إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطريقُ الذي يَعْرِفُ بِهِ الإنْسانُ عُيوبَ نْفْسِهِ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطريقُ الذي يَعْرِفُ بِهِ الإنْسانُ عُيوبَ نْفْسِهِ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    ********************
    قال بعض أهل العلم والمعرفة ( وهو كلام متين عظيمُ الفائدة )
    اعلم أن الله تعالى إذا أراد بعبدٍ خيراً بَصَّرَهُ بعيوبِ نفسه فمن كمُلتْ بصيرته لم تَخْفَ عليه عيوبه وإذا عرف العيوب أمكنه العلاج
    ولكنَّ أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم يرى أحدهم القذى في عين أخيه ولا يرى الجذع في عين نفسه فمن أراد أن يقِفَ على عيب نفسه فله أربع طرق:
    1-أن يجلس بين يدي بصير بعيوب النفس مطلع على خفايا الآفات ويُحكّمه في نفسه ويتّبع إشارته في مجاهدته وهذا قد عزّ في هذا الزمان وجوده.
    2-أن يطلب صديقاً صدوقاً بصيراً متديناً فيُنصّبه رقيباً على نفسه ليلاحظ أحواله وأفعاله، فما يكرهه من أخلاقه وأفعاله وعيوبه الباطنة والظاهرة يُنبهه عليه، فهكذا كان يفعل الأكياس والأكابر.وكلّ من كان أوفر عقلاً وأعلى منصباً كان أقلَّ إعجاباً وأعظم اتهاماً لنفسه
    إلا أنَّ هذا أيضاً قد عزَّ فقلَّ في الأصدقاء من يترك المداهنة فيُخبرُ بالعيب أو يترك الحسد فلا يزيد على قدر الواجب فلا يخلو أصدقاؤك عن حسود أو صاحب غرض يرى ما ليس بعيب عيباً أو عن مداهن يُخفي عنكَ بعض عيوبك...
    فقد كانَتْ شهوة ذوي الدين أن يُنَبَّهوا على عيوبهم بنصيحة غيرهم وقد آل الأمر إلى أمثالنا وأبغضُ الخلق إلينا من ينصحنا ويعرّفُنا عيوبنا ويكادُ هذا أن يكون مُفصحا عن ضعف الإيمان
    فإن الأخلاق السيئة حيات وعقارب لدَّاغة فلو نبّهنا منبهٌ على أن تحت ثوبنا عقرباً لتقلّدنا منه منةً وفرحنا به واشتغلنا بإبعاد العقرب وقتلها وإنّما نكايتها على البدن ( أي ضرر الذنوب على البدن فحسب ) ويدوم ألمها يوماً فما دونه
    ونكاية الأخلاق الرديئة على صميم القلب وعسى أن يدوم بعد الموت أبداً وآلافاً من السنين
    ثمّ إنّا لا نفرحُ بمنْ يُنبّهنا عليها ولا نشتغل بإزالتها بل نشتغلُ بمقابلة الناصح بمثله ونقول وأنت أيضا تصنع كيت وكيت وتشغلنا العداوة معه عن الانتفاع بنصحه ويُشبه أن يكون ذلك من قساوة القلب التي أثمرتها كثرة الذنوب وأصلُ كل ذلك ضعف الإيمان فنسألُ الله تعالى أن يُلهمنا رُشدنا ويبصّرنا بعيوب أنفسنا ويشغلنا بمداواتها ويوفقنا للقيام بشكر من يُطلعنا على مساوينا بمنّه وفضله.
    3-أن يستفيد معرفة عيوب نفسه من لسان أعدائه فإن عين السخط تُبدي المساوي ولعلَّ انتفاع الإنسان بعدو مُشاحن يذكر عيوبه أكثر من انتفاعه بصديقٍ مداهن يُثني عليه ويمدحه ويخفى عنه عيوبه إلا أن الطبع مجبولٌ على تكذيب العدو وحمل ما يقوله على الحسد ولكن البصير لا يخلو عن الانتفاع بقول أعدائه فإن مساويه لا بدَّ وأن تنتشر على ألسنتهم.
    4-أن يخالط الناس فكلُّ ما رآه مذموماً فيما بين الخلق فليطالب نفسه بتركه وما يراه محموداً يُطالب نفسه به وينسب نفسه إليه فإنّ المؤمن مرآة المؤمن فيرى في عيوب غيره عيوب نفسه وليعلمْ أنَّ الطّباع متقاربة في اتباع الهوى فما يتّصف به واحد من الأقران لا ينفكُّ القرن الآخر عن أصله أو عن أعظم منه أو عن شيء منه فيتفقّدُ نفسَه ويُطهرها من كل ما يذمّه من غيره وناهيك بهذا تأديباً فلو ترك الناس كلهم ما يكرهونه من غيرهم لاستغنوا عن المؤدب....
    (مأوى طلاب الحق والحقيقة)
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X