إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثقافة مهدوية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثقافة مهدوية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين


    في ثقافة العترة الطاهرة: الأولويّةُ الأولى والعُنوان الأهمّ في وصايا آل مُحمّد للشيعة
    هو : (( طَلَبُ المعرفة لإمام زماننا )).
    ============================================
    يقولُ إمامُنا باقرُ العُلوم "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه":
    (ذُروةُ الأمر وسنامه ومفتاحهُ وبابُ الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعةُ للإمامِ بعد معرفتهِ..)
    [الكافي الشريف: ج1]
    روايةٌ موجزة.. لكنّها تشتملُ على أعظمِ المعاني وأهمّ المعاني..
    قول الإمام: (ذُروةُ الأمر وسنامه..) المُراد مِن ذُروة الشيء يعني أعلاه، وكذلك السنام هُو أعلى الشيء.. والمُراد مِن الأمر هُنا أي الحقيقة.. يعني أنَّ ذُروةَ الحقيقة وذُروةَ الدين وذُورةُ الشيء الأهمّ في حياة الإنسان، ومدارُ الأشياء كلّها ومِفتاحُها وظواهرُ الأمورِ وبواطنُها وبداياتُها ونهاياتُها.. كُلّ تلكَ الأمور تعودُ بنا إلى معرفةِ الإمام المعصوم وبعد ذلكَ طاعتهِ "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه"..
    لأنَّ الإمام الباقر يقول: (الطاعةُ للإمامِ بعد معرفتهِ) يعني أنَّ معرفةَ الإمام تأتي أوّلاً.. فهي الأصلُ الذي نبتدئُ منه، ومِن هُنا يبتدئُ الفِقهُ الأكبر.. فمَعرفةُ الإمام هي أصلُ الأصول في ديننا.. كما قال إمامنا الرضا "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهِ" وهُو يتحدّثُ عن منزلةِ الإمامة، يقول: (الإِمامةُ أُسُّ الإِسلامِ النامِي وفرعهُ السامي) فالإمامةُ هي الأصلُ وهي الفَرعُ أيضاً.. وبعبارةٍ أُخرى: مَعرفةُ الإمام هي الأساسُ لكلّ شيء.
    لأنَّ أصلَ ديننا هُو الإمام، وعلاقتُنا بالإمام عُنوانها الولاية.. وهذهِ الولاية لها بُعدٌ نظري ولها بعدٌ عملي.
    البُعدُ النظري للولاية هي معرفةُ مُحمّدٍ وآل مُحمّد "صلواتُ الله وسلامهُ عليهم"، والبُعدُ العملي للولاية هي وظيفتُنا الشرعيّة الأولى والأهمّ وهي التمهيدُ لإمام زماننا.
    والتمهيدُ يختلفُ باختلافِ الأزمنة والأمكنة وباختلاف الأشخاص وباختلاف الظُروف الموضوعيّة الَّتي تُحيط بنا.. وليس الحديثُ هُنا عن التمهيد.. وإنّما الحديثُ عن البُعد النظري للولاية وهي معرفةُ الإمام.
    وقَطعاً هذهِ المعرفة لابُدَّ أن تكونَ مِن المَنبع النقيّ الصافي الذي وجَّهَنا إليهِ الأئمة والذي تُشخّصهُ لنا كلمةُ إِمامِ زماننا "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" حين يقول: (طَلَبُ المعارفِ مِن غيرِ طريقنَا أهل البيتِ مُساوقٌ لإنكارنا) مُساوِق يعني مساوي لإنكارنا.
    وهذا يعني أنَّ معرفتَنا لمُحمّدٍ وآل مُحمّد لابُدَّ أن تكونَ مِن طريق العترة الطاهرة فقط وفقط (تكون مِن زياراتهم، ومِن أدعيتهم، ومِن كلماتهم الشريفة وأحاديثهم الطاهرة المُطهّرة) فقط وفقط.
    • ومَن أرادَ معرفةَ القَول البليغ الكامل في معرفةِ إمامِ زمانهِ وكان يبحثُ عن دُستور التشيّع الأصيل لمعرفةِ إمامِ زمانه.. فليتوجّه إلى تُحفةِ إمامنا وليد الشهر الأصبّ إمامُنا الهادي النقي "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه" وهي:" الزيارةُ الجامعةُ الكبيرة".. فهذهِ الزيارة هي القولُ البليغُ الكامل في معرفةِ الإمام المعصوم.
    لأنَّ مُوسى بن عبد الله النُّخعي (وهُو مِن أصحاب الإمام الهادي) قال للإمام: علِّمني يا بن رسولِ الله قَولاً أقولُهُ بليغاً كامِّلاً إذا زُرتُ واحداً منكم.. فالإمام جواباً على سُؤالهِ علَّمهُ الزيارةَ الجامعةَ الكبيرة.. فالزيارةُ الجامعةُ الكبيرة تُمثّلُ القولَ البليغَ الكامل في معرفة الإمام المعصوم.
    اقرؤوا هذهِ الزيارة الشريفة، وتبصّرُوا فيهـا.. وتنسّمُوا عِطر إمامِ زمانكم مِن خِلالها، واعشقوا إمامَ زمانكم مِن خلالِ الزيارة الجامعة الكبيرة.. لاسيّما ونَحنُ على أعتابِ أشهر المعرفة..
    فشهرُ رجب، وشهرُ شعبان، وشهرُ رمضان.. هي ربيعُ المعرفةِ لأهل البيت "صلواتُ الله وسلامهُ عليهم" وهي ربيعُ الاقتراب مِن إمامِ زماننا الحُجّة بن الحسن "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه".
    • ولأنّنا على مشارف أوّل أشهر المعرفة.. فلنقف عند هذهِ الكلماتِ لإمامنا وليد الشهر الأصبّ أيضاً وهُو إمامنا باقر العلوم.. والتي تدورُ في أجواء المعرفةِ لمُحمّدٍ وآل مُحمّد "صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم"..
    ✦ يقول إمامُنا باقر العلوم "صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه":
    (كانَ اللهُ ولا شيءَ غَيره، ولا مَعلومٌ ولا مَجهول، فأوَّلُ ما ابتدأَ مِن خلقِ خَلقهِ أن خَلَقَ مُحمَّداً "صلَّى اللهُ عليهِ وآله"، وخلقنا أهل البيت معهُ مِن نُور عظمته، فأوقفنا أظلّةً خضراء بين يديه، حيثُ لا سماء ولا أرض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قَمَـر.. يفصِلُ نُورنـا مِن نُـور ربّنا كشُعاعِ الشمس مِن الشمس، نُسبّحُ اللهَ تعالى ونقدّسهُ، ونحمدهُ ونعبُـدهُ حقَّ عِبـادته،
    ثُـمَّ بدا للهِ تعالى أن يخلقَ المَكان، فخلقهُ وكتبَ على المكان: لا إله إلا الله، مُحمَّدٌ رسول الله، عليٌ أميرُ المُؤمنين وصيّه، بهِ أيَّدتهُ،
    وبهِ نصرتهُ.
    ثُمَّ خلقَ اللهُ العَرش، فكتبَ على سُرادقاتِ العَرش مِثل ذلك.
    ثُمَّ خلقَ السماوات، فكتبَ على أطرافها مثل ذلك،
    ثُمَّ خلقَ الجنّة والنار، فكتبَ عليهما مثل ذلك،
    ثُمَّ خلقَ اللهُ الملائكةَ وأسكنهُم السماء، ثُمَّ تراءَى لهم الله تعالى، وأخذَ منهم المِيثاق لهُ بربوبيته، ولمُحمَّدٍ "صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ" بالنبوّة، ولعليّ "صلواتُ الله وسلامهُ عليه" بالولاية،
    فاضطربت فرائِصُ الملائكة، فسَخِطَ اللهُ تعالى على المَلائكة واحتجبَ عنهم، فلاذوا بالعَرش سَبع سنين، يستجيرونَ اللهَ مِن سَخَطهِ، ويُقـرّون بما أخَــذَ عليهم، ويسألونَهُ الرضا، فرضِي عنهم بعد ما أقرُّوا بذلك، فأسكنهم بذلكَ الإقرار السماء، واختصَّهم لنفسهِ، واختارهم لِعبادتهِ.
    ثُمَّ أمرَ اللهُ تعالى أنوارنا - أهل البيت - أن تُسبّح، فسبَّحنا فسبَّحت الملائكة بتسبيحنا، ولولا تَسبيحُ أنوارنا ما دروا كيف يُسبّحون الله، ولا كيف يُقدّسونَهُ.
    ثُمَّ إنَّ الله خَلَقَ الهواء فكتَبَ عليه:
    لا إله إلا الله، مُحمَّدٌ رسول الله، عليٌّ أميرُ المُؤمنين وصيّه، بهِ أيَّدته، وبهِ نصرته.
    ثُمَّ خلقَ الله تعالى الجن، فأسكنهُم الهواء، وأخذَ المِيثاق منهم لهُ بالرُبوبية، ولمُحمَّد "صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ" بالنبوّة، ولعليّ بالولاية، فأقرَّ منهم بذلك مِن أقـرَّ وجحدَ منهم مَن جحد.. فأوَّلُ مَن جحدَ إبليس لعنهُ الله، فخُتِمَ لهُ بالشقاوة وما صارَ إليه.
    ثُمَّ أمرَ اللهُ تعالى أنوارنا أن تُسبّح فسبَّحت، فسبَّحوا بتسبيحنا، ولولا ذلكَ ما دروا كيف يُسبّحون الله.
    ثُمَّ خلقَ اللهُ الأرض فكتبَ على أطرافها: لا إله إلا الله، مُحمَّدٌ رسول الله، عليٌّ أميرُ المؤمنين وصيّه، بهِ أيَّدته، وبهِ نصرته.. فبذلك يا جابر قامت السماوات بلا عمدٍ، وثَبَتت الأرض..) .. [بحار الأنوار-ج25]
    [توضيحات خاطفة لبعض عبارات الرواية الشريفة]
    • قول الإمام "عليه السلام": (فأوقفنا أظلّةً خضراء بين يديه) هذا الَّلون (الأخضر) هُو إشارة إلى لون الحياة ولون الحُبِّ ولون القُرب.
    • قول الإمام "عليه السلام": (يفصِلُ نُورنا مِن نُور ربّنا كشُعاع الشمس مِن الشمس) هذا معنى التجلّي.. أنَّ الله تعالى تجلّى بكلّ أسمائهِ في الكلمة الأولى الّتي (خَلَقها) وهي (الحقيقةُ المُحمّديّةُ العَلَوية) التّي هي نُورُ الأنوار ومَصدرُها.. كما في الحديث الشريف:
    (لمَّا أرادَ الله أن يخلقنا تكلَّم بكلمةٍ خَلَق منها نُوراً، ثـمَّ تكلَّم بكلمةٍ أخرى فخلَقَ منها رُوحاً ثـمَّ مزجَ النور بالرُوح، فخلقني وخلَقَ عليَّاً وفاطمةَ والحسنَ والحسين، فكنَّا نُسبّحهُ حين لا تسبيح ونقدّسه حين لا تقديس).
    الكلمة الأولى الّتي خلقها الله هي (الحقيقة المُحَمَّدية) في التجلّي الأوَّل لها.. ولهذهِ الكلمة تجلّيات أُخرى منها: النُورُ الأوّل الّذي خَلقَهُ اللهُ منها.
    • قول الإمام عليه السلام": (فاضطربت فرائصُ الملائكة، فسخط الله على الملائكة) هذهِ معاني تُشابهُ نفسَ المعاني ونفس المضامين الَّتي جاءت في قصّةِ الاستخلاف في قصّة آدم "عليه السلام" حين نقرأ في الكتاب الكريم: {وإِذ قالَ ربُّكَ للملائكةِ إِنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفةً قالُوا أَتَجعَلُ فيهَا مَن يُفسد فيها ويسفكُ الدماء...} فهذا نحو اعتراض.. لكن هذا الاعتراض ليس اعتراضاً يخُرج الملائكة مِن حدّ الطاعة.

  • #2
    اللهم عجل لوليك الفرج
    احسنتم مولانا
    بارك الله بكم

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X