الرد على شبة التداخل بين الموضوعات القرآنيّة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا نعتمد إلا قوله ولا نمسك إلا بحبله , الإله الحق الواحد بلا شريك الملك بلا تمليك الذي ليس لصفته حد محدود , ولا نعت موجود ولا وقت معدود ولا أجل ممدود .
والصلاة والسلام على أفضل الخلائق أجمعين سيد الأشراف وجامع الأوصاف المخصوص بأعلى المراتب المؤيد بأوضح البراهين محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى يوم الدين .
الشبهة : إنّ اسلوب القرآن يغاير اسلوب الكتب البليغة المعروفة ؛ لأنّه قد وقع فيه الخلط بين المواضيع المتعدّدة ، والمطالب المتنوّعة ، فبينما هو يتكلّم في أصول العقائد والمعارف إذا به ينتقل إلى الوعد والوعيد ، أو إلى الحِكم والأمثال ، أو إلى بيان أحكام فرعية ، وهكذا، ولو كان القرآن مشتملًا على أبواب وفصول ، وكان كلّ باب متعرّضاً لجهة خاصّة وناحية معيّنة لكانت الفائدة أعظم والاستفادة أسهل .
فهو لا يكون حائزاً للمرتبة العليا من البلاغة ، والدرجة القصوى من المتانة والتنسيق ؛ لعدم كونه مبوّباً .
والجواب : أنّه لابدّ من ملاحظة الغرض الأصلي من القرآن ونزوله ماذا ؟
فنقول : ممّا لا يرتاب فيه كلّ باحث وناظر أنّ القرآن انزل لهداية البشر، وسوقهم إلى السعادة في الدارين، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، قال اللَّه - تبارك وتعالى - : { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } [إبراهيم : 1]
وليس هو كتاب فقه ، أو تاريخ ، أو أخلاق ، أو كلام ، أو فلسفة ، أو نحوها، ومن المعلوم أنّ الأسلوب الموجود أقرب إلى حصول ذلك الغرض من التبويب، وجعل كلّ من تلك المطالب في باب مستقلّ؛ فإنّ الناظر في القرآن - مع الوصف الفعلي - يطّلع على كثير من أغراضه، ويحيط بجلٍّ من مطالبه الدخيلة في حصول الغرض المقصود في زمان قصير، فبينما يتوجّه إلى المبدأ والمعاد مثلًا يطّلع على أحوال الماضين المذكورة للتأييد والاستشهاد، ويستفيد من أخلاقه، وتقع عينه على جانب من أحكامه، كلّ ذلك في وقت قليل.
ففي الحقيقة يقرب قدماً بل أقداماً إلى ذلك الهدف، ويرتقي درجة إلى تلك الغاية، فهو - أي القرآن - كالخطيب الذي يكون الغرض من خطابته دعوة المستمعين وهدايتهم، وسوقهم إلى السعادة المطلوبة في الدنيا والآخرة؛ فإنّه يفتقر في الوصول لغرضه إلى الخلط بين المطالب المتنوّعة، وإيراد فنون متعدّدة؛ لئلّا يملّ المستمع أوّلًا، ويقع في طريق السعادة من جهة تأييد المطلب بقصّة تاريخيّة، أو حِكَم أخلاقيّة، أو مثلهما ثانياً.
أنّ الاسلوب الموجود إحدى الجهات المحسّنة، والفضائل المختصّة بالقرآن الكريم، ولا يوجد مثله في كتاب، والسرّ فيه امتيازه من حيث الغرض، وخصوصيّته من جهة المقصود الذي يكون اسلوبه هذا أقرب إلى الوصول إليه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا نعتمد إلا قوله ولا نمسك إلا بحبله , الإله الحق الواحد بلا شريك الملك بلا تمليك الذي ليس لصفته حد محدود , ولا نعت موجود ولا وقت معدود ولا أجل ممدود .
والصلاة والسلام على أفضل الخلائق أجمعين سيد الأشراف وجامع الأوصاف المخصوص بأعلى المراتب المؤيد بأوضح البراهين محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى يوم الدين .
الشبهة : إنّ اسلوب القرآن يغاير اسلوب الكتب البليغة المعروفة ؛ لأنّه قد وقع فيه الخلط بين المواضيع المتعدّدة ، والمطالب المتنوّعة ، فبينما هو يتكلّم في أصول العقائد والمعارف إذا به ينتقل إلى الوعد والوعيد ، أو إلى الحِكم والأمثال ، أو إلى بيان أحكام فرعية ، وهكذا، ولو كان القرآن مشتملًا على أبواب وفصول ، وكان كلّ باب متعرّضاً لجهة خاصّة وناحية معيّنة لكانت الفائدة أعظم والاستفادة أسهل .
فهو لا يكون حائزاً للمرتبة العليا من البلاغة ، والدرجة القصوى من المتانة والتنسيق ؛ لعدم كونه مبوّباً .
والجواب : أنّه لابدّ من ملاحظة الغرض الأصلي من القرآن ونزوله ماذا ؟
فنقول : ممّا لا يرتاب فيه كلّ باحث وناظر أنّ القرآن انزل لهداية البشر، وسوقهم إلى السعادة في الدارين، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، قال اللَّه - تبارك وتعالى - : { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } [إبراهيم : 1]
وليس هو كتاب فقه ، أو تاريخ ، أو أخلاق ، أو كلام ، أو فلسفة ، أو نحوها، ومن المعلوم أنّ الأسلوب الموجود أقرب إلى حصول ذلك الغرض من التبويب، وجعل كلّ من تلك المطالب في باب مستقلّ؛ فإنّ الناظر في القرآن - مع الوصف الفعلي - يطّلع على كثير من أغراضه، ويحيط بجلٍّ من مطالبه الدخيلة في حصول الغرض المقصود في زمان قصير، فبينما يتوجّه إلى المبدأ والمعاد مثلًا يطّلع على أحوال الماضين المذكورة للتأييد والاستشهاد، ويستفيد من أخلاقه، وتقع عينه على جانب من أحكامه، كلّ ذلك في وقت قليل.
ففي الحقيقة يقرب قدماً بل أقداماً إلى ذلك الهدف، ويرتقي درجة إلى تلك الغاية، فهو - أي القرآن - كالخطيب الذي يكون الغرض من خطابته دعوة المستمعين وهدايتهم، وسوقهم إلى السعادة المطلوبة في الدنيا والآخرة؛ فإنّه يفتقر في الوصول لغرضه إلى الخلط بين المطالب المتنوّعة، وإيراد فنون متعدّدة؛ لئلّا يملّ المستمع أوّلًا، ويقع في طريق السعادة من جهة تأييد المطلب بقصّة تاريخيّة، أو حِكَم أخلاقيّة، أو مثلهما ثانياً.
أنّ الاسلوب الموجود إحدى الجهات المحسّنة، والفضائل المختصّة بالقرآن الكريم، ولا يوجد مثله في كتاب، والسرّ فيه امتيازه من حيث الغرض، وخصوصيّته من جهة المقصود الذي يكون اسلوبه هذا أقرب إلى الوصول إليه.