منك .
10 . تربية النفس على تقبل النقد ولو كان ما تقومين به صحيح لا يوجد فيه عيب فهؤلاء سادة البشرية نقدوا كثيراً فكيف بغيرهم . وليعلم ان النقد يسثمر للبناء والتكميل وسد النقص . وليعلم أن الذي تتوجه اليه سهام النقد والكلام في كثير من الاحيان يصدر حسدا وسدا لفشلهم وتغطية لنجاجك .
11 . التشاغل عن مجيء حالة الحساسية بالامور النافعة ، فكل إنسان تمر عليه مشاعر حزن وتحسس وبكاء وألم وغيرها ، فليتعامل مع الموضوع ببساطة وأريحية ، لأن الحساسية قد تخلق حساسية أكبر منها وقد يتطور الأمر إلى أن يكون مرضاً والعياذ بالله .
وأختم بقوله تعالى : وَعِبَادُ الرَّحْمَـنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) الفرقان .
أحد صفات "عباد الرحمن" الحلم والصبر ، كما يقول القرآن في مواصلته هذه الآية ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ً).
تعليق