إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

توظيف المظلومية ومبرِّرية الأخذ بثأره عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • توظيف المظلومية ومبرِّرية الأخذ بثأره عليه السلام



    توظيف المظلومية ومبرِّرية الأخذ بثأره عليه السلام إحدى النقاط المهمة والتي أضحت مثار جدل في أوساط المسلمين المعاصرين للأئمة المعصومين عليهم السلام ـ فضلاً عن المجتمعات المعاصرة التي تردد شعارات حقوق الإنسان وغيرها من القوانين التي سنَّها القانون الوضعي ـ هو النداء بالثأر للإمام الحسين عليه السلام في النصوص التي يُطلقها الإمام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف حينما يتنعّم المستضعفون بحضوره بينهم، فقد أفادت بعض النصوص أنه عجل عجل الله فرجه الشريف يأخذ بثأر الإمام الحسين عليه السلام من أعدائه، فروي‌ عن‌ الإمام الصادق عليه السلام أنه قال‌: «لما كان من أمر الحسين ما كان ضجّت الملائكة وقالوا: يا ربّنا، هذا الحسين صفيّكوابن بنت نبيّك. قال: فأقام الله ظلّ القائم عليه السلام وقال: بهذا أنتقم لهذا»[29]. بل قد روي في عقاب الأعمال عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: القائم ـ والله ـ يقتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام بفعالِ آبائها[30]؛ وقد أطَّرَوا عليهم السلام لهذه الحقيقة من خلال تفسيرهم للآيات التي حملت هذه الفكرة، كما في الرواية الواردة عن الحسن بياع الهروي، يرفعه عن أحدهما÷ في قوله: {لا عدوان إلا على الظالمين}. قال: إلّا على ذريةِ قتلةِ الحسين عليه السلام [31]، الأمر الذي أثار استغراب بعض الحضَّار والسامعين ـ بل كل مَن وصلت إليه هذه الروايات ـ ودفع بهم إلى التساؤل حول ملاءمة ذلك مع النصوص التي تنفي مؤاخذة الآخرين بذنوب وفعال غيرهم.
    وقد انطلق أهل البيت عليهم السلام من مظلومية الإمام الحسين عليه السلام ، موظفين ذلك لبيان هذه المسألة الإلهية، كما روى أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : يا بن رسول الله، ما تقول في حديث روي عن الصادق عليه السلام : أنه قال: إذا خرج القائم عجل الله فرجه الشريف قتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام بفعال آبائهم؟ فقال عليه السلام : هو كذلك. فقلت: وقول الله عز وجل: {ولا تزر وازرة وزر أُخرى}. ما معناه؟ قال: صدق الله في جميع أقواله، ولكن ذراري قتله الحسين عليه السلام يرضون بأفعال آبائهم ويفتخرون بها؛ ومَن رضيَ شيئاً كان كمن أتاه، ولو أن رجلاً قُتل بالمشرق فرضيَ بقَتله رجلٌ في المغرب لكان الراضي عند الله عز وجل شريكَ القاتل، وإنما يقتلهم القائم عليه السلام إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم... [32]. مع أن الإمام الصادق عليه السلام أوضح هذه الفكرة أيضاً وذلك في روايات أُخرى يسأل فيها بعض أهل الكوفة عن قتلة الإمام الحسين عليه السلام ، قائلاً لأحدهم: تنـزل الكوفة؟ فقلت: نعم. فقال: ترون قتلة الحسين عليه السلام بين أظهركم؟ قال: قلت: جُعلت فداك ما بقي منهم أحد. قال: فأنت ـ إذن ـ لا ترى القاتل إلا مَن قتل أو مَن وليَ القتل؟! ألم تسمع إلى قول الله: {قل قد جاءكم رسلٌ من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين}، فأيّ رسول قتل الذين كان محمد صلى الله عليه وآله وسلم بين أظهرهم، ولم يكن بينه وبين عيسى رسول، وإنما رضوا قَتْلَ أُولئك فسُمّوا قاتلين[33].
    وإذا أردنا أن نطبق مضامين هذه الروايات على واقعنا المعاش وظرفنا الراهن فإننا نجد نماذج كثيرة وكمَّاً هائلاً ـ في وقتنا الحاضرـ من هؤلاء الذين يرضون بأفعال قتلة الحسين عليه السلام ، بل إنهم بصريح قولهم يُقرون بذلك أمام الملأ وعبر شبكات التواصل، فيصفون كربلاء الشهادة بأوصاف يصعب على الفرد المؤمن سماعها، ويعيبون على كل مَن يتفاعل مع مصيبة الإمام الحسين عليه السلام كائناً مَن كان، وقد باتت هذه النماذج من الأُمور التي لا يحتاج إثباتها إلى برهنة؛ إذ ما نراه بأعيننا لا يفتقر إلى دليل.
    فيتضح للقارئ السرّ والسبب الذي يُبرّر للإمام الحجة المهدي عجل الله فرجه الشريف تنفيذ القصاص العادل في حق هؤلاء الظلمة ذرية الظالمين، من خلال توظيفهم عليهم السلام لهذه المظلومية الأليمة في النصوص التي ذكرناها في هذه النقطة.
    وفي نهاية المطاف نخرج بنتيجة مهمة: وهي أن هناك مجموعة من المسائل الدينية والعقائدية تم بيانها عن طريق ذكر الإمام الحسين عليه السلام ومظلوميته التي يتفاعل معها كل مَن له أدنى رحمة في قلبه.
    وهناك مجموعة من المسائل العقدية والدينية التي يطول الكلام فيما لو أردنا تعدادها مفصلاً، إلا أننا أسلفنا فيما سبق أن الباب مفتوح والطريق سالك أمام الباحثين والمحققين لإشباع هذا الموضوع، وعلى هذا الأساس؛ فكلنا أمل أن نجد كتاباً أو دراسة مفصلة في هذا الشأن، لإثراء الساحة العلمية.
    والحمد لله رب العالمين

    مجلة الإصلاح الحسيني – العدد التاسع
    مؤسسة وراث الأنبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية
    جزء من مقال



  • #2
    الأخت الفاضلة صدى المهدي . أحسنتِ وأجدتِ سلمت أناملكِ على هذا الموضوع الرائع . جعل الله عملكِ هذا في ميزان حسناتكِ . ودمتِ في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X