تتفق أحاديث مصادر الشيعة و السنة ، على أن مقدمة ظهور المهدي عليه السلام في الحجاز ، حدوث فراغ سياسي فيه ، و صراع على السلطة بين قبائله .
و يحدث ذلك على أثر موت ملك أو خليفة ، يكون عند موته الفرج . و تسميه بعض الروايات ( عبد الله ) و يحدد بعضها إعلان خبر موته في يوم عرفة ثم تتلاحق الأحداث في الحجاز بعد موته إلى ... خروج السفياني ، و النداء السماوي ، و استدعاء الجيش السوري إلى الحجاز ، ثم ظهور المهدي عليه السلام .
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : " مَنْ يَضْمَنْ لِي مَوْتَ عَبْدِ اللَّهِ أَضْمَنْ لَهُ الْقَائِمَ ـ ثُمَّ قَالَ ـ إِذَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ لَمْ يَجْتَمِعِ النَّاسُ بَعْدَهُ عَلَى أَحَدٍ ، وَ لَمْ يَتَنَاهَ هَذَا الْأَمْرُ دُونَ صَاحِبِكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَ يَذْهَبُ مُلْكُ سِنِينَ ، وَ يَصِيرُ مُلْكَ الشُّهُورِ وَ الْأَيَّامِ " .
فَقُلْتُ : يَطُولُ ذَلِكَ ؟
قَالَ : " كَلَّا " [1] .
و عنه عليه السلام قَالَ : " بَيْنَا النَّاسُ وُقُوفاً بِعَرَفَاتٍ إِذْ أَتَاهُمْ رَاكِبٌ عَلَى نَاقَةٍ ذِعْلِبَةٍ يُخْبِرُهُمْ بِمَوْتِ خَلِيفَةٍ عِنْدَ مَوْتِهِ فَرَجُ آلِ مُحَمَّدٍ ع وَ فَرَجُ النَّاسِ جَمِيعاً " [2] .
و معنى الناقة الذعلبة : الخفيفة السريعة ، و هو كناية عن الإسراع في إيصال الخبر و تبشير الحجاج به . و الظاهر أن أسلوب إيصال الخبر مقصود في الرواية .
و في رواية أخرى أنهم يقتلون هذا الرجل صاحب الناقة الذعلبة ، الذي ينشر الخبر بين الحجاج في عرفات .
و يحتمل أن يكون هذا الخليفة الذي يعلن خبر موته أو قتله يوم عرفة ، عبد الله المذكور في الرواية السابقة ، و معنى : " يذهب ملك السنين ، و يصير ملك الشهور و الأيام " ، أنهم كلما نصبوا بعده شخصاًً لا يبقى سنة كاملة ، و لا تمضي شهور أو أيام حتى ينصبوا غيره ! حتى يظهر الإمام المهدي عليه السلام [3].
-----------------------------------------------
[1] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 52 / 210 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
[2] بحار الأنوار : 52 / 240 .
[3] راجع كتاب عصر الظهور للعلامة الشيخ علي الكوراني ، فصل : بداية حركة الظهور المقدس .