إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حوار حول تزيين القبور و الاضرحه المشرفه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار حول تزيين القبور و الاضرحه المشرفه

    تـزيين المشاهد خالد: سلام عليكم.
    باقر: عليكم السلام ورحمة الله.
    خالد: متى القدوم ؟ خيراً ؟.
    باقر: لي ابن عم هنا جئت لزيارته.
    خالد: أرجوك أن تتفضل اليوم عندنا.
    باقر: إن ورائي أعمالاً جمة تركتها لأجل (صلة الرحم) وأسألك أن تعفني عن ذلك.
    خالد: لا يمكن.. صديقان بعد فراق عشر سنوات يتلاقيان ثم لايصطحبان ساعة. إن لي عليك أيضاً حق الأخوة الإسلامية.
    ثم إنه وقع نقاش بيني، وبين أحد إخواني المؤمنين في موضوع الشيعة والسنة وحيث إني مطمئن منك أريد أن أباحثك في ذلك حتى يظهر لي الحق.
    باقر: لا بأس.
    .. اصطحبا معاً إلى دار خالد، ووصلا الدار، وجلس كل واحد منهما بجنب الآخر.. وبعد ما تكلما عن الأمور الخاصة بهما، انبرى باقر قائلاً: وما النقاش الذي جرى بينكما؟.
    خالد: كان النقاش حول تزيين قبور الأنبياء والأئمة والعلماء والمؤمنين والصلحاء ونحوهم، بالذهب والفضة وسائر الحلي.
    باقر: وما الإشكال الذي فيه؟.
    خالد: أليس ذلك حراماً؟.
    باقر: ولٍمَ؟.
    خالد: هل يستفيد الميت من هذه؟.
    باقر: لا، لا يستفيد.
    خالد: إذن إن ذلك كله إسراف وتبذير، والله تعالى يقول: (ولا تبذر تبذيراً * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)(1) .
    باقر: وما تقول في حلل الكعبة، وحليها، والذهب والفضة اللذين عليها، وفيها؟.
    خالد: لا أدري.
    باقر: نعم كانت للكعبة حلل، وذهب كثير، يُهدى إليها من أطراف البلاد منذ زمن الجاهلية حتى يومنا هذا.
    يقول ابن خلدون في مقدمته:
    وقد كانت الأمم منذ عهد الجاهلية تعظمه،والملوك تبعث إليه بالأموال والذخائر مثل كسرى وغيره، وقصة الأسياف وغزالي الذهب اللذين وجدهما عبد المطلب حين احتفر زمزم معروفة.
    وقد وجد رسول الله صلى الله عليه وآله حين افتتح مكة في الجب الذي كان فيها سبعين ألف أوقية من الذهب مما كان الملوك يهدون للبيت. فيها: ألف ألف (أي: مليون) دينار، مكررة مرتين ، بمائتي قنطار وزناً. وقال له علي بن أبي طالب سلام الله عليه يا رسول الله صلى الله عليه وآله لو استعنت بهذا المال على حربك ؟. فلم يفعل.
    ثم ذكر لأبي بكر فلم يحركه.
    (إلى أن قال): قال أبو وائل: جلست إلى شيبة بن عثمان، وقال جلس إلى عمر بن الخطاب، فقال: هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين المسلمين.
    قلت: ما أنت بفاعل.
    قال: ولم؟.
    قلت: فلم يفعله صاحباك.
    فقال: هما اللذان يقتدى بهما.
    فهل كانت الكعبة تستفيد من هذا الذهب والفضة يا خالد؟.
    أو كان الله ـ سبحانه وتعالى عن ذلك ـ يستفيد منهما؟.
    خالد: كلا.
    باقر: ومع ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يمد إلى تلك الأموال المتراكمة يداً، ولم يتصرف في شيء منها، على شدة احتياج الإسلام في تلك الأيام إلى المال الوافر والخزينة المليئة لإقامة أركانه في البلاد.
    ولِمَ ذلك؟. لأن كون هذا المال الكثير للكعبة يزيد من عظمتها في أعين الناس، وإن كان شرفها ومنزلتها الواقعية عند الله تعالى لايزداد ولا ينقص، سواء كان لها الدنيا كلها، أم لم يكن لها
    شيء.
    وهكذا الكلام بالنسبة للقباب الذهبية، والأبواب الذهبية والفضية، والحلي والحلل المزودة بها قبور أولياء الله تعالى مثل: أمير المؤمنين والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام الرضا وغيرهم عليهم أفضل الصلاة والسلام.
    فهؤلاء منـزلتهم الإلهية الواقعية لا تزداد بوجود هذه المجوهرات ولا تنقص بعدم وجودها، فالإمام الحسن بن علي سلام الله عليه أفضل من أخيه الحسين سلام الله عليه وإن كان قبر الإمام الحسنسلام الله عليه تصهره الشمس، في وادي البقيع ليس عليه أي بناء، وغير مزود بأية حلية، وكان قبر الإمام الحسين سلام الله عليه مزوداً بأبنية عظمية فخمة من الذهب الخالص تبلغ الفضاء وتنطح السحاب!.
    ولكن فعلنا ذلك لهم، وإهداء المجوهرات لمراقدهم، وتذهيب قبابهم، وغير ذلك تقدير منا لهم وتعظيمهم.
    خالد: وهل هذه الأشياء تعظم أولياء الله في أعين الناس؟.
    باقر: نعم. والآن أجعلك أنت تعترف بذلك.
    إذا ذهبت إلى اليهود ورأيت مقابر علمائهم خربة، تطل عليها الشمس، لا من سقف أو حجرة يستظل بها الزائر.
    ثم ذهبت إلى النصارى، فرأيت مقابر علمائهم معمورة، مبينة عليها قباب، ومزينة بالذهب والفضة وغيرهما من المجوهرات.
    هل يعظم عندك علماء النصارى أم علماء اليهود، مع العلم أنك المسلم تعرف أن كليهما على باطل؟.
    خالد: طبعاً احمل في نفسي من المشهدين صورة عظمية عن علماء النصارى، وصورة حقيرة عن علماء اليهود.
    باقر: إذن فما تفعله الشيعة والسنة من بناء أضرحة وحرم وقباب وغيرها على قبور الأئمة والأنبياء .. تعظيم لهم، ورفع من قدرهم، وكذلك تزيينها بالذهب والفضة وسائر المجوهرات.
    خالد: صحيح كل ذلك، ولكن هل يخرجها هذا الوجه عن كونها إسرافاً وتبذيراً؟.
    باقر: نعم، وفوق ذلك، فإذا ثبت أن هذه الأعمال تعظيم لأولياء الله، فهي في الوقت نفسه تعظيم للإسلام، لأن تعظيم علماء الإسلام تعظيم للإسلام، وكل شيء كان فيه تعظيم للإسلام فهو من شعائر الله التي قال الله تعالى عنها: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) (2) فتزيين مشاهد أولياء الله من شعائر الله التي يستحب فعله والعمل لأجله، ويثاب الشخص العامل في سبيله.
    خالد: استميحك العذر، إذ أخذت من وقتك هذا المقدار ولكنك مأجور عند الله تعالى، إذ أخرجتني من ظلمات الجهل إلى نور العلم والفهم، وكم كنت أطيل الفكر في هذه التزئينات فلم أدرك مغزاها ووجه صحتها، واليوم نورتني ـ أنت ـ بعلمك، وأبلغتني مقصدي.
    باقر: إذن هل ذهب جميع ما بك من ريب حول تزيين المشاهد؟.
    خالد: نعم.. لم يبق لي شك بأنه مستحب مندوب إليه في القرآن الحكيم: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب).
    باقر: وعلى أي حال إني مستعد للمفاهمة معك في أمثال هذه المواضيع لكي استفيد أنا، أو تستفيد أنت، ونكون عارفين للأمور عن فهم وتدبّر.
    خالد: أشكرك ألف شكر وشكر، وأسأل الله تعالى أن يوفقك لمراضيه.

    (1) سورة الإسراء: 26-27.
    (2) سورة الحج: 32.


  • #2
    احسنت للموضوع

    ويعطيك العافيه

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X