بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على من لولاه لكنا في الجحيم محمد بن عبد الله الامين واله الطيبين الطاهرين المعصومين
فاز المتمسكون بهم وضل اعدائهم اجمعين من الاولين والاخرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نريد في هذا الموضوع تسليط الضوء على بعض الحقائق التي تطرق لها القران الكريم, لكي يسأل الانسان الطالب للحق نفسه هذا السؤال (هل انه متبع الحق والهدى ام انه يتع الضلال والباطل الذي ذمه الله في القران الكريم ) ؟.
ونسال سؤال في خصوص هذه الاية القرآنية المباركة {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا} الاسراء اية 60 .
ونقول ما هو المقصود بالشجرة الملعونة الوارد ذكرها في هذه الاية القرانية ؟
و قبل معرفه المقصود من الشجرة الملعونه في القران الكريم لابد من معرفة سبب نزولها لان اغلب الآيات القرآنية تنزل بحسب الوقائع ولها اسباب نزول .
و قصة هذه الآية القرانية هي أن الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) رأى في منامه أن بني أمية يَنْزُون على منبره الشريف نزو القردة فساءه ذلك ، و أخبر المسلمين في وقتها بأن بني أمية سيستولون على الحكومة الإسلامية ظلماً و عدواناً غاصبين بذلك حق أهل بيته ( عليهم السلام ) و هم ورثة الخلافة الحقَّة عنه ( صلى الله عليه و آله ) .
وقد ذكر هذه القصة جمع من حفاظ وعلماء اهل السنه في مصادرهم المعتبرة ومن بين هذه الروايات مارواه :
صاحب فضائل الخمسة من الصحاح الستة : 3 / 299 ، نقلاً عن ميزان الإعتدال : 2 / 7 ، للذهبي ، و تهذيب التهذيب : 5 / 110 ، لإبن حجر .
رَوى عباد بن يعقوب ، عن شريك ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : " إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه " .
اقول لانه من بني امية الذين رائهم رسول الله في الرؤيا انهم ينزون على منبره اي اغتصبوا الخلافة من بعده وارتدوا على ادبارهم كما يصفهم القران الكريم .
وكذلك قد روى الفخر الرازي في تفسيره المُسمى بالتفسير الكبير في ذيل تفسير قول الله عَزَّ و جَلَّ : { ... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ ... } ، أن سعيد بن مسيب قال : رأى رسولُ الله ( صلى الله عليه و سلم ) بني أميةَ يَنْزُون على منبره نزو القرد ، فساءه ذلك ، قال : و هذا قول ابن عباس في رواية عطا ./ فضائل الخمسة من الصحاح الستة : 3 / 304 ، نقلاً عن التفسير الكبير للفخر الرازي .
وقد ذكر السيوطي في تفسيره الدر المنثور أيضاً في تفسير قول الله عَزَّ و جَلَّ : {... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ ... } ، و أخرج ابن حاتم عن يعلي بن مرة ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) : أريت بني أمية على منابر الأرض ، و سيملكونكم فتجدونهم أرباب سوء ، و اهتَمَّ رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لذلك فأنزل الله : { ... وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ ...}.
وقد روى ايضا السيوطي في تفسيره الدر المنثور في التفسير بالمأثور - الإسراء : 60 الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 310 )يقول ...وأخرج ابن مردويه ،عن عائشة أنها قالت لمروان بن الحكم : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يقول لأبيك وجدك انكم الشجرة الملعونة في القرآن.
اما من طرف الشيعة فقد روى علمائنا انها نزلت في بني امية وقريب من الروايات المتقدمة منهم مارواه العياشي في تفسيره، عن عدة من الثقات كزرارة و حمران و محمد بن مسلم وغيرهم عن أبي جعفر و أبي عبد الله (عليه السلام) و رواه القمي في تفسيره .
بعد ان عرفنا انها نزلت في بني امية كما تقدم من روايات الشيعة والسنه الان نتسأل لماذا الروايات وصفتهم بالقرود وانهم ينزون على منبر رسول الله صلى الله عليه واله ؟
نقول ان المنبر دلالة على اخذ الخلافة من اهل البيت واحد لاخر واحداهم كان يقلد الاخر بالظلم والطغيان واقصاء اهل البيت
ووصفهم بالقردة لانهم كانوا ممسوخي الشخصية، وَقد جلبوا الفساد للحكومة الإِسلامية، وَخلافة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم ).
اقول على ما تقدم يتبين جليا ان بني امية المنافقين الذين تسببوا بانحراف الامة الاسلامية بحسب زيفهم ونفاقهم هم سبب الفتنه لهذه الامة فكل من سلك مسلكم بالظلم والطغيان والعداوة العصيان لله تبارك وتعالى ولنبيه الكريم فهو منهم وعلى شاكلتهم ,لانهم معلونين بالقران الكريم وعلى لسان النبي الامين .
فلا ينفع ان يبرر الانسان هذه الجرائم التي ارتكبوها ضد المسلمين على مر العصور والدهو واهمها اضلال الامة الاسلامية وظلم اهل بيت النبي الذين اوصى الله ورسوله بهم والامتثال لهم والتمسك بهم لكن بني امية حاربوهم وقتلوهم وعصوا الله ورسوله فيهم ولم يرعوا لله ذماماً فيهم .
فعلى كل انسان يريد الامتثال لله رب العالمين وطاعه نبيه الكريم ان يكون حربا لمن كان حربا لله ولرسوله
وهذا نجده واضحا حينما قال رسول الله لاهل بيته (اني سلم لمن سالمكم وحربا لمن حاربكم) وبني امية ومن سار على شاكلتهم قد حاربوا اهل البيت فكل من حارب اهل البيت ورضى بظلمهم وقتلهم فهو مؤيد للشجرة المعلونه في القران الكريم .
نعوذ بالله من ان نكون مع الظالمين لمحمد واله الطاهرين .
تعليق