يذكر علماء النفس أنَّ أشدَّ الساعات إيلاماً للنفس الفاقدة المستوحشة هي لحظة الغروب ..
فكأن في بداية المساء رحلة إستذكارٍ وإستعراض صور ..
فما إن يبدأ المساء بإستنشاق أول شهيق الليل حتى يفيق الجرح بلا هوادة ..
إذن .. كيف كان المساء مع عيال الامام الحسين ؟؟
وبماذا يأتي لهم من حديث ؟؟
وما هي تلك الصور التي ترسمها قلوب الفاقدين ؟
أنين ثكالى ، وآهاتٍ أيتام ، وأصوات بُحّت من النداء :
( أينكَ يا رجانا ؟؟ )
أيها المساء رفقاً بهم ، فحرقة قلوبهم لن يخفيها سوادك ..
وحسراتهم تشهدها أول نجمةٍ في سماءك ..
أتدري أنَّ العيون التي ذَبُلت من كثرة البكاء لا يطيب لها الرقاد ..؟؟
قلبٌ يلوذ بآخر ، ووجوهٌ لا تعرف ملامحها إلاّ بعد عناء ..
وعباءاتٍ تنوعت أدوارها بين الستر والحراسة ..
وجراحُ ضربٍ ولهب نياران خيام ..
وذاكرةٌ تستردُّ أجساد تذروها الرياح ..
وعطشٌ يفتُّ الفؤاد ، وغياب المحامي والكفيل ..
آه أيُّها المساء ..
فحديثُ الليل غصّة تتبعها آخرى ..
تعليق