إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَرِيفَةُ تُحذر من ظاهرة التسقيط الاجتماعي :

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَرِيفَةُ تُحذر من ظاهرة التسقيط الاجتماعي :

    المَرجَعيَّةُ الدِّينيَّةُ العُليَا الشَرِيفَةُ : - تُحَذّرُ مُجَدّداً من الظواهر الاجتماعيّة التي تُهَدّدُ المنظومةَ الأخلاقيّةَ والتعايش في المُجتمع العراقي .
    : وتدعو إلى ضرورة تجنّب ظاهرة التسقيط الاجتماعي للشخصيّة الاعتباريّة للآخرين ، أفراداً ومُكوّناتٍ دينيّةً أو فكريّةً أو اجتماعيّةً أو سياسيّةً – ووضع حلول وعلاجات لها .
    : وتُؤشّرُ إلى وجود خللٍ ديني وثقافي وأخلاقي وسلوكي عند بعض الأفراد قلّوا أو كثروا - يُمارسون هذه الظاهرة الخطيرة والمُدمّرة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ، دون اكتراثٍ واهتمامٍ بآثارها المُفضيَة إلى حدوث النزاعات والصراعات داخل المجتمع الواحد .
    :1:- أيُّها الإخوةُ والأخوات – ما زلنا في سلسلة حلقات الموضوع المهم جِدّاً ، وهو( ظواهر مجتمعيّة خطيرة تُهدّدُ المنظومةَ الأخلاقيّةَ والتعايش الاجتماعي – وسبق منّا أن تحدّثنا إليكم عن ظاهرة العنف ، ثم ذكرنا لكم ظاهرة تقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة – ونعرض عليكم اليوم ظاهرةً أخرى ، وهي ( ظاهرة التسقيط الاجتماعي للشخصيّة الاعتباريّة للآخرين ) :.

    :2:- نقصدُ بالشخصيّة الاعتباريّة : هي المكانة والمنزلة الاجتماعيّة التي تتكوّن للشخص أو للمكوّن الديني والثقافي والفكري والسياسي من مجموعة مقوّمات علميّة ومعرفيّة ودينيّة وثقافيّة ومذهبيّة – أو هي التي تتكوّن لكلّ فرد من الناس دون توفّر هذه المقوّمات ، ولكن تنشأ من لحاظ كرامته الإنسانيّة ومنزلته الاجتماعيّة – ففي مثل هذه الموارد ينبغي الحفاظ على الشخصيّة الاعتباريّة وعدم تسقيطها اجتماعيّاً.
    :3:- والمكّون الذي نعنيه في حديثنا :- هو ما توّفرت فيه مجموعة عوامل ومقّومات لوجوده فكريّاً وثقافيّا ودينيّاً وسياسيّاً واجتماعيّاً .
    :4:- تـنبع أهميّة الشخصيّة الاعتباريّة للفرد أو المكوّن من كونه مخلوقاً مُكرّماً من قبل الله تعالى ومُشرّفاً على غيره ، وله احترامه بوصفه إنساناً فضّله اللهُ على كثيرٍ مِمّن خلقَ تفضيلا – ومع قطع النظر عن خصوصيّة دينه أو فكره أو ثقافته – بل اللحاظ إليه يكمن في كونه إنساناً مُكرّماً في الخَلْق والمجتمع.

    :5:- إنَّ الإنسانَ بصورة عامة لديه حاجةٌ فطريّة للمنزلة الاجتماعيّة ، والضرورة الحياتيّة تقضي بذلك مادّياً ومعنويّاً – والتسقيط الاجتماعي لها يُفقدها كرامتها ومقبوليّتها في المجتمع – بحيث يخرجُ عن حدّ الوثوق به أو التعاون معه- فكذلك الأمرُ في التعاطي الثقافي والعلمي إذ يحتاج الإنسانُ إلى الحفاظ على كرامته وشخصيّته الاعتباريّة حتى يُمكن التعامل معه والأخذ منه –والتسقيط يهدم ذلك كلّه.
    :6:- إنَّ خطورة التسقيط الاجتماعي للشخصيّة الاعتباريّة تكمن في إحداث الاضطراب النفسي والسلوكي عند الفرد في مجتمعه – لدرجة تفقده القدرة على قضاء حاجاته الماديّة والمعنويّة – وليلاحظ الواحدُ منّا نفسه كم سيعاني في ما لو أٌستهدِف وتم تستقيطه اعتباريّاً ؟ كم سيعاني من الاضطرابات النفسيّة والذهنيّة- وكذلك قس الحال على مستوى المكوّنات الاجتماعية والفكريّة والثقافيّة- خاصة مع وجود وسائل التواصل الإعلامي والاجتماعي الكثيرة ، والتي وصلت إلى كلّ فردٍ ، فرد ، ولها من التأثير الكبير والعجيب على الآخرين .
    :7:- إنَّ مصطلح ( التسقيط الاجتماعي للشخصيّة الاعتباريّة) وإن لم يرد نصاً في لسان الروايات والتأليف الإسلامي – إلّا أنّه ورد بما يُساوقه مفهوماً وأثراً من :
    ( هتك حُرمة المؤمن أو انتهاك كرامته أو هدم مرؤته) والإسلام الحكيم حرص حرصاً شديداً على تحريم ذلك كلّه ، (كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه) : كنز العمّال ، المتقي الهندي ) ج1 ، ص150. :
    : إنَّ حرمة المؤمن أعظم من الكعبة المعظّمة ، والتي لا نقبل بهتك حرمتها ،
    لا بقولٍ ولا بفعل ولا بتصرّف .
    :8:- إنَّ هؤلاءِ اللّذِينَ يكتبون على صفحات التواصل الاجتماعي ، ولا يهتمون بتسقيط الأفراد أو المُكوّنات – كم سيكون لهم من العقاب – وكم سينتظرهم من العذاب ؟ يكتبون براحتهم – ببساطة – دون تورّع أو اهتمام .
    وقد روي عن النبي الأكرم ، صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم ، أنّه قال: (ما أطيبكِ وأطيب ريحكِ ، ما أعظمك وأعظم حُرمتكِ - يعنى الكعبة - والذي نفس مُحمّد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند اللهِ حرمةً منكِ - ماله ودمه وأن يُظن به إلّا خيرا )
    : كنز العمّال ، المتقي الهندي ، ج1 ، ص 92. :
    :9:- ثم في وصيّةٍ قيِّمةٍ عن أبي الحسن الإمام الرضا ، عليه السلام، :
    ( قال : يا عبد العظيم أبلغ عني أوليائي السلام ، وقل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا ، ومُرهم بالصدقِ في الحديث وأداء الأمانة ، ومُرهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم ، وإقبال بعضهم على بعض و المزاورة ، فإن ذلك قُربةً إليّّ، ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا ، فإنِّي آليت على نفسي ، أنّه مَن فعلَ ذلك وأسخط وليّاً من أوليائي دعوتُ اللهَ ليعذبه في الدنيا أشدّ العذاب ، وكان في الآخرة مِن الخاسرين)
    : الاختصاص ، المفيد ، ص 247.

    :10: إنَّ تحطيم وتسقيط الشخصيّة الاعتباريّة في وسائل التواصل الاجتماعي ـ وبلوغه لأعدادٍ كبيرةٍ مِن المُشاهدين والمُتابعين هو ممّا سيكتبه الله وسيُعاقب عليه يوم القيامة ، قال تعالى : ((إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ))(12) يس .
    ____________________________________________

    :: أهمُّ مَا جَاءَ في خِطَابِ المَرجَعيَّةِ الدِّينيّةِ العُليَا الشَريفَةِ, اليَوم, الجُمْعَة ، السابع والعشرون مِن ربيع الآخر1440هجري ، الرابع من كانون الثاني ، 2019م ، وعَلَى لِسَانِ وَكيلِهَا الشَرعي، سماحة عبد المهدي الكربلائي ، دامَ عِزّه ، خَطيب وإمَام الجُمعَةِ فِي الحَرَمِ الحُسَيني المُقَدّسِ ::
    ___________________________________________

    تدوين – مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي – النَجَفُ الأشْرَفُ .

    :كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى , رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَّ, ونسألَكُم الدُعَاءَ.
    ___________________________________________

  • #2
    استاذنا المفدى

    حفظكم المولى تعالى وسدد خطاكم وجعلنا واياكم

    ممن يسمعون الكلام فيتبعون احسنه ..

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X