إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتاب المثاني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب المثاني



    كتاب المثاني


    قال تعالى {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ}الزمر23. من هذه الاية نخرج بحقيقة ثابتة وهي ان في القرآن كتابا يسمى كتاب المثاني وهو جزء من المتشابه . لكن اين هذا الكتاب في القرآن؟ هذا ما سيتوضح لنا خلال البحث .
    كذلك قال تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ }الحجر87. وفي هذه الآية قد افرد سبعا من المثاني : حيث كما نعرف إن من للتبعيض فتكون هذه السبع جزء من كتاب المثاني.
    وقد سبق إن بينا آراء المفسرين في هذه الآية – أية الحجر- وكيف أنهم يعتقدون إن القرآن العظيم هو كل القرآن – أي إن كتاب الله الذي بين أيدينا هو كله المعني بقوله (والقرآن العظيم) على الرغم من انه سبحانه وتعالى قد قرن السبع من المثاني مع القرآن ، وهنا تساءلين على هذا النوع من التفاسير :-
    أولا :- الثابت إن السبع المثاني هي الفاتحة كما هو وارد عن أهل بيت النبوة (ع) . ومما لايقبل الشك إن الفاتحة السبع المثاني هي القرآن ، وعليه يكون العطف في الآية المذكورة من باب عطف الشيء على نفسه وهو باطل ، ومقتضى العطف إن يكون القرآن العظيم غير السبع من المثاني التي هي الفاتحة لأنه قال{ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} وبعبارة أخرى إن وجود الواو بين هذين المعنيين يقتضي المغايرة والاثنينية ، أي إن هذا غير ذاك .
    ثانياً:- اختلف المفسرون في سبب التسمية السبع المثاني بهذا الاسم على قولين :-
    1- سميت الفاتحة بالسبع المثاني لانها نزلت مرتين الأولى في مكة والثانية في المدينة .
    2- سميت بذلك لأنها تثنى في الصلاة مرتين .
    وهنا يرد الإشكال على القولين بآية{ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ} في سورة الزمر ولا احد من المفسرين يقول إن الكتاب سمي مثاني لأنه نزل مرتين أو لأنه يقرأ في الصلاة مرتين فكيف تفسر آية الحجر؟
    وللإجابة عن هذين التساؤلين نقول إن هناك كتاباً في القرآن اسمه كتاب المثاني ، أخذت منه هذه السبع ، بدليل وجود (من) للتبعيض . وكما جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكره في الكافي وأورده الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي ج3ص120 انه قال: (أعطيت السور الطوال مكان التوراة وأعطيت المئين مكان الإنجيل وأعطيت المثاني مكان الزبور وفضلت بالمفصل ) فمعنى السور الطوال هي السور السبع الأولى في القرآن ابتدأ بسورة البقرة وانتهاءً بسورة الأنفال . وإما المئتين فهي السور التي تتكون من مئة أية فما فوق . وإما المثاني – وهي محل كلام- فهي التي تثني هذه السبعة الاولى –السبع الطوال- والتي تبدأ من سورة التوبة وتنتهي بسورة الحجر . وهذا التقسيم تأويل قوله تعالى {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ }يوسف43. فسبع بقرات سمان هي السور السبع الطوال الأولى ، وسبع عجاف هي المثاني ، وسبع سنبلات خضر هي المئين والأخر اليابسات هي المفصل . ومحصل الكلام إن كتاب المثاني هو السور السبع المبتدأت بسورة التوبة وآخرها سورة الحجر ، وان الفاتحة التي هي أم الكتاب قد أخذت من هذه السبع ولذا قال : { سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}.
    والشاهد على هذا الكلام عدة أمور :-
    1- إن البسملة في سورة الفاتحة ويقابلها سورة التوبة من المثاني فهي السورة الوحيدة التي سقطت عنها البسملة – أي لم تفتتح بالبسملة – فكانما عوضت عنها هنا .
    2- قوله تعالى : {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } تقابلها سورة يونس ، فقد ذكرت هذه الآية نصاً في سورة يونس في قوله تعالى {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }يونس10. ومعنى الحمد لله رب العالمين هو الشكر بمختلف انواعه وقد حث الله تعالى في سورة يونس على الشكر وان قوم يونس هم الوحيدون الذين شكروا الله وآمنوا به قال تعالى {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} يونس98. ومن المعروف ان الإيمان مراده الشكر قال تعال{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} إبراهيم 7- فجعل الكفر مقابل الشكر ، والذي يقابل الكفر هو الإيمان ومعناه الشكر.ولقد عاتب الله سبحانه في سورة يونس اقواماً وذمهم لأنهم لايشكرون قال تعالى {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ} يونس 60.
    3- قوله تعالى {الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ} وهذه الآية معناها الرحمة بكل إبعادها (الرحمة الرحمانية والرحمة الرحيمية) فهي أية الرحمة وهي في قبال سورة هود . وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن وبين وكشف لنا عن العلاقة الوطيدة بين هود والرحمة حيث انه جل وعلا ذكر الانبياء في سورة هود والرحمة في رسالتهم ودعوتهم مثل قوله تعالى{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }هود17. وقول نوح(ع) لقومه {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ }هود28. وذكرت في هذه السورة جوانب كثيرة من الرحمة ثم تذكر الآيات إن نجاة الأنبياء كانت برحمة منه تعالى. قال تعالى: {وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ }هود58. ويتكرر الأمر مع باقي الأنبياء فيصرح كل نبي انه {عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وآتاه رَحْمَةٍ مِّنْه} وتصرح الآيات إن نجاة كل نبي برحمة من الله . وقد ذكر الله الأنبياء في سورة الأعراف وبين مواقف اقوامهم من دعواتهم وتكذيبهم لهم وكيف نزل العذاب بالكافرين ، وانجي الأنبياء والذين امنوا معهم وقد خص الباري في هذه السورة هوداً بالرحمة إذ انه النبي الوحيد الذي أنجاه الله برحمة منه قال تعالى {فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ }الأعراف72. وما ذلك الا لعلاقة هود بالرحمة التي تحدثنا عنها . وقد ذكرت الرحمة في سورة هود بكثرة منقطعة النظير .
    4- قوله تعالى{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وهي تعني الملك ، وهي قبال سورة يوسف التي تحدثت عن الملك في عدة آيات منها قوله تعالى {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}يوسف76. حيث ذكر الملك والدين ، وقوله تعالى{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ }يوسف43. وكذلك قوله تعالى{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }يوسف101. وقوله تعالى {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ }يوسف50.وقوله تعالى{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ }يوسف54. وقوله تعالى{قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ }يوسف72. فسورة يوسف هي السورة التي تتحدث عن الملك.
    5- قوله تعالى{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وهي تعني العبادة وهي في قبال سورة الرعد ومن مصاديق العبادة والتسبيح ، قال تعالى{وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ }الرعد13. ومن مصادقي العبادة السجود، قال تعالى{وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ }الرعد15. ثم تستمر الآيات في مدح من يعبد الله ويطيعه وتعده بحسن المآب وتتوعد من يعصي الله ويشرك به ما لاينفع ولايضر بعقاب شديد وسوء الدار .
    6- قوله تعالى{اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} وهي تفيد الهداية وهي في قبال سورة إبراهيم وهنا تبرز إمامنا العلاقة الوثيقة بين إبراهيم (ع) والهداية إلى الصراط المستقيم . قال تعالى {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }الأنعام161. وقال عز من قائل{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }النحل120-121. وقد ابتدأ الله سبحانه وتعالى بقوله تعالى{الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }إبراهيم1. وهل في إخراج الناس من الظلمات إلى النور إلا الهداية الى الصراط المستقيم . كما ان السورة قد حفلت بذكر الهداية بمختلف إشكالها في عدة مواضع مثل قوله تعالى{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }إبراهيم4. وقوله تعالى {وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ }إبراهيم12. وقوله تعالى {وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ }إبراهيم21. ثم تشير الآية 36الى إن إبراهيم هو عنوان الهداية ومثابة للمهتدين وهي قوله تعالى على لسان إبراهيم{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.
    7- قوله تعالى {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} ومعناها الغضب الإلهي وضلالة الكافرين وهي في فبال سورة الحجر . ومن أوضح وأول مصاديق الغضب الإلهي طرده لإبليس من حضرة الرضا الإلهي بعد عصيناه للأمر الإلهي بالسجود لأدم إذ قال له تعالى {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّين}الحجر34-35. ثم قوله تعالى في ذكر القوم الضالين{قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ }الحجر56. كما ذكرت السورة قوم لوط الذين غضب الله عليهم وارسل عليهم العذاب وعرجت السورة عن أصحاب الأيكة في قوله تعالى{وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ }الحجر78. ثم قال تعالى{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ }الحجر80. إضافة إلى ذلك فان قوله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ }الحجر87. قد ذكرت في الايات الأخيرة من سورة الحجر وفيه دلالة على ختم كتاب المثاني ، فان سورة الحجر هي السورة الاخيرة من المثاني . ومما تجدر الإشارة إليه الأمر التالي : حيث نعلم إن عدد سور القرآن هو 114وان عدد حروف البسملة هو 19حرفاً وحينما سقطت البسملة من سورة التوبة أدرجت مع الأنفال فأصبحت سورة واحدة وبقيت ستة سور تبدأ من سورة يونس إلى سورة الحجر وقد وسمها الله سبحانه وتعالى بعلامة وهي إن أولها متشابهة (الر الر الر الر المر الر الر ) ولو أحصينا عدد هذه الحروف لوجدنا أنها 19 حرفاً على عدد سور الكتاب ، هذا أولا ، وثانياً فقد قال تعالى كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّه}الزمر23. وكما عرفنا فأن رسول الله قد جعل المثاني في قبال الزبور في الرواية التي ذكرنا . والزبور هو كتاب داود (ع) الذي له صفة التأثير الخارجي في الموجودات حيث كان كل شيء يؤب مع داود ويسبح معه عندما يقرأ الزبور . وهذه الصفة موجودة ايضاً في كتاب المثاني حيث قال تعالى في وصف كتاب المثاني { مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} فأن كتاب المثاني له أيضا صفة التأثير في الموجودات لذا فأن أهل البيت (عليهم السلام) يركزون في القراءة على هذه السور ، فعن الباقر(ع) قال قال الميمون القداح : (( إقرأ فقلت من أي شيء أقرأ ؟ قال : من السورة التاسعة ، قال : فجعلت التمسها فقال : إقرأ من سورة يونس .. الى ان قال : حسبك ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : اني لأعجب كيف لا أشيب اذا قرأت القرآن )) .

    من فكر السيد أبو عبد الله الحسين القحطاني
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X