إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المهدويون اهل الغنى والتواضع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المهدويون اهل الغنى والتواضع



    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    قال مولانا امام العصر خليفة الله المهدي –ارواحنا فداه- في دعائه الجامع الموسوم بدعاء (توفيق الطاعة):
    "اللهم وتفضل على مشايخنا بالوقار والسكينة وعلى الشباب بالانابة والتوبة وعلى النساء بالحياء والعفة وعلى الأغنياء بالتواضع والسعة وعلى الفقراء بالصبر والقناعة".

    وصايا امامنا المهدي من فقرات دعائه المبارك المشار اليه آنفاً وفي هذه الفقرة نتناول قوله –صلوات الله عليه-: "اللهم وتفضل على الاغنياء بالتواضع والسعة".
    فما هي الوصايا التي تشتمل عليها هذه الفقرة؟
    في الاجابة الاجمالية عن هذا السؤال نقول: ان الوصية الاولى هي دعوة المهدويين عامة والاغنياء منهم خاصة بالاجتهاد في التحلي بفضيلتي التواضع والسعة:
    والمراد بالتواضع ما يشمل التواضع لله عزوجل والتواضع لخلق الله تبارك وتعالى.
    اما المراد بالسعة فهو ما يقابل البخل اي التوسعة في الانفاق مما تفضل به الله على الغني على العيال ومن تجب مؤونته على الانسان كالزوجة والاولاد والوالدين اذا افتقرا، وكذلك التوسعة في الانفاقات المستحبة على الفقراء والمحتاجين عموماً.
    للاهتداء الى السبل العملية للالتزام بهذه الوصية المهدوية المباركة، فنبدأ اولاً بالتعرف الى المقصود بوصف (الأغنياء)، فواضحٌ ان المعنى الاول للغنى هو الغنى المادي الذي يتبادر أولاً الى أذهان الناس عند سماع مفردة الغنى.
    وعلى ضوء هذا المعنى يكون معنى الوصية المهدوية هو: أن على من تفضل الله عزوجل عليه بالثروات المادية بمختلف اشكالها ان لا يسمح لهذا الغنى بان يوقعه في مستنقع الطغيان المشار اليه في قوله عزوجل في الآيتين (٦و۷) من سورة العلق:
    "كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى{٦} أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى"
    والذي ينقذ الانسان من هذا الطغيان هو العمل بهذه الوصية المباركة، فالثروة تجعل النفس الانسانية تشعر بالاستغناء عن الافتقار والحاجة لله عزوجل اولاً ولخلقه ثانياً فتطغى بالتمرد على طاعة الله والتعالي والاستكبار على خلق الله تبارك وتعالى لانه يمتلك من الثروات ما لا يمتلكون؛ والبخل عن الانفاق حرصاً على ما في يديه.
    لذلك ينبغي للانسان أن يتطهر من هذا الطغيان المردي في العذاب الالهية ووسيلة التطهر منه هو التواضع لله بالعبودية وإدراك حقيقة ان كل مالديه من ثروات هي في الواقع ملك الله ويمكن ان يذهب به الله عزوجل متى ماشاء.
    هذا أولاً وثانياً ان يتواضع بالتالي لخلق الله عزوجل لاسيما الفقراء منهم انطلاقاً من معرفته ان المعيار في التكريم والتفاضل هو التقوى؛ وكذلك استذكاره لحقيقة أن الله هو المالك الحقيقي لكل ثروة وقد جعل عزوجل حقوق للفقراء من خلقه في اموال وثروات الاغنياء منهم، وكل ذلك يجعل الغني يتنزه عن التكبر والتعالى على الفقراء وينظر لهم نظرة الشركاء له لكونهم ذوي حقوق جعلها الله لهم في أمواله.
    ما تقدم كان فيما يرتبط بالمعنى الاول للغنى وهو الغنى المادي، أما المعنى الثاني فهو الغنى المعنوي مثل أن الغنى العلمي وامتلاك امثال القوة البدنية العالية أو الذكاء او الوجاهة الاجتماعية او الرئاسة الدنيوية بمختلف اشكالها ونظائر ذلك.
    وما يجري على معنى الغنى المادي يجري مع الغنى المعنوي، فالامام المهدي –أرواحنا فداه- يوصي الاغنياء باي صورة من صور الغنى المعنوي المشار اليها قبل قليل، بالالتزام أكثر من غيرهم بالتواضع لله بكل مصداقيه اي التواضع لله وترسيخ الشعور بالافتقار اليه عزوجل وان كل ما عنده نعمة منه تبارك وتعالى ينبغي أن يحسن الاستفادة منها فيما يرتضيه ربه تبارك وتعالى ويحقق له الصلاح والفلاح، وبذلك يزداد ارتباطه بالله وتقوي عبوديته له جل جلاله.
    هذا أولاً وثانياً التواضع لعباد الله وخفض جناحه للمؤمنين حسب التعبير القرآني الذي يخاطب النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله-؛ فلا يتكبر عليهم بعلمه أو قوته او وجاهته وسائر ما انعم به عليه ربه وربهم تبارك وتعالى، بل يتوسع في ايصال ما يحتاجونه من هذه النعم ابتغاء مرضاة الله عزوجل.

    من علامات ظهور الامام بقية الله المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف كثرة ذكره بين الناس وبين الروايات التي تذكر أن اليأس من ظهوره ايضاً هو من علامات الظهور حتى يقال "مات او هلك في أي وادي سلك". في الواقع هنالك أشارات متعددة لهذا الموضوع أشار اليها العلماء في بحثهم من هذه الطائفة من الأحاديث الشريفة، أولاً الحديث الذي إستندتهم اليه او إستشهدتم به يرتبط بقضية المنكرين للإمام المهدي سلام الله عليه وهذه الحالة او الظاهرة ظهرت في الغيبة الصغرى وبدايات الغيبة الصغرى والى نهايتها تقريباً يعني ظهرت بعض الفرق التي ظهرت حتى في وسط أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام، قالوا هذا المضمون "لو كان للإمام العسكري ولد لظهر أمره" فهذه العبارات إستنكارية للإعتقاد بالإمام الغائب سلام الله عليه ولاعلاقة لها باليأس من ظهوره، هذا الرأي الأول للعلماء فيما يرتبط بتفسير هذه الأحاديث. أما اليأس من الظهور وعلاقته بكثرة ذكره، يلاحظ أن اليأس من الظهور حالة نفسية، يعني اليأس بطبيعته حالة نفسية وليست حالة عقائدية وإن كانت ترجع الى جذور عقائدية فيما يرتبط بقوة الايمان به سلام الله عليه او ضعفه ولكن المستفاد من مجموع الأحاديث الشريفة أن كثرة ذكر الامام سلام الله عليه تعبر عن حالة التطلع لظهوره لإنهاء الأزمات والمصاعب وأشكال الظلم والجور التي يمر بها الناس فهي تعبر من هذه الجهة عن التطلع الى الأمل المنقذ أما اليأس من ظهوره فهي تعبر عن حالة اخرى وهي حالة طول الغيبة، طول غيبة الامام سلام الله عليه. ولاتعبر عن عدم ذكره او قلة ذكره لعل حالة اليأس أنه قد يذكر كثيراً ولكن هذا الذكر يكون مقروناً بمتى يظهر وتعبير متى يظهر؟ وقد ورد في النصوص الشريفة. اذن التعارض غير موجود، هذا أولاً وبعض العلماء أشاروا الى قضية ثالثة وهي أن اليأس من ظهوره يشمل طائفة غير كثرة الذاكرين له فلايحدث تعارض بين الأمرين، يعني هنالك المؤمنون قوي و الايمان يكثرون من ذكره سلام الله عليه وهنالك ايضاً ضعاف الايمان ييأسون من ذكره فتكون المعالجة في إستذكار الأدلة الشرعية والعقلية والنقلية المثبتة لحتمية ظهوره سلام الله عليه وأن هذا يرتبط بالميعاد الإلهي الذي لايقبل الخلف ولايمكن أن يخلفه الله تبارك وتعالى لأن الله لايخلف الميعاد



  • #2
    بارك الله فيكم على الطرح الرائع
    دوووم التقدم













    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X