إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

" ضرورةُ التكافل الاجتماعي ودورُ المَيسورين في ذلك "

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • " ضرورةُ التكافل الاجتماعي ودورُ المَيسورين في ذلك "

    " ضرورةُ التكافل الاجتماعي ودورُ المَيسورين في ذلك ، ووجهُ تخصيصِ اللهِ لهم بالنِعَم في نظَرِ أمير المؤمنين ، صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه "
    قالَ أميرُ المؤمنين ،عليه السلام :(
    إنَّ للهِ تعالى عباداً يخصّهم بالنِعَم لمنافع العباد ، فيقرّها في أيديهم ، ما بذلوها ، فإذا منعوها نزعَها منهم ، ثم حوّلها إلى غيرهم )
    : بحار الأنوار ، المجلسي ، ج 69 ، ص28 :

    :1:- لا يخفى على أحدٍ أنَّ اللهَ تبارك وتعالى قد كلّفَ بتكاليف منوّعَةٍ ، بعضها تكليف بدني محض كالصلاة والصوم ، وبعضٌ تكليف بدني ومعه تكليف مالي كالحج ، وهكذا حتى في موارد إذا أذنبَ الإنسانُ تكون عليه كفّارة ماليّة أو ماديّة كذبح شاةٍ مثلاً ، أو إطعام طعام مسكين أو فقير – والغرض من ذلك هو تحقيق التكافل الاجتماعي بحكم ضرورة الاجتماع المدني والإنساني وفق نظام الحاجة لبعضنا إلى البعض الآخر ، وضرورة معرفة أحواله إذا أعوّزّ ماليّا في الضرورات المَعاشيّة .

    :2:- إنَّ الأموال التي بأيدي الميسورين هي نعمة من اللهِ تعالى قد خصّهم بها لغرض نفع العبادِ بها ولاختبارهم فيها – فإن بذلوها في سبيله ولمستحقيها أبقاها في أيديهم ، وإن منعوها نزعها منهم وحوّلها إلى غيرهم – فحريّ بهم أن يقضوا بها حوائج الناس ، وهذه أفضل القربات عند الله سبحانه .

    :3:- إنَّ وجه تخصيص الله تعالى لبعض العباد بهذه النعم – ومنها نعمة المال والجاه وغير ذلك ، ليكونوا واسطةً للرزق وقضاء الحوائج بالإنفاق والبذل ، وفي ذلك يُربّينا ويمتحننا اللهُ سبحانه – واللهُ قد يُربّينا بطرق متنوعة بابتلائنا بالفقر أو بالصحة أو بالغنى .

    :4:- وفي هذا الكلام القيّم لأمير المؤمنين ، عليه السلام ، يُقدّم لنا نموذجاً في أنَّ المال هو نعمة ومحل ابتلاء واختبار ، فلا نمنعه عن مستحقيه ، ولا ننساق إلى وساوس الشيطان بجمعه ومنعه بحجّة زياداته وبقائه ، ومعلوم أنَّ الشيطان إنّما يُزيّن ذلك ، والحال أنَّ المال لا يبقى لأنّه أشبه بالعارية التي يمكن نزعها متى ما يشاء صاحبها إن لم نحفظها توظيفاً وأداءً وإنفاقاً وبذلا.

    :5:- على الإنسان المؤمن أن يصبرَ في حال الابتلاء ، ولا يعترض على حُكم اللهِ ، وأن يقرأ الابتلاءَ قراءةً جيدةً وينتفع منها ،وهذا الأمر يحتاج إلى استعداد نفسي كبير ، بحيث لا يُخرجه ذلك عن دينه .

    :6:- وبحمد الله يوجد من الميسورين مَن أنفقَ مالَه في مَصالح العباد والبلاد ومُقدّساته ، وشراء السلاح وتجهيز الغازين ، والحفاظ على عوائل الشهداء والجرحى ، وهؤلاءِ لهم البشرى عند اللهِ سبحانه ، لأنّهم أقرضوا اللهَ قرضاً حسنا ،
    ((إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17))) التغابن .
    :7:- إنَّ هذه المقولة القيّمة على وجازة كلماتها ، ولكنّها دقيقةٌ جدّاً ، وهي تؤسّس لمعرفة كيفيّة التعايش ، وكيفيّة مساعدة الآخرين ، والتعاون معهم بالروح الجماعيّة لتخفف عن الفقراء فقرهم وبؤسهم .

    :8:- لا يمكن لنا أن نعتمدَ على أنفسنا وبمعزل عن الاعتماد على الله تعالى ومعيّته معنا ، والشعور بالعبوديّة له – عبوديّة في التكوين والحقيقة والعبادة والتواضع له سبحانه ،وهو سيّدنا الحقيقي ((قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30))) مريم ، فنحتاج إلى أن نعيش ذلك في لحظاتنا وساعاتنا وحياتنا ، وخاصةً ونحن مُقبلون على شهر رجب الأصبّ ، والذي يصبُّ اللهُ فيه الخيرَ الكثيرَ وكذلك شهري شعبان وشهر رمضان المُعظّم .

    _____________________________________________

    أهمّ مَضامين خطبةِ الجُمعَةِ الأولى ،والتي ألقاهَا سَماحةُ ،السيّد أحمد الصافي ، دام عِزّه, الوكيل الشرعي للمَرجعيّةِ الدّينيّةِ العُليا الشَريفةِ في الحَرَمِ الحُسَيني المُقدّس ,اليوم الثلاثين من جمادى الآخرة 1440 هجري ، الثامن من آذار 2019م . ______________________________________________

    تدوين - مُرْتَضَى عَلِي الحِلّي - النَجَفُ الأشْرَفُ .

    :كَتَبْنَا بقَصدِ القُربَةِ للهِ تبارك وتعالى، رَاجينَ القَبولَ والنَفعَ العَامَ, ونسألَكم الدُعاءَ .
    ______________________________________________

  • #2
    الأخ الكريم
    ( مرتضى علي الحلي 12)
    سلمت أناملك لهذا طرح القيم
    جزاك الله خير الجزاء وأجزل لك الثواب
    وجعله الله في ميزان اعمالكم .

    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق


    • #3

      اللهم صل على محمد وال محمد
      احسنتم
      وبارك الله بكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X