بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين
الغيبة
لانها اكبر الكبائر واعظمها ولاثارها الدنيوية والاخروية قررت الكتابة عنها وبطريقة مختصرة مع محاولتي الاحاطة بكل جوانبها
واتمنى من الله ان اكون قد وفقت في ذلك
وارجوا من القارئ لهذا الموضوع ان يقرأه بتأني وتفكر
الغيبة : وهي ان يذكر الانسان غيره بما يكرهه وهو غائب عنه في اخلاقه او في بدنه او في اقواله او افعاله المتعلقة بدينه ودنياه بل حتى لو كان بنقص في ثوبه اوداره اووسيلة النقل التي له.
قال تعالى في سورة الحجرات اية 12 ((ولايغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه ))
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال هل تدرون مالغيبة؟ قالوا : الله ورسوله اعلم . قال : ذكرك ذكرك اخاك بما يكره . قيل : ارأيت ان كان في اخي مااقوله ؟ قال : ان كان فيه ماتقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ماتقول فقد بهته.(الترغيب والترهيب ج 3) والبهتان الاتهام بما ليس فيه
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : من اغتاب مسلما او مسلمة لم يقبل الله صلاته ولا صيامه اربعين يوما وليلة الا ان يغفر له صاحبه (البحار ج 75)
فان صاحب الغيبة لايتوب الله عليه حتى يغفر له الشخص الذي اغتابه
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) :ينادي منادي يوم القيامة تحت العرش : يامة محمد ماكان لي قبلكم فقد وهبته لكم وقد بقيت التبعات بينكم فتواهبوا وادخلوا الجنة ( البحار ج6 ص 7)
فانظر كيف يكون موقفك يوم القيامة ولايحول بينك وبين الجنة سوى ان يغفر لك صاحب الغيبة تخيل الموقف ؟
ومن اسبابها وبواعثها : الغضب او الحقد او الحسد او السخرية والاستهزاء اوتبرئة نفسه من تهمة والصاقها بالغير او حتى لايملوه اصدقاؤه فيجاريهم بغيبة الاخرين (سبحان الله حتى لا يسقط من نظر اصدقاؤه يسقط في نظر الله والرسول والائمة (عليهم السلام)))
او من اسبابها ان يذكر اسم غيره بهدف رحمته والدعاء له ولكنه يفضحه في عمل ما .
اما كفارتها وعلاجها :عن الامام الصادق (عليه السلام ) : ان اغتبت فبلغ المغتاب فاستحل منه وان لم يلحقه فاستغفر الله .
وان لم يلحقه معناها أي لم يصل الى الانسان الاخر انك اغتبته يكفي فقط ان تستغفر الله لك وله لانك ان قلت له انك اغتبته يعتبر هذا التصرف اثارة للغيبة والحقد والعداوة وكذلك قد لايمكنك الوصول اليه بسبب موته او غيابه فاستغفر الله لك وله
ويتم ذلكبعد ان يندم الانسان وتوب ويأسف على فعله ويعلم انه حين يفتاب فكأنما يأكل لحم اخيه وهو ميت وليعلم انه كما يكره هو ان يتكلم الناس عنه بما يكره كذلك يجب عليه ان لايتكلم عليهم بما يكرهونه وليكون لسانه لسان نصح وارشاد وليعلم ان ثلث عذاب القبر هو من الغيبة
وان كان في مكان يذكر فيه الناس بما يكرهونه فليحاول ان يغير الحديث او يذكرهم بعذاب الله او ليخرج من المجلس
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : من رد عن اخيه غيبة سمعها في مجلس رد الله عنه الف باب من الشر في الدنيا والاخرة فان لم يرد عنه كان عليه كوزر المغتاب (الوسائل ج 8)
ومن الموارد التي يجوز فيها الغيبة الحاكم الظالم قال تعالى :ان الله لايحب الجهر بالسوء من القول الا من ظلم وكان الله سميعا عليما (سورة النساء ايه 148)
والفاسق المعلن لفسقه والهدف من ذلك هو تحذير الناس منهم حتى لا يفعلوا فعلهم وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ثلاثة ليس عليهم غيبة من جهر بفسقه ومن جار في حكمه ومن خالف قوله فعله .(تنبيه الخواطر )
وبقيت نقطة احببت توضيحها وهي ان النكت والطرائف التي تتكلم عن طائفة اوجماعة معينة من الناس بما هو شائع عنهم (كالاكراد والموصليين والحماصنة وما على شاكلتها من النكات هي حرام وتعتبر غيبة واتصور من تأمل في اشكال الغيبة وصورها اعلاه وهذه الاية من سورة الحجرات صريحة جدا بخصوص هذا الموضوع اية 11(ياايها الذين امنوا لايسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولاتلمزوا انفسكم ولاتنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )
ومعنى لاتلمزوا انفسكم : لايعيب بعضكم بعضا .
ولاتنابزوا بالالقاب : لايدع بعضكم بعضا بلقب قبيح (والتنابز التعاير )
وان كان لابد من ذكر هذه النكات فيجب ذكر الشخص بصفته وليس بالشخص بحد ذاته مثل قول بخيل او غبي اوغيرها
ومع الاسف يوجد في منتدانا الكثير من هذه النكات فارجوا من الاخوة الاعضاء والادارة حذفها وتجنب كتابة مثل هذه النكت فان الاثم لايقع على الكاتب فقط بل القارئ ايضا عن الامام علي (عليه السلام) : السامع للغيبة كالمغتاب .(غرر الحكم)
وانا لااحب ان يق احدنا في الاثم سواء الكاتب او القارئ
ارجوا من الله ان يتقبل مني هذا القليل وان يرضي عنا كل شخص اغتبناه ويغفر لنا وله
اطلب ارائكم في الموضوع واضافاتكم عليه
تقبلوا تحياتي
المصادر
كتاب الاخلاق والاداب الاسلامية عبد الله الهاشمي
التفسير المعين
والصلاة والسلام على خير خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين
الغيبة
لانها اكبر الكبائر واعظمها ولاثارها الدنيوية والاخروية قررت الكتابة عنها وبطريقة مختصرة مع محاولتي الاحاطة بكل جوانبها
واتمنى من الله ان اكون قد وفقت في ذلك
وارجوا من القارئ لهذا الموضوع ان يقرأه بتأني وتفكر
الغيبة : وهي ان يذكر الانسان غيره بما يكرهه وهو غائب عنه في اخلاقه او في بدنه او في اقواله او افعاله المتعلقة بدينه ودنياه بل حتى لو كان بنقص في ثوبه اوداره اووسيلة النقل التي له.
قال تعالى في سورة الحجرات اية 12 ((ولايغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه ))
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) انه قال هل تدرون مالغيبة؟ قالوا : الله ورسوله اعلم . قال : ذكرك ذكرك اخاك بما يكره . قيل : ارأيت ان كان في اخي مااقوله ؟ قال : ان كان فيه ماتقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ماتقول فقد بهته.(الترغيب والترهيب ج 3) والبهتان الاتهام بما ليس فيه
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : من اغتاب مسلما او مسلمة لم يقبل الله صلاته ولا صيامه اربعين يوما وليلة الا ان يغفر له صاحبه (البحار ج 75)
فان صاحب الغيبة لايتوب الله عليه حتى يغفر له الشخص الذي اغتابه
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) :ينادي منادي يوم القيامة تحت العرش : يامة محمد ماكان لي قبلكم فقد وهبته لكم وقد بقيت التبعات بينكم فتواهبوا وادخلوا الجنة ( البحار ج6 ص 7)
فانظر كيف يكون موقفك يوم القيامة ولايحول بينك وبين الجنة سوى ان يغفر لك صاحب الغيبة تخيل الموقف ؟
ومن اسبابها وبواعثها : الغضب او الحقد او الحسد او السخرية والاستهزاء اوتبرئة نفسه من تهمة والصاقها بالغير او حتى لايملوه اصدقاؤه فيجاريهم بغيبة الاخرين (سبحان الله حتى لا يسقط من نظر اصدقاؤه يسقط في نظر الله والرسول والائمة (عليهم السلام)))
او من اسبابها ان يذكر اسم غيره بهدف رحمته والدعاء له ولكنه يفضحه في عمل ما .
اما كفارتها وعلاجها :عن الامام الصادق (عليه السلام ) : ان اغتبت فبلغ المغتاب فاستحل منه وان لم يلحقه فاستغفر الله .
وان لم يلحقه معناها أي لم يصل الى الانسان الاخر انك اغتبته يكفي فقط ان تستغفر الله لك وله لانك ان قلت له انك اغتبته يعتبر هذا التصرف اثارة للغيبة والحقد والعداوة وكذلك قد لايمكنك الوصول اليه بسبب موته او غيابه فاستغفر الله لك وله
ويتم ذلكبعد ان يندم الانسان وتوب ويأسف على فعله ويعلم انه حين يفتاب فكأنما يأكل لحم اخيه وهو ميت وليعلم انه كما يكره هو ان يتكلم الناس عنه بما يكره كذلك يجب عليه ان لايتكلم عليهم بما يكرهونه وليكون لسانه لسان نصح وارشاد وليعلم ان ثلث عذاب القبر هو من الغيبة
وان كان في مكان يذكر فيه الناس بما يكرهونه فليحاول ان يغير الحديث او يذكرهم بعذاب الله او ليخرج من المجلس
وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : من رد عن اخيه غيبة سمعها في مجلس رد الله عنه الف باب من الشر في الدنيا والاخرة فان لم يرد عنه كان عليه كوزر المغتاب (الوسائل ج 8)
ومن الموارد التي يجوز فيها الغيبة الحاكم الظالم قال تعالى :ان الله لايحب الجهر بالسوء من القول الا من ظلم وكان الله سميعا عليما (سورة النساء ايه 148)
والفاسق المعلن لفسقه والهدف من ذلك هو تحذير الناس منهم حتى لا يفعلوا فعلهم وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): ثلاثة ليس عليهم غيبة من جهر بفسقه ومن جار في حكمه ومن خالف قوله فعله .(تنبيه الخواطر )
وبقيت نقطة احببت توضيحها وهي ان النكت والطرائف التي تتكلم عن طائفة اوجماعة معينة من الناس بما هو شائع عنهم (كالاكراد والموصليين والحماصنة وما على شاكلتها من النكات هي حرام وتعتبر غيبة واتصور من تأمل في اشكال الغيبة وصورها اعلاه وهذه الاية من سورة الحجرات صريحة جدا بخصوص هذا الموضوع اية 11(ياايها الذين امنوا لايسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولاتلمزوا انفسكم ولاتنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )
ومعنى لاتلمزوا انفسكم : لايعيب بعضكم بعضا .
ولاتنابزوا بالالقاب : لايدع بعضكم بعضا بلقب قبيح (والتنابز التعاير )
وان كان لابد من ذكر هذه النكات فيجب ذكر الشخص بصفته وليس بالشخص بحد ذاته مثل قول بخيل او غبي اوغيرها
ومع الاسف يوجد في منتدانا الكثير من هذه النكات فارجوا من الاخوة الاعضاء والادارة حذفها وتجنب كتابة مثل هذه النكت فان الاثم لايقع على الكاتب فقط بل القارئ ايضا عن الامام علي (عليه السلام) : السامع للغيبة كالمغتاب .(غرر الحكم)
وانا لااحب ان يق احدنا في الاثم سواء الكاتب او القارئ
ارجوا من الله ان يتقبل مني هذا القليل وان يرضي عنا كل شخص اغتبناه ويغفر لنا وله
اطلب ارائكم في الموضوع واضافاتكم عليه
تقبلوا تحياتي
المصادر
كتاب الاخلاق والاداب الاسلامية عبد الله الهاشمي
التفسير المعين
تعليق