إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح دعاء الافتتاح (8)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح دعاء الافتتاح (8)















    شرح دعاء الافتتاح (8)
    - (فَاِنْ أَبْطأَ عَنّي عَتَبْتُ بِجَهْلي عَلَيْكَ، وَلَعَلَّ الَّذي اَبْطأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الاْمُورِ..)..

    في هذه الفقرة من دعاء الافتتاح يشار إلى حقيقة مهمة، لو التفتنا إلى هذه الحقيقة لحلت لدينا مشكلة من المشاكل، وهذه المشكلة متمثلة في الشكوى من عدم استجابة الدعاء.. فالعبد يدعو ربه دعاءً بليغاً حثيثاً في جوف الليل، أو في ساعة السحر، أو في ليالي شهر رمضان المبارك، ولكن لا يرى أثراً للإجابة.. وهنا يأتيه الشيطان ليقول له بأنه أين الإجابة؟.. أين الوعد الإلهي لعبده حيث قال تعالى: ?ادْعُونِي أَسْتَجِبْ?؟.. وهكذا يوسوس له الشيطان، وإذا به يتحول الأمر من عدم الإجابة إلى ما هو أسوأ من عدم الإجابة، ألا وهو الشك في قدرة الله تعالى، وفي كرمه، ويعيش حالة من حالات السخط وعدم الرضا بالقضاء الإلهي.
    ولكن هذه المشكلة يجاب عليها في خلال هذا الدعاء، فأدعية أهل البيت (عليهم السلام) ليس لمجرد الدعاء، وإنما لذكر مفاهيم كبرى في هذا الوجود..
    إن العبد ينظر إلى حياته الدنيا، إلى هذه السويعات القصيرة في الحياة الدنيا، ولا يلتفت إلى أن هذه السويعات تقرر مصير الأبد.. إن البلاء الذي يعيشه الإنسان المؤمن في سنة من عمره، فإنه يتحول إلى نعيم خالد وإلى جزاء لا يخطر ببال أحد في عرصات القيامة.. والإنسان المؤمن طموحه عالٍ، فهو يريد أن يعيش الأبدية في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. لماذا نتبرم من بلاء قصير في هذه الحياة الدنيا؟!.. لنكن كما في وصف المتقين لعلي (عليه السلام): (صبروا أياماً قصيرة، أعقبتهم راحةً طويلة)..
    إذن، المؤمن الذي لا يعلم عواقب الأمور، ولم يكشف له الغطاء، ولا يعلم ما الذي أعده الله عزّ وجل لعباده المؤمنين؛ لماذا يستعجل قضاء الحوائج؟!.. إذا كان يعلم بأن الله عزّ وجل سوف يعوضه بما لا يخطر على بال أحد ، فإن هذا الإحساس يوجب له السكينة.. ولهذا امرأة فرعون -وهي امرأة وزوجة شر خير خلق الله- ، كانت تتحمل ذلك التعذيب، وتطلب من الله عزّ وجل أن ينجيها من عذاب فرعون؛ لأنها تعلم ما الذي ادخره الله عزّ وجل لها، ويا لها من امرأة صابرة!.. وما يؤكد شدة يقين هذه المرأة، أنها تطلب من الله عزّ وجل بيتاً في الجنة، وهذا البيت يبنيه رب العالمين، هي تطلب مقام العندية عند الله سبحانه وتعالى: ?رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ?..
    وكم من القبيح أن يعاتب الإنسان ربه، متهماً إياه بعدم حكمته!.. والعبد قد لا يصرح بهذه المعاني، إذ لو أجراها على اللسان لوصف بالكفر، ولكن الكثيرون منّا -من دون مجاملة- في مقام العمل يكفر بالله عزّ وجل.. وهنيئاً لمن وصل إلى مرحلة التوحيد الشامل الكامل في كل أبعاد وجوده.. رزقنا الله تعالى وإياكم بمنه وكرمه!.
    من مركز الدراسات التخصصية ف الامام المهدي عليه السلام

    التعديل الأخير تم بواسطة صدى المهدي; الساعة 02-05-2020, 03:28 PM.

  • #2
    الأخت الفاضلة صدى المهدي . أحسنتِ وأجدتِ وسلمت أناملكِ على نقل و نشر هذا الشرح الراقي لدعاء الإفتتاح المبارك . جعل الله عملكِ هذا في ميزان حسناتكِ . ودمتِ في رعاية الله تعالى و حفظه .



    تعليق


    • #3
      حياكم الله
      يبارك الله بكم
      شكرا لحضوركم

      تعليق


      • #4

        اللهم صل على محمد وال محمد
        تم رفع الموضوع للاهمية


        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X