إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اناس باعو أخرتهم بدنيا غيرهم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اناس باعو أخرتهم بدنيا غيرهم

    وقبل ان نصل الى بلاغات الحسين، فى يوم المقتل، نستعرض نموذجا من نماذج (الابناء) الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، انه عمر بن سعد بن ابى وقاص، فقد كان الرجل يبحث عن دور فى خدمه بنى اميه، فارسله ابن زياد الى بلاد فارس واعطاه عهدا على الرى، ثم استدعاه وامره بالسير الى الحسين(ع) وقال له:

    (سر الى الحسين فاذا فرغنا مما بيننا وبينه سرت الى عملك.

    فقال له عمر بن سعد: ان رايت ان تعفينى فافعل.

    قال: نعم على ان ترد لنا عهدنا.

    فاستمهله ابن سعد حتى ينظر ثم عاد اليه مجيبا ومنفذا امر سيده ابن زياد)*(86).

    ولنا هنا وقفه، الرجل يريد الاماره ولا يطيق الصبر عنها ولا مانع لديه من ارتكاب اى جرم ليجلس بضعه ايام على الكرسى، وبنو اميه ائمه الضلال هم والشيطان سواء، يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا، يسوقون الناس من رغباتهم وشهواتهم ومكامن ضعفهم.

    فلما سار بجيشه لملاقاه الحسين دعاه الحسين لملاقاته وناجاه طويلا وقال له الحسين(ع): (ويل لك يا ابن سعد، اتقاتلنى وانا ابن من علمت.

    ذر القوم، وكن معى فانه اقرب الى اللّه تعالى.

    فقال ابن سعد: اخاف ان يهدم دارى.

    فقال الحسين(ع): انا ابنيها لك.

    فقال: اخاف ان توخذ ضيعتى.

    فقال(ع): انا اخلف عليك خيرا منها من مالى بالحجاز.

    ثم قال: لى عيال وسكت.

    فانصرف عنه الحسين(ع) وهو يقول: مالك ذبحك اللّه على فراشك عاجلا ولا غفر لك يوم حشرك، فواللّه انى لارجو ان لا تاكل من بر العراق الا يسيرا.

    فقال ابن سعد: فى الشعير كفايه عن البر)*(87).

    اى خزى هذا واى عار تحس به الارض وهولاء الاوغاد يسيرون عليها، يخرج لقتل ابن بنت رسول اللّه لانه يخشى على ضيعته ويخشى ان يضيع ماله، اما عن دينه فلا يسال، ثم يزعم بعض الباحثين ان هذا القاتل الماجور من خير القرون، وهل رضى عنه ابن زياد وسيده يزيد؟، لا واللّه، لقد احسوا منه شيئا من التردد فى الاقدام على قتل الحسين وذهب الوشاه الى سيده ابن زياد فارسل اليه: (اما بعد، فانى لم ابعثك الى حسين لتكف عنه ولا لتطاوله ولا لتمنيه السلامه والبقاء، ولا لتقعد له عندى شافعا، انظر فان نزل حسين واصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم الى سلما، وان ابوا فازحف اليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فانهم لذلك مستحقون، فان قتل حسين فاوط‏ى‏ء الخيل صدره وظهره فانه عاق مشاق قاطع ظلوم وليس دهرى فى هذا ان يضر بعد الموت شيئا، ولكن على قول لو قد قتلته فعلت هذا به، ان انت رضيت لامرنا جزيناك جزاء السامع المطيع، وان ابيت فاعتزل عملنا وجندنا وخل بين شمر بن ذى جوشن وبين العسكر فانا قد امرناه بامرنا، والسلام).

    هذه هى شريعه بنى اميه وهى شريعه فرعون نفسها وشريعه كل طاغيه، ان ابن زياد، والى يزيد يحاصر الحسين بن على، وابن بنت رسول اللّه، ويخيره بين الاستسلام التام والذل الزوام او القتل على هذه الطريقه الهمجيه، ثم يقول بعض المورخين ان هولاء كانوا يحكمون بالشريعه الاسلاميه، رجل لم يسل سيفا ليقتل مسلما او كافرا، رجل كل ذنبه انه يامر بالمعروف وينهى عن المنكر يكون هذا مصيره، اى خزى وعار تحمله الارض اذا حملت هولاء الاوغاد على ظهرها، وهذا عمر بن سعد لم يتجاوز، كما يرى بعضهم، وان له اجرا واحدا، لانه مجتهد فى قتله لابن بنت رسول اللّه (ان لعنه اللّه على الظالمين× الذين يصدون عن سبيل اللّه ويبغونها عوجا وهم بالاخره كافرون)«الاعراف/44-45».

    هذا هو صنيع بنى اميه مع خير هذه الامه، اما وابا، فكيف صنيعهم مع بقيه الامه؟!!، انها سياسه الاستعباد والعبوديه التى ورثناها منهم الى يومنا هذا.

    لم تكن قضيه فرديه ولا شخصيه كما يحاول انصار الحزب الاموى تسويغ مقتل الحسين(ع) او تسويغ استمرارهم فى السلطه بالمعطيات نفسها والاساليب عينها، يشيرون على خط‏ى آبائهم واجدادهم، مثل: معاويه، ويزيد، وزياد، وابن زياد، وعمر بن سعد، وشمر بن ذى الجوشن.
    التعديل الأخير تم بواسطة ارض البقيع; الساعة 29-08-2019, 07:26 PM.

  • #2
    الأخت الفاضلة ارض البقيع . أحسنتِ وأجدتِ وسلمت أناملكِ على نقل ونشر هذا الموضوع القيم الذي يبين أنحراف بني أمية وراء السلطة والجاه والمناصب والمال وقتلهم بسبب هذه الأمور الزائلة للأئمة الأطهار (عليهم السلام) . جعل الله عملكِ هذا في ميزان أعمالكِ . ودمتِ في رعاية الله تعالى وحفظه .

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X