إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحسين بن علي ابن ابي طالب (صلوات الله وسلامه عليهما)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحسين بن علي ابن ابي طالب (صلوات الله وسلامه عليهما)

    الحسين بن علي ابن ابي طالب (صلوات الله وسلامه عليهما)


    ولادته: الثالث من شعبان سنة 4 هجرية.
    وفاتـه: العاشر من محرم سنة 61 هجرية.
    قـبره: في كربلاء بالعراق.


    أتاحت معاهدة الصلح الفرصة للأمة الإسلامية بأن تكتشف زيف من كان يدعي الإسلام، ويطالب بدم عثمان، ويدعو للوحدة والعدل وحقن الدماء، وأن توازن بين خذلته، وبين من تراخت عن حربته، وتقارن بين سياسة رجالات المبادئ، ورجالات الأطماع والمصالح مما أفسح المجال أمام الحسين (عليه السلام) ليمارس دوره في التصدي للواقع المنحرف الذي أفرزته سياسة معاوية في جعل خلافة رسول الله (ص) ألعوبة بيد يزيد الفاجر الماجن.
    1- الإمام الحسين (عليه السلام) يعارض الحكم:
    وحين رحل معاوية من الدنيا، وتسلم ابنه يزيد مقاليد الحكم، شعر الإمام (عليه السلام) أن التجربة الإسلامية تمر في محنة خطيرة تهدد وجود الدين، وتمثل ردة واقعية عن مبادئ الإسلام وأحكامه، فرأى أن مسئوليته الشرعية تفرض عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإطلاق صرخة احتجاج توقظ النفوس، وتفتح العيون على مواطن الخطر التي تهدد كيان رسالة الله على الأرض.
    وقد أعلن ذلك في المرة الأولى، حين طلب منه والي المدينة مبايعة يزيد، فقال له الإمام (عليه السلام): "إذا دعوت الناس إلى البيعة دعوتنا معهم"، غير أن مروان بن الحكم أصر على إرغامه بالقوة وإلا فالقتل. عندها انتفض الحسين (عليه السلام) قائلا بصراحة: "إن يزيد رجل فاجر، شارب للخمر، قاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله".
    2- الحكم الأموي يمارس الضغط على الحسين (عليه السلام) في المدينة ومكة:
    وكرد فعل لموقف الإمام (عليه السلام) الرافض، تزايد الضغط الأموي عليه إلى حد التهديد بالقتل، ففضل الرحيل إلى مكة حيث تبدو الظروف الأمنية أكثر ملائمة، والاتصالات الاجتماعية أكثر وفرة. وترك مدينة جده، ومسقط رأسه، معلناً إلى الملأ أهداف تحركه في رسالة خلفها عند أخيه محمد بن الحنفية: "وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي ذلك أصبر حتى يقضي الله بالحق وهو خير الحاكمين".
    وفي مكة المكرمة، شرع الإمام (عليه السلام) يجري اتصالاته مع رجالات المسلمين، ويتابع أصداء تولي يزيد الخلافة في الأقاليم الإسلامية، وفي هذه الأثناء وصلت أنباء التحرك الثوري في الكوفة وأعقب ذلك رسائل تأييد أخذت تصل إلى الحسين (عليه السلام) تدعوه للقدوم وقيادة الثورة، وكنموذج لهذه الرسائل نذكر واحدة تقول :" أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الذي اعتدى على هذه الأمة، فابتزها أمرها، وأنتزعها حقوقها، وغصبها فيئها، وقتل خيارها، وأستبقى شرارها، وجعل مال الله دولة بين جبابرتها، فأقبل لعل الله أن يجمعنا معك على الحق".
    ولعل تاريخ أهل الكوفة مع والده وأخيه (عليهما السلام) جعله يتريث قليلاً، فأرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل لاستطلاع الأمر، وتبين الحقيقة. وهناك استقبل مسلم بكل حفاوة وتكريم، والتف الناس حوله، وبايعه معظم سكان المدينة، عندها بعث مسلم إلى الحسين (عليه السلام) رسالة يقول فيها: "أما بعد فإن الرائد لا يكذب أهله، وإن جميع أهل الكوفة معك، وقد بايعني منهم ثمانية عشر ألفاً، فعجل الإقبال حين تقرأ كتابي هذا والسلام".
    وأحس الإمام (عليه السلام) وهو في مكة بمؤامرة تحاك لتصفية حركته وإفشال كل خططه الرامية لإثارة الرأي الإسلامي ضد الإنحراف المتعاظم، فترك مكة دون إنهاء مراسم الحج قاصداً الكوفة مع نسائه وأطفاله وأهل بيته.
    3- الوضع السياسي في الكوفة:
    وفيما كان الحسين (عليه السلام) في طريقه إلى الكوفة ذعر الحكم الأموي من انقلاب الوضع لصالح الحسين (عليه السلام)، فاجتمع أركانه وتداولوا أمر خطورة الموقف، وأقروا اختيار عبيد الله بن زياد والياً على الكوفة، وإرساله على وجه السرعة إلى هناك قبل أن يستفحل الخطر ويتسع، وكان هذا مشهوراً بشدته وقسوته.
    وصل بن زياد الكوفة، واجتمع حوله أنصاره، وتدارس معهم حقيقة الموقف والسبل الآيلة إلى إجهاض التحرك الثوري المعارض، ثم جمع الناس وأصدر بيانه الأول قائلاً: " أما بعد فإن أمير المؤمنين يزيد، ولاَّني مصركم، وأمرني بإنصاف مظلومكم والإحسان إلى سامعكم ومطيعكم... وسوطي وسيفي على من ترك أمري، وخالف عهدي، فليَتَّقِ امرؤ على نفسه...".
    ثم استعمل بن زياد كل ما لديه من وسائل الإغراء والإرهاب والقتل، فوعد بعض رؤساء القبائل بالسلطان والمال، واعتقل زعماء المعارضة الفاعلين وأعمل السيف في رقاب المتمردين، وأشاع أن جيشاً أموياً كبيراً على أبواب الكوفة، فانتشر الرعب واستبد اليأس في نفوس الكثيرين حتى صارت الأم تمنع ابنها من التصدي، والرجل يمنع ابنه وأخاه من المواجهة، وانقلب أصحاب المطامع والنفوس الذليلة إلى قصر الإمارة يلتمسون المال والجاه، ومن ثم تفرق الناس عن مسلم سوى ثلة من المخلصين الذين خاضوا حرب شوارع ضد جيش بن زياد إلى أن انتهى بهم الأمر إلى السجن أو التشرد أو الشهادة، ودافع يومئذٍ مسلم بكل قوة وشجاعة وإقدام حتى اغتيل وصلب وسحب في شوارع المدينة.
    4- في الطريق إلى كربلاء:
    سار ركب الحسين (عليه السلام) إلى الكوفة يحدوه الأمل بالإصلاح والتغيير، وفي الطريق التقى بقادمين، حدثوه بما جرى من تطورات ومتغيرات، وأخبروه عن مقتل مسلم وأصحابه، وعبروا له عن حال أهل الكوفة قائلين: "إن قلوبهم معك وسيوفهم عليك".
    والإمام (عليه السلام) كان يدرك هذه الازدواجية في شخصية الكوفيين منذ عهد أبيه وأخيه، التي تجسدت مرة أخرى في مواقفهم الحالية منه، ومع ذلك لم تهن عزيمته، ولم يستسلم لليأس، وأصر على مواصلة الزحف على قلة العدد وخذلان الناصر.
    وحين أطل على مشارف العراق اعترضته فرقة من الجيش الأموي بقيادة الحر بن يزيد الرياحي وحاولت أن توجه مسيره إلى الكوفة لمفاوضة ابن زياد، ولكنه رفض مخاطباً عناصر الجيش الأموي ومحدداً أهداف قدومه قائلاً: إن رسول الله (ص) قال: "من رأى منكم سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، ناكثاً عهده، مخالفاً لسنة رسوله، يعمل في عباد الله الإثم والعدوان، فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله. ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثر بالفيء، وأحلُّوا حرام الله، وحرَّموا حلاله...".
    5-معركة البطولة والتضحية:
    وحطَّ موكب الحسين (عليه السلام) في كربلاء، مصمماً الجهاد والتضحية، رافضاً كل عروض الاستسلام والصلح الذليل مردداً: "لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد.عباد الله إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب". وعند مواجهته لجيش يزيد، حاول الإمام (عليه السلام) محاورة عناصره مذكراً ومرشداً ومنذراً، علَّ النفوس السادرة في غيِّها، الذليلة أمام مطامعها أن تستيقظ وتعود إلى أصالتها وإسلامها... ولكن حب الدنيا، والتسمك الشديد بإغراءاتها كان قد أخذ بمجامع قلوبهم فجعل نداءاته المخلصة لا تلقى آذاناً صاغية ولا عقولاً منفتحة، وكان الجواب:"لا ندري ما تقول، أنزل على حكم بن عمك".
    وبعد أن أعذر وأنذر، ويأس من تجاوبهم مع دعوته، آثر الشهادة في سبيل الله على الاستسلام والخضوع للطغاة الظالمين، مخاطباً إياهم بقوله: "ألا وإن الدعي ابن الدعي، قد ركز بين اثنتين: السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وجدود طابت، وحجور طهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، لا تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام. وأني قد أعذرت وأنذرت، ألا وإني زاحف بهذه الأسرة مع قلة العدد وكثرة العدو، وخذلان الناصر".
    وفي صباح اليوم العاشر من المحرم، خاض الإمام الحسين (عليه السلام) مع سبعين نفرا من أهله وأصحابه معركة بطولية، سجلوا بها أروع صور التضحية والفداء في سبيل الإسلام والمسلمين، معركة تاريخية سقط فيها الشيخ الكبير، والصبي الصغير، والشاب المراهق، والطفل الرضيع، سقطوا جميعا مضرجين بدمائهم يستصرخون الضمائر الحية، والعقول الواعية من أجل أن تنتفض وتزيل كابوس الظلم العدوان والانحراف عن كاهل الأمة المضطهدة المعذبة
    التعديل الأخير تم بواسطة منتظر محمد; الساعة 15-07-2010, 02:51 PM.
    جعلنا الله واياكم من المنتظرين
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X