إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ارتكاب الحرام وتجديد الاعتداء بتفجير المأذنتين لمرقد العسكريين (ع) .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ارتكاب الحرام وتجديد الاعتداء بتفجير المأذنتين لمرقد العسكريين (ع) .

    ارتكاب الحرام وتجديد الاعتداء بتفجير المأذنتين لمرقد العسكريين (ع) .
    بسم الله الرحمن الرحيم .
    اللهم صل على محمد وال محمد .

    في مثل يوم غد يصادف الذكرى الاليمة على قلب الامام الحجة المنتظر المهدي (ع) وقلوب جميع المؤمنين والمؤمنات بتجدد الاعتداء وتفجير منارتي ومأذنتي صحن العسكريين (ع) فانا لله وانا اليه راجعون ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، والعاقبة للمتقين .

    كل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة يحب لو كان متمكنا وعنده مبلغا من المال لكي يشارك في بناء مسجد وجامع او مصلى تقام فيه الصلاة وذكر الله سبحانه وتعالى ، او يشارك في بناء مكان خاص على حب اهل البيت (ع) وخدمة لزوارهم ويسمى هذا المكان بالحسينية او المضيف ، او يشارك في التبرع لبناء مراقد الائمة الطاهرين (ع) للغرض المذكور .
    ولا اشكال عندنا نحن الشيعة الامامية الاثنى عشرية بجواز البناء على القبور وتجديدها ، بل لا اشكال عندنا باستحباب بناء وتجديد قبور الائمة المعصومين (ع) وقبور الصالحين والاولياء رحمهم الله تعالى .
    والادلة التي تدل على جواز ذلك - عند الشيعة الامامية الاثنى عشرية - كثيرة نذكر منها على وجه العجالة وباختصار :
    ۱- القرآن الكريم :
    يظهر من الكتاب أنّ البناء على القبور، بل بناء المسجد عليها كان جائزاً في الشرائع السابقة، وأنّ الناس عندما وقفوا على قبور أصحاب الكهف ، اختلفوا على قولين : فمن قائل : (ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً). [1] .
    ومن قائل آخر: (لَنَتَّخِذَنّ عَليْهِم مَسْجداً) . [2] .
    والاستدلال بالآية واضح لمن يرى القرآن قدوة وأُسوة .
    ۲- السيرة المستمرة بين المسلمين .
    ۳- البناء تعظيم لشعائر اللّه .
    ٤- الإذن في ترفيع بيوت خاصة .
    ٥- إظهار المودة للنبي (ص) والقربى (ع) .
    ٦- الأصل هو الإباحة
    . [3] .

    *** راي المذاهب الفقهية الأربعة في البناء على القبور :
    تفاوتت أراء المذاهب الأربعة السنية ، في خصوص البناء على القبور ، فكانت أرائهم في العموم كالتالي :

    1 - المالكية :
    ذهب المالكية إلى كراهة التطيين والتجصيص وبناء القباب على القبور ، وهذا نص ما نقله ابن سحنون عن مالك :
    قال مالك : أكره تجصيص القبور والبناء عليها ، وهذه الحجارة التي يبنى عليها[4] ، انتهى .
    وذكر الدسوقي في حاشيته ما نصه :
    وقوله [يكره][5] دفنه بدار : إنّما كُره لأنّه لا يُؤمَن عليه أن يُنبَش مع انتقال المُلك [6] ، انتهى .
    ونقل الشافعي عن مالك قائلا : أخبرنا مالك :
    أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: « قاتل الله اليهود والنصارة ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، لايبقى دينان بأرض العرب »[7] ، انتهى .
    ثم قال الشافعي :
    وأكره هذا للسنّة والآثار ، وأنّه كره ، والله تعالى أعلم ، أن يُعظم أحد من المسلمين ، يعني : يتخذ قبره مسجدًا ، ولم تؤمن في ذالك الفتنة والضلال على من يأتي بَعدُ ، فكره والله أعلم لئلا يوطأ فكره ، والله أعلم ، لأنّ مستودع الموتى من الأرض ليس بأنظف الأرض ، وغيره من الأرض أنظف[8] ، انتهى .

    2 - الشافعية :
    قالت الشافعية بكراهة البناء على القبور وتجصيصها واتخاذها مسجدًا ، وهذا نص ماقاله الشافعي:
    وأحب ألاّ يجصص ، فإنّ ذالك يشبه الزينة والخيلاء ، وليس الموت موضع واحد منهما ، ولم أر قبور المهاجرين والأنصار مجصصة[9] , انتهى .
    وقال في موضع آخر : فإن كانت القبور في الأرض يملكها الموتى في حياتهم أو ورثتهم بعدهم ، لم يهدم شيء أن يبنى منها ، وإنّما يُهدم إن هدم ، مالا يملكه أحد ، فهدمه لئلاّ يحجر على النّاس موضع القبر ، فلا يُدفن فيه أحد ، فيضيق ذالك بالنّاس[10] ، انتهى .
    وقال في موضع آخر : وأكره أن يبنى على القبر مسجد ، وأن يسوى أو يُصلَى عليه وهو غير مسوى ، أو يُصلَي إليه ، وإن صَلَى إليه أجزأه وقد أساء [11] ، انتهى .

    3 - الحنفية :
    كره الحنفية تجصيص وتطيين القبر ، وكذالك البناء عليه ، وفي ما يلي نص ماذكره الإمام الكاساني الحنفي :
    قال الكاساني : ويكره تجصيص القبر وتطيينه ، وكره أبو حنيفة البناء على القبر ، وأن يُعلّم بعلامة ، وكره أبو يوسف [12] الكتابة عليه ، ذكره الكرخي ، لما روي عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : « لاَ تُجَصِّصُوا القُبُورَ وَلاَ تَبْنُوا عَلَيْهَا ولاَ تَقْعُدُوا ولاَ تَكْتُبُوا عَلَيْهَا » ، ولأن ذالك من الزينة ، ولا حاجة للميت إليها ، ولأنّه تضييع المال بلا فائدة ، فكان مكروهًا[13] ، انتهى .
    وفي موضع آ خر قال : قال أبو حنيفة : ولابأس بزيارة القبور والدعاء للأموات إن كانوا مؤمنين ، من غير وطء القبور ، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «إِنِّي كُنتُ نَهَيتُكُم عَن زِيَارَةِ القُبُورِ ، أَلاَ فَزُورُوهَا ، فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَة » ، ولعمل الأمّة من لَدُن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى يَومنَا هذا[14] ، انتهى .

    4 - الحنبلية :
    ذهب الحنابلة لجواز التطيين القبر ، بل قيل باستحبابه عند بعضهم [15]، وكرهوا التجصيص عليه وكذالك البناء على القول المشهور عندهم ، وقال بعضهم بجواز بناء القبة عليه أو بيت وحظيرة في ملكه[16] ، وكَره بعضهم بناء القبب الفاخرة على القبر[17] ، وحرّموا اتخاذ القبور مساجد ، إلاّ أنّ بعضهم جوّز الدفن في البيت والقباب والحظائر كما عرفت ، الذي لا يرى العرف فرقًا بينه وبين البناء على القبر . وهذا نص ما قالوا ابن قدامة :
    ويرفع القبر عن الأرض قدر شبر مسنّما، ويرش عليه الماء ،و لابأس بتطيينه ، ويكره تجصيصه والبناء والكتابة عليه والجلوس والوطء عليه والاتكاء إليه[18] ، انتهى .
    ويقول ابن قدامة في كتاب الكافي ، ما نصّه :
    ويكره البناء على القبر ، وتجصيصه ، والكتاب [الكتابة] عليه : لقول جابر : نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يُجصّص القبر ، وأن يبنى عليه ، وأن يقعد عليه ، رواه مسلم ، وزاد الترمذي : وأن يكتب عليها ، وقال حديث حسن صحيح ، ولأنّه من زينة الدّنيا ، فلا حاجة للميّت إليه[19] ، انتهى .
    ثمّ قال : ولا يجوز أن يبنى عليه مسجد ، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم « لعن الله عز وجل اليهود اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد » ، يُحذِّر مثل ما صنعوا ، متّفق عليه [20] ، انتهى .
    وقال فقيه الحنابلة ، المرداوي ، مانصّه :
    أمّا التجصيص : فمكروه بلا خلاف نعلمه ، وكذا الكتابة عليه ، وكذا تزويقه ، وتخليقه ، ونحوه ، وهو بدعة . أمّا البناء عليه : فمكروه على الصحيح من المذهب ، سواء لاصق البناء الأرض أم لا ، وعليه أكثر الأصحاب . قال في الفروع : أطلقه أحمد ، والأصحاب ، انتهى .
    ثمّ قال : وقال صاحب المستوعب ، المجد ، وابن تميم ، وغيرهم : لا بأس بقبة ، وبيت ، وحظيرة في ملكه ، انتهى .
    ثم قال في موضع آخر : وقال فس الوسيلة : ويكره البناء الفاخر كالقبة . قال: في الفروع : وظاهره لا بأس ببناء ، وعنه منع البناء في وقف عام ........وقال : قال في الفصول : القبة والحظيرة والتربة ، إن كان في ملكه فعل ما شاء ، وإن كان في مسبلة كره للتضييق بلا فائدة ، ويكون استعمالا للمسبلة فيما لم توضع له[21] ، انتهى .
    ملاحظة : بعدما تبين عدم الحرمة ببناء مطلق القبور وتجديدها ، نسأل جميع الناس عن سبب تفجير مرقد وضريح الامامين العسكريين (ع) ومنارتهما التي لطالما كان يرتفع منها اصوات الاذان والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير لله عز وجل ؟؟؟ فهل هنالك سبب ومسوغ شرعي لهذا الفعل الجبان المجرم الا بغضهم وعدائهم لاهل البيت (ع) ؟؟؟

    *****************************

    1- سورة الكهف: الآية 21 .
    2- سورة الكهف: الآية 21 .
    3 - هذه الادلة منقولة باختصار شديد وبتصرف من كتاب بحوث في الملل والنحل لأية الله الشيخ جعفر السبحاني ، ج 4 ، ص 197 - 198 .
    4 - المدونة الكبرى : ج 1 ص 189 ، كتاب الجنائز ، فصل تجصيص القبور .
    5 - الإضافة من عندنا للتوضيح .
    6 - حاشية الدسوقي على الشرح الكبير : ج 1 ص 424 ، فصل ذُكر فيه أحكام الجنائز .
    7 - كتاب الأم للشافعي : ج 2 ص 633 .
    8 - كتاب الأم للشافعي : ج 2 ص 633 .
    9 - كتاب الأم للشافعي : ج 2 ص 631 .
    10 - كتاب الأم للشافعي : ج 2 ص 631 .
    11 - كتاب الأم للشافعي : ج 2 ص 632.
    12 - أبو يوسف هو : القاضي يعقوب بن إبراهيم الأنصاري ، وهو تلميذ أبو حنيفة النعماني .
    13 - بدائع الصانع في ترتيب الشرائع : ج 2 ص 359 ، كتاب الصلاة ، فصل في سنّة الدفن .
    14 - بدائع الصانع في ترتيب الشرائع : ج 2 ص 359 ، كتاب الصلاة ، فصل في سنّة الدفن .
    15 - الإنصاف : ج 2 ص 549 ، كتاب الجنائز .
    16 - الإنصاف : ج 2 ص 549 ، كتاب الجنائز .
    17 - الإنصاف : ج 2 ص 550 ، كتاب الجنائز .
    18 - المقنع : ج 1 ص 285 ، كتاب الجنائز ، فصل في حمل الميت ودفنه .
    19 - الكافي لابن قدامة : ج 2 ص 68 ، كتاب الجنائز ، باب حمل الجنازة ودفنها ، فصل ويكره البناء على القبر .
    20 - الكافي لابن قدامة : ج 2 ص 69 ، كتاب الجنائز ، باب حمل الجنازة ودفنها ، فصل ويكره البناء على القبر .
    21 - الإنصاف : ج 2 ص549- 550 ، كتاب الجنائز .

  • #2
    الأخ الفاضل العباس أكرمني . أحسنتم وأجدتم وسلمت أناملكم على كتابة ونشر هذا الموضوع المحزن والمؤلم بعنوانه لكنه في نفس الوقت يبين الافعال الاجرامية غير الشرعية ولا المدروسة عند هذه الزمر الارهابية التي تسببت في الاعتداء على صحن وضريح الامامين العسكريين (عليهما السلام) . جعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم . ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X