المسائل العكبرية -للشيخ المفيد قدس الله نفيه الزكية ( ص 37)
المسألة الخامسة
((قال السائل و الأنبياء عندنا معصومون كاملون فما بال موسى ع كان تلميذا للخضر و هو أعلى منه ثم أنكر على الخضر فعله و الحق فيه.
الجواب و بالله التوفيق أن موسى ع اتبع الخضر قبل أن ينبأ و يبعث و هو إذ ذاك يطلب العلم و يلتمس الفضل فيه فلما كلمه الله و انتهى من الفضل في العبادة و العلم إلى الغاية التي بلغها بعثه الله تعالى رسولا و اختاره كليما نبيا و ليس في اتباع الأنبياء العلماء قبل نبوتهم قدح فيهم و لا منفر عنهم و لا شين لهم و لا مانع من بعثتهم و اصطفائهم
و لو كان موسى ع اتبع الخضر بعد بعثته لم يكن ذلك أيضا قادحا في نبوته لأنه لم يتبعه لاستفادته منه علم شريعته و إنما اتبعه ليعرف باطن أحكامه التي لا يخل فقد علمه بها بكماله في علم ديانته و ليس من شرط الأنبياء ع أن يحيطوا بكل علم و لا أن يقفوا على باطن كل ظاهر
و قد كان نبينا محمد ص أفضل النبيين و أعلم المرسلين و لم يكن محيطا بعلم النجوم و لا متعرضا لذلك و لا يتأتى منه قول الشعر و لا ينبغي له و كان أميا بنص التنزيل و لم يتعاط معرفة الصنائع و لما أراد المدينة استأجر دليلا على سنن الطريق و كان يسأل عن الأخبار و يخفى عليه منها ما لم يأت به إليه صادق من الناس فكيف ينكر أن يتبع موسى ع الخضر بعد نبوته ليعرف بواطن الأمور فيما كان يعلمه مما أورده الله سبحانه بعلمه من كون ملك يغصب السفن و كنز في موضع من الأرض و طفل إن بلغ كفر و أفسد و ليس عدم العلم بذلك نقصا و لا شينا و لا موجبا لانخفاض عن رتبة نبوته و إرسال
و أما إنكاره ع خرق السفينة و قتل الطفل فلم ينكره على كل حال و إنما أنكر الظاهر منه ليعلم باطن الحال منه و قد كان منكرا في ظاهر الحال و ذلك جار مجرى قبول الأنبياء ع شهادات العدول في الظاهر و إن كانوا كذبه في الباطن و عند الله و إقامة الحدود بالشهادات و إن كان المحدودون براء في الباطن و عند الله و هذا أيضا مما لا يلتبس الأمر فيه على متأمل له من العقلاء. ))
المسألة الخامسة
((قال السائل و الأنبياء عندنا معصومون كاملون فما بال موسى ع كان تلميذا للخضر و هو أعلى منه ثم أنكر على الخضر فعله و الحق فيه.
الجواب و بالله التوفيق أن موسى ع اتبع الخضر قبل أن ينبأ و يبعث و هو إذ ذاك يطلب العلم و يلتمس الفضل فيه فلما كلمه الله و انتهى من الفضل في العبادة و العلم إلى الغاية التي بلغها بعثه الله تعالى رسولا و اختاره كليما نبيا و ليس في اتباع الأنبياء العلماء قبل نبوتهم قدح فيهم و لا منفر عنهم و لا شين لهم و لا مانع من بعثتهم و اصطفائهم
و لو كان موسى ع اتبع الخضر بعد بعثته لم يكن ذلك أيضا قادحا في نبوته لأنه لم يتبعه لاستفادته منه علم شريعته و إنما اتبعه ليعرف باطن أحكامه التي لا يخل فقد علمه بها بكماله في علم ديانته و ليس من شرط الأنبياء ع أن يحيطوا بكل علم و لا أن يقفوا على باطن كل ظاهر
و قد كان نبينا محمد ص أفضل النبيين و أعلم المرسلين و لم يكن محيطا بعلم النجوم و لا متعرضا لذلك و لا يتأتى منه قول الشعر و لا ينبغي له و كان أميا بنص التنزيل و لم يتعاط معرفة الصنائع و لما أراد المدينة استأجر دليلا على سنن الطريق و كان يسأل عن الأخبار و يخفى عليه منها ما لم يأت به إليه صادق من الناس فكيف ينكر أن يتبع موسى ع الخضر بعد نبوته ليعرف بواطن الأمور فيما كان يعلمه مما أورده الله سبحانه بعلمه من كون ملك يغصب السفن و كنز في موضع من الأرض و طفل إن بلغ كفر و أفسد و ليس عدم العلم بذلك نقصا و لا شينا و لا موجبا لانخفاض عن رتبة نبوته و إرسال
و أما إنكاره ع خرق السفينة و قتل الطفل فلم ينكره على كل حال و إنما أنكر الظاهر منه ليعلم باطن الحال منه و قد كان منكرا في ظاهر الحال و ذلك جار مجرى قبول الأنبياء ع شهادات العدول في الظاهر و إن كانوا كذبه في الباطن و عند الله و إقامة الحدود بالشهادات و إن كان المحدودون براء في الباطن و عند الله و هذا أيضا مما لا يلتبس الأمر فيه على متأمل له من العقلاء. ))