السؤال: لماذا جيء بلفظ الجمع والمراد شخص واحد:
يحتجّ بعض من أهل السُنّة على أنّ لفظ الجمع في آية الولاية لايدلّ على التعظيم، وأنّه لم يرد في الإمام عليّ(عليه السلام) لتعظيمه، وإلاّ لكان الأحقّ منه بصيغة الجمع لفظ الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وأشاروا إلى أنّه لم يرد في الآيات الشريفة لفظ الجمع للرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولا في أحد بخصوصه.
فما الردّ على هذه الشبهة؟
الجواب:
نقول: لقد أجاب المفسّر الزمخشري، الذي كتب تفسيره لبيان النكات البلاغية في القرآن الكريم على ذلك، فقال بخصوص هذا الموضوع: ((فإن قلت: كيف صحّ أن يكون لعليّ(عليه السلام) واللفظ لفظ الجماعة؟
قلت: جيء به على لفظ الجمع، وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً؛ ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه، ولينبّه على أنّ سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والإحسان وتفقد الفقراء، إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة لم يؤخّروه إلى الفراغ منها))(1).
أمّا الاعتراض بأنّ هذا اللفظ لا يدلّ على التعظيم وإلاّ لكان الأحقّ منه بصيغة الجمع لفظ الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فهذا غريب! فالكلام إنّما هو في أصل الجواز لا في كيفيته، وإذا كان هناك اعتراض فينبغي أن يكون في أصل جواز استعمال الجمع في المفرد، فإذا ثبت جوازه لا يحقّ لنا أن نقول أنّه ينبغي أن يأتي الكلام على هذه الكيفية دون هذه، فهذا من ضيق الخناق في المجادلة، وتجاوز الأدب مع المولى سبحانه، فالمولى سبحانه أدرى بكيفية البيان، وعلينا نحن بذل الجهد في معرفة النكتة التي بسببها ورد النزول بهذا الشكل بعد ثبوت جواز ذلك عقلاً واستعمالاً، لا أن نعترض ونتجاوز الأدب.
وأمّا دعوى أنّ لفظ الجمع لم يرد بخصوص الفرد، فهذا أمر مردود، فهناك جملة من الآيات التي جاءت بلفظ الجمع والمراد منها شخص واحد؛ فراجع على سبيل المثال تفاسير المسلمين عند قوله تعالى: (( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَد جَمَعُوا لَكُم فَاخشَوهُم )) (آل عمران:173)، وانظر من القائل الذي جاء ذكره بلفظ الناس!
يحتجّ بعض من أهل السُنّة على أنّ لفظ الجمع في آية الولاية لايدلّ على التعظيم، وأنّه لم يرد في الإمام عليّ(عليه السلام) لتعظيمه، وإلاّ لكان الأحقّ منه بصيغة الجمع لفظ الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وأشاروا إلى أنّه لم يرد في الآيات الشريفة لفظ الجمع للرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولا في أحد بخصوصه.
فما الردّ على هذه الشبهة؟
الجواب:
نقول: لقد أجاب المفسّر الزمخشري، الذي كتب تفسيره لبيان النكات البلاغية في القرآن الكريم على ذلك، فقال بخصوص هذا الموضوع: ((فإن قلت: كيف صحّ أن يكون لعليّ(عليه السلام) واللفظ لفظ الجماعة؟
قلت: جيء به على لفظ الجمع، وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً؛ ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه، ولينبّه على أنّ سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والإحسان وتفقد الفقراء، إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة لم يؤخّروه إلى الفراغ منها))(1).
أمّا الاعتراض بأنّ هذا اللفظ لا يدلّ على التعظيم وإلاّ لكان الأحقّ منه بصيغة الجمع لفظ الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فهذا غريب! فالكلام إنّما هو في أصل الجواز لا في كيفيته، وإذا كان هناك اعتراض فينبغي أن يكون في أصل جواز استعمال الجمع في المفرد، فإذا ثبت جوازه لا يحقّ لنا أن نقول أنّه ينبغي أن يأتي الكلام على هذه الكيفية دون هذه، فهذا من ضيق الخناق في المجادلة، وتجاوز الأدب مع المولى سبحانه، فالمولى سبحانه أدرى بكيفية البيان، وعلينا نحن بذل الجهد في معرفة النكتة التي بسببها ورد النزول بهذا الشكل بعد ثبوت جواز ذلك عقلاً واستعمالاً، لا أن نعترض ونتجاوز الأدب.
وأمّا دعوى أنّ لفظ الجمع لم يرد بخصوص الفرد، فهذا أمر مردود، فهناك جملة من الآيات التي جاءت بلفظ الجمع والمراد منها شخص واحد؛ فراجع على سبيل المثال تفاسير المسلمين عند قوله تعالى: (( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَد جَمَعُوا لَكُم فَاخشَوهُم )) (آل عمران:173)، وانظر من القائل الذي جاء ذكره بلفظ الناس!
تعليق