إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علمه (عليه السلام) بيوم موته لا يؤثر في شجاعته

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علمه (عليه السلام) بيوم موته لا يؤثر في شجاعته

    علم أمير المؤمنين (ع) بيوم استشهاده ليس على جهة التفصيل بل الإجمال، فإنه (ع) كان يعلم بأن قاتله هو ابن ملجم وأن لحيته الشريفة ستخضب من هامته بضربه سيف هذا اللعين، ولذا فإن أمير المؤمنين (ع) كان يسأل النبي (ص) عن موعد استشهاده، فقد ورد في نهج البلاغةفقلت يا رسول الله أو ليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين وحيزت عن الشهادة، فشق ذلك علي فقلت لي: أبشر فإن الشهادة من ورائك، فقال لي: إن ذلك لكائن فكيف صبرك؟) (نهج البلاغة ج2/50).
    وكان كثيراً ما يردد هذه العبارة: (متى يبعث أشقاها ليخضب هذه من هذه) (يعني لحيته من هامته)،ولكن قد يكون ذلك قبل إمامته !وأما بعد تولي الإمامة فلا مانع أيضاً من كونه كان يعلم بيوم استشهاده تحديداً،ولكن ما هو ربط ذلك بالشجاعة؟.
    وهل تعتقد بأن رجلاً ما جباناً لو أعطي العلم بزمان موته فإن ذلك العلم سيصيره شجاعاً؟ أو أن شجاعاً (كما هو حال جميع الشجعان) لا يعلم بيوم موته سوف يصير بعدم العلم هذا جباناً؟!
    إن الشجاعة وضدها طباع وسجايا نفسانية بينما العلم تصورات وتصديقات عقلية، ولا ربط بينهما. فاستدلال هذا الشخص أوهن من نسج العنكبوت وهو يدل على جهله.
    نعم إن العلم بوقت الموت ربما أفاد العالم إطمئناناً ولكن لا يصيره شجاعاً، فثمرة الشجاعة الإقدام دون الاطمئنان الذي هو ثمرة العلم.
    ولذلك فإننا نقول: لو فرضنا بأن علياً (ع) لم يكن يعلم بوقت استشهاده فهل سيؤثر عدم علمه هذا في شجاعته بحيث يكون أضعف إقداماً؟ إذا كان الأمر كذلك، فكان ينبغي أن تكون شجاعة أمير المؤمنين (ع) متفاوتة بين زمان إمامته وزمان لم يكن فيه إماماً، إذ لاشك بوجود تفاوت بين علمه في أحد الزمانين وعلمه في الزمان الآخر، فهل عثر هذا الأخ في التأريخ على شاهد من ذلك أو دليل؟
    وعلى كل حال, فإن العلم مهما كان سواء بالإجمال أو التفصيل فهو ليس علة تامة للشجاعة، نعم قد يكون فيه مقتضي للاطمئنان وهذا يؤثر نوعاً ما في إقدام الشخص نسبيّاً بحسب نوع العلم، ولكن ليس هو قطعاً علة تامة، وإلا كان يجب أن يكون هناك شجعاناً كثيرين في المسلمين لأن النبي (ص) كان قد أخبر العديد من الصحابة بنوع موتهم كما أخبر عماراً بأنه تقتله الفئة الباغية وأخبر أبا ذر بأنه سوف يموت في الربذة بعد النفي، بل أخبر أبا بكر وعمر وعثمان على زعم القوم بأنهم سيكونون خلفاء بعده ولم يؤثر إخباره هذا شجاعة فيهم أو على الأقل اطمئناناً، وإلا لما هربوا في أحد وخيبر وحنين وجبنوا في الخندق!! بل أخبر عثمان على حد زعمهم بابتلائه بالقتل صابراً وهو خليفة ولم يؤثر ذلك بطولة في عثمان!
    فضلاً على أننا نرى أن هناك تفاوتاً بين شجاعة عمار وغيره ممن أخبره النبي (ص) بنوع أو وقت موته وبين شجاعة أمير المؤمنين (ع).
    فلو كان الإخبار والعلم علّة تامة للشجاعة لما تفاوت حال هؤلاء وبما أنه ثبت التفاوت فيثبت أن العلم حتى لو سلمنا بمدخليته فهو علّة ناقصة، ويبقى الفضل الأعظم مختصاً بالشخص المعني ومدى ما يمتلك من ملكة الشجاعة، إذ قلنا سابقاً أن غريزة الشجاعة والخوف لا تتحد ومغايرة للعلم.
    ولو قلتم أن رسول الله (ص) لم يخبر أصلاً غير علي (ع) بوقت موته كما تدعون.
    فنقول: أن أختصاصه بهذا الأخبار لينتج منه شجاعة متميزة لهو اختصاص بالتفضيل على بقية الصحابة من قبل رسول الله(ص) بل من قبل الله لأن رسوله لا ينطق عن هوى إنما هو وحي يوحى.
    هذا مع أننا لا نلتزم بأن علياً (ع) كان يعلم بوقت موته على الإطلاق، بل أنه يعلم بعلم مشروط بأنه مثلاً لو قتل عمرو بن ود ومرحب ولم يقتل بسيف أحد أعدائه أو يسقط عليه جدار مثلاً فإن قاتله عبد الرحمن بن ملجم سوف يقتله في وقته المعلوم، وهذا لا إشكال فيه على الشجاعة ألبتة.
    sigpic
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X