اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
قدسية العباس (عليه السلام)
أحتل أبو الفضل (عليه السلام) قلوب العظماء ومشاعرهم ، وصار أنشودة الاحرار في كل زمان ومكان ، وذلك لما قام به من عظيم التضحية تجاه أخيه سيد الشهداء ، الذي ثار في وجه الظلم والطغيان ، وبنى للمسلمين عزا شامخا ، ومجدا خالدا .
وتجلى ذلك واضحا في كلمات اهل بيت النبوة (عليهم السلام).
1. الإمام زين العابدين (عليه السلام):
أمّا الإمام زين العابدين (ع) فهو من المؤسسين للتقوى والفضيلة في الإسلام ، وكان هذا الإمام العظيم يترحم ـ دوما ـ على عمه العباس ويذكر بمزيد من الإجلال والإكبار تضحياته الهائلة لاخيه الحسين وكان مما قاله في حقه هذه الكلمات القيّمة :
( رحم الله عمّي العباس ، فلقد آثر وآبلى ، وفدى أخاه بنفسه ، حتى قطعت يداه ، فأبدله الله بجناحين ، يطير بهما مع الملائكة في الجنة ، كما جعل لجعفر بن أبي طالب ، وان للعبّاس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة.. ).
وألمت هذه الكلمات بأبرز ما قام به أبو الفضل من التضحيات تجاه أخيه أبي الاحرار الإمام الحسين (عليه السلام) ، فقد أبدى في سبيله من ضروب الإيثار وصنوف التضحية ما يفوق حدّ الوصف ، وما كان به مضرب المثل على امتداد التاريخ ، فقد قطعت يداه الكريمتان يوم الطف في سبيله ، وظلّ يقاوم عنه حتى هوى إلى الارض صريعا ، وان لهذه التضحيات الهائلة عند الله منزلة كريمة ، فقد منحه من الثواب العظيم ، والاجر الجزيل ما يغبطه عليه جميع شهداء الحق والفضيلة في دنيا الإسلام وغيره .
2. الإمام الصادق (عليه السلام) :
أمّا الإمام الصادق (ع) فهو العقل المبدع والمفكر في الإسلام فقد كان (عليه السلام) هذا العملاق العظيم يشيد دوما بعمّه العبّاس ، ويثني ثناءً عاطرا ونديّا على مواقفه البطولية يوم الطف ، وكان مما قاله في حقّه :
( كان عمّي العبّاس بن علي (عليه السلام) نافذ البصيرة ، صُلب الإيمان ، جاهد مع أخيه الحسين ، وأبلى بلاٌ حسنا ، ومضى شهيدا..).
وتحدّث الإمام الصادق (عليه السلام) عن أنبل الصفات الماثلة عند عمّه العبّاس والتي كانت موضع إعجابه وهي :
مع الحسين كل هزيمة انتصار وبدون الحسين كل انتصار هزيمة
أ.نفاذ البصيرة : أمّا نفاذ البصيرة ، فانها منبعثة من سداد الرأي ، وأصالة الفكر ، ولا يتصف بها إلا من صفت ذاته ، وخلصت سريرته ، ولم يكن لدواعي الهوى والغرور أي سلطان عليه ، وكانت هذه الصفة الكريمة من أبرز صفات أبي الفضل فقد كان من نفاذ بصيرته ، وعمق تفكيره مناصرته ومتابعته لإمام الهدى وسيّد الشهداء الإمام الحسين ، وقد ارتقى بذلك إلى قمّة الشرف والمجد ، وخلدت نفسه العظيمة على امتداد التأريخ ، فما دامت القيم الإنسانية يخضع لها الإنسان ، ويمجدها فأبو الفضل قد بلغ قمتها وذروتها .
ب. الصلابة في الإيمان: والظاهرة الاخرى من صفات أبي الفضل (عليه السلام ) هي الصلابة في الإيمان وكان الصلابة إيمانه انطلاقه في ساحات الجهاد بين يدي ريحانة رسول الله مبتغيا في ذلك الاجر عند الله ، ولم يندفع إلى تضحيته بأي دافع من الدوافع المادية ، كما أعلن ذلك في رجزه يوم الطف ، وكان ذلك من أوثق الادلة على إيمانه.
ج. الجهاد مع الحسين (عليه السلام) : وثمّة مكرمة وفضيلة أخرى لبطل كربلاء العباس (عليه السلام ) أشاد بها الإمام الصادق (عليه السلام) وهي جهاده المشرق بين يدي سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله ) ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، ويعتبر الجهاد في سبيله من أسمى مراتب الفضيلة التي انتهى إليها أبو الفضل ، وقد أبلى بلاءً حسنا يوم الطف لم يشاهد مثله في دنيا البطولات .
د. زيارة الإمام الصادق : وزارالإمام الصادق (عليه السلام) أرض الشهادة والفداء كربلاء ، وبعدما انتهى من زيارة الإمام الحسين وأهل بيته والمجتبين من أصحابه ، انطلق بشوق إلى زيارة قبر عمّه العبّاس ، ووقف على المرقد المعظم ، وزاره بالزيارة التالية التي تنم عن سموّ منزلة العبّاس ، وعظيم مكانته ، وقد استهل زيارته بقوله :
( سلام الله ، وسلام ملائكته المقرّبين ، وأنبيائه المرسلين ، وعباده الصالحين ، وجميع الشهداء والصدّيقين والزاكيات الطيّبات فيما تغتدى وتروح عليك يا ابن أمير المؤمنين..) .
لقداستقبل الإمام الصادق عمّه العباس بهذه الكلمات الحافلة بجميع معاني الإجلال والتعظيم ، فقد رفع له تحيات من الله وسلام ملائكته ، وأنبيائه المرسلين ، وعباده الصالحين ، والشهداء ، والصدّيقين ، وهي أندى وأزكى تحيّة رفعت له ، ويمضي سليل النبوّة الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارته قائلا :
( وأشهد لك بالتسليم ، والتصديق ، والوفاء ، والنصيحه لخلف النبيّ المرسل ، والسبط المنتجب ، والدليل العالم ، والوصي المبلغ والمظلوم المهتضم.. )
وأضفى الإمام الصادق (عليه السلام) بهذا المقطع أوسمة رفيعة على عمّه العبّاس (عليه السلام) .
روضة الزهراء ...
تعليق