اللهم صل على محمد وآل محمد
قال الإمام علي (عليه السلام) وقد سمع رجلا يذم الدنيا:
أيها الذام للدنيا المغتر بغرورها، المخدوع بأباطيلها ثم تذمها. أتغتر بالدنيا ثم تذمها.
أنت المتجرم عليها أم هي المتجرمة عليك؟
متى استهوتك أم متى غرتك؟
أبمصارع آبائك من البلى؟
أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟
كم عللت بكفيك. وكم مرضت بيديك. تبغي لهم الشفاء وتستوضف لهم الأطباء.
لم ينفع أحدهم إشفاقك ولم تسعف فيه بطلبتك. ولم تدفع عنهم بقوتك.
قد مثلت لك به الدنيا نفسك وبمصرعه مصرعك. إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها، ودار موعظة لمن اتعظ بها.
مسجد أحباء الله، ومصلى ملائكة الله، ومهبط وحي الله ومتجر أولياء الله. اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة. فمن ذا يذمها وقد آذنت ببينها، ونادت بفراقها، ونعت نفسها وأهلها فمثلت لهم ببلائها البلاء، وشوقتهم بسرورها إلى السرور راحت بعافية وابتكرت بفجيعة. ترغيبا وترهيبا، وتخويفا وتحذيرا، فذمها رجال غداة الندامة، وحمدها آخرون يوم القيامة. ذكرتهم الدنيا فتذكروا، وحدثتهم فصدقوا، ووعظتهم فاتعظوا.
.......
نهج البلاغة
قال الإمام علي (عليه السلام) وقد سمع رجلا يذم الدنيا:
أيها الذام للدنيا المغتر بغرورها، المخدوع بأباطيلها ثم تذمها. أتغتر بالدنيا ثم تذمها.
أنت المتجرم عليها أم هي المتجرمة عليك؟
متى استهوتك أم متى غرتك؟
أبمصارع آبائك من البلى؟
أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟
كم عللت بكفيك. وكم مرضت بيديك. تبغي لهم الشفاء وتستوضف لهم الأطباء.
لم ينفع أحدهم إشفاقك ولم تسعف فيه بطلبتك. ولم تدفع عنهم بقوتك.
قد مثلت لك به الدنيا نفسك وبمصرعه مصرعك. إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها، ودار موعظة لمن اتعظ بها.
مسجد أحباء الله، ومصلى ملائكة الله، ومهبط وحي الله ومتجر أولياء الله. اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة. فمن ذا يذمها وقد آذنت ببينها، ونادت بفراقها، ونعت نفسها وأهلها فمثلت لهم ببلائها البلاء، وشوقتهم بسرورها إلى السرور راحت بعافية وابتكرت بفجيعة. ترغيبا وترهيبا، وتخويفا وتحذيرا، فذمها رجال غداة الندامة، وحمدها آخرون يوم القيامة. ذكرتهم الدنيا فتذكروا، وحدثتهم فصدقوا، ووعظتهم فاتعظوا.
.......
نهج البلاغة
تعليق