إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما الفائدة من إمام غائب؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما الفائدة من إمام غائب؟

    ما الفائدة من إمام غائب؟
    وهذا سؤال طالما ردّده البعض: ما الفائدة من إمام غائب؟
    والإمامة يا أخي كالنبوة لطف من الله تعالى بخلقه، ودعوة منه تعالى لهم إلى سبيل الرشاد، لتكون له عليهم الحجة (فلله الحجة البالغة) هذا بالنسبة له تعالى. وبالنسبة للنبي أو الإمام فعليه القيام بأداء الرسالة، وبث التعاليم، ونشر الدين، وإعلاء كلمة الله والدعوة إليه، وعلى الناس، - بعد هذا وذاك - السمع والطاعة، وامتثال قوله، والاهتداء بهديه، والأخذ بتعاليمه وتطبيق مناهجه ونظمه.
    فإذا صد الناس النبي (صلى الله عليه وآله) أو الإمام () عن أداء واجبه واضطروه إلى غيبة أو نحوها، فقد خالفوا واجبهم، وتركوا ما أمروا به، وليس على النبي أو الإمام - حينذاك - بأس (وما على الرسول إلاّ البلاغ المبين) لأنهم صدوه، وحالوا بينه وبين أداء رسالته، ونشر تعاليمه، فعليهم يقع اللوم، وعلى عاتقهم تقع المسؤولية.
    ومع هذا فغيبته () لم تخل من مصلحة للأمة، وفائدة للمسلمين.. ولا ضير على الأمة إذا غاب عنها وجه المصلحة والفائدة المترتبة على هذه الغيبة شأن أمور كثيرة من أمور الدين لم نزل نجهل الغاية منها، والفائدة المترتبة عليها، ومع هذا فهناك مجال للعقل أن يستوحي بعض الفوائد من غيبته ()، وقد سأل جابر بن عبد الله الأنصاري النبي (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟
    فقال (صلى الله عليه وآله): أي والله الذي بعثني بالنبوة، إنّهم يستضيئون بنوره، وينتفعون بولايته في غيبته، كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها سحاب(1).
    ونعود فنسجل بعض فوائد هذه الغيبة:

    1 - الفوائد المترتبة على غيبة الأنبياء (عليهم السلام) لأممهم تترتب على غيبته ().
    2 - أجمع أهل القبلة - خلا المعتزلة والخوارج - على وجود الخضر () وبقائه عبر القرون المتطاولة، والأجيال المتعاقبة، ونحن نجهل الفائدة لكثير من الأمور العبادية وغيرها، وهاهي طقوس الحج - من الإحرام والطواف والسعي والتقصير ورمي الجمار وذبح الفداء والحلق - من الأمور الغيبية التي لم نهتد إلى الغاية منها، والفائدة المترتبة عليها.
    3 - فيها اختبار للمسلمين وتمحيص للمؤمنين، وليس هذا الاختبار والتمحيص ببعيد عن ملة الإسلام، بل عليه شواهد كثيرة من القرآن الكريم، قال تعالى: (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)(2).
    وقال تعالى: (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب)(3).
    • وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لابد من فتنة تبتلى بها الأمة بعد نبيها ليتعين الصادق من الكاذب، لأن الوحي قد انقطع وبقي السيف وافتراق الكلمة إلى يوم القيامة(4).

    • وقال (صلى الله عليه وآله) لعلي (): يا علي سيفتنون بأموالهم ويمنّون بدينهم على ربهم، ويتمنّون رحمته، ويأمنون سطوته ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة، والأهواء الساهية؛ فيستحلون الخمر بالنبيذ، والسحت بالهدية، والربا بالبيع.
    قلت: يا رسول الله فأي المنازل أنزلهم، منزلة ردّة أم منزلة فتنة؟
    فقال (صلى الله عليه وآله): بمنزلة فتنة(5).

    • وقال أمير المؤمنين (): ولكن الله جل وعز يختبر عبيده بأنواع المجاهد، ويبتليهم بضروب المكاره، إخراجاً للتكبر من قلوبهم، وإسكاناً للتذلل من أنفسهم، وليجعل ذلك أبواباً إلى فضله، وأسباباً ودليلاً إلى عفوه، كما قال الله (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)(6).
    ولقد اختبر الله المسلمين الأولين بالهجرة تارة، وبالحرب أخرى، وبالانتصار مرة، وبالانتكاسة ثانية، ولو شاء أن يجعل لهم النصر في كل ذلك لفعل، لكنه الاختبار، لكنه التمحيص، لكنها الفتنة، وأختبر الله من جاء بعدهم - من التابعين وتابعيهم - أن يعيشوا وأئمتهم (عليهم الصلاة والسلام) في اضطهاد وقتل وحبس وتشريد، وما أعظم النكبة عليهم وهم يشاهدون موسى بن جعفر () - مثلاً - في السجن، والأمر تملكه النسوان والخدم.
    واختبرنا الله جل شأنه بغيبة إمامنا ()، وفقدان قائدنا، ليتبين ثباتنا على المبدأ وتمسكنا بالإسلام.

    4 - وليست محن الحياة الكثيرة، ورزاياها المتعددة، وأدوار العسر والشدة، وجميع مكاره الحياة إلاّ تكميلاً للنفوس، وصقلاً للصفات الخيرة في الإنسان، ليخرج منها بانقطاع نحو الله تعالى، وتوجه إليه جل شأنه، ومصيبتنا في غيبة إمامنا () لا تعدو أن تكون من هذه المصائب إن لم تكن أعظمها، وهي مدعاة للتوجه نحو الله تبارك وتعالى والانقطاع إليه لنصرة الحق، وإصلاح المجتمع، وتعجيل الفرج، وفي هذا ما فيه من تكميل للنفوس، وتهذيب للصفات. وإصلاح للغرائز.
    ___________
    1 - إكمال الدين : ج 1 ص 316.
    2 - سورة العنكبوت : الآية 3.
    3 - سورة آل عمران: الآية 179.
    4 - تفسير الصافي : ص 363.
    5 - تفسير الصافي : ص 364.
    6 - تفسير البرهان : ج 3 ص 243.

  • #2
    شكراً لكم وأحسنتم صنعا ...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك اسعدني مرورك
      الهي بحق بطلة كربلاء يفرج عنك ا وعن جميع المؤمنين والمؤمنات
      يا علي مدد يا مهدي سدد

      تعليق


      • #4
        ما الفائدة من إمام غائب؟

        والجواب:
        إنَّ الذي يحقق ويدقق في هذه المسألة، يجب أن يضع في حسابه أولاً الروايات والاَخبار الصحيحة التي تتحدث عن ظهوره الذي سيكون بصورةٍ مفاجئة وسريعة، أو على حدِّ لسان بعض الروايات «بغتة». أي دون تحديد زمن مخصوص أو وقتٍ معيّن، وهذا يترتّب عليه ترقب كل جيلٍ من أجيال المسلمين لظهوره المبارك. إنَّ المتأمل لهذه المسألة سوف لايصعب عليه أن يكتشف فوائد ومزايا جمةً تتعلق بالاُمّة المرحومة، منها:
        إنَّ ذلك يدعو كلّ مؤمن إلى أن يكون على حالةٍ من الاستقامة على الشريعة، والتقيّد بأوامرها ونواهيها، والابتعاد عن ظلم الآخرين، أو غصب حقوقهم، وذلك لاَنَّ ظهور الاِمام المهدي ـ الذي سيكون مفاجئاً ـ يعني قيام دولته وهي التي يُنتصف فيها للمظلوم من الظالم، ويُبسَط فيها العدل ويُمحى الظلم من صفحة الوجود. ولايقولنَّ أحدٌ إنَّ الشريعة ودستورها القرآن منعت الظلم والتظالم وهذا يكفي.
        فإنَّ جوابه: إنَّ الشعور والاعتقاد بوجود السلطة وبتمكنها وسلطنتها يعدُّ رادعاً قوياً، وقد جاء في الاَثر الصحيح «إنَّ اللهَ ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن..».
        إنَّ ذلك يدعو كلّ مؤمن إلى أن يكون في حالةِ طوارئ مستمرة من حيث التهيؤ للانضمام إلى جيش الاِمام المهدي والاستعداد العالي للتضحية في سبيل فرض هيمنة الاِمام الكاملة وبسط سلطته على الارض لاِقامة شرع الله تعالى. وهذا الشعور يخلق عند المؤمنين حالةً من التآزر والتعاون ورصّ الصفوف والانسجام لاَنهم سيكونون جُنداً للاِمام عليه السلام.
        إنَّ هذه الغيبة تحفّز المؤمن بها للنهوض بمسؤوليته، وخاصة في مجال الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فتكون الاَُمّة بذلك متحصّنة متحفّزة. إذ لايمكن تقيّد أنصار الاِمام المهدي عليه السلام بالانتظار فحسب، دون الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر استعداداً لبناء دولة الاِسلام الكبرى وتهيئة قواعدها حتى ظهور الاِمام المهدي عليه السلام.
        إنَّ الاُمّة التي تعيش الاعتقاد بالمهدي الحي الموجود تبقى تعيش حالة الشعور بالعزة والكرامة، فلا تطأطئ رأسها لاَعداء الله تعالى، ولاتذلُّ لجبروتهم وطغيانهم، إذ هي تترقب وتتطلع لظهوره المظفّر في كلِّ ساعة، ولذلك فهي تأنف من الذلِّ والهوان، وتستصغر قوى الاستكبار، وتستحقر كلّ مايملكون من عدةٍ وعدد.
        إنَّ مثل هذا الشعور سيخلق دافعاً قويّاً للمقاومة والصمود والتضحية، وهذا هو الذي يخوّف أعداء الله وأعداء الاِسلام،
        الاخت الفاضلة بارك الله فيك لطرحك هذا التساؤل المهم تقبلي مروري وطرحي

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين


          حياكِ الله تعالى و حفظكِ بعينه التي لا تنام
          أشكر الله تعالى لمروركِ الكريم و طيب دعواتكِ
          بارك الله فيكِ و سدد الرحمن خطاكِ

          " العجل العجل العجل يا مولاي يا صاحب الزمان "
          اللهم أجعلنا من أنصار قائم آل محمد
          إجعلوا لي نصيباً من دعائكم المبارك
          وصل الله على محمد وعترته الطيبين الطاهرين

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X