إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انظر كم صفة عندك من صفات المتقين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انظر كم صفة عندك من صفات المتقين


    انظر كم صفة عندك من صفات المتقين
    لقد ورد في نهج البلاغة ج2ص160 أن رجلاً عابداً ، كان اسمه همام قال : يا أمير المؤمنين صف لي المتقين .. حتى كأني انظر إليهم .. فتثاقل الامام عليه السلام عن جوابه ، ثم قال : يا همام ، اتق اللّه وأحسن ، فان اللّه مع الذين اتقوا ، والذين هم محسنون ، فلم يقنع همام بهذا القول ، حتى عزم عليه ، فقام الامام : فحمد اللّه وأثنى عليه ، وصلى على النبي صلى اللّه عليه وآله ثم قال : أما بعد ، فان اللّه سبحانه وتعالى ، خلق حين خلقهم غنياً عن طاعتهم آمناً من معصيتهم .. لانه لا تضره معصية من عصاه .. ولا تنفعه طاعة من أطاعه .. فسم بينهم معيشتهم .. ووضعهم من الدنيا مواضعهم .. ( اشار الامام الى تقسيم الارزاق ووضع الناس في المواضع المناسبة ) ثم قال

    فالمتقون فيها هم أهل الفضائل
    منطقهم الصواب وملبسهم الاقتصاد ، ومشيهم التواضع ، غضوا أبصارهم ، عما حرم اللّه عليهم ، ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم ، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت في الرخاء ، ولو لا الآجل ، الذي كتب لهم ، لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقاً الى الثواب .. وخوفاً من العقاب .. عظُم الخالق في أنفسهم .. فصغر ما دونه في أعينهم .. فهم والجنة ، كمن قد رآها ، فهم فيها منعمون .. وهم والنار ، كمن قد رآها ، فهم فيها معذبون .. قلوبهم محزونة .. وشرورهم مأمونة .. وأجسادهم نحيفة ، وحاجاتهم خفيفة وأنفسهم عفيفة ، صبروا أياماً قصيرة أعقبتهم راحة طويلة ، تجارة مربحة يسرها لهم ربهم ، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها ( في حين إن البعض يتفانى من آجل الدنيا ) وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها.. ثم قال الامام

    أما الليل فصافون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن
    يرتلونه ترتيلاً ، يحزنون به أنفسهم ، ويستثيرون به دواء دائهم فاذا مروا بآية فيها تشويق .. ركنوا إليها طمعاً ، وتطلعت نفوسهم إليها شوقاً .. وظنوا أنها نصب أعينهم .. وإذا مروا بآية ، فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، وظنوا أن زفير جهنم ، وشهيقها .. في أصول آذانهم فهم حانون على أوساطهم ، مفترشون لجباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم .. يطلبون الى اللّه تعالى .. في فكاك رقابهم ..

    وأما النهار فحلماء علماء أبرار أتقياء
    قد براهم الخوف بري القداح ، ينظر إليهم الناظر ، فيحسبهم مرضى ، وما بالقوم من مرض ، ويقول قد خولطوا ، ولقد خالطهم أمر عظيم ( أي خالط عقولهم الخوف الشديد من اللّه ) لا يرضون من أعمالهم مشفقون ، إذا زُكي أحدهم ، خاف مما يُقال له فيقول أنا أعلم بنفسي من غيري ، وربي أعلم بي من نفسي .. اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واجعلني أفضل مما يظنون .. واغفر لي ما لا يعلمون ..

    فمن علامات أحدهم أنك ترى له قوة في دين
    وحزماً في لين .. وإيماناً في يقين .. وحرصاً في علم ، وعلماً في حلم وقصداً في غنى ، وخشوعاً في عبادة ، وتجملاً ( أي تظاهراً باليسر ) في فاقة .. وصبراً في شدة .. وطلباً في حلال .. ونشاطاً في هدى .. وتحرجاً عن طمع ، يعمل الاعمال الصالحة وهو على وجل ، يمسي وهمه الشكر ، ويصبح وهمه الذكر ، يبيت حذراً ويصبح فرحاً حذراً لما حذر من الغفلة ، وفرحاً لما أصاب من الفضل والرحمة ..

    لنتعلم من الامام كيف نكون من المتقين
    ثم استمر الامام عليه السلام في وصفه ، فقال : إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره .. لم يعطها فيما تحب .. قرة عينه فيما لا يزول .. وزهادته فيما لا يبقى .. يمزح الحلم بالعلم ، والقول بالعمل ، تراه قريباً أمله ، قليلاً زللَه .. خاشعاً قلبه .. قانعاً نفسه .. منزوراً أكله ، سهلاً أمره ، حريزاً دينه .. ميتة شهوته .. مكظوماً غيظه ..

    الخير منه مأمول والشر منه مأمون
    إن كان من الغافلين ، كتب في الذاكرين ، وإن كان في الذاكرين ، لم يكتب من الغافلين ( أي كان بين الساكتين عن ذكر اللّه فهو يذكر اللّه بقلبه ، وإن كان بين الذاكرين بلسانه فهو ليس غافلاً بقلبه كما هو حال بعض الذاكرين ) يعفو عمن ظلمه ، ويعطي من حرمه .. ويصل من قطعه ، بعيداً فحشه ، ليناً قوله ، غائباً منكره ، حاضراً معروفه مقبلاً خيره مدبراً شره ، في الزلزال وقور ، وفي المكاره صبور ، وفي الرخاء شكور .. لا يحيف على من يبغض ، ولا يأثم فيمن يحب ، يعترف بالحق قبل ان يشهد عليه ، لا يضيع ما استحفظ ولا ينسى ما ذكر ، ولا ينابز بالالقاب ولا يضار بالجار ولا يشمت بالمصائب ..

    ولا يدخل في الباطل ولا يخرج من الحق
    إن صمت ، لم يغمه صمته ، وإن ضحك لم يعل صوته ، وإن بُغي عليه صبر .. حتى يكون اللّه هو الذي ينتقم له .. نفسه منه في عناء ، والناس منه في راحة ، أتعب نفسه لآخرته .. وأراح الناس من نفسه .. بُعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة ، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة .. ليس تباعده بكبر وعظمة ، ولا دنوه بمكر وخديعة ..

    انظر الى ما جرى بعد هذه الموعظة
    على همام حيث صعق صعقة كانت نفسه فيها .. فقال أمير المؤمنين : أما واللّه ، لقد كنت أخفها عليه .. ثم قال : أهكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها ؟ فقال له قائل : فما بالك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ويحك ، إن لكل أجل وقتاً لا يعدوه ، وسبباً لا يتجاوزه فمهلاً فلا تعد لمثلها ، فإنها نفث الشيطان على لسانك ... بعد كلام الامام نأخذ قوله :

    واتقوا اللّه واعلموا أن اللّه مع المتقين


    التقوى : هي ترك المعاصي التي نهى اللّه عنها .. وفعل الطاعات التي أمر اللّه بها .. والتقوى هي أفضل زاد يمكن حمله من الدنيا الى الآخرة ، ويتولى اللّه أمور المتقين وقد نعتهم بولاية رسوله في قوله :

    واللَّه ولي المتقين

    وما كانوا أولياءه إن أولياءه إلا المتقون




    ويحب اللّه المتقين .. ويتقبل منهم ، ومنهم الانبياء ، والائمة عليهم الصلاة والسلام

    قال إنما يتقبل اللّه من المتقين

    بلى من أوفى بعهده واتقى فان اللّه يحب المتقين
    والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون




    الذي جاء بالصدق النبي ، وصدق به وصيه والائمة الابرار عليهم السلام ، من بعده

    يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً

    إن المتقين في مقام أمين 0 في جنات وعيون




    الجنة جزاء المتقين ، لذا علينا الاقتداء بسيد الانبياء ، وسيد الاوصياء ، وبالائمة الابرار عليهم السلام ، والمراجع الاعلام وغيرهم من المتقين ..
    التعديل الأخير تم بواسطة الصدوق; الساعة 07-08-2010, 05:11 PM.
    sigpic
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X