بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وصلى الله على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين .
الى جميع المسلمين : اسعد الله ايامكم بذكرى ولادة سيد الانبياء والمرسلين النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) .
في مثل اليوم الـ 17 من شهر ربيع الاول في عام الفيل قبل الهجرة بعشرات السنين ولد الضياء الازهر الذي شع نوره على الخافقين رسول الله المصطفى الامجد ابي القاسم محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) .
وفي هذه المناسبة المفرحة تشاهد البسمة والفرحة والضحكة بادية على وجوه المسلمين والشوارع مملوءة باللافتات التي كتب فيها التهاني والتبريكات بمناسبة هذه الولادة الغراء ، ويحتفل جميع المسلمين بكافة فرقهم واطيافهم بهذه الولادة المباركة الميمونة وكلهم يقول بجواز الاحتفال بهذه الولادة السعيدة على جميع المخلوقين ، الا الوهابية الذين ذهبوا وقالوا ببدعة الاحتفال بمولد النبي المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) وكان الاحتفال بمنزلة الصاعقة التي تحل على رؤوسهم واستدلوا بأقوال ليس فيها رائحة الدليل العلمي بل هي وهنة وضعيفة وهي مجرد نقل اقوال الغير من دون دليل .
ولقد اوصانا اهل البيت (ع) بالحزن في احزانهم وبالفرح في افراحهم ، واي فرحة كبرى اكثر من فرحة ولادة رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) .
وهذا ما اشار اليه الشيخ الصدوق في هذه الرواية :
حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الريان بن شبيب قال : دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم فقال : ( ..... الى ان يقول الامام الرضا (عليه السلام) : يا بن شبيب ان سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وأفرح لفرحنا وعليك بولايتنا فلو ان رجلا أحب حجرا لحشره الله عز وجل معه يوم القيامة ) . (1) .
ولا داعي لإثبات جواز الفرح والاحتفال بمولد اشرف الخلف اجمعين محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) بعد كونه امرا فطريا تقر به نفس كل مسلم من صميم ضميره وحبه للنبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) .
ونأتي ببعض ادلة الوهابية الركيكة والضعيفة لتحكموا عليها بأنفسكم وتتبينوا من دين وعقائد هذه الفرقة والشرذمة والقليلة المنحرفة والضالة :
1 - قال ابن تيمية عن الاحتفال بالمولد النبوي :
( ..... لا على البدع من اتخاذ مولد النبي – صلى الله عليه وسلم – عيدًا ، مع اختلاف الناس في مولده . فإن هذا لم يفعله السلف ، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه لو كان خيرًا .
ولو كان هذا خيرًا محضًا ، أو راجحًا لكان السلف – رضي الله عنهم – أحق به منا ، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتعظيمًا له منا ، وهم على الخير أحرص ) . (2) .
2 - قال الشيخ محمد عبد السلام خضر الشقيري عن الاحتفال بالمولد النبوي :
( فاتخاذ مولده موسماً والاحتفال به بدعة منكرة ، وضلالة لم يرد بها شرع ولا عقل ، ولو كان في هذا خير كيف يغفل عنه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة والتابعون وتابعوهم والأئمة وأتباعهم ) . (3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
(1) عيون أخبار الرضا / الشيخ الصدوق / الجزء2 / الصفحة 268 ـ 269 - - - وكذا في الأمالي / المجلس27 / الحديث 5 / الصفحة 112 .
(2) ابن تيمية / كتاب اقتضاء الصراط المستقيم / الجزء 2 / الصفحة 619 .
(3) السنن والمبتدعات بالأذكار والصلوات / الصفحة 138 .
تعليق