إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المأسات المروعه لضرب الزهراء ع واسقاط جنينها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المأسات المروعه لضرب الزهراء ع واسقاط جنينها

    وذكر ابن خذابة أو خرذابة في غدره: قال زيد بن أسلم: كنت ممن حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة حين امتنع عليّ وأصحابه عن البيعة، فقال عمر لفاطمة: أخرجي من البيت أو لأحرقنه ومَن فيه!!!

    قال: في البيت عليّ وفاطمة والحسن والحسين وجماعة من أصحاب النبي، فقالت فاطمة: أفتحرق عليَّ وُلدي؟ فقال: أي والله أو ليخرجنَّ وليبايعنَّ!!

    هذا ما ظفرت به من المصادر المذكورة في كتب أهل السنة والجماعة. ولعل غيري يجد أكثر من هذه المصادر في كتب التواريخ.

    بعد استعراض هذه النصوص التاريخية انكشف لنا موقف بعض المسلمين تجاه أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) واتضح لنا أن بعض الأفراد لم يراعوا حرمة السيدة فاطمة الزهراء ولا حرمة بيتها، ولا راقبوا كرامة زوجها أمير المؤمنين عليّ، ولا كرامة ولديها، الحسن والحسين، ولم يحفظوا فيهم حرمة الرسول الأعظم.

    فقد عرفنا من هذه النصوص أن العصابة جاءت لإخراج الإمام عليّ من بيته ليبايع أبا بكر، وقد سمعنا منهم التهديد بإحراق البيت وكل من فيه من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله). ما كانت السيدة فاطمة الزهراء تنتظر أن ترى في حياتها يوماً كذلك اليوم، ومأساة كتلك المأساة، وإن كان أبوها الرسول قد أخبرها بذلك إجمالاً أو تفصيلاً، ولكن السماع شيء والرؤية شيء آخر، وتأثير المصيبة يختلف سماعاً ورؤية.

    إن كانت السيدة فاطمة قد سمعت من أبيها الرسول أن الأمور سوف تنقلب عليها، وأن الأحقاد سوف تظهر بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله) فإنها قد شاهدت بعينها تلك الأحداث فقد هجم القوم على عرينها ليخرجوا زوجها من ذلك البيت الذي ما كان الرسول يدخله إلا بعد الاستئذان من فاطمة.

    لا تستطيع الزهراء أن تسكت وتقف موقف المتفرجة، وأية عائلة تسكت أو تهدأ إذا رأت عصابة تريد الهجوم على بيتها لإخراج رئيس العائلة؟

    فالخوف والذعر الاضطراب يبلغ أشدّه، ويسلب من العائلة كلّ استقرار وهدوء، فالأطفال يصرخون باكين من هول الموقف، والأصوات ترتفع في تلك اللحظات الرهيبة.

    كانت السيدة فاطمة (قبل هجوم القوم) خلف الباب وقد عصّبت رأسها بعصابة، ولم يكن عليها خمار، فلما هجم القوم لاذت السيدة فاطمة خلف الباب لتستر نفسها عن أولئك الرجال، فعصروها عصرة شديدة، وكانت هي حاملاً في الشهر السادس من حملها.

    صرخت السيدة صرخة من شدة الألم، لأن جنينها قُتل من صدمة الباب، ولا تسأل عن مسمار الباب الذي نبت في صدرها بسبب عصرة الباب.

    وفي تلك اللحظات كان القوم قد ألقوا القبض على الإمام علي وهم يريدون إخراجه من البيت، وهنا حالت السيدة فاطمة بين القوم وبين أن يُخرجوا زوجها بالرغم من الألم الشديد واضطراب الجنين في أحشائها.

    وهنا صدر الأمر بضرب فاطمة حبيبة رسول الله وعزيزته.

    إن أولاد فاطمة الزهراء الذين شاهدوا المعركة هكذا يقولون: لقد قد خاطب الإمام الحسن (عليه السلام) المغيرة بن شعبة في مجلس معاوية بقوله: (وأنت ضربت فاطمة بنت رسول الله حتى أدميتها، وألقت ما في بطنها، استذلالاً منك لرسول الله، ومخالفة منك لأمره، وانتهاكاً لحرمته، وقد قال لها رسول الله: (أنت سيدة نساء أهل الجنة) والله مصيّرك إلى النار.. الخ

    وفي كتاب سليم بن قيس عن ابن عباس... فضربها قنفذ بالسوط فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته، فألجأها إلى عضادة بيتها ودفعها، فكسر ضلعاً من جنبها، فألقت جنيناً من بطنها.. الخ.

    وقال الإمام الصادق (عليه السلام)... وكان سبب وفاتها أن قنفذاً مولى... لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسناً، ومرضت من ذلك مرضاً شديداً... الخ.

    هكذا يستفاد أن أكثر من واحد ضرب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) مما سبّب إجهاض الجنين.

    وترى الشعراء يتألّمون من هذه المأساة المروّعة ويتحدثون عنها، قال أحدهم:

    فأسقطت بنت الهدى واحَزَنا***جنينها ذاك المسمّى محسنا

    وقال الآخر:

    والداخلين على البتولة بيتها***والمسقطين لها أعزَّ جنين

    والآخر:

    أو تدري ما صدر فاطم ما المسما***ر ما حال ضلعها المكسور

    ما سقوط الجنين؟ ما حمرة***العين وما بال قرطها المنثور

    وللآخر:

    ولست أدري خبر المسمار***سل صدرها خزانة الأسرار

    استنجدت السيدة فاطمة بخادمتها فضة وصاحت يا فضة! إليك فخذيني وإلى صدرك فاسنديني، والله لقد قتلوا ما في أحشائي!!

    أسرعت فضة واحتضنت السيدة فاطمة لتحملها إلى الحجرة، ولكن الجنين سقط قبل وصول الزهراء إلى الحجرة.

    والمعروف أن آلام الإجهاض أشد من آلام الولادة، فكانت حبيبة رسول الله فاطمة تئن أنيناً يوجع كل قلب، ويُبكي كل عين، فالطفل فارق الحياة وأمه تنظر إليه.

    هنا يقف القلم عن الجري، ويخرس اللسان عن بيان وشرح تلك اللحظات التي مرّت بذلك الرجل الغيور، صاحب الحمية والإباء، ذلك البطل الإسلامي المجاهد العظيم، ذلك الإمام الذي كانت الزهراء أغلى عنده من كل غال ونفيس وأعز من كل موجود، وأشرف من كل إنسان بعد الرسول.

    وينظر سلمان إلى ذلك المنظر المذهل ويقول: أيُصنع ذا بهذا؟ والله لو أقسم على الله لانطبقت ذه على ذه.

    قف بنا لنبكي على علي، وهو يسمع صرخات زوجته فاطمة! ويسمع أصوات ولديه وبنتيه الصغار وهو يولولون، ينظرون إلى أمهم تارة وإلى أبيهم أخرى، لا يدرون ما يصنعون؟ هل يلتفون حول أمهم ويسمعون أنينها من صدمة الباب وسقط الجنين؟ أو يرافقون أباهم وقد ازدحم حوله الرجال يدفعونه في ظهره ويقاومون امتناعه.

    حيرة وأية حيرة، يريد عليّ أن يسعف زوجته لينظر إليها وهي في تلك الحالة، ولكن حبل السيف في رقبته، ولكن الرجال يدافعونه، وصرخات الأطفال قد سلبته كل قرار.

    ارتفعت أصوات النساء (الواقفات في الطريق) بالبكاء والعويل، وما الفائدة من صياح النساء أمام القوة؟ وهل تلين تلك القلوب من صرخات النساء وصياحهن.

    فتحت السيدة فاطمة عينها حينذاك، ولعلها أفاقت على صراخ أطفالها المذعورين! وقالت: يا فضة! أين عليّ!!

    قالت - وهي باكية - : أخذوه للمسجد!!

    نسيت فاطمة آلامها، وقامت وكلها آلام وأوجاع، ولكنها استعادت شجاعتها لهول الموقف ولذلك الظرف العصيب.

    **فيمن ذكر المحسن السبط وانّه سقط (1)

    ليس من المتوقع أن نجد عدد الذين ذكروا موت المحسن سقطاً أن يكون كثيراً ، كما أنه ليس من المتوقع من أولئك أن يذكروا سبب السقوط ، فليس غريباً أن نجد حديث السقوط ـ بعد أن كان إسقاطاً _ نجده منسوباً عند بعضهم إلى الشيعة ، وهؤلاء إنّما لجأوا إلى ذلك فيما أرى إما دفعاً للغائلة ، أو حفاظاً على قداسة الموروث في النفوس.

    وقليل ما هم أولئك الذين تخطّوا الحاجز النفسي فصرّحوا بالسبب ، ولا غرابة لو رأينا التعتيم والغموض يلفّ قضية موت المحسن سقطاً ، فالحكومات المتعاقبة من بعد النبي الكريم ( صلى الله عليه وآله ) ، والتي استحوذت على الحكم بالقوة ، كلّها تناوئ المحسن وآله أمّاً وأباً ومن يمتّ إليه نسباً ، فكيف يتوقع من الرواة من أن يذكروا الحَدَث كما حدث ، وهو حَدَثٌ مريع وفظيع ، وذكره يقلقل أحشاء الحاكمين ، وينسف مقولة شرعيّة حكم الظالمين.

    لذلك لم نجد بعد البحث والتنقيب إلا العدد الذي لم يتجاوز العشرين إلا قليلاً ، فهؤلاء هم الذين ذكروا موت ( المحسن ) سقطاً ، والأقل من القليل الذي ذكر موته إسقاطاً ، ومع ذلك ففي هؤلاء من خشي مغبة العاقبة ، فذكر أمرالإسقاط ونسبه إلى الشيعة ، وأحسبه أراد التخلّص من صراع نفسي مرير ، يتجاذبه كتمان أمر المحسن كلية وذكره منسوباً إلى الشيعة ، فرأى في الثاني ما يخفّف عنه وطأة الصراع ، ويضع عنه مسؤولية الكتمان وإصر التبعة ، وإلا فسيلقى المصير الذي لاقاه أحمد بن محمد بن محمد ابن السريّ بن يحيى بن أبي دارم المحدث ، فقد كان مستقيم الأمر عامة دهره ، ثم في آخر أيّامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب ، قال ـ الراوي ـ : حضرته ورجل يقرأ عليه : إنّ عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسّن راجع قصة هذا المحدث في ترجمته عند الذهبي في كتابه ميزان الاعتدال (ميزان الاعتدال 1 : 139؛ ولاحظ سير أعلام النبلاء له أيضاً 15 : 578؛ وعنه ابن حجر في كتابه لسان الميزان 1 : 268.)

    ولا يزال غير واحد يعيش هذا الصراع النفسي المحرج المكبوت ، فهو يتأرجح بين الموروث بمآسيه وبين الحقائق الثابتة ، فيعبّر عنها بلسان غيره ، ومن أولى بذلك من الشيعة ، فانظر مثلاً إلى الدكتور أحمد محمود صبحي مدرس الفلسفة بكلية الآداب بجامعة الاسكندرية حيث يقول في كتابه نظرية الإمامة لدى الشيعة الإثني عشرية (نظرية الإمامة : 226.)

    ( تحليل فلسفي للعقيدة ) وهو يتحدّث عن حديث المنزلة :

    ولا يقف الشبه بين علي وهارون إلى حد الصفات المثبتة في حق هارون كما هي مستخلصة من القرآن ، بل يضيف الشيعة خصائص اُخرى شخصية ، فقد أبى النبي إلا أن تكون أسماء بني علي مماثلة لأسماء بني هارون فسمّاهم حسناً وحسيناً ومحسناً قائلاً : إنّما سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبّر ....

    وعلّق على اسم المحسن فقال في الهامش : يقال : مات صغيراً ، ويقال : إنّ عمر ركل فاطمة لمجافاتها أبا بكر في الخلافة وفدك ، فأجهضت محسناً جنيناً ، ولا شك أنّ القول الأول أصح ، وإلاّ فما يبرر تسمية جنين ميت.

    ومن الغريب تصحيحه للقول الأول وأنه مات صغيراً ، وأغرب من ذلك تذرّعه بعدم المبرر لتسمية جنين ميّت ، فنقول : إنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) سمّاه يوم كان جنيناً وهو حي ولم يكن ميتاً ، ولولا الرفسة لتمّ حمله وكانت ولادته طبيعية ، وتسمية الجنين الميّت السقط مندوب إليها فضلاً عن أن يكن حملاً.

    ثم ما ذنب الشيعة لأن يتهمهم بأنهم أضافوا خصائص أخرى شخصية ، وذكر تسمية النبي ( صلى الله عليه وآله ) للأنبياء الثلاثة بأسماء ولد هارون.

    **ما أخبر الله تعالى ليلة المعراج نبيه بظلم إبنته وأخذ حقها (2)

    مما أخبر الله تعالى نبيه ليلة المعراج أن قال: وأما إبنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصبا الذي تجعله لها، وتضرب وهي حامل ويدخل على حريمها ومنزلها بغير إذن، ثم يمسها هو ان وذل، ثم لا تجد مانعا، وتطرح ما في بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب، قال النبي صلى الله عليه وآله إنا لله وإنا إليه راجعون قبلت يا رب وسلمت ومنك التوفيق والصبر (1). وروي إن أول ما يحكم فيه محسن بن علي عليهما السلام في قاتله ثم في قنفذ، فيؤتيان هو وصاحبه فيضربان بسياط من نار، لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رمادا فيضربان بها (2). وروى المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام في خبر طويل: ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد أم أمير المومنين عليه السلام وهن صارخات وامه فاطمة صلوات الله عليها تقول: * (هذا يومكم الذي كنتم توعدون (3)

    اليوم تجد كل نفس ما عملت) * الاية (4) قال: فبكى الصادق عليه السلام حتى اخضلت لحيته بالدموع، ثم قال: لاقرت عين لا تبكي عند هذا الذكر (5). قال الشيخ الصدوق في معنى قول النبي لعلي عليهما السلام: إن لك كنزا في الجنة أنت ذو قرينها، سمعت بعض المشايخ يذكر أن هذا الكنز هو ولده المحسن وهو السقط الذي ألقته فاطمة صلوات الله عليها لما ضغطت بين البابين واحتج على ذلك بما روي عن السقط إنه يكون محبنطا على باب الجنة، يقال له: ادخل الجنة، فيقول: لا، حتى يدخل أبواي قبلي، الخ (6). ذكر السيد الأجل مولانا المير حامد حسين الهندي عطر الله مرقده في عبقات الأنوار، عن الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي، إنه ذكر في ترجمة النظام إستاد الجاحظ انه قال النظام: نص النبي صلى الله عليه وآله على أن الإمام علي عليه السلام وعينه وعرفت الصحابة ذلك ولكن كتمه عمر لأجل أبي بكر رضي الله عنهما وقال: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها، إنتهى (7). [ مقولة إبن أبي الحديد في شرح النهج ] وذكر إبن أبي الحديد في شرح النهج خبر هبار بن الأسود: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أباح دمه يوم فتح مكة، لأنه روع زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله بالرمح وهي في الهودج وكانت حاملا، فرأت دما وطرحت ذا بطنها، قال: قرأت هذا الخبر على النقيب أبي جعفر، فقال: إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله أباح دم هبار، لأنه روع زينب فألقت ذا بطنها، فظاهر الحال أنه لو كان حيا لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها، فقلت: أروي عنك ما يقوله قوم: أن فاطمة روعت فألقت المحسن ؟ فقال: لا تروه عني ولا ترو عني بطلانه، فإني متوقف في هذا الموضع لبعض الأخبار عندي فيه (8). قلت: ولنعلم ما قال السيد الجزوعي: جرعاها من بعد والداها الغيظ * مرارا فبئس ما جرعاها أغضباها وأغضبا عند ذاك * الله رب السماء إذ أغضباها بنت من ام من حليلة من * ويل لمن سن ظلمها وأذاها [ ذكر ما تأسفوا وتأثروا عليهم السلام على مصيبة فاطمة (عليها السلام ) ] روي عن دلائل الطبري بسنده عن زكريا بن آدم عليه الرحمة قال: إني لعند الرضا عليه السلام إذ جئ بأبي جعفر عليه السلام وسنه أقل من أربع سنين، فضرب بيده الأرض ورفع رأسه إلى السماء فأطال الفكر، فقال له الرضا عليه السلام: بنفسي فلم طال فكرك ؟ فقال عليه السلام: فيما صنع بأمي فاطمة عليها السلام، أما والله لأخرجنهما، ثم لأحرقنهما، ثم لأذرينهما، ثم لأنسفنهما في اليم نسفا، فاستدناه وقبل عينيه ثم قال: بأبي انت وأمي انت لها يعني الإمامة (9). وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام إنه إذا وعك إستعان بالماء البارد، ثم ينادي حتى يسمع صوته على باب الدار: يا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله (10). قال العلامة المجلسي رحمه الله: لعل الندا كان استشفاعا بها صلوات الله عليها للشفاء أقول: إني أحتمل قويا كما أنه أثر الحمى في جسده اللطيف، كذلك أثر كتمان حزنه على أمه المظلومة في قلبه الشريف، فكما أنه يطفي حرارة جسده بالماء يطفي لوعه وجده بذكر إسم فاطمة سيدة النساء، وذلك مثل ما يظهر من الحزين المهموم من تنفس الصعداء، فان تأثير مصيبتها صلوات الله عليها على قلوب أولادها الأئمة الاطهار ألم من حز الشفار وأحر من جمرة النار، فإنهم صلوات الله عليهم من باب التقية لما كانوا بانين على كتمانها غير قادرين على إظهارها، فإذا ذكرت فاطمة صلوات الله عليها يبدو منهم سلام الله عليهم مما كتموه ما يستدل به الأريب الفطن بما في قلوبهم الشريفة من الحزن والمحن. كما روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام إنه قال للسكوني وكان قد رزقه الله تعالى بنتا ما سميتها ؟ قال قلت فاطمة قال: آه آه، ثم وضع يده على جبهته الخ (11). وذكرت سابقا إن العباس لما قال لأمير المومنين عليه السلام: ما منع عمر من أن يغرم قنفذا كما غرم جميع عماله ؟ فنظر علي عليه السلام إلى من حوله، ثم اغر ورقت عيناه، ثم قال: شكر له ضربة ضربها فاطمة عليها السلام بالسوط فماتت وإن في عضدها أثره كأنه الدملج (12). ومن تأمل فيما حكي عنهم من شفقتهم ورأفتهم ورقة قلوبهم الشريفة ورحمته يصدق ما ذكرت. أنظر إلى ما رواه المشايخ عن بشار المكاري، إنه قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام بالكوفة وقد قدم له طبق رطب طبر زد وهو يأكل، فقال لي: يا بشار أدن فكل، قلت: هنأك الله وجعلني فداك قد أخذتني الغيرة من شئ رأيته في طريقي أوجع قلبي وبلغ مني فقال لي: بحقي لما دنوت فأكلت، قال: فدنوت فأكلت، فقال لي: حديثك، قلت: رأيت جلوازا (13) يضرب رأس أمرأة يسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد قال عليه السلام: ولم فعل بها ذاك ؟ قال: سمعت الناس يقولون إنها عثرت فقالت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، فارتكب منها ما ارتكب، قال: فقطع عليه السلام الأكل ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع، ثم قال: يا بشار قم بنا الى مسجد السهلة فندعو الله ونسئله خلاص هذه المرأة، الخ (14). فإذا كان حال الصادق عليه السلام كذلك عند استماع واقعة جرت علي إمرأة من شيعة فاطمة عليها السلام فكيف يكون حاله عليه السلام إذا حكى هو ما جرى على أمه فاطمة عليها السلام ؟ ويقول: ثم لطمها، فكأني أنظر إلى قرط في اذنها حين نقف أي كسر من اللطم. ومما ذكرنا ظهر شدة مصيبة أمير المؤمنين عليه السلام وعظم صبره، بل يمكن أن يقال: إن بعض مصائبه أعظم مما يقابله من مصيبة ولده الحسين عليه السلام الذي يصغر عند مصيبته المصائب. فقد ذكرت في كتابي المترجم بنفس المهموم في وقايع عاشوراء عن الطبري: انه حمل شمر بن ذي الجوشن حتى طعن فسطاط الحسين عليه السلام برمحه ونادى علي بالنار حتى أحرق هذا البيت على أهله، قال: فصاح النساء وخرجن من الفسطاط، فصاح به الحسين عليه السلام يا ابن ذي الجوشن أنت تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي ؟ أحرقك الله بالنار. قال أبو مخنف: حدثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم قال: قلت لشمر بن ذي الجوشن سبحان الله إن هذا لا يصلح لك، أتريد أن تجمع على نفسك خصلتين ؟ تعذب بعذاب الله وتقتل الولدان والنساء، والله إن في قتلك الرجال لما ترضى به أميرك، قال: فقال من أنت، قلت لا أخبرك من أنا قال: وخشيت والله لو أن عرفني أن يضرني عند السلطان، قال: فجاء رجل كان أطوع له منى شبث بن ربعي، فقال: ما رأيت مقالا أسوء من قولك ولا موقفا أقبح من موقفك أمر عبا للنساء صرت قال: فأشهد انه إستحيى فذهب لينصرف (15). أقول: هذا شمر مع انه كان جلفا جافا قليل الحياء إستحيى من قول شبث ثم انصرف ! ! وأما الذي جاء إلى باب أمير المؤمنين وأهل بيته عليهما السلام وهددهم بتحريقهم وقال: والذي نفس عمر بيده ليخرجن أو لأحرقنه على ما فيه، فقيل له: إن فيه فاطمة بنت رسول الله وولد رسول الله وآثار رسول الله صلى الله عليه وآله (16)، فاشهد انه لا يستحي ولم ينصرف بل فعل ما فعل. ولم يكن لأمير المؤمنين عليه السلام من ينصره ويذب عنه إلا ما روي عن الزبير إنه لما رأى القوم أخرجوا عليا عليه السلام من منزله ملببا أقبل مخترطا سيفه وهو يقول: يا معشر بني عبد المطلب، أيفعل هذا بعلي وأنتم أحياء وشد على عمر ليضربه بالسيف فرماه خالد بن الوليد بصخرة، فاصابت قفاه وسقط السيف من يده، فأخذه عمر وضربه على صخرة فانكسر (17).

    روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: إنه لم يقم مرة على المنبر إلا قال في آخر كلامه قبل أن ينزل: " ما زلت مظلوما منذ قبض الله نبيه " (19). وقال مسيب بن نجية قال: بينما علي عليه السلام يخطب وأعرابي يقول: وامظلمتاه، فقال علي عليه السلام: ادن فدنا، فقال: لقد ظلمت عدد المدر والوبر (20). وجاء أعرابي يتخطا، فنادى: يا أمير المؤمنين مظلوم قال علي عليه السلام: ويحك وأنا مظلوم ظلمت عدد المدر والوبر (21). وكان أبو ذر يعبر عنه عليه السلام بالشيخ المظلوم المضطهد حقه (22). وروي الكليني فيما يقال عند قبر أمير المؤمنين عليه السلام، عن أبي الحسن الثالث عليه السلام قال: يقول: " السلام عليك يا ولي الله، أنت أول مظلوم وأول من غصب حقه، صبرت واحتسبت حتى أتاك اليقين، فأشهد أنك لقيت الله وأنت شهيد، عذب الله قاتلك بأنواع العذاب وجدد عليه العذاب (23). أقول: وهذه نفثة مصدور ونبذ من الرزايا التي تذوب منها الصخور، ولنختم الكلام بأشعار الشيخ صالح الحلي رحمه الله: أشعار الشيخ صالح الحلي (ره) الواثبين بظلم آل ومحمد * ومحمد ملقى بلا تكفين والقائلين لفاطم آذيتنا * في طول نوح دائم وحنين والقاطعين أراكة كيما تقيل * بظلم أوراق لهم وغصون ومجمعي حطب على البيت الذي * لم يجتمع لولاه شمل الدين والهاجمين على البتول ببيتها * والمسقطين لها أعز جنين والفائدين أمامهم بنجاده * والطهر تدعو خلفه برنين خلوا ابن عمي أو لأكشف في الدعا * رأسي وأشكو للإله شجوني ما كان ناقة صالح وفصيلها * بالفضل عند الله إلا دوني ورنت إلى القبر الشريف بمقلة * عبرى وقلب مكمد محزون قالت وأظفار المصاب بقلبها * غوثاه قل على العداة معيني أبتاه هذا السامري وعجله * تبعا ومال الناس عن هارون اي الرزايا أتقي بتجلدي * هو في النوائب مذحييت قريني فقدي أبي أم غصب بعلي حقه * أم كسر ضلعي أم سقوط جنيني أم أخذهم إرثى وفاضل نحلتي * أم جهلهم حقي وقد عرفوني قهروا يتيميك الحسين وصنوه * وسئلتهم حقي وقد نهروني .

    ** أسماءالذين صرّحوا بأنّ المحسن مات سقطاً (26)

    1 ـ أبو إسحاق إبراهيم النظام ( ت 231 هـ ) ، وهذا هو شيخ الجاحظ ، وهو من شيوخ المعتزلة ، قال : انّ عمر ضرب بطن فاطمة ( عليها السلام ) يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها ، وكان يصيح : أحرقوها بمن فيها ، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين.

    هذا ما نقله عنه الشهرستاني في كتابه الملل والنحل (26). وحكى ذلك عن النظام أيضاً الصفدي في الوافي بالوفيات (27).

    2 ـ ابن قتيبة ( ت 276 هـ ) ، حكى عنه الحافظ السروي المعروف بابن شهرآشوب ( ت 588 هـ ) ، في كتابه مناقب آل أبي طالب (28) قال : وأولادها : الحسن والحسين والمحسن سقط ، وفي معارف القتبي : انّ محسناً فسد من زحم قنفذ العدوي.

    وعند مراجعة كتاب المعارف المطبوع لم نجد ذلك فيه ، ولمّا كان الحافظ الكنجي الشافعي ( ت 658 هـ ) قد أكّد حكاية ابن شهرآشوب لذلك عن ابن قتيبة بعد أن ذكر أنّ فاطمة ( عليها السلام ) أسقطت بعد النبي ذكراً كان سماه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) محسناً ، فقال الكنجي : وهذا شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلا عند ابن قتيبة.

    3 ـ النسابة الشيخ أبو الحسن العمري ـ وكان حياً سنة 425 هـ _ قال في كتابه المجدي ـ بعد ذكر اختلاف النسابين في المحسن ـ : ولم يحتسبوا بمحسن لأنّه ولد ميتاً ، وقد روت الشيعة خبر المحسن والرفسة ، ووجدت بعض كتب أهل النسب يحتوي على ذكر المحسن ، ولم يذكر الرفسة من جهة أعوّل عليها. 4 ـ النسابة محمد بن أسعد بن علي الحسيني الجواني ( ت 588 هـ ) ذكر المحسّن في الشجرة المحمدية والنسبة الهاشمية (29) وقال : أسقط ، وقيل : درج صغيراً ، والصحيح أنّ فاطمة ( رضي الله عنها ) أسقطت جنيناً.

    5 ـ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي ( ت652 هـ ) قال في مطالب السؤول (30) عند ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :

    اعلم أيّدك الله بروح منه ، إنّ أقوال الناس اختلفت في عدد أولاده ( عليه السلام ) ذكوراً وإناثاً ، فمنهم من أكثر فعدّ فيهم السقط ، ولم يسقط ذكر نسبه ، ومنهم من أسقطه ولم ير أن يحتسب في العدة ، فجاء قول كل واحد بمقتضى ما اعتمده في ذلك وبحسبه ـ ثم نقل عن صفة الصفوة وغيرها ذكرهم إلى أن قال : ـ وذكر قوم آخرون زيادة على ذلك ، وذكروا فيهم محسناً شقيقاً للحسن والحسين ( عليهما السلام ) وكان سقطاً.

    6 ـ الحافظ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ( ت 658 هـ ) ، حكى في كتابه كفاية الطالب (31) عند ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قول المفيد في عددهم ، ثم قال : وزاد الجمهور وقال : إنّ فاطمة ( عليها السلام ) أسقطت بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذكراً كان سمّاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) محسناً ، وهذا شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلاّ عند ابن قتيبة.

    7 ـ الحمويني ( ت730 هـ ) ، ذكر باسناده في فرائد السمطين (32) حديثاً عن ابن عباس أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان جالساً ذات يوم إذ أقبل الحسن ( عليه السلام ) فلمّا رآه بكى ، ثم قال : إليّ إليّ يابني ، فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى ، ثم أقبل الحسين ( عليه السلام ) فلما رآه بكى ثم قال : إليّ إليّ يابُني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى ، ثم أقبلت فاطمة ( عليها السلام ) ، فلما رآها بكى ثم قال : إليّ إليّ يا بنية فاطمة ، فأجلسها بين يديه. ثم أقبل أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، فلما رآه بكى ثم قال : إليّ إليّ يا أخي ، فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن ، فقال له أصحابه : يا رسول الله ما ترى واحداً من هؤلاء إلا بكيت ، أوما فيهم مَن تسرّ برؤيته؟ فقال ( عليه السلام ) : والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ، إنّي وإياهم لأكرم الخلائق على الله ( عزّ وجلّ ) ، وما على وجه الأرض نسمة أحبّ إليّ منهم أما علي بن أبي طالب ... ، _ وذكر فضله وما خصّه الله به_ وأما ابنتي فاطمة فإنّها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وهي بضعة منّي وهي ... ، وإنّي لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي ، كأنّي بها وقد دخل الذلّ بيتها ، وانتهكت حرمتها ، وغُصب حقها ، ومُنعت إرثها ، وكُسر جنبها ، وأُسقطت جنينها _ إلى أن قال : يقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) _ : اللّهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وذلّل ـ كذا والصواب فأذل ـ من أذلّها ، وخلّد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها ، فتقول الملائكة عند ذلك : آمين.

    8 ـ الحافظ جمال الدين المزي ( ت742 هـ ) ، قال في كتابه تهذيب الكمال (33) : كان لعلي من الولد الذكور ... والذين لم يعقبوا محسن درج سقطاً ....

    أقول : ونقل ذلك عنه الفاسي في العقد الثمين (34) أيضاً.

    9 ـ الشيخ الإمام سعيد بن محمد بن مسعود الكازروني ( ت 758 هـ ) ، جاء في كتابه مطالع الأنوار المصطفوية في شرح مشارق الأنوار النبوية للصغاني الحنفي ( ت650 هـ ) ، عند ذكره رواة الكتاب على ترتيب حروف المعجم ، فقال في حرف الفاء : فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، كان من حقها أن تذكر في أول الأسامي لكن ترتيب الكتاب اقتضى هذا التنسيق ... _ إلى أن قال بعد ذكر شيء من ترجمتها _ : وولدت لعلي الحسن والحسين والمحسن ، وقيل : سقط المحسن من بطنها ميتاً بسبب أنّ عمر بن الخطاب دقّ الباب على بطنها حين جاء لعلي أن يروح به إلى عند أبي بكر لأخذ البيعة.

    10 و 11 ـ الصلاح الصفدي ( ت 764 هـ ) ، قال في الوافي بالوفيات (35) : والمحسن طرح. وحكى ذلك من كتاب شيخه الذهبي ( فتح المطالب في فضل علي بن أبي طالب ) ولمّا لم نقف على كتاب شيخه فاكتفينا بنقله عنه ، وعددنا شيخه ممّن قال بأنّ المحسن سقط.

    12 ـ التقي الفاسي الحسني المكي ( ت 832 هـ ) ، ذكر في كتابه العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين (36) في ترجمة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أولاد الإمام ، فحكى قول ابن قتيبة : ( ولعلي ( رضي الله عنه ) من الولد الحسن والحسين ومحسناً ... ) فعلق المحقق فؤاد سيد على اسم المحسن فقال : تكملة من المعارف.

    ولاندري هل عدم ذكره كان سقطاً من سهو القلم ، أم هو من الاسقاط المتعمد؟ ثم انّ الفاسي حكى أيضاً في كتابه (37) قول الحافظ المزي في تهذيب الكمال : ( ومحسن درج سقطاً ) ولم يعقب عليه بشيء ، فهو إمضاء منه لقوله.

    وذكر الفاسي أيضاً في كتابه (38) في ترجمة الزهراء ( عليها السلام ) قول أبي عمر : ( فولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب ... ). فعلق المحقق على ذلك في الهامش فقال : ( ومحسناً ) كما في سير أعلام النبلاء حكاية عن ابن عبد البر. أقول : وما ذكره الطناحي صحيح ، فهو موجود في سير أعلام النبلاء (39) ، لكن إذا رجعنا إلى الاستيعاب وهو كتاب أبي عمر وهو ابن عبد البر ، فلا نجد ذلك النص جملة وتفصيلاً ، وبين يدي ثلاث طبعات من الاستيعاب.

    1 ـ طبعة حيدر آباد سنة 1326 هـ.

    2 ـ طبعة مصطفى محمد سنة 1339بهامش الإصابة.

    3 ـ طبعة محققة بتحقيق علي محمد البجاوي بمطبعة نهضة مصر.

    وقد راجعت ترجمتي الإمام أمير المؤمنين والزهراء ( عليهما السلام ) ، فلم أجد النص المذكور ، فيا ترى من الذي غصّ بذكر المحسن ، فابتلعه على مضض ليضيع ذكره كما خفي قبره ، وعلى سنن الماضين جاء سير الخالفين ، وهكذا أضاع الخلف ما يدين السلف طمساً للحقائق ، فالله حسيبهم.

    13 ـ إبراهيم بن عبد الرحمن الحنفي الطرابلسي ، كان حيّاً سنة 841 هـ ، قال في المشجرة التي صنعت للخليفة الناصر وكتبت لخزانة صلاح الدين ص 9 : محسن بن فاطمة أسقط ، وقيل درج صغيراً ، والصحيح أن فاطمة أسقطت جنينها.

    14 ـ ابن الصباغ المالكي الصفاقسي ( ت 855 هـ ) ، قال في الفصول المهمة (40) في ذكر أولاد الإمام : وذكروا أنّ فيهم محسناً شقيقاً للحسن والحسين ، ذكرته الشيعة وأنّه كان سقطاً.

    أقول : ولم يعقب على ذلك بشيء ، فهو إمضاء منه لما قالته الشيعة ، ولو لم يكن كذلك لردّ عليهم بشيء.

    15 ـ أبو الفضيل محمد الكاظم بن أبي الفتوح ، قال في كتابه ( النفحة العنبرية في أنساب خير البرية ) الذي ألّفه سنة 891 هـ : ( والمحسّن وأخوه ولدا ميتين من الزهراء ) (41). 16 ـ الصفوري الشافعي ( ت 894 هـ ) ، قال في نزهة المجالس (42) : كان الحسن أول أولاد فاطمة الخمسة : الحسن ، والحسين ، والمحسن كان سقطاً ، وزينب الكبرى ، وزينب الصغرى وقال في كتابه الآخر : ( المحاسن المجتمعة في الخلفاء الأربعة ) (44) من كتاب الاستيعاب لابن عبد البر قال : وأسقطت فاطمة سقطاً سمّاه علي محسناً.

    أقول : وهذا ليس في الاستيعاب المطبوع فلاحظ.

    17 ـ الشيخ جمال الدين يوسف المقدسي ( ت 909 هـ ) ، في الشجرة النبوية في نسب خير البرية (45) قال : ( محسن ، قيل : سقط ، وقيل : بل درج صغيراً ، والصحيح أنّ فاطمة أسقطت جنيناً ).

    18 ـ النسابة عميد الدين كان حياً سنة 929 هـ ذكره في المشجر الكشاف (46) فقال : ( والمحسن الذي أسقط ).

    19 ـ السيد مرتضى الزبيدي المتوفى 1205 هـ ، قال في تاج العروس ( شبر ) : المحسّن بتشديد السين ، ذهب أكثر الإمامية من أنه كان حملاً فأسقطته فاطمة الزهراء لستة أشهر ، وذلك بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ).

    أقول : ولمّا لم يعقب على قول الإمامية برد عليه ، فذلك السكوت رضىً به.

    20 _ الشيخ محمود بن وهيب الحنفي القراغولي قال في جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام (47) : ( وأما محسّن فأدرج سقطاً ).

    21 ـ الشيخ محمد الصبان الشافعي ( ت 1206 هـ ) ، قال في كتابه اسعاف الراغبين بهامش مشارق الأنوار للحمزاوي (48) : ( فأما محسن فادرج سقطاً ).

    22 ـ الشيخ حسن الحمزاوي المالكي قال في كتابه مشارق الأنوار الذي فرغ من تأليفه سنة 1264 هـ كما في آخره ، قال : ( وأما محسن فأدرج سقطاً ) (49). 23 ـ محمد بن محمد رفيع ملك الكتاب ـ من علماء أواخر القرن الثالث عشر _ قال في كتابه رياض الأنساب (50) ما تعريبه : ( وولد آخر معدود في أولاده ـ يعني الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) _ كانت الزهراء ( عليها السلام ) حاملاً به ، فأسقطته قبل استكمال مدة الحمل ، لأنّ قنفذاً ضربها وزحمها خلف الباب ).

    24 ـ المؤرّخ الفارسي الشهير بسپهر في كتابه ناسخ التواريخ في الجزء المختص بالزهراء (51) قال ما تعريبه : ذكر أنّ المحسن الذي سماه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مات سقطاً ، لأنّ قنفذاً والمغيرة بن شعبة مع غيرهما ضربوا الزهراء فأسقطوا جنينها.

    25 ـ مؤلّف نسمات الأسحار قال في كتابه : ( ومحسناً أسقطته سقطاً ).

    هذه أسماء الذين ذكروا أنّ المحسن كان سقطاً ، فوقفت على أسمائهم فعلاً ، ولا شك أنّه قد فاتني الكثير غيرهم ، كما لم أذكر معهم من مؤرخي القدامى كالمسعودي واليعقوبي وابن أعثم لعدّهم أو بعضهم من الشيعة ، وان اعتمدهم أو بعضهم غير واحد من السنة كالذهبي وابن حجر في مقامات أخرى.

    وإذا أمعنّا النظر في أعداد الأصناف الثلاثة نجدها جميعاً ناهزت المائة ، لأنّ رجال الفصل الأول كانوا أربعين ، ورجال الفصل الثاني نيّفوا على الثلاثين ، ورجال الفصل الثالث كانوا خمساً وعشرين ، وكلهم من رجال السنّة ، ولا يتطرق الريب إلى اتهامهم بالرفض جميعاً وممالاة الشيعة.

    وإذا قارنّا بين أعداد الفصول ، فنجد الفصل الأول فاق الفصلين الثاني والثالث ، ولمّا كان في مصادره ذكر المحسن فقط ، ولم تفصح عن موته فهل مات صغيراً كما في مصادر الفصل الثاني؟ أو مات سقطاً كما هو في مصادر الفصل الثالث؟ فحينئذٍ لا تعارض بينها. ومرّت بنا في مصادر الفصل الثاني بعض المؤشرات التي تدل على تعمد الابهام والايهام ، كما سبق أن أشرنا إلى ذلك تعقيباً على ما قاله البلاذري والبري التلمساني ، وما قاله ابن حزم ، مما يجعلنا في ريبة من صدق قول الآخرين ، بل تعمّدهم كتمان الحقيقة في موت المحسن السبط وأنّه السقط.

    و إذا قرأنا تاريخ سيدة النساء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) في أخريات أيام النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وما جرى لها من حديث معه في مرضه الذي توفي فيه ، نجد مؤشراًيلزمنا بالوقوف عنده ، وذلك حين نقرأ ما أخرجه كل من الطبراني ، وأبو نعيم ، وابن مندة ، وابن عساكر وغيرهم ، وأخرجه عنهم الهيثمي في مجمع الزوائد (51) ، كما رواه السيوطي في الجامع الكبير ، وعنه المتقي الهندي في كنز العمّال (52) ، ورواه الزرقاني في شرح المواهب (53) ، وإليك لفظ الحديث بلفظ مجمع الزوائد عن أبي رافع قال :

    جاءت فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بحسن وحسين إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه ، فقالت : هذان ابناك فورثهما شيئاً ، فقال لها : أما حسن فله ثباتي وسؤددي ، وأما حسين فإنّ له حزامتي وجودي. وبتفاوت يسير في اللفظ في المصادر الأخرى ، وقد رواه من الشيعة أيضاً الطبري الأمامي في دلائل الإمامة (54) وغيره. والذي يسترعي الانتباه أنّها لم تذكر المحسن مع أخويه ، فهو لا يخلو حاله إما أن يكون بعدُ لم يولد ـ وهو كذلك لما سيأتي ـ وإما أن يكون قد ولد ومات صغيراً ، فلذلك لم تذكره أمّه باعتباره سالبة بانتفاء الموضوع ، غير أنّ أولئك الذين ذكروا موته صغيراً ، لم يذكروا لنا عن عمره وزمان وسبب موته ولا شيئاً عن دفنه ، وهذا منهم على غير عادتهم حين يذكرون موت أبناء الذوات ، فضلاً عن أبناء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأسباطه ، فقد ذكروا شيئاً من ذلك في موت إبراهيم ابن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وذكروا عن موت عبد الله بن رقية بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ومرت الاشارة إلى بعض من ذلك.

    فسكوتهم عن جميع ذلك في المحسن ، مع اعترافهم بأنّه كان ولداً لفاطمة واسمه المحسن ، وأنه مات صغيراً ، فيه تعمد استبهام ، وعليه أكثر من علامة استفهام ، لذلك يبقى الذين ذكروا أنّه مات سقطاً ، هم أقرب إلى واقع الحدث من غيرهم ، خصوصاً وانّ شواهد الأحداث المتلاحقة يوم إسقاطه تؤيّدهم.

    فثمة إتساق داخلي وواقعي بين مضمون رواية موته سقطاً من أثر زحم قنفذ وغيره ، وبين روايات أخرى تضمّنت ذكر الأحداث المريعة في ذلك اليوم ، كمجيء عمر بن الخطاب ومعه جماعة ـ كما سيأتي ذكرهم بأسمائهم ، نقلاً عن مصادر أتباعهم ـ ومعهم الحطب ، وهم يهددون بإحراق دار فاطمة على مَن فيها ، وممانعة فاطمة لهم ثم ... ، وثم ... إلى ما هنالك من أحداث متتالية. كل ذلك يستدعي الوقفة الفاحصة بالنظر إلى تلك الصور المرعبة والمريعة ، والتي لا تحتمل رؤيتها أنظار كثير من المسلمين لبشاعتها وفظاعتها ، إما لضغط الرواسب الموروثة في تقدير الشخوص والرموز ، أو لعظم الأحداث فلا يكاد يصدّق بها حتى من لم يؤمن بقداسة الموروث لعظيم الرزية وعظم الضحية ، ويبقى التصديق نصيب من وضحت عنده الرؤية ، بعد إزالة غشاء التضليل عن عينيه ، فيقرأ النص في ملابسات الحديث فيما له وعليه.

    وكم قرأنا نماذج تشير إلى حدوث السقط على استحياء أو استخذاء أمام الرأي العام المحكوم لإعلام الحاكمين ، وحتى في العصر الحديث ـ عصر حرية الرأي وحرية التعبير _ نجد بعض الكتّاب المحدثين يراوغ أو يصارع مع نفسه حين يقول : ( ولم يكن بالزهراء من سُقم كامن يعرف من وصفه ، فإنّ العرب وصّافون ـ وإن كان حولها من آل بيتها لمن أقدر العرب على وصف الصحة والسقم ـ فما وقفنا من كلامهم وهم يصفونها في أحوال شكواها على شيء يشبه أعراض الأمراض التي تذهب بالناس في مقتبل الشباب ، وكل ما يتبين من كلامهم أنه الجهد ، والضعف ، والحزن ، وربما اجتمع إليها اعياء الولادة في غير موعدها ، إن صح أنها أسقطت محسناً بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) كما جاء في بعض الأخبار (55) ).

    كما نجد نمطاً آخر من القدامى يذكرون خبر إسقاط المحسن وينسبونه إلى الشيعة ، ثم هم لا يزيدون على ذلك نفياً ، أليس يعني ذلك هو الإمضاء على استحياء أو استخذاء ، وربما هو التصديق ، ولكن على خوف عند التحقيق.

    فمن هؤلاء المقدسي ( ت 355 هـ ) في كتاب البدء والتاريخ ، قال عند ذكر أولاد فاطمة ( عليها السلام ) : ( وولدت محسناً ، وهو الذي تزعم الشيعة أنّها أسقطته من ضربة عمر ). ومن هؤلاء أيضاً أبو الحسين الملطي ( ت 377 هـ ) في كتابه التنبيه والرد ، قال : ... ( فزعم هشام ... إنّ أبا بكر مرّ بفاطمة ( عليها السلام ) فرفس في بطنها فأسقطت ، وكان سبب علتها ووفاتها ... وأنّه غصبها فدكاً ).

    أما آخرون ذكروا الحدث ـ إسقاط المحسن ـ ونسبوه إلى الشيعة ، ونددوا بهم إذ لم يتهضموا إدانة الشخوص ، ولم يأتوا بحجة مقبولة ، ولم يستندوا إلى ركن وثيق ، فمنهم ابن حجر المكي الهيتمي ( ت 974 هـ ) في الصواعق المحرقة ، قال : ( ألا ترى إلى قولهم ـ يعني الشيعة ـ انّ عمر قاد علياً بحمائل سيفه ، وحصر فاطمة فهابت فأسقطت ولداً اسمه المحسن ... ).

    ومنهم العصامي المكي ( ت 1111 هـ ) في سمط النجوم العوالي ، وقد اجتر ما قاله ابن حجر كما مر ولم يزد عليه شيئاً.

    ومنهم أحمد زيني دحلان ( ت 1304 هـ ) في الفتح المبين .

    وهكذا يبقى الشيعة هدفاً لاتهامات من لا يرعوي لصدق ولا يذعن لحق.

    وما أدري ما ذنب الشيعة إذا كانوا رووا ما رواه غيرهم أيضاً في أحداث يوم هجوم الشلّة على دار الزهراء ( عليها السلام ) ، وكان منها إسقاط المحسن ، وقد مرت بنا في الفصول الثلاثة أسماء من اعترفوا بالمحسن كحقيقة ثابتة ، ثم مرّ بنا في الفصل الثاني من زعم أنه مات صغيراً ، وذلك ستراً على المهاجمين ، ثم قرأنا أسماء من ذكروا أنه كان سقطاً ، وكل اولئك من غير الشيعة ، فلماذا يدان الشيعة ويُندّد بهم؟ والجواب بكل بساطة : لأنّهم تبعوا الحق فقالوا الحقيقة ، وهذا يدين رموز الخالفين بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) والإدانة فيها المهانة ، وهذا لا ينبغي في لغة الحاكمين ، ومع كل ما اتخذوا من وسائل الإغراء والوعيد في رفع الإصر عنهم لم يتمكنوا من كمّ الأفواه جميعاً ، فوصل إلينا ما قد وصل ، ولنا الحجة على المنكرين فيما حصل.

    ولنختم هذا الباب ـ الثاني ـ بحوار جرى بين ابن أبي الحديد المعتزلي ، وبين شيخه الشريف يحيى بن أبي زيد العلوي الزيدي ( المتوفى قبل644 هـ ) ، فقد روى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن ابن إسحاق خبر ترويع هبار بن الأسود الفهري لزينب بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فروّعها بالرمح وهي في الهودج وكانت حاملاً ، فلما رجعت طرحت ما في بطنها ، وقد كانت من خوفها رأت دماً وهي في الهودج ، فلذلك أباح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم فتح مكة دم هبار بن الأسود.

    ثم قال ابن أبي الحديد : قلت : وهذا الخبر أيضاً قرأته على النقيب أبي جعفر ( رحمه الله ) فقال : إذا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أباح دم هبّار بن الأسود لأنه روّع زينب فألقت ذا بطنها ، فظهر الحال أنه لو كان حياً لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها ، فقلت : أروي عنك ما يقوله قوم إنّ فاطمة رُوّعت فألقت المحسن؟ فقال : لا تروه عنّي ، ولا ترو عنّي بطلانه ، فإنّي متوقف في هذا الموضع ، لتعارض الأخبار عندي فيه.

    أقول : وإذا كان النقيب أبو جعفر متوقف في هذا الموضع لتعارض الأخبار عنده فيه ، فإنّا لسنا من المتوقفين فيه ، بل هو من الثابت عندنا لتواتر الخبر فيه عند الشيعة منذ عصر الحَدَث وحتى يومهم الحاضر ، وقد وردت روايات أهل البيت في ذلك ، بل لقد وردت رواية نبوية تشير إلى وقوع الحدث قبل وقوعه ، وهي في نفسها تكفي في الإثبات ، لأنّها من رواية الأثبات ، وحسبنا أنّها مما رواه ابن عباس ـ حبر الأمة وترجمان القرآن ـ عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأخرجها الحمويين الشافعي في كتابه فرائد السمطين ، باسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : انّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان جالساً إذ أقبل الحسن ، فلما رآه بكى ، ثم قال : إليّ يا بني ... ، ثم أقبل الحسين فلما رآه بكى ، ثم قال : إليّ يا بني ... ، ثم أقبلت فاطمة ... فلما رآها بكى ، ثم قال : إليّ ... ، ثم أقبل أمير المؤمنين فلما رآه بكى ، ثم قال : إليّ ... ، فسأله أصحابه عن بكائه ، فقال ـ ثم ذكر ما سيجري على كل واحد منهم فكان مما قاله في حق ابنته فاطمة : ـ وأما ابنتي فاطمة فإنّها سيدة نساء العالمين ... وإنّي لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي ، كأنّي بها وقد دخل الذل بيتها ، وانتهكت حرمتها ، وغُصب حقها ،ومنعت إرثها ، وكسر جنبها ، وأسقطت جنينها ، وهي تنادي يا محمد فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية ....

    وهذا الخبر قد مرّ بتمامه قبل هذا في ص 121 فراجع.

    وقد رواه الشيخ الصدوق في الأمالي بسند معتبر عن ابن عباس أيضاً ، كما رواه الفضل بن شاذان في الفضائل.

    المصادر :

    فاطمة من المهد الى اللحد /محمد كاظم القزويني.

    (1) السيد محمّد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان /المحسن السبط مولود أم سقط سرد تاريخي لأهمّ ما جرى بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

    (2) من كتاب /بيت الأحزان- الشيخ عباس القمي

    (1) بحار الانوار ج 28 ص 62.

    (2) بحار الانوار ج 28 ص 64.

    (3) الانبياء: 103.

    (4) آل عمران 30.

    (5) بحار الانوار ج 53 ص 23.

    (6) معاني الاخبار ص 198.

    (7) الوافي با الوفيات ج 6 ص 17.

    (8) شرح النهج ج 14 ص 192.

    (9) دلائل الامامة ص 212.

    (10) روضة الكافي ص 19 بحار الانوار ج 62 ص 102.

    (11) كافي ج 6 ص 49.

    (12) سليم بن قيس ص 134. والدملج كقنفذ: شئ يشبه السواد تلبسه المرأة في عضدها.

    (13) جلواز: الشرطي. (14) بحار الانوار ج 100 ص 441. (*)

    (15) مقتل أبي مخنف ص 141.

    (16) الاحتجاج ج 1 ص 105.

    (17) بحار ج 28 ص 229. (*)

    (18) الكافي ج 8 ص 189.

    (19) بحار ج 8 ط القديم ص 70.

    (20) و (21) إيضا ص 70.

    (22) ايضا ص 70.

    (23) الكافي ج 4 ص 569. (*)

    24- السيد محمّد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان /المحسن السبط مولود أم سقط سرد تاريخي لأهمّ ما جرى بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

    26 ـ ميزان الاعتدال 1 : 139؛ ولاحظ سير أعلام النبلاء له أيضاً 15 : 578؛ وعنه ابن حجر في كتابه لسان الميزان 1 : 268.

    25 ـ نظرية الإمامة : 226.

    26 ـ الملل والنحل 1 : 77.

    27 ـ الوافي بالوفيات 6 : 17.

    28 ـ المناقب 3 : 133 ، في أحوال فاطمة ( عليها السلام ).

    29 ـ الشجرة المحمدية : ( نسخة مصورة في مجلة الموسم ، العدد 32 ، سنة 1418 هـ ).

    30 ـ مطالب السؤول : 62 ، الفصل 11. (121)

    31 ـ كفاية الطالب : 423.

    32 ـ فرائد السمطين 2 : 34 ـ 35.

    33 ـ تهذيب الكمال 20 : 479.

    34 ـ العقد الثمين 6 : 203.

    35 ـ الوافي بالوفيات 21 : 281.

    36 ـ العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين 6 : 202.

    37 ـ المصدر نفسه 6 : 203.

    38 ـ المصدر نفسه 8 : 284.

    39 ـ سير أعلام النبلاء 3 : 425.

    40 ـ الفصول المهمة : 54.

    41 ـ النفحة العنبرية. ( نسخة مصورة عن نسخة المجمع العلمي العراقي ).

    42 ـ ن ـ زهة المجالس 2 : 229.

    43 ـ المحاسن المجتمعة : 164.

    44 ـ الشجرة النبوية في نسب خير البرية : 60.

    45 ـ المشجر الكشاف : 229.

    46 ـ جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام : 104.

    47 ـ اسعاف الراغبين : 81.

    48 ـ راجع مشارق الأنوار : 81.

    49 ـ رياض الأنساب : 78.

    50 ـ ناسخ التواريخ : 60.

    51 ـ مجمع الزوائد 9 : 184 ـ 185.

    52 ـ كنز العمال 13 : 102.

    3 5- شرح المواهب 2 : 207.

    54 ـ دلائل الامامة : 3.

    55 ـ عباس محمود العقّاد ( فاطمة الزهراء والفاطميون ) : 68.

  • #2
    بنفس الوقت اكو مصادر موثوقه تنفي هذه الواقعه

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ضيف مشاهدة المشاركة
      بنفس الوقت اكو مصادر موثوقه تنفي هذه الواقعه
      أخي الكريم . مظلومية الزهراء (عليها السلام) مذكورة بأشهر المصادر الصحيحة عندكم كصحيح البخاري الذي ينص على موت فاطمة الزهراء (عليها السلام) وهي واجدة أي غاضبة على الشيخين . فمظلوميتها أوضح من الشمس في رابعة النهار ولا ينكرها إلا متعصب مغال في الصحابة . والسلام .

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X