الولاية التكوينية للامام علي الهادي (ع) في زمن المتوكل .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
نتقدم باحر التعازي المصحوبة بالحزن والالم المكللة بالسواد والبكاء الى سيدنا ومولانا صاحب المصيبة الامام الحجة بن الحسن (ع) والى مراجع الدين العظام والى المؤمنين والمؤمنات بذكرى شهادة الامام علي الهادي (ع) . نسأل الله ان يجعلنا من زواره في الدنيا ومن شفعائه في الاخرة انه سميع مجيب .
ان من ضمن الكرامات والفضائل والمناقب التي خص الله سبحانه وتعالى بها بعض اوليائه من الانبياء والاوصياء هي مسألة الولاية التكوينية وهي عبارة عن التصرف بالاشياء الكونية مع كون هذا التصرف خارقا للعادة .
والولاية التكوينية هي حقيقة شهد بها القران الكريم في الكثير من اياته الشريفة ، منها قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } سورة البقرة ، رقم الآية260.
وقوله تعالى : { ...... أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ } سورة ال عمران ، رقم الآية 49 .
وقوله تعالى : { قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ...... } سورة النمل ، رقم الآية 39 - 40 .
وقوله تعالى : { فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ } سورة الأعراف ، رقم الآية 107 - 108 .
وهذه الولاية كما تكون عند الانبياء باذن من الله سبحانه وتعالى ، وتكون عند اوصياء الانبياء كذلك ، فكذلك تكون عند الائمة وباذن من الله عز وجل ايضا من دون فرق والنصوص كثيرة في هذا الجانب وننقل للقراء الكرام نموذج واقعي نقله لنا التاريخ عن الولاية التكوينية للامام علي الهادي (ع) في هذه القصة التالية :
روي عن زرافة حاجب المتوكل ، قال : وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند إلى المتوكل يلعب لعب الحقة (1) ولم ير مثله ، وكان المتوكل لعابا ، فأراد أن يخجل علي بن محمد بن الرضا (ع) فقال لذلك الرجل : إن أخجلته أعطيتك ألف دينار. قال : تقدم بأن يخبز رقاق خفاف ، واجعلها على المائدة ، وأقعدني إلى جنبه ، فقعدوا وأحضر علي بن محمد (ع) للطعام ، وجعل له مسورة (2) عن يساره ، وكان عليها صورة أسد ، وجلس اللاعب إلى جنب المسورة ، فمد علي بن محمد (ع) يده إلى رقاقة فطيرها ذلك الرجل في الهواء ، ومد يده إلى أخرى ، فطيرها ذلك الرجل ، ومد يده إلى أخرى فطيرها ، فتضاحك الجميع . فضرب علي بن محمد (ع) يده المباركة الشريفة على تلك الصورة التي في المسورة وقال : خذيه . فابتلعت الرجل ، وعادت كما كانت إلى المسورة ، فتحير الجميع ، ونهض أبو الحسن علي بن محمد (ع) فقال له المتوكل : سألتك إلا جلست ورددته . فقال : والله لا تراه بعدها ، تسلط أعداء الله على أولياء الله ؟! . وخرج من عنده ، فلم ير الرجل بعد ذلك . (3) .
******************************
(1) الحقة : الوعاء من خشب ، وكان المشعبذون يلعبون بها ، كأن يجعلون فيها شيئا بعيان الناس ، ثم يفتحونها وليس فيها شيء ، وذلك بالشعبذة والتمويه .
(2) المسورة : متكأ من جلد .
(3) الثاقب في المناقب ، ص 555 / كشف الغمة ، ج 3 ، ص 183 / بحار الأنوار ، ج 50 ، ص 146 ، ح 30 .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وال محمد .
نتقدم باحر التعازي المصحوبة بالحزن والالم المكللة بالسواد والبكاء الى سيدنا ومولانا صاحب المصيبة الامام الحجة بن الحسن (ع) والى مراجع الدين العظام والى المؤمنين والمؤمنات بذكرى شهادة الامام علي الهادي (ع) . نسأل الله ان يجعلنا من زواره في الدنيا ومن شفعائه في الاخرة انه سميع مجيب .
ان من ضمن الكرامات والفضائل والمناقب التي خص الله سبحانه وتعالى بها بعض اوليائه من الانبياء والاوصياء هي مسألة الولاية التكوينية وهي عبارة عن التصرف بالاشياء الكونية مع كون هذا التصرف خارقا للعادة .
والولاية التكوينية هي حقيقة شهد بها القران الكريم في الكثير من اياته الشريفة ، منها قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } سورة البقرة ، رقم الآية260.
وقوله تعالى : { ...... أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ } سورة ال عمران ، رقم الآية 49 .
وقوله تعالى : { قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ...... } سورة النمل ، رقم الآية 39 - 40 .
وقوله تعالى : { فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ } سورة الأعراف ، رقم الآية 107 - 108 .
وهذه الولاية كما تكون عند الانبياء باذن من الله سبحانه وتعالى ، وتكون عند اوصياء الانبياء كذلك ، فكذلك تكون عند الائمة وباذن من الله عز وجل ايضا من دون فرق والنصوص كثيرة في هذا الجانب وننقل للقراء الكرام نموذج واقعي نقله لنا التاريخ عن الولاية التكوينية للامام علي الهادي (ع) في هذه القصة التالية :
روي عن زرافة حاجب المتوكل ، قال : وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند إلى المتوكل يلعب لعب الحقة (1) ولم ير مثله ، وكان المتوكل لعابا ، فأراد أن يخجل علي بن محمد بن الرضا (ع) فقال لذلك الرجل : إن أخجلته أعطيتك ألف دينار. قال : تقدم بأن يخبز رقاق خفاف ، واجعلها على المائدة ، وأقعدني إلى جنبه ، فقعدوا وأحضر علي بن محمد (ع) للطعام ، وجعل له مسورة (2) عن يساره ، وكان عليها صورة أسد ، وجلس اللاعب إلى جنب المسورة ، فمد علي بن محمد (ع) يده إلى رقاقة فطيرها ذلك الرجل في الهواء ، ومد يده إلى أخرى ، فطيرها ذلك الرجل ، ومد يده إلى أخرى فطيرها ، فتضاحك الجميع . فضرب علي بن محمد (ع) يده المباركة الشريفة على تلك الصورة التي في المسورة وقال : خذيه . فابتلعت الرجل ، وعادت كما كانت إلى المسورة ، فتحير الجميع ، ونهض أبو الحسن علي بن محمد (ع) فقال له المتوكل : سألتك إلا جلست ورددته . فقال : والله لا تراه بعدها ، تسلط أعداء الله على أولياء الله ؟! . وخرج من عنده ، فلم ير الرجل بعد ذلك . (3) .
******************************
(1) الحقة : الوعاء من خشب ، وكان المشعبذون يلعبون بها ، كأن يجعلون فيها شيئا بعيان الناس ، ثم يفتحونها وليس فيها شيء ، وذلك بالشعبذة والتمويه .
(2) المسورة : متكأ من جلد .
(3) الثاقب في المناقب ، ص 555 / كشف الغمة ، ج 3 ، ص 183 / بحار الأنوار ، ج 50 ، ص 146 ، ح 30 .
تعليق