إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الثقافة والحياة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الثقافة والحياة

    الثقافة والحياة

    نعني بالثقافة مجموعة المكتسبات والخبرات الإنسانية في المجالات المادية والمعنوية في الحياة ، أو مجموعة الأفكار والعلوم في مجالات الأدب ، والفلسفة ، والعادات والتقاليد ، والفنون المعمولة في الحياة الإجتماعية والتي ينبغي معرفتها وتنظيم الحياة اليومية على أساسها والعمل إنطلاقا ن فهمها وتطوير إساليب العيش في إطارها .
    فالإنسان يقيم في بدايات حياته طريقة عيشه على اساس معايير اللذة والالم ، ولا يعرف شيئا عن الأفكار والآداب والمعايير الإجتامعية المفترضة ، وإنما يعرفها ويطلع على تفاصيلها وينسجم معها بالتدريج من خلال الإختلاط بالمجتمع وكسب الوعي والخبرات الثقافية حول شؤون الحياة . للأسرة ، والمدرسة ، والمجتمع العام ، دور مهم جدا في تنمية قدرات الفتاة والتأسيس لوعيها فكريا ونفسيا ، ودفعها نحو مدارج التطور والتقدم المادي والمعنوي في الحياة .
    توسيع الأفق

    ومن الحاجات المهمة للفتيات ، في سني المراهقة ، توسيع أفقهن في النظر الى الحياة . بمعنى تزويدهن بالخبرات الحياتية اللازمة ، وإخراجهن ن وحدتهن وحياتهن الفردية ودفعهن الى الإنخراط في المجتمع العام ، الذي يحتوي على عناصر مفيدة وإيجابية كثيرة يمكنالإنفتاح عليها وتبادل المنفعة وإياها في مختلف مجالات الحياة.

    وفي حال الإستجابة للفتاة في هذا المجال ، وتشجيعها على الخوض في غمار الحياة الإجتماعية الأوسع أفقا ، سنجد إن كل شيء يبدو لها في هذه الأثناء جديدا وممتعا وذا الوان زاهية متلالئة ، وسنجدها تتفاعل مع ظاهر الحياة وتتحمس لمعرفة تفاصيلها الى درجة وكأنها تحاكيها وتدعوها الى معرفة المزيد بلسان ناطق 1 . وهي الحالة التي يجب على أولياء الأمور تشجيع الفتاة عليها ، بل ودفعها اليها ، وغستثمارها في الأثناء في سبيل توعيتها أكثر فأكثر ، وإغنائها فكريا وثقافيا ، وجعلها تكتسب الخبرات العملية التي تنضج شخصيتها بما يؤهلها لتحتمل مسؤولياتها في الحياة كإنسانة فاعلة ومؤثرة في المجتمع .
    وفي سبيل تطوير قابليات الفتيات وإغنائهن ثقافيا وعمليا ، من المفيد ترتيب برامج فكرية مختلفة ومتنوعة لهن كذلك والإستعانة في هذا المجال بالأفلام ، وبأشرطة الفديو كاسيت والمسجل ، وما تبثه الإذاعة والتفزيون من برامج هادفة ومفيدة ، والقيام بالسفرات الجماعية التي تتخللها ندوات ومحاضرات في مختلف شؤون الفكر والثقافة .
    فلسفة الحياة

    إبتداء من سن 13 عاما ، يحصل لدى الفتيات نوعا من الوعي بذواتهن وبما يدور حولهن ، فيسعين على أثره من أجل الإطلاع على أسرار الحياة ومعرفةفلسفتها ، ويرغبن في أن يعرفن من هن ؟ ولماذا خلقن ؟ ولماذا يعشن ؟ ولم يعملن ؟ و ... الخ وبعبارة واحدة يرون أن يتعرفن على فلسفة الخلقة والحياة.
    إن الظاهر الحياتية تصبح في عين أعضاء هذه الفئة أشياء غامضة لا يجدن لها تفسير معقولا وواضحا ، ويسالن أنفسهن دائما ترى ما هي الحكمة المنطقية نم وجود مثل هذه الأشياء . إن السعي الحقيقي للفتاة في سبيل إدراك المسائل

    وفهمها بدقة ، يبدء فقط عندما تجبرها ظروف الحياة وملابساتها الصعبة النزول الى ميدان العمل والنشاط الفعلي الذي يفرض عليها التعامل مع الشياء من منطلق الفهم والوعي الدقيقين .
    على أي حال فإن الفتاة ، في هذه السن ، تراودها أسئلة وإستفهامات فلسفية وفكرية كثيرة تبحثعن إجابات شافية ومقنعة ، وطالما لم تحصل على مطلوبها في هذا المجال ، فإنها تبقى مشوشة الذهن مضطربة الأحوال ، ومترددة في الحياة العملية ،وهنا يأتي دور الآباء الواعين والمربين المجربين الذين يجب عليهم العمل على شرح أبعاد الحياة للفتاة وإيقافها على أهدافها وفلسفتها ، إزالة كل ما يمكن أن يغبش رؤيتها ويشوش ذهنها من أسئلة وإستفهامات فكرية وفلسفية بعبارات واضحة مبسطة ، ومنطق إستدلالي محكم ، وبالتالي تشجعها على مواصلة الحياة بخطو ثابت ونظرة واعية متفائلة .
    الموقف من الأدب

    إن جانبا من ثقافة أي مجتمع يتكون من أدب ولغة ذلك المجتمع . والأدب واللغة يشتمل على الشعر والنظم والنثر والأمثال والإستعارات والكنايات و ... وهو وسيلة تسهل عملية إتصال الناس بعضهم ببعض والتفاهم وتبادل المعلومات فيما بينهم والتفاعل معا بواسطتها .
    ومن المهم في هذا المجال معرفة الأدب النافع والمفيد الذي يستحق القراءة وصرف الوقت والجهد على الإهتمام به ، وذلك لأننا نلاحظ في المجتمع أحيانا كثيرة النرويج لنوع من الأدب المخرب الذي لا يحمل هدفا سوى الإثارةوتهيج العواطف الجنسية . وهذا النوع من الأدب الهابط ، الذي ينشر في قالب القصص والروايات المبتذلة ، يحمل معه اخطارا جسيمة على نفسية وسلوك وأخلاق

    القارئ ، ويفترض بأولياء الأمور ، بل يجب العمل على حماية إبنائهم مه وتحنيبهم قراءته .
    وهكذا هو الحال مع الأمثال ، والكنايات ، والإستعارات الكلامية المثيرة للغرائز الجنسية ، فإن تداولها يثبتها في (اللاشعور ) بما يجعل تأثيرها السلبي في النفس والذهن كتأثير ملايين الحشرات الضارة في الحقل الزراعي التي تفسد المحصول ولا تبقي فيه شيئا ذا فائدة ، أو تدمر ـ كالسيل الجارف ـ كل الجهود التربوية المبذولة في الأسرة والمدرسة في مجال الفضيلة والبناء الأخلاقي القويم .
    إن ما مر ذكره نعتقد أنه كاف لكي يلتفت أولياء الأمور الى خطورة بعض أنواع الأدب على فتياتهم ، سلوكيا أو أخلاقيا ونفسيا ، ولكي يجدو ويجتهدوا في سبيل الإشراف المباشر على قراءتهن وتوجيههن الى النوع المفيد والبنّاء من الأدب ، وتوعيتهن وتحذيرهن من مضار ومخاطر أدب الإبتذال والفضائح .
    في الأعراف والتقاليد

    المقصود بالتقاليد ، العادات القديمة ، التي أوجدها الأسلاف لدواعي الفائدة والمصلحة ، وبقى العمل بها سائدا الى وقتنا الحاضر . ونعني بالأعراف الآداب والضوابط التي ينبغي الالتزام بها عند إستقبال الآخرين وفي العلاقات الإجتماعية . فأحيانا تكتسب التقاليد درجة من القداسة ، وحينذاك نصفها بالسنن ، ويمكن أن تكون السنن شرعية أو وطنية . ويجب على أولياء الأمور توعية الأبناء بشكل عام على هذه الأعراف والتقاليد ، وتوجيههم الى ضرورة أخذها بنظر الإعتبار في علاقاتهم الإجتماعية . وما دام حديثنا يتركز حول تربية الفتيات ، فإننا نشير الى المسائل التالية في العمل معهن في هذا المجال :
    أولا ـ يجبأن يعين تماما الأعراف والتقاليد السائدة في المجتمع الذي

    يعشن بين ظهرانيه ، كما ومن المفيد أن يطلعن على أداب وتقاليد المجتمعات الأخرى أيضا .
    ثانيا ـ ينبغي أن يتمتعن بالقدرة على تقييم الأعراف والتقاليد المعمول بها ويستطعن تشخيص الصحيح والخطأ منها ، والمفيد والضار فيها .
    ثالثا ـ أن يأخذن المفيد منها ويعملن به ، وينبذن الضار والسلبي وغير المجدي فيها ، ويتجنبنه في سلوكهن وتصرفاتهن .
    في الفنون والمهارات المهنية

    يعد الفن عاملا من عوامل تصفية الذهن وتلطيف النفس ، وهدوء البال وتسكين الإنفعالات . ومن فوائده للفتيات المراهقات أنه يساهم في توازنهن الغريزي ، ويبعدهن عن التفكير بالجنوح والإنحراف الجنسي ، خصوصا عن حالة الإرضاء الذاتي الذي يقابله الإستمناء عند الذكور .
    ويمكن تشجيعهن في هذا المجال على الشغال ببعض الفنون المهنية كالتطريز والخياطة وما الى ذلك . إن أغلب الفتيات يملن بطبيعتهن الى ممارسات المهن الظريفة ويشعرن بمتعة كبيرة أثناء الإشتغال بها ، خصوصا عندما ينتهين من خياطة أو تطريز أو نسج شيء معين ويبدو في نظرهن إنجازاً جميلا وجذابا .
    فالى جانب الفوائد الإيجابية التي يتركها الإشتغال بالمهن الفنية الخفيفة بالنسبة للفتيات فيما هي التسلية وقضاء أوقات الفراغ والإبتعاد عن الوساوس والإضطرابات النفسية ، فإنه يساهم كذلك في زيادة خبراتهن العملية والمهنية . ويجعلهن قادرات على المعاونة في توفير معاش الأسرة الى جانب الزوج عند الضرورة في المستقبل من حياتهن .
    التحرر الفكري

    من المسائل الجديرة بالذكر في نربية الفتيات فكريا هو بالعمل على تنمية

    قدراتهن الثقافية وإيصالهن الى المستوى الذي يكن فيه مستقلات ومتحررات من إيحاءات الغير في الفكر والعمل . بمعنى أن لا يسقطن فريسةللإنجذاب الى مؤثرات المحيط الخاطئة والتبعية والتقليد لحالاته المختلفة بشكل أعمى ودون إعمال الفكر أو الإقتناع المنطقي المستدل .
    إننا نريد لفتياتنا أن يكن خاضعات ، ولكن الخضوع لله ، ونريد لهن أن يكن تابعات ، ولكن تابعات للحق نريد أن يعرفن الحق والصواب يعملن بهما طبقا لمعرفة ملاكاتهما ومعاييرهما الصحيحة ، وليس طبقا لما يعمل الآخرون أو يدعون .
    إن لدينا بعض الفتيات ممن لا يمتلكن ، بسبب التربية الخاطئة ، أدنى درجة من الإستقلال الفكري في شؤونهن ، وإن كل ما يصدر منهن من تصرفات وسلوك في حياتهن لا يعدو كونه تقليدا أعمى للغير . ونجدهن نتيجة لهذه التبعية الخاطئة شخصيات فاقدة لذواتها ، ومقلدة للنماذج المنحرفة بشكل ببغائي في كل شيء ، في الملبس ، وفي السلوك ، وفي طريقة الكلام والتفكير و ...
    ومن بين هؤلاء من تنظم الشعار وتكتب القصص ، لكنها في هذه أيضا تابعة ومقلدة للآخرين دون أن تعطي من نفسها أو تبذل جهدا ذاتيا في سبيل الإبداع والإستقلال بالفكر والإتجاه . إن مثل هذه الفتيات لو إستمرن على هذه الوضعية وإعتدن عليها ، فإنهن سيصبحن بلا شك شخصيات مهزوزة وغير متوازنة وخاملة فكريا ونفسيا ، وبالتالي يعجزن عن الوقوف على أقدامهن والإعتماد على أنفسهن في إدارة شؤونهن في المراحل اللاحقة من حياتهن .
    ومن هنا فإن من الحكمة أن يولي الآباء إهتماما متزايدا في تنمية طاقات الفتيات الفكرية والتواصل معهن بالتوجيه والتشجيع في سبيل تنضيج قدراتهن وصولا الى التحرر والإستقلال الفكري عن الإيحاءات الخاطئة للآخرين والبيئة ،

    بمعنى أن يتمكن من تشخيص الفكرة أو السلوك الإيجابي في المجتمع فيأخذنه ويضمنه الىخبراتهن ، ويميزن اشياءه الخاطئة والسلبية فيرفضنها وينبذنها في حياتهن .
    عوامل وموانع النمو

    إن ضرورات التربية في هذه المرحلة من النمو في حياة الفتيات ، توعيتهن بالقضايا التي تصب في صالح سعادتهن ورقيهن وحفظ كرامتهن في الحياة ، هذا جهة ، ومن جهة أخرى شرح العوامل التي يمكن أن تتسبب في فشلهن وإنحطاطهن وتؤدي الى تنغيص عيشهن وتعاستهن وتحذيرهن منها . وذلك لأن هؤلاء يتصورن أحيانا خطأ بأن سعادتهن تكمن في التبرج والنزيين وإستعراض المفاتن أمام الآخرين .
    فتياتنا لابد ان يدركن ، بل يجب إفهامهن ، إن من أهم عوامل النموالطبيعي والوصول الى الكمال الى الكمال هي النجابة والتقوى ، والوعي والبصيرة ،والحفاظ على العفاف وعلى طهارة النفس ، ومن العوامل الحائلة دون النمو والكمال الخطايا والاثام والنزول غلى مستنقع الرذيلة والفساد والفوضى في السلوك ، وحثهن في الوقت ذاته على إستقبال عوامل السمو والإستقامة ونبذ عوامل السقوط والإنحراف .
    ويجب على أولياء الأمور ، على طول مرحلة المراهقة ، وحتى قبل هذا الوقت ، العمل على إفهام الفتيات بأن أغلب المثيرات الإجتماعية ، وحالات الإعجاب ، والتودد ، والتملق و ... من الآخرين هي قضايا زائلة ، وإن ما يبقى ويجب الإعتزاز به هو العفاف والشرف وحسن السلوك والأخلاق . ويمكن الإستعانة في هذا المجال بالقصص والأمثال والعبر وما الى ذلك مما يحقق

    الهدف ، وتدل الدراسات التربوية على إن الفتيات المراهقات يملن الى القصص والروايات التي تدور أحداثها حول الحياة الإجتماعية .
    تكميل الوعي

    ينقل عن سقراط الحكيم قوله بأن الوعي والعلم اساس الفضائل . كما ولدينا في التراث الإسلامي أحاديث وروايات كثيرة في فضل المعرفة والعلم ، وقد تم التعبير عنه بالنور(1) في بعض الموارد ، فيما جاء في أحد الأحاديث بأن العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس(2) أي أنه من الوعي والدراية بحيث لا تلتبس عليه الأمور في التعامل مع الأشياء .
    إن تكميل وعي الفتيات وتوسيع مداركهن وخبراتهن الفكرية والعملية في هذهالسن يعد ضرورة لا غنى لهن عنها في سبيل نموهن وتأهلهن للخوض في معترك الحياة الإجتماعية والإعتماد على الذات في التعامل والتفاعل مع شؤونها في المراحل اللاحقة من حياتهن . ويجب في هذا المجال العمل على إغنائهن ثقافيا ، وتزويدهن بالمعلومات والخبرات الضرورية حول القضايا الإجتماعية العامة ، وحول المسائل التي تتصل بالحياة الزوجية وبكيفية إدارة شؤون الأسرة والقيام بواجباتها ... الخ .
    (1) إشارة الى حديث (العلم نور .. ) .
    (2) الإمام الصادق (ع) ، كتاب الكافي ج3 .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X