إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام الجواد عليه السّلام يمتحن القاضي ابن أكثم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام الجواد عليه السّلام يمتحن القاضي ابن أكثم

    الإمام الجواد عليه السّلام يمتحنالقاضي ابن أكثم
    روى المفيد والطبرسيّ أنّالمأمون العبّاسيّ لمّا أجاب أبو جعفر الجواد عليه السّلام عن أسئلة ابن أكثم بمابان منه فضله لجميع من في المجلس، رغب إلى الإمام الجواد عليه السّلام في أن يسأليحيى بن أكثم عن مسألة كما سأله يحيى.
    فقال أبو جعفر عليه السّلام ليحيى: أسألُك؟
    قال: ذلك إليك ـ جُعلت فداك ـ فإن عرفتُ جواب ما تسألني عنه وإلاّ استفدتُهمنك.
    فقال له أبو جعفر عليه السّلام: خبِّرني عن رجلٍ نظر إلى امرأةٍ في أوّلالنهار فكان نظره إليها حراماً عليه، فلمّا ارتفع النهار حَلَّت له، فلمّا زالتالشمس حَرُمَت عليه، فلمّا كان وقت العصر حلّت له، فلمّا غربت الشمس حَرُمت عليه،فلمّا دخل عليه وقت العشاء الآخرة حلّت له، فلمّا كان انتصاف الليل حَرُمت عليه،فلمّا طلع الفجرُ حلّت له؛ ما حال هذه المرأة ؟ وبماذا حلّت له وحَرُمت عليه ؟ فقالله يحيى بن أكثم: لا واللهِ ما أهتدي إلى جواب هذا السؤال، ولا أعرف الوجه فيه؛ فإنرأيتَ أن تُفيدَناه!
    فقال له أبو جعفر عليه السّلام: هذه أَمَةٌ لرجلٍ من الناسنظر إليها أجنبيٌّ في أوّل النهار فكان نظرهُ إليها حراماً عليه، فلمّا ارتفعالنهار ابتاعها من مولاها فحلَّتْ له، فلمّا كان الظُّهر أعتقها فحرمت عليه، فلمّاكان وقت العصر تزوّجها فحلّت له، فلمّا كان وقت المغرب ظاهَرَ منها فحرمت عليه،فلمّا كان وقت العشاء الآخرة كفّر عن الظِّهار فحلّت له، فلمّا كان نصف الليلطلّقها واحدة فحرمت عليه، فلمّا كان عند الفجر راجعها فحلّت له.
    فأقبل المأمونعلى مَن حضره من أهل بيته، فقال لهم: هل فيكم أحد يجيب عن هذه المسألة بمثل هذاالجواب، أو يعرف القول فيما تقدّم من السؤال ؟!
    قالوا: لا واللهِ...
    فقاللهم: ويحَكُم! إنّ أهل هذا البيت خُصُّوا من الخَلْق بما تَرَون من الفضل، وإنّصِغَر السنّ فيهم لا يمنعهم من الكمال. أمَا علمتم أنّ رسول الله صلّى الله عليهوآله افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام وهو ابنُ عشرِسنين، وقَبِل منه الإسلام وحَكَم له به، ولم يَدْعُ أحداً في سنّهِ غيرَه؛ وبايعالحسنَ والحسين عليهما السّلام وهما ابنا دون الستّ سنين ولم يُبايع صبيّاً غيرهما؟! أفلا تعلمون الآن ما اختصّ اللهُ به هؤلاء القوم وأنّهم ذُريّةٌ بعضُها من بعض،يَجري لآخرهم ما يَجري لأوّلهم ؟
    قالوا: صدقتَ يا أمير المؤمنين(13).


    --
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ

  • #2
    أحسنتم أخي الفاضل (kerbalaa )
    اسمح لي بأن أُضيف بداية الرواية ,كما ذكرها العلامة المجلسي(رحمه الله تعالى) في البحار , فقال :

    لما أراد المأمون أن يزوج ابنته ام الفضل أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام بلغ ذلك العباسيين فغلظ عليهم، واستنكروه منه، وخافوا أن ينتهي الامر معه إلى ما انتهى مع الرضا عليه السلام فخاضوا في ذلك واجتمع منهم أهل بيته الادنون منه، فقالوا: ننشدك الله يا أمير المؤمنين أن تقيم على هذا الامر الذي عزمت عليه من تزويج ابن الرضا فانا نخاف أن يخرج به عنا أمر قد ملكناه الله عزوجل وينزع منا عزا قد ألبسناه الله وقد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء القوم قديما وحديثا. وما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك، من تبعيدهم والتصغير بهم، وقد كنا في وهلة من عملك مع الرضا عليه السلام ما عملت فكفانا الله المهم من ذلك فالله الله أن تردنا إلى غم قد انحسر عنا واصرف رأيك عن ابن الرضا واعدل إلى من تراه من اهل بيتك يصلح لذلك دون غيره . فقال لهم المأمون: أما ما بينكم وبين آل أبي طالب فأنتم السبب فيه، ولو أنصفتم القوم لكانوا أولى بكم، وأما ماكان يفعله من قبلي بهم، فقد كان قاطعا للرحم، وأعوذ بالله من ذلك، والله ماندمت على ما كان مني من استخلاف الرضا عليه السلام ولقد سألته أن يقوم بالامر وأنزعه من نفسي فأبى، وكان أمر الله قدرا مقدورا. وأما أبو جعفر محمد بن علي فقد اخترته لتبريزه على كافة أهل الفضل في العلم والفضل، مع صغر سنه، والاعجوبة فيه بذلك، وأنا أرجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه، فيعلمون أن الرأي ما رأيت فيه. فقالوا له: إن هذا الفتى وإن راقك منه هديه فانه صبي لا معرفة له ولا فقه فأمهله ليتأدب ثم اصنع ما تراه بعد ذلك. فقال لهم: ويحكم إني أعرف بهذا الفتى منكم وإن أهل هذا البيت علمهم من الله تعالى ومواده وإلهامه، لم تزل آباؤه أغنياء في علم الدين والادب عن الرعايا الناقصة عن حد الكمال، فان شئتم فامتحنوا أبا جعفر بما يتبين لكم به ما وصفت لكم من حاله. قالوا: قد رضينا لك يا أمير المؤمنين ولانفسنا بامتحانه، فخل بيننا وبينه لننصب من يسأله بحضرنك عن شئ من فقه الشريعة، فان أصاب في الجواب عنه لم يكن لنا اعتراض في أمره وظهر للخاصة والعامة سديد رأي أمير المؤمنين فيه، وإن عجز عن ذلك فقد كفينا الخطب في معناه فقال لهم المأمون: شأنكم وذلك متى أردتم. فخرجوا من عنده واجتمع رأيهم على مسألة يحيى بن أكثم، وهو يومئذ قاضي الزمان على أن يسأله مسألة لا يعرف الجواب فيها، ووعدوه بأموال نفيسة على ذلك، وعادوا إلى المأمون وسألوه أن يختار لهم يوما للاجتماع فأجابهم إلى ذلك. فاجتمعوا في اليوم الذي اتفقوا عليه وحضر معهم يحيى بن أكثم وأمر المأمون أن يفرش لابي جعفر دست ويجعل له فيه مسورتان ففعل ذلك وخرج أبو جعفر وهو يومئذ ابن تسع سنين وأشهر فجلس بين المسورتين وجلس يحيى بن أكثم بين يديه وقام الناس في مراتبهم والمأمون جالس في دست متصل بدست أبي جعفر عليه الصلاة والسلام.
    فقال يحيى بن أكثم للمأمون: يأذن لي أمير المؤمنين أن أسأل أبا جعفر عن مسألة ؟ فقال له المأمون: استأذنه في ذلك فأقبل عليه يحيى بن أكثم فقال: أتأذن لي جعلت فداك في مسألة ؟
    فقال أبو جعفر عليه السلام: سل إن شئت.
    قال يحيى: ما تقول جعلت فداك في محرم قتل صيدا ؟.
    فقال أبو جعفر عليه السلام: قتله في حل أو حرم عالما كان المحرم أو جاهلا قتله عمدا أو خطأ، حرا كان المحرم أو عبدا صغيرا كان أو كبيرا، مبتدئا بالقتل أو معيدا من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها، من صغار الصيد أم من كبارها مصرا على ما فعل أو نادما، في الليل كان قتله للصيد أم في النهار، محرما كان بالعمرة إذ قتله أو بالحج كان محرما ؟.
    فتحير يحيى بن أكثم وبان في وجهه العجز والانقطاع ولجلج حتى عرف جماعة أهل المجلس أمره .
    فقال المأمون: الحمدلله على هذه النعمة والتوفيق لي في الرأي ثم نظر إلى أهل بيته فقال لهم: أعرفتم الآن ما كنتم تنكرونه ؟ ثم أقبل على أبي جعفر عليه السلام فقال له: أتخطب يا أبا جعفر ؟
    فقال(عليه السلام) : نعم يا أمير المؤمنين
    فقال له المأمون: اخطب لنفسك جعلت فداك قدرضيتك لنفسي وأنا مزوجك ام الفضل ابنتي وإن رغم القوم لذلك.
    فقال أبو جعفر عليه السلام: الحمدلله إقرارا بنعمته، ولا إله إلا الله إخلاصا لوحدانيته وصلى الله على محمد سيد بريته، والاصفياء من عترته. أما بعد فقد كان من فضل الله على الانام، أن أغناهم بالحلال عن الحرام، و قال سبحانه: وأنكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم. ثم إن محمد بن علي بن موسى يخطب ام الفضل بنت عبد الله المأمون، وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد عليها السلام وهو خمس مائة درهم جيادا فهل زوجته يا أمير المؤمنين بها على هذا الصداق المذكور
    فقال المأمون: نعم قد زوجتك يا أبا جعفر ام الفضل ابنتي على الصداق المذكور، فهل قبلت النكاح ؟ قال أبو جعفر عليه السلام: قد قبلت ذلك ورضيت به. فأمر المأمون أن يقعد الناس على مراتبهم في الخاصة والعامة. قال الريان: ولم نلبث أن سمعنا أصواتا تشبه أصوات الملاحين في محاوراتهم فإذا الخدم يجرون سفينة مصنوعة من فضة مشدودة بالحبال من الابريسم، على عجلة مملوة من الغالية، ثم أمر المأمون أن تخضب لحاء الخاصة من تلك الغالية ثم مدت إلى دار العامة فتطيبوا منها ووضعت الموائد فأكل الناس وخرجت الجوائز إلى كل قوم على قدر هم. فلما تفرق الناس وبقي من الخاصة من بقي،
    قال المأمون لابي جعفر عليه السلام: إن رأيت جعلت فداك أن تذكر الفقه الذي فصلته من وجوه من قتل المحرم لنعلمه ونستفيده.
    فقال أبو جعفر عليه السلام: نعم إن المحرم إذا قتل صيدا في الحل وكان الصيد من ذوات الطير، وكان من كبارها، فعليه شاة، فان أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا، وإذا قتل فرخا في الحل فعليه حمل قد فطم من اللبن وإذا قتله في الحرم فعليه الحمل وقيمة الفرخ، فإذا كان من الوحش وكان حمار وحش فعليه بقرة، و إن كان نعامة فعليه بدنة وإن كان ظبيا فعليه شاة وإن كان قتل شيئا من ذلك في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا هديا بالغ الكعبة. وإذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه، وكان إحرامه بالحج نحره بمنى، وإن كان إحرامه بالعمرة نحره بمكة، وجزاء الصيد على العالم والجاهل سواء وفي العمد عليه المأثم وهو موضوع عنه في الخطاء، والكفارة على الحر في نفسه، وعلى السيد في عبده، والصغير لا كفارة عليه، وهي على الكبير واجبة والنادم يسقط ندمه عنه عقاب الآخرة والمصر يجب عليه العقاب في الآخرة.

    فقال المأمون: أحسنت يا أبا جعفر أحسن الله إليك .

    بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 50 / ص 74 )




    عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
    سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
    :


    " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

    فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

    قال (عليه السلام) :

    " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


    المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X