إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اداب الصدقة في دروس الامام الحسين (ع) .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اداب الصدقة في دروس الامام الحسين (ع) .

    اداب الصدقة في دروس الامام الحسين (ع) .
    بسم الله الرحمن الرحيم .
    اللهم صل على محمد وال محمد .

    نزلت العديد من الآيات القرآنية الشريفة واشارت بمبادرة اهل البيت (ع) بالتصدق على الفقراء والمساكين في الليل والنهار وفي السر والعلن ، قال تعالى : { الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً } . ( البقرة : 274 ) .
    وهذه الآية باتفاق الشيعة والسنة نزلت في اهل البيت (ع) .
    ولم يقتصر الامر على مجرد التصدق فقط بل وصلت الرحمة بهم ان اثروا وتصدقوا بوجبة افطارهم على المسكين واليتيم والاسير وبقوا ثلاثة ايام جياع من غير افطار ، قال تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } . ( الانسان : 8 ) .
    حملوا (ع) اكياس الصدقة الثقيلة على اكتافهم حتى اسودت متونهم واكتافهم في سبيل ان يروا الفرحة على وجوه الفقراء والايتام بالحصول على الطعام ، جاعوا (ع) في سبيل ان يشبعوا الناس ، اعطوا (ع) اموالهم ولم يقبلوا ويتقبلوا العطاء من غيرهم ، فكوا (ع) الديون وقضوا الحوائج للناس وتركوا حوائجهم ليطلبوها من معطي الحوائج الباري عز وجل .
    فأهل البيت (ع) اعطونا دروسا في أداب الصدقة وفنون التعامل والرحمة مع الناس الفقراء والمساكين والايتام .
    ونأخذ نموذجا من أفعال أهل البيت (ع) هو ما فعله الامام الحسين (ع) من أدب وخلق رفيع وتواضع ولين جانب وكرم مع السائل الفقير وننقل لكم بعض هذه القصص المشهورة في هذا الاطار :
    قيل : إنّ أعرابياً جاء للحسين بن علي (ع) وقال : يا بن رسول الله , قد ضمنتُ دية كاملة وعجزت عن أدائها ، فقلت في نفسي : أسأل أكرم الناس ، وما رأيت أكرم من أهل بيت رسول الله (ص) .
    فقال الإمام الحسين (ع) : (( يا أخا العرب ، أسألك عن ثلاث مسائل ، فإن أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال ، وإن أجبت عن اثنتين أعطيتك ثلثي المال ، وإن أجبت عن الكلّ أعطيتك الكلّ )) .
    فقال الأعرابي : يابن رسول الله ، أمثلك يسأل مثلي وأنت من أهل بيت العلم والشرف ؟!
    فقال الحسين (ع) : (( بلى ، سمعتُ جدّي رسول الله (ص) يقول : المعروف بقدر المعرفة )) .
    فقال الأعرابي : سلْ عمّا بدا لك ، فإن أجبتُ وإلاّ تعلّمتُ منك ، ولا قوّة إلاّ بالله .
    فقال الإمام : (( أيُّ الأعمالِ أفضلُ ؟ )) .
    فقال الأعرابي : الإيمان بالله .
    فقال الإمام : (( فَما النَّجاةُ منَ المهلَكة ؟ )) .
    فقال الأعرابي : الثقة بالله .
    فقال الإمام : (( فَما يُزيَّنُ الرَّجُلَ ؟ )) .
    فقال الأعرابي : علم معه حلم .
    فقال الإمام : (( فَإنْ أخْطأهُ ذلِكَ ؟ )) .
    فقال الأعرابي : مال معه مروءة .
    فقال الإمام : (( فَإنْ أخْطأهُ ذلِك ؟ )) .
    فقال الأعرابي : فقرٌ معه صبر .
    فقال الإمام : (( فَإنْ أخْطأهُ ذلِكَ ؟ )) .
    فقال الأعرابي : فصاعقة تنزل عليه من السماء فتحرقه ؛ فإنّه أهلٌ لذلك .
    فضحك الإمام الحسين (ع) ورمى إليه بصرّة فيها ألف دينار ، وأعطاه خاتمه وفيه فصٌّ قيمته مئتا درهم ، وقال : (( يا أعرابِيّ ، أعْطِ الذَّهبَ إلى غُرَمائِك ، واصْرِفِ الخاتَمَ في نفَقَتِكَ )) .
    فأخذه الأعرابي وانصرف وهو يقول : اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ . (1) .
    والسبب في استخدام الامام لهذا الاسلوب من التصدق هو للمحافظة على ماء وجه السائل قال الامام الحسين (ع) : (( صاحبُ الحاجَةِ لَمْ يُكرِمْ وجْهَهُ عَنْ سُؤالِكَ ، فَأكرِمْ وَجْهَكَ عَنْ رَدِّهِ )) . (2) . وغاية الامام ايضا هي حث السائل على طلب العلم والسؤال عند الجهل بالمسألة وتحفيز ذلك بالإعطاء والتصدق ، وليعلم الناس تواضع الائمة المعصومين (ع) واختلاطهم مع أي شخص مهما كانت طبقته الاجتماعية .
    وصارت هذه القصة وغيرها من فضائل ومناقب الامام الحسين (ع) الى يومنا هذا وقد دلت هذه القصة على كرمه وجوده وادخال السرور على الفقير المحتاج وتواضعه واخلاقه الحميدة مع كل الناس حتى مع السائل الفقير .

    عطاء المعروف بقدر المعرفة
    وهذه حادثة ورواية أُخرى عن الإمام الحسين (ع) ، ربما تكون أجمل وأكمل من القصة الأولى بعض الشيء وهي :
    روي أنّ أعرابياً من البادية قصد الإمام الحسين (ع) فسلَّم عليه فرَّد عليه السّلام وقال : (( يا أعرابِيُّ ، فيمَ قَصَدْتَنا ؟ )) .
    قال : قصدتك في دية مسلّمة إلى أهلها .
    قال (ع) : (( أقَصدْتَ أحَداً قَبْلي ؟ )) .
    قال : قصدت عتبة بن أبي سفيان فأعطاني خمسين ديناراً فرددتها عليه ، وقلت له : لأقصدنَّ مَنْ هو خير منك وأكرم .
    قال عتبة : ومَنْ هو خير منّي وأكرم لا أُمَّ لك ؟
    فقلت : إمّا الحسين بن عليّ ، وإمّا عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب ، وقد أتيتك بدءاً لتقيم بها عمود ظهري ، وتردّني إلى أهلي .
    فقال الحسين (ع) : (( والذي فَلَقَ الحبَّةَ ، وبْرَأ النَّسَمَةَ ، وَتَجَلّى بالعظَمَةِ ، ما في مِلْكِ ابْنِ بنتِ نبيّكَ إلاّ مئِتا دينارِ فأعطِهِ إيّاه يا غلامُ ، وإنّي أسْألُكَ عن ثلاثِ خِصالٍ إنْ أنتَ أجبتَني عنْها أتْمَمتُها خَمْسَمئةَ دينارٍ )) .
    فقال الأعرابي : أكلّ ذلك احتياجاً إلى علمي ، أنتم أهل بيت النُبُوَّة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ؟!
    فقال الإمام الحسين (ع) : (( لا ، ولكنْ سَمِعتُ جدّي رسول الله (ص) يقول : أعطوا المعروفَ بقَدَرِ المعْرِفَة )) .
    فقال الأعرابي : فسلْ ، ولا حول ولا قوةّ إلاّ بالله .
    فقال الإمام الحسين (ع) : (( ما أنْجى مِنَ الهَلَكَةِ ؟ )) .
    فقال : التوكّل على الله .
    فقال (ع) : (( ما أرْوَحُ للِمُهمِّ ؟ )) .
    فقال : الثّقة بالنفس .
    فقال (ع) : (( أيُّ شيءٍ خيرٌ للعبدِ في حياتهِ ؟ )) .
    قال : عقل يزينه حلم .
    فقال (ع) : (( فَإنْ خانهُ ذلكَ ؟ )) .
    فقال : مال يزينه سخاء وسعة .
    فقال (ع) : (( فإنْ أخْطأهُ ذلك ؟ )) .
    قال : الموت والفناء خير له من الحياة والبقاء .
    قال الراوي : فناوله الحسين خاتمه وقال : (( بعهُ بمئة دينارٍ )) . وناوله سيفه ، وقال : (( بعْهُ بمئتي دينارٍ ، واذهبْ فقدْ أتْممتُ لكَ خمسمئة دينارٍ )) .
    فأنشأ الأعرابي يقول :
    قلقتُ وما هاجني مقلقُ وما بي سقامٌ ولا موبقُ
    ولكن طربتُ لآلِ الرَّسول ففاجأني الشعرُ والمنطقُ
    فأنتَ الهمامُ وبدرُ الظلام ومُعطي الأنامَ إذا أملقوا
    أبوكَ الذي فازَ بالمكرمات فقصَّرَ عن وصفهِ السبُّقُ
    وأنتَ سبقتَ إلى الطيّبات فأنتَ الجوادُ وما تلحقُ
    بكم فتحَ اللهُ بابَ الهدى وبابُ الضلالِ بكم مغلَقُ . (3) .
    هذه الدروس والآداب في الصدقة واحترام السائل يلزم عرضها للعالم ، لكي يعي الناس منهج أهل البيت (ع) ويحذون ويسيرون ويقتدون على ضوئها .

    ***************************

    1 ـ جامع الأخبار / 137 ، موسوعة البحار 44 / 196 ، وسورة الأنعام / 124 .
    2 ـ كشف الغمة 2 / 208 ، الكلمة / 123 .
    3 ـ إحقاق الحقّ 11 / 440 ، موسوعة كلمات الإمام الحسين / 764 .

  • #2
    الأخ الفاضل العباس أكرمني . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على هذا الموضوع في الدروس الأخلاقية والأدبية في الصدقة التي بينها الامام الحسين (عليه السلام) . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .


    تعليق


    • #3
      موفقين بحق الحسين

      وشكرا على الكلمات الرائعات

      تعليق


      • #4
        الاخت الفاضلة زهرة الربيع وفقك ربي وسدد خطاك . والشكر لكي على مرورك الطيب على موضوعي .

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X