إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما هي الدار الحقيقية في نظر ومواعظ أمير المؤمنين الامام علي (ع) ؟؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هي الدار الحقيقية في نظر ومواعظ أمير المؤمنين الامام علي (ع) ؟؟؟

    ما هي الدار الحقيقية في نظر ومواعظ أمير المؤمنين الامام علي (ع) ؟؟؟
    بسم الله الرحمن الرحيم .
    اللهم صل على محمد وال محمد .

    كل واحد منا نحن البشر تدفعه الغريزة وضرورات الحياة لامتلاك عدة اشياء كثيرة ، ومن هذه الاشياء الدار الواسعة الجميلة ، فيسعى المرء في حياته جاهدا لبناء وتشييد الدار او لشرائها جاهزة من امواله التي تعب في العمل لادخارها لشراء الدار التي يريدها .
    ولا يمنع اي دين عن شراء دار يأوي فيها نفسه ومن يخصه - من عائلته او بعض اقاربه - من الحر والبرد ولتستر النساء عن اعين الناس بها .
    ولكن على الانسان ان لا ينسى انه كما يحتاج - احتياجا ضروريا - الى هذه الدار في حياة الدنيا ، كذلك عليه ان لا يغفل بانه يحتاج الى دار ايضا في حياة الاخرة ، ولكن دار الاخرة لا تاتي مجانا بل تحتاج ايضا الى تعب وعمل متواصل لـ - للعمل بالشركات كلا ، للعمل بالتجارات كلا والف كلا ، لادخار الدولارات كلا لان قيمتها لاتقدر بثمن مادي - فعل الحسنات والصالحات والابتعاد عن المحرمات وشهوات الدنيا وملذاتها الزائلة .
    ولقد حث الثقل الاكبر القران الكريم على الاهتمام بالدار الاخرة في العديد من اياته الشريفة ، فقال تعالى : { يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَظ°ذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ } سورة غافر : الاية 39 . وقال تعالى : { وَمَا هَظ°ذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } سورة العنكبوت : الاية 64 .
    وقال تعالى : { وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } . سورة الانعام : الاية 32 .
    وعلى الانسان ان لا يغفل عن داره الباقية ويركز في ملذات ومتطلبات الدار الفانية ، فيصب همه في دار الدنيا وايامها المعدودة ، ويترك التهيؤ والاستعداد لدار الاخرة وايامها اللامحدودة قال تعالى : { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } سورة الروم : الاية 7 .
    ولقد حث اهل البيت (ع) في خطبهم ومواعظهم كل اصحابهم واتباعهم على الاهتمام بالدار الاخرة الباقية الخالدة وترك جل الاهتمام بدار الدنيا الفانية الزائلة وفي هذه القصة اللطيفة التالية نرى اهتمام امير المؤمنين علي (ع) بتربية شيعته على هذا الامر والقصة هي :
    جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وقال : يا مولاي لقد اشتريت داراً وأرجو أن تكتب لي عقد شرائها بيدك ، فنظر الإمام علي (ع) إلى الرجل بعين الحكمة فوجد أن الدنيا قد تربعت على عرش قلبه وملكت عليه أنظار نفسه ، فأراد (ع) أن يذكره بالدار الباقية ، فكتب (ع) بعد أن حمد الله وأثنى عليه : أما بعد فقد اشترى ميت من ميت داراً في بلد المذنبين وسكة (شارع ) الغافلين لها أربعة حدود :
    الحد الأول : ينتهي إلى الموت .
    الحد الثاني : ينتهي إلى القبر .
    الحد الثالث : ينتهي إلى الحساب .
    الحد الرابع : ينتهي إلى الجنة وإما إلى النار .
    فبكى الرجل بكاءً مريراً وعلم أن أمير المؤمنين الامام علي (ع) أراد أن يكشف عن قلبه الغافل فقال : يا امير المؤمنين : أشهد الله اني قد تصدقت بداري هذه على أبناء السبيل .
    فأنشد الامام علي (ع) هذه القصيدة العصماء :
    النفس تبكي على الدنيا وقـد علمـت ............ أن السعادة فيهـا تـــرك مـا فيهـا
    لا دار للمرء بعــــــــد المـوت يسكنهـا ........ إلا التي كـان قبـل المـوت يبنيهـا
    فـإن بناهـا بخيـر طــــــــــاب مسكنـه ........ وإن بناهــــــا بشـر خــاب بانيـهـا
    أموالنــــــا لـذوي الميـراث نجمعهـا ........ ودورنـا لخـراب الدهـــــــر نبنيـهـا
    أين المــــــــلوك التـي كانـت مسلطنـة ........ حتى سقاها بكأس المـوت ساقيهـا
    فكم مدائن فـي الآفـاق قـــــــــــد بنيـت .......أمست خرابا وأفنى المـوت أهليهـا
    لا تركنـن إلـى الدنيــــــــــا ومـا فيهـا ........ فالمــــــوت لا شـك يفنينـا ويفنيهـا
    لكل نفـس وإن كانـت علـى وجـــــل ........ مـن المنـيـة آمـــــــــــــــال تقويـهـا
    المـرء يبسطهـا والدهــــــــر يقبضهـا ........والنفس تنشرهـا والمــوت يطويهـا
    إن المـكـارم أخـــــــــــــلاق مطـهـرة ........ الديـــــــــن أولهـا والعـقـل ثانيـهـا
    والعلـم ثالثهـا والحلـــــــــــم رابعـهـا ........والجــود خامسهـا والفضـل ساديهـا
    والبـــــــــر سابعهـا والشكـر ثامنـهـا ......... والصبــر تاسعهـا والليـن عاشيهـا
    والنفـس تعلـــــــم أنـي لا أصادقـهـا .......... ولسـت أرشـــد إلا حيـن أعصيهـا
    واعمل لـــدار غـد رضـوان خازنهـا ...... والجــــــار أحمـد والرحمـن ناشيهـا
    قصورهــــــا ذهـب والمسـك طينتهـا ......... والزعفــــران حشيـش نابـت فيهـا
    أنهارها لبن محـض ومـن عســــــــل ....... والخمر يجري رحيقا فـي مجاريهـا
    والطير تجري على الأغصان عاكفـــة ....... تسبـح الله جهـرا فـي مغانيـــــــهـا
    من يشتري الدار في الفردوس يعمرها ...... بركعـــــــة فـي ظـلام الليـل يحيهـا
    فالسلام عليك يا حكيم الزمان ، سيدي ومولاي ابا الحسنين ورحمة الله وبركاته .
    ملاحظة : لم اجد مصدرا صريحا وواضحا عندنا ينسب هذه القصة والابيات الشعرية المذكورة بعدها لامير المؤمنين علي (ع) ، الا ان كبار شعراء اهل السنة والجماعة وكبار علمائهم اشادوا ببلاغة هذه القصيدة ونسبتها له (ع) كما قال العالم السني : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي ( المتوفى : 1393هـ) في كتابه : العَذْبُ النَّمِيرُ مِنْ مَجَالِسِ الشَّنْقِيطِيِّ فِي التَّفْسِيرِ / ج 3 / ص 88 . فذكر بعض ابيات هذه القصيدة وقال في الهامش : (( من قصيدة منسوبة لعلي (رضي الله عنه) وهي في الديوان المنسوب إليه ص 154 )) . فلا يستبعد الجميع انها صدرت من سيد البلغاء والمتكلمين امير المؤمنين وامام المتقين الامام علي ابن ابي طالب (ع) . والله العالم .


  • #2
    الأخ الكريم
    ( العباس اكرمني )
    سلمت أناملك لهذا طرح القيم
    جزاك الله خير الجزاء وأجزل لك الثواب
    وجعله الله في ميزان اعمالكم .


    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X