إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فدك

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فدك

    فدك:
    قرية بالحجاز، بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة. أفاءها الله على رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في سنة سبع من الهجرة صلحاً… فهي مما لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، فكانت خالصة لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). فيها عين فوّارة ونخيل كثيرة. ـ معجم البلدان 4 / 238 ـ .
    بعد أن أصبحت خالصة لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أوحى الله سبحانه وتعالى لنبيه: (فآتِ ذا القربى حقّه) ـ الروم / 38 ـ فجعل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فدكاً طعمة لفاطمة (عليها السلام) بأمر الله هذا. وقد تتابعت عليها الاحداث الاتية:
    1 ـ كانت بيد فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) من سنة سبع من الهجرة النبوية وخلال حياة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وحتى تولى أبوبكر الخلافة تديرها بواسطة وكيل لها فيها، توزّع ثمارها وما تنتجه على فقراء المسلمين.
    2 ـ لما تولى أبوبكر الخلافة… سلبها من فاطمة الزهراء (عليها السلام) بحجة أنها فيء المسلمين.
    3 ـ وهبها معاوية الى مروان بن الحكم ليغيظ بذلك آل الرسول ـ ومعنى ذلك أنها لم تكن قطعة أرض وإنما معناها أكثر قيمة واهمية منها.
    4 ـ وهبها مروان الى ابنه عبدالعزيز، فورثها ابنه عمر منه ولما ولي الامر عمر بن عبدالعزيز ردّ فدكاً الى أبناء فاطمة وعلي (عليهما السلام).
    5 ـ لما ولي يزيد بن عبدالملك قبضها فلم تزل في أيدي بني أمية حتى ولي أبوالعباس السفاح الخلافة.
    6 ـ دفعها أبو العباس السفاح الى ولد علي مرة ثانية الى أن ولي الامر المنصور.
    7 ـ لما خرج بنو الحسن على المنصور قبض فدكاً منهم. فرجعت بيد بني العباس.
    8 ـ لما استوى الامر للمأمون ردّ فدكاً الى ابناء فاطمة و علي (عليهما السلام) بعد أن استوثق عنها من القضاة في دولته وكتب لهم بذلك كتاباً فقام دعبل الشاعر وأنشد:
    أصبح وجه الزمان قد ضحكا
    بردّ مأمونٍ هاشمٍ فدكا
    راجع معجم البلدان 4: 238، الكشاف للزمخشري: 2/ 661 تفسير فتح القدير للشوكاني 3: 224

    الدروس والعبر من فدك:
    نحل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فدكاً الى بضعته الزهراء (عليها السلام) بوحي من الله سبحانه وتعالى: (فآت ذا القربى حقّه) سنة سبع من الهجرة، وبقيت بيدها اكثر من ثلاث سنين، فهل تغيّرت حياة فاطمة الزهراء وعليّ (عليهما السلام)؛ حيث أن فدكاً كثير الغلاّت وفيرة الثمار؟.. كلا.. وألف كلا.. لم يزل ذلك القرص من الشعير، ولم يزل ذلك الملح أو اللبن ـ حيث أدام واحد ـ .
    إذن سؤال يتبادر إلى الأذهان؛ أين تذهب غلاّت وثمار وأموال فدك؟
    والجواب: لقد كانت تقسم على الفقراء والمحتاجين من المسلمين، بينما علي وفاطمة (عليهما السلام) يعيشان حياة الزهد، والعزوف عن الدنيا وزبارجها وبهارجها.
    وهنا تتبادر أسئلة أخرى: لماذا استولى عليها الحكام، ومنعوا من استمرار انفاق ثمارها في سبيل الله؟ ومن انتفاع الفقراء والمحتاجين لها؟
    ولماذا هذا الاصرار من الزهراء وعليّ (عليهما السلام) بمطالبتهما بأموال بني النظير وفدك وسهم خيبر، وبإرث فاطمة الزهراء (عليها السلام) من أبيها، وغير ذلك؟
    إن هذا الاصرار على تحدي السلطة في إجراءاتها الظالمة، ومغاضبتها (سلام الله عليها) للغاصبين حتى توفيت؛ حيث أوصت أن تدفن ليلاً. كل ذلك يجعلنا نتساءل عن السرّ الكامن وراء تلك المطالبة وذلك الاصرار، ولعلنا نستطيع أن نستلهم من ذلك دروساً وعبراً للحياة منها:
    1 ـ إن انتصار الحق و تأكيده ورفض الباطل وإدانته من المثل الاسلامية العليا التي سعى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة الاطهار (عليهم السلام) الى تثبيتها في المجتمع الاسلامي والتأكيد عليها في مختلف ظروف الحياة الاسلامية، فكانت هذه المطالبة شعلة وهّاجة تنير الدرب امام المظلومين المغصوب حقهم، وتحرق بوهجها وشررها الحكام الظالمين على مرّ الايام والدهور.

    2 ـ إن موقف فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) في هذا الظرف الحرج، واحتجاجاتها بالدستور الاسلامي (القرآن الكريم) واستشهادها بالصحابة يبيّن مدى الانحراف الخطير الذي حدث بمسيرة الاسلام والمسلمين بعد وفاة الرسول الاكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم). فحاولت الزهراء وعلي (عليهما السلام) تحييد هذا الانحراف و تعديله منذ لحظاته الاولى، وكان هذا واجبهما امام الله و المجتمع سواء أعاد الحق الى أصحابه أو لم يعد.

    3 ـ ان فاطمة الزهراء (عليها السلام) أعطت درساً لكل المسلمين من وجوب قول الحق والوقوف بوجه الحاكم الغاصب والظالم وأنه ليس بمنأىً عن الحساب والعتاب و العقاب. وليس فوق القانون شيء، وأن الحاكم موجود لحماية القانون والالتزام بما يفرضه الشرع عليه من التزامات في نطاق موقفه ومنصبه هذا.

    4 ـ ان الاعتراض والمطالبة بالحق والعدالة ليست من اختصاص الرجال، بل من اختصاص كل شرائح المجتمع بما فيه النساء لأنهن عنصر من عناصره.

    5 ـ ان المطالبة بالحق والانتصار لله سبحانه وتعالى ليس مشروط بامكانية الحصول على الهدف، وإنما هو تسجيل موقف عقائدي مرتبط بالتصدي للانحراف ومطالب بتصحيح الاخطاء، ومنبّه لمن غفل أو تغافل عن هذا الانحراف، وإظهار مواقف كلا الطرفين الظالم والمظلوم، صاحب الحق و مغتصبه، الحاكم و الرعية، فإظهار مواقف الطرفين على حقيقتها امام المجتمع تؤدي الى تثبيت اسس الحق و العدالة وتنور فكر الرعية حتى لو كان الظالم شاهراً سيفه أو مفرّقاً أمواله لشراء العقول، فإن العقل سيحكم ولو بداخل نفسه وتحت استار ستائره بالحق والعدل.

    6 ـ إن فاطمة الزهراء (عليها السلام) معصومة بنص القرآن الكريم، بالآية الشريفة التي نقلها الفريقان: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، ويطهركم تطهيرا) الاحزاب: 33 ومن غير الممكن أن تطالب الزهراء بحق ليس لها لأن ذلك ينافي العصمة. وغيرها غير معصوم، وهذا يعني أن كلامها (سلام الله عليها) حجّة يجب الالتزام به، وكلام غيرها إدعاء وليس بحجة.. وأن غضبها وسخطها غضب وسخط لله سبحانه وتعالى، ولا يخفى انها ماتت (سلام الله عليها) وهي مهاجرة وغاضبة على اولئك الذين أخذوا حقها واستأثروا به دونها. وحينما أرادا زيارتها في مرضها الذي استشهدت فيه فإنها لم تجب بالقبول، بل قالت للامام علي (عليه السلام)؛ البيت بيتك والحرّة زوجتك، إفعل ما تشاء.
    وحينما دخلا عليها وحاولا استرضاءها وبكيا لديها، أوضحت (عليها السلام) انها غير راضية عليهما وإنهما أغضباها ولا زالت غاضبة ساخطة عليهما، لانها تعرف إنهما بكيا للتأثير عليها عاطفياً وليس عن تراجع عن موقفهما الاول أو تقديم تنازلات واعتذار منهما.
    ومعنى ذلك إنهما أرادا استرضائها ولو لفظياً، أو الاظهار للناس بأنها راضية عنهما وأنها قد استقبلتهما، فهي مقرّة على افعالهما وقد طابت نفسها عن فدك وعن حقوقها المغتصبة الاخرى.
    لكن وصيتها بأن تدفن ليلاً، ومن ثم تنفيذ هذه الوصية من قبل الامام علي (عليه السلام) قد فوّت الفرصة وسدّ السبيل على كل مفترٍ مدافع عن الباطل ومبرر للافعال اللاأخلاقية التي تتابعت على الزهراء (سلام الله عليها) ولم يبق لديهم من سلاح إلا الطعن بالطاهرة بنت المصطفى (عليهما السلام) والانتقاص من شأنها وعدم الاعتناء بها والنيل من مقامها من أمثال: (مالنا والنساء)، وردّ طلبها، وتمزيق كتابها، وعدم الاعتناء بما تقوله ومطالبتها بالشهود… الخ.
    كلا بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.
    السر في قصة فدك
    لماذا لم يعترف القوم بحق الزهراء، وهي بنت نبيهم؟ ولماذا هذا التنكيل والتوهين لها؟ وما قيمة فدك أمام ما يملكه الخليفة من سيطرة ومال وأطيان تابعة للدولة الاسلامية؟ ولماذا… ولماذا… أسئلة كثيرة وكثيرة.


    والجواب:لم تكن فدك هي المقصودة، ولم يكن الارث المادي هو المعني بذلك، وإنما كان القوم يرمون الى أبعد وأبعد من ذلك… فإن اعترفوا اليوم بفدك للزهراء، وان الزهراء (سلام الله عليها) معصومة، وأن قولها حجة فلا يمكن أن تنطق أو تعمل بما لا يرضي الله (سبحانه وتعالى)، فسوف تأتيهم غداً مطالبة بحق بن عمّها ناصبة الدليل الالهي على مكانته، ذاكرة الآيات القرآنية والاحاديث النبوية الدالة على منزلته، فما يكون موقفهم حينذاك؟!؟! وكيف ينفذون مقولتهم عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ لا تجتمع النبوّة والخلافة في بني هاشم. وعندئذٍ ستذهب كل أفعالهم وخططهم ادراج الرياح فلا يبقى معنىً للسقيفة، ولا يبقى سبب للهجوم على الدار وكسر ضلع الزهراء وإسقاط محسن (سلام الله عليهما). ولا يستطيع من يدافع عنهم من ايجاد الوسائل والتبريرات لذلك

    كل الخدم تنهان شفناها بالعين * بعز وكرامه تعيش خدام الحسين

  • #2
    سلمت يداك اخي ع الموووضوع الله يوفقك بحق مولاتنا فاطمة

    تقبل مروري
    sigpic

    تعليق


    • #3
      احسنت وبارك الله فيك لطرحك هكذا موضوع

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X