تجارُ الدنيا بين فترة وأخرى يراجعون حساباتهم، ماذا أنجزوا وماذا بقي عليهم؟ وبماذا عادت عليهم أعمالهم؟
وتجار الآخرة هكذا ينبغي أن يكونوا، بل عليهم أن يدققوا أكثر من أهل الدنيا وتجارها، لان تجارة الآخرة إما إلى ربح ابدي أو خسارة أبدية.
ولا يخفى أن شريعة الله جاءَت بأوامر ونواهي كثيرة، كلها مبنية على أساس مصالح الفرد والمجتمع، هادفة إلى تحقيق سعادة الإنسان، من خلال تحصيل الفوائد ودرء المفاسد، لينال بذلك سعادة الدنيا والآخرة وكرامتهما.
وممّا ورد في أحكام الشريعة وجوب صيام شهر الله، شهر رمضان الخير والرحمة والبركة والمغفرة، على من توفرت فيه شرائط الوجوب.. (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على اللذين من قبلكم لعلكم تتقون) [البقرة: 183]، ثم يكون الأمل في هذا الشهر أن نتخلق بأخلاق الله تعالى من الحلم والعطف والإحسان، وان نربي أنفسنا على الصبر والعزم والإرادة والدقة والانضباط، ونحاسب أنفسنا حذرين من أن تصدر منا إساءة أو يصدر كذب أو أي أمر يخل بالصيام وآدابه، أو يبطله والعياذ بالله.
فيما أوصى به الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال: "إذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضوا أبصاركم، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغتابوا ولا تماروا ولا تخالفوا ولا تغاضبوا ولا تسابوا ولا تشاتموا ولا تنابزوا ولا تجادلوا ولا تظلموا ولا تسافهوا ولا تضاجروا"، إلى أن قال (عليه السلام): "إن الصوم ليس من الطعام والشراب، إنما جعل الله ذلك حجاباً عما سواه من الفواحش من الفعل والقول".
فالمؤمن المطيع لبارئه إنسان سعيد بإيمانه ما دام في طاعة ربه، فهو من جهة يرى انه مستجيب لنداء الفطرة وملبّ داعي الله وفي ذلك الخير والصلاح، ومن جهة أخرى يرى انه بطاعته يقترب من ساحة الأمل والرجاء بان يحظى بلطف الله ورحمته.. (قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد) [آل عمران: 15].
فالعاقل من عمل بدار الخلود، واعد نفسه لسفر الآخرة، والكيّس من توخّى من عباداته الآثار المعنوية والآداب الروحية، فخرج منها بحالة الإيمان الصادق والتقوى الواعية والشوق الدائم في المضي نحو مراتب القرب من الله، والصوم بشروطه يحقق حالة الطاعة لله، والطاعة له سبحانه ترسّخ الإيمان، ولا أدلّ على ذلك من تصدير دعوة الصيام بالنداء الموجه إلى خاصة العباد: (يا أيها اللذين آمنوا كتب عليكم الصيام)، لان المؤمنين هم الملبون لنداء ربهم إذا دعاهم إلى عبادته.
الصوم من تلك النعم التي منّ الله تعالى بها على عباده، فاغتنمها المؤمنون الذين يرجون ما يحب الله تعالى لهم، وتكون التقوى بالصوم عن المحرمات، وهذا من الآداب المعنوية لهذه العبادة، ولكن التقوى شرط يراد له استعداد وتهيؤ ورقابة.
قال رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) يوماً لجابر الأنصاري: "يا جابر! هذا شهر رمضان، من صام نهاره وقام ورداً من ليله وعف بطنه وفرجه وكفّ لسانه، خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر"، فقال جابر: "يا رسول الله، ما أحسن هذا الحديث"، فقال (صلى الله عليه وآله): "يا جابر، ما اشد هذه الشروط"!
وتجار الآخرة هكذا ينبغي أن يكونوا، بل عليهم أن يدققوا أكثر من أهل الدنيا وتجارها، لان تجارة الآخرة إما إلى ربح ابدي أو خسارة أبدية.
ولا يخفى أن شريعة الله جاءَت بأوامر ونواهي كثيرة، كلها مبنية على أساس مصالح الفرد والمجتمع، هادفة إلى تحقيق سعادة الإنسان، من خلال تحصيل الفوائد ودرء المفاسد، لينال بذلك سعادة الدنيا والآخرة وكرامتهما.
وممّا ورد في أحكام الشريعة وجوب صيام شهر الله، شهر رمضان الخير والرحمة والبركة والمغفرة، على من توفرت فيه شرائط الوجوب.. (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على اللذين من قبلكم لعلكم تتقون) [البقرة: 183]، ثم يكون الأمل في هذا الشهر أن نتخلق بأخلاق الله تعالى من الحلم والعطف والإحسان، وان نربي أنفسنا على الصبر والعزم والإرادة والدقة والانضباط، ونحاسب أنفسنا حذرين من أن تصدر منا إساءة أو يصدر كذب أو أي أمر يخل بالصيام وآدابه، أو يبطله والعياذ بالله.
فيما أوصى به الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) قال: "إذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضوا أبصاركم، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغتابوا ولا تماروا ولا تخالفوا ولا تغاضبوا ولا تسابوا ولا تشاتموا ولا تنابزوا ولا تجادلوا ولا تظلموا ولا تسافهوا ولا تضاجروا"، إلى أن قال (عليه السلام): "إن الصوم ليس من الطعام والشراب، إنما جعل الله ذلك حجاباً عما سواه من الفواحش من الفعل والقول".
فالمؤمن المطيع لبارئه إنسان سعيد بإيمانه ما دام في طاعة ربه، فهو من جهة يرى انه مستجيب لنداء الفطرة وملبّ داعي الله وفي ذلك الخير والصلاح، ومن جهة أخرى يرى انه بطاعته يقترب من ساحة الأمل والرجاء بان يحظى بلطف الله ورحمته.. (قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد) [آل عمران: 15].
فالعاقل من عمل بدار الخلود، واعد نفسه لسفر الآخرة، والكيّس من توخّى من عباداته الآثار المعنوية والآداب الروحية، فخرج منها بحالة الإيمان الصادق والتقوى الواعية والشوق الدائم في المضي نحو مراتب القرب من الله، والصوم بشروطه يحقق حالة الطاعة لله، والطاعة له سبحانه ترسّخ الإيمان، ولا أدلّ على ذلك من تصدير دعوة الصيام بالنداء الموجه إلى خاصة العباد: (يا أيها اللذين آمنوا كتب عليكم الصيام)، لان المؤمنين هم الملبون لنداء ربهم إذا دعاهم إلى عبادته.
الصوم من تلك النعم التي منّ الله تعالى بها على عباده، فاغتنمها المؤمنون الذين يرجون ما يحب الله تعالى لهم، وتكون التقوى بالصوم عن المحرمات، وهذا من الآداب المعنوية لهذه العبادة، ولكن التقوى شرط يراد له استعداد وتهيؤ ورقابة.
قال رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) يوماً لجابر الأنصاري: "يا جابر! هذا شهر رمضان، من صام نهاره وقام ورداً من ليله وعف بطنه وفرجه وكفّ لسانه، خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر"، فقال جابر: "يا رسول الله، ما أحسن هذا الحديث"، فقال (صلى الله عليه وآله): "يا جابر، ما اشد هذه الشروط"!
تعليق