إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نكت من المسائل العكبرية 10

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نكت من المسائل العكبرية 10

    المسائل العكبرية - للشيخ المفيد قدس الله نفسه الزكية( ص : ( 45

    المسألة الثانية عشر
    و سأل فقال إن قال المخالف أوجدونا النص على علي ع في القرآن و أن النص أوجب من الاختيار بدليل عقل و شرع و بطلان الخبر المروي في الاستخلاف على الصلاة و أنه لو صح لم يجز خلافه به .

    و الجواب و بالله التوفيق هذه ثلاث مسائل متباينات في المعاني و الألفاظ و قد أمليت في كل واحدة منها كلاما محفوظا عند أصحابنا و أوضحت فيها ما يحتاج إليه المسترشد من البيان فأنا أرسم في كل واحدة منها جملة من القول كافية في هذا المكان إن شاء الله.

    فصل

    أما قوله أوجدونا النص على أمير المؤمنين ع في القرآن .

    فإنا نقول إن ذلك ثابت في مجملة دون التفصيل منه و الظاهر الذي يخرج عن الاحتمال و لو كان ظاهرا في القرآن على التفصيل و البيان لما وقع فيه تنازع و اختلاف

    و ليس وجوده في المحتمل من الكلام بمانع من قيام الحجة به على الأنام

    كما كان النص على رسول الله ص بالنبوة و البشارة به في مجمل كلام الله سبحانه من التوراة و الإنجيل و لم يكن ذلك مانعا من قيام الحجة به على الأنام

    و كما ثبت عند المخالف لنا إمامة أئمتهم و إن لم يكن عليها نص جلي من القرآن و ثبت أنهم في الجنة على قولهم بالنص النبي ص و إن لم يكن ذلك موجودا في نصوص القرآن

    و كما ثبت النص على النصاب في المال الذي فيه الزكاة و صفة الصلاة و كيفيتها و صفة الصيام و مناسك الحج و إن لم يكن ذلك كله منصوصا في القرآن

    و ثبتت معجزات النبي ص و قامت حجتها على الخلق و إن لم تكن منصوصة في ظاهر القرآن

    فكذلك ثبتت إمامة أمير المؤمنين ع بالنص من رسول الله ص و إن لم يكن ذلك مودعا في صريح القرآن.

    فصل

    فمن المواضع التي ثبت فيها النص على إمامة أمير المؤمنين ع

    من مجمل القرآن قوله تعالى( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ))
    ففرض طاعة أولياء الأمر كفرض طاعة نفسه و نبيه ص و أمير المؤمنين ع من أولياء الأمر بغير إشكال إذ كان للناس في معنى هذه الآية أقوال
    أحدها أن أولياء الأمر العلماء
    الثاني هم أمراء السرايا
    الثالث أنهم الأئمة للأنام
    و قد حصل لأمير المؤمنين ع جميع هذه الأوصاف فكان من جملة العلماء باتفاق
    و كان من وجوه أمراء السرايا للنبي ص بغير اختلاف
    و كانت له الإمامة بعده في حال على الاجتماع في ذلك و عدم التنازع فيه بين جمهور العلماء فوجب أن يكون معينا بالآية على ما بيناه و إذا كانت الآية مفيدة لفرض طاعته على حسب إفادتها طاعة النبي ص ثبت بذلك إمامته في تنزيل القرآن.

    فصل

    و من ذلك قوله تعالى( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ))
    و قد ثبت أن المنادى به غير المنادى إليه و أن المأمور بالاتباع غير المدعو إلى اتباعه فدل ذلك على أن المأمورين باتباع الصادقين ليسوا هم الأمة بأجمعها و إنما هم طوائف منها
    و أن المأمور باتباعه غير المأمور بالاتباع و لا بد من تمييز الفريقين بالنص و إلا وقع الالتباس و كان فيه تكليف ما لا يطاق

    فلما بحثنا عن المأمور باتباعه وجدنا القرآن دالا عليه

    بقوله تعالى( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ الْكِتابِ وَ النَّبِيِّينَ وَ آتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ وَ السَّائِلِينَ وَ فِي الرِّقابِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَى الزَّكاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ))

    فذكر سبحانه خصالا تقتضي لصاحبها بمجموعها التصديق و الصدق
    و دل على أنه عنى بالصادقين الذين أمروا باتباعهم من جمع الخلال التي عددناها دون غيره و صح بذلك التمييز بين المأمور بالاتباع و المدعو إلى اتباعه
    و لم نجد أحدا كملت له هذه الخصال المذكورة في القرآن من أصحاب النبي ص سوى أمير المؤمنين ع بتواتر الأخبار و دلائل معاني القرآن
    أ لا ترى أنه أعظم من آمن بالله و اليوم الآخر
    و أجلهم و أرفعهم قدرا إذ كان أولهم إيمانا و كان مشهودا له بالإيمان بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين و كان ع ممن آتى المال على حبه ذوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و في الرقاب و قد شهد بذلك له القرآن في قوله
    تعالى( وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً))
    و كان هو المعني بذلك في هذه الآية على اتفاق العلماء بتأويل القرآن
    و كان عليه السلام ممن أقام الصلاة و آتى الزكاة و قد نطق القرآن بذلك فيه على الخصوص و الإفراد حيث يقول سبحانه (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ))
    فكانت هذه الآية على ما جاء به الثبت في تفسير القرآن و طابق اللفظ باللفظ في الاثنين معا على البيان
    و كان عليه السلام من الموفين لله بالعهد إذ لم يول الدبر في حرب قط و لا انهزم في مقام من المقامات عن الأعداء و لا عصى نبي الله تعالى في شي ء و لا فرط في عهد له عليه و عقد على حال
    و كان عليه السلام من الصابرين في البأساء و الضراء و حين البأس بظاهر شجاعته و ثبوته في كل هول من غير جزع و لا خور له معروف على حال و ليس يمكن القطع باجتماع هذه الخلال لأحد سواه من الصحابة و غيرهم من الناس
    فثبت أنه هو الذي عناه الله تعالى بقوله(( وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)) و هذا نص على فرض اتباعه و الطاعة له و الإيمان به في الدين من معنى المنزل في القرآن.

    فصل

    و من ذلك قوله تعالى( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ))
    فواجه الله سبحانه بالنداء جماعة أضافهم إلى غيرهم بالولاء و جعل علامة المنادي إليه إيتاءه الزكاة في حال الركوع بقوله سبحانه (وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ))
    و لا خلاف عند أهل اللغة أن قول القائل جاءني زيد راكبا و جاءني زيد في حال ركوبه و رأيت عمرا و هو قائم و رأيته في حال قيامه كل واحد من هذه الألفاظ يقوم مقام صاحبه و يفيد مفاده
    و إذا ثبت أن الولاء في هذه الآية واجب لمن آتى الزكاة في حال ركوعه و لم يدع أحد من أهل القبلة لأحد أنه آتى الزكاة في حال ركوعه سوى أمير المؤمنين ع
    وجب أنه المعني بقوله وَ الَّذِينَ آمَنُوا
    و إذا ثبت ولايته حسب ولاية الله و رسوله ص وجبت له بذلك الإمامةإذ كانت ولاية الله و رسوله ص للخلق إنما هي فرض الطاعة التي تجب للرعية و هذا كاف في معنى الآية عن إطالة خطب ينتشر به الكلام.
    فصل
    مع أن الولاية في اللغة و إن كانت تكون بمعنى المودة فإنها في هذا الموضع غير متوجهة إلا إلى معنى فرض الطاعة لأن قوله تعالى إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ جار مجرى قوله لا ولي لكم إلا الله و محال أن يقصد بالولاية هاهنا المحبة و المودة و لأنه قد أخبر في آية أخرى أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض فدل على أن الولاية بهذه الآية خاصة لأمير المؤمنين ع بمعنى يزيد على المودة و لا وجه لما زاد على معنى المودة إلا ما ذكرناه من فرض الطاعة المقتضي لصاحبه من الخلق التقدم بالإمامة على من عداه من الأنام و في هذا القدر مع إيجازه غناء عما سواه و الإبانة عما ذكرناه من تضمن الآية النص على أمير المؤمنين ع بالإمامة حسب ما قدمناه.




    القول مني في جميع الاشياء
    قول ال محمد عليهم السلام
    فيما اسروا
    وفيما اعلنوا
    وفيما بلغني عنهم
    وفيما لم يبلغني

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X