إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غاية الزواج ومواصفات اختيار الزوج والزوجة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غاية الزواج ومواصفات اختيار الزوج والزوجة

    غاية الزواج ومواصفات اختيار الزوج والزوجة


    نظراً لأهمیة هذا الموضوع في حیاة الإنسان، فإنّ أصحاب الف?ر الإسلامي عندما یدخلون في هذا المجال، یصرفون في بعض الأحیان، الأیام و الشهور في نطاق جلسات عدیدة للنقاش و تبادل الآراء و ?ما تعلم فإنّ العدید من ال?تب قد ألّفت حول هذا الموضوع،

    المصیر الأبدي
    یجب علی الإنسان أن یتّبع غایةً أساسیةً، لا فقط في أمر الزواج فحسب، بل في ?ل أمور و مراحل حیاته؛ و هذه الغایة هي طاعة الرب و التقرّب إلیه سبحانه و تعالی. و إنّ ?ل غایة سواها فارغة و زائلة، و لو ?ان عمل الإنسان لتنفیذ أمر الرب و ?ان هدفه إطاعة المعبود و عبودیته، فإنّ عمله لن ی?ون محدوداً بهذه الدنیا الفانیة، فانّ عمله سیتّصل بالله سبحانه و تعالی و یتّخذ صبغة إلهیة و سیجني الإنسان من ثمراته إلی الأبد و یقدّم صاحبه خطوة نحو خالقه الرحیم. و القرآن أیضاً یذ?ّرنا في مواقف عدّة بهذه النقطة، حیث یقول البارئ سبحانه و تعالی: " ?ل من علیها فان، و یبقی وجه رب? ذو الجلال و الإ?رام " (1) و أيضاً یقول : " صبغة الله و من أحسن من الله صبغة . . . " (2)
    من المم?ن أن ت?ون هذه تجربة جدیدة في حیاتنا أو ت?ون هدفاً مثالیاً و غیر قابل للوصول في رؤيتنا، ل?نّه و بالحقیقة و الواقع قابل للوصول و لو حصلنا علیه سوف ينفتح أمام أعیننا عالم جدید و من المم?ن أن نشاهد مناظر من الجنة في حیاتنا الزوجیة.

    معاً في سبیل المحبوب
    بما أنّ الزواج مرحلة حساسة من مراحل حیاة الإنسان و لها أثرها المصیري في حیاته المادّیة و المعنویة، فأنّ تعیین الغایات الأساسیة في أمر الزواج تفوق أهمیتها سائر مجالات الحیاة. و تقول لنا التعالیم الإسلامیة بأن نجعل غایتنا من الزواج، التقرّب إلی الله و طاعته و یعني هذا أن نجعل هدفنا من الحیاة الزوجیة المساعدة و التعاون في طاعة و عبودیته الله سبحانه و تعالی. و یسعی الإثنان (الزوج و الزوجة) في ?سب مرضاة الخالق في ?ل الأمور و أداء الواجب في جمیع لحظات الحیاة و أن یساعد الزوج زوجته في هذا المجال.
    لو أخذت حیاتنا الزوجیة هذه الصبغة و بنیت علی هذا الأساس، سیزداد الحُبّ بینهم شیئاً فشیئاً و من البدیهي أن ت?ون هذه الحياة الجديدة (و حسب ما قدمناه) أبدية لا یدخل فیها الفناء. بما أنّ الأئمة الأطهار (علیهم السلام) و في ?لام لهم، بیّنوا لنا أن مثل هذه الحیاة الزوجیة لا تنقطع حتی في الجنة و سی?ون نور الزوجة أ?ثر من حور العین ألتي شاع صیت حسنها. و سیعیش الإثنان (الزوج و الزوجة) في الجنة جنباً إلی جنب.

    زوجة ه?ذا ...
    إنّ جواب القسم الثاني من السؤال قد إتّضح في ما مضی و هو أنّ من المستلزمات الزوجة التي تستطیع أن تساعد الزوج في ذل? الطریق، أن تنتخب الزوجة ?زوجها ذل? الهدف (المذ?ور) من بین الأهداف المختلفة ألتي یختارها الناس لحیاتهم، بوعیٍ و حرّیةٍ ?املین. و الصفة البارزة لهؤلاء الناس أنّهم یسعون في تقوی الله و إجتناب المحرّمات.
    أمّا من الناحیة العملیة، ف?یف نستطیع أن نتطلّع علی صفات الزوج الذي نرید إختیاره و ?یف نختبره؟
    علینا أن نلاحظ أنّ لعائلة الزوجة تأثیراً عمیقاً علی أخلاقها و صفاتها، فإن ?ان نظماً و تفاهماً عاماً یسود عائلة الزوجة، فهذا یعتبر ميزة غالية؛ نقصد أن ی?ون الأب حین تلاطفه و أنسه بالأسرة، مدیراً قویاً لهم و أنّ الأمّ لا تنسی المحبة و العطوفة للعائلة خلال منعطفات الحیاة المتتالیة.
    و علی هذا الأساس و بغضّ النظر عن التأثیرات الإجتماعیة و أثرات البیئة في المجتمعات المختلفة، فمن الطبیعي أن ی?ون أساس شخصیة الإبن و ?یانه یشبه الأب و ?ذل? البنت للأم فأنّه بالتدقیق في شخصیة و صفات الأب و الأم، یم?ننا أن نطّلع بصورة نسبيّة إطّلاعاً علی شخصیة و صفات و أهداف الإبن أو البنت الذي أو التي نريد الزواج معه أو معها في المستقبل.
    الإستفسار و السؤال من أقارب عائلة الزوج یعتبر أیضاً وسیلة مناسبة تساعدنا ?ثیراً في هذا المجال. و أیضاً یجب علینا أن نعلم أنّ الجمال و الإناقة هي مهمّة و ل?ن بالدرجة الثانیة من الأهمیة و الأهمّ هو الخلق الحسن و الهدف المتعالي، لأنّ الإنسان یعیش مع أخلاق زوجه و سلو?ه لا مع جماله و لا حتی دراساته العليا و لذا لو بحثنا سنجد أنّ ?ثیراً من الرجال و زوجاتهم لهم مدارج علمیة عالیة، أو لهم صفات ظاهریة فريدة، و ل?ن مع ذل? یعیشون حیاة زوجیة سیئة للغایة.
    إذن لا یبقی لنا أدنی ش?ّ بأنّ أساس و عمق الحُب و العطوفة الموجودة بین الزوجین و إستح?ام حیاتهما الزوجیة یعود إلی الحوافز و الأهداف لهذا الزواج. إذن فانّ أرقی الأهداف للزواج، ستُحدث أقوی الصِلات بین الزوجین في حیاتهم. و لو إنتخبا الأهداف الإلهیة حقاً، فإنّ من الطبیعي سیسعيان للوصول إلی هذه الأهداف في جمیع لحظات حیاتهما و سیساعد الواحد منهما الآخر في هذا الطریق و في هذا الش?ل من الحیاة الزوجیة، ستتأصّل المحبة و العطوفة و تدوم.

    أجمل زواج، أقوی حُب
    إنّ النموذج البارز للحیاة المفعمة بالمحبة التي ذ?رناها، حیاة أمیرالمؤمنین و فاطمة الزهراء (سلام الله علیهما) و یجدر بنا أن نشیر هنا إلی مقتطفٍ منها ?شاهد علی ما مضی من ?لامنا. الحیاة التي ?ان سبب الوحدة و الألفة فيها و بين أر?انها حُبّ الله و ?انت لحظات تل? الحیاة مليئة بذ?ره سبحانه دوماً ...
    بعدما زوّج الرسول (صلّی الله علیه و آله و سلّم) فاطمة الزهراء (علیها سلام) من أمیرالمؤمنین (علیه السلام)،دخل یوماً في بیتهم، فسأل علياً (علیه السلام) : ?يف وجدت أهل?؟ قال: "نعم العون علی طاعة الله". و سأل فاطمة (علیها سلام) فقالت: "خير بعل". فقال الرسول: "اللّهمّ اجمع شملهما و ألّف بين قلوبهما و اجعلهما و ذرّيّتهما من ورثة جنّة النّعيم و ارزقهما ذرّيّةً طاهرةً طيّبةً مباركةً و اجعل في ذرّيّتهما البركة و اجعلهم أئمّةً يهدون بأمرك إلى طاعتك و يأْمرون بما يرضيك‏."(3)
    لو تأمّلنا قلیلاً، سنستغرب و نتعجّب ?ثیراً. فانّه و مع وجود شتی ال?مالات الموجودة في فاطمة الزهراء (علیها سلام)،فأنّ أمیرالمؤمنین (علیه السلام) عندما یرید وصفها، ت?ون قمّة ?لامه هي أنّها نعم العون علی طاعة الله.
    و هذا مع العلم بأنّهما لم ی?ونا قد تر?ا الحیاة العادّیة إشتغالاً بالعبادة دوماً، بل ?انا ?سائر الناس یعیشان حیاتهما الطبیعیة، و ل?ن ?انت غایتهما من النوم و الطعام و العمل و سائر أر?ان الحیاة هي طاعة الخالق و تحصیل رضاه سبحانه و تعالی و ?انا یقصدانه و یبغيانه و لا یشر?ان به أحداً. و هنا یَ?من السرّ المحبة و العاطفة التي ?انت موجودة بینهما. نعم، إنّ رضاه سبحانه و تعالی یخلق أقوی بناء وثیق في العالم.

    الزواج هو الس?ون و الطمأنینة الشاملة
    متابعة لهذه الرؤية إلی قضية الزواج، فانّ النتاج العملي الذي یذ?ره القرآن ال?ریم للزواج هو الس?ون و الطمأنینة الشاملة ل?ل أبعاد و ?یان الإنسان، و ?ما تعلمون فإنّ الله سبحانه و تعالی یعتبر غایة الزواج الحصول علی الس?ون و الطمأنینة و یقول عزّ من قال: "و من آیاته أن خلق ل?م من أنفس?م أزواجاً لتس?نوا إلیها و جعل بین?م مودّة و رحمة إنّ في ذل? لآیاتٍ لقوم یتف?ّرون"(4) و بما أنّه سبحانه و تعالی لم یجعل قیداً للس?ون و الطمأنینة، نستنتج أنّ الطمأنینة الحاصلة من الزواج تظهر في ?ل شؤون الحیاة و أنّ الزوجین سیحصلان علی طمأنینة و س?ون في الأمور الإقتصادیة و الإجتماعیة و المادّیة و الأهمّ من ذل? المعنویة و النفسیة، حیث يبتعد عنهم التشويش و القلق و الإضطراب ال?امن في وجودهم.
    من الطبیعي أن ی?ون الحصول علی الس?ون و الطمأنینة في الشؤون المادّیة و المعنویة، هو إحدی الحوافز للإنسان یحرّ?ه نحو الزواج؛ لأنّه و قبل الزواج فأنّ الإنسان یشعر بوجود إضطراب و قلق في أعماقه و یسعی في إزالتهما. و عندما یسعی نحو الزواج طاعةً لأمر الله و تقرّباً به سیحصل علی الس?ون و الطمأنینة أ?ثر من آخرين، لأنّه و بنصّ القرآن ال?ریم فانّ الأمر الذي یشفي صدر ?ل إنسان و یطمأنه هو ذ?ر الله سبحانه و تعالی.

    بدایة حسنة، مقدّمة لمواصلة المسار
    إضافةً للموضوعات التي ذ?رناها، یجب أن نلفت الأنظار إلی أنّ الزوج الصالح (و مع أهمیته) یعتبر نصف الطریق فقط و یجب أن لا ن?تفي به و النصف الآخر هو السلو? الحسن و البقاء و المعاضدة جنباً إلی جنب في ?ل منعطفات الحیاة.
    هذا الأمر قضیة مهمّة له الدور الأساسي في سعادة الإنسان في بقیة حیاته.
    إذن فلنتّخذ هدفاً ربّانیاً لحیاتنا و لنعیش لحظات حیاتنا ?ما یُحبّ و یَرضی.
    _________________________
    الهوامش:
    1- سورة الرحمن، الآیة 26 و 27
    2- سورة البقرة، الآیة 138
    3- بحار الأنوار، مجلد 43، صفحة 117
    4- سورة الروم، الآیة 21




  • #2
    أختي ((تقوى القلوب)) موضوعكم ممتاز جدا وأحسنتم صنعا ولو إنني قرأته بصعوبة ,,لعدم وضوح الخط لكنه رائع وشيق.........(( أعتقد أنّ الزواج هو المحطة الأخيرة التي تحطُ عندها الرغبات والأمنيات فلينظر كل إنسان بحذر أين يحط رحاله ومن يأتمن عليها ............نعم الزوجة الصالحة الواعية هي نصيرة الزوج في حركته تجاه ربه تعالى (( وهوالمفروض)) أمّا الواقع فقلما تجدُ إمرأة تكون سندا واعيا وناضجا لزوجها وخصوصا إذا كان من الواعين العارفين وهذا ما لمسته وجدانيا وميدانيا ))حتى أنّ بعض الأخوة المؤمنين ذكر لي بأنه آيس من زوجته في تحسين معاملتها معه وخاصة وهي تدّعين التدين والذي بان زيفه بحسب ما قاله لي وأخذ يُفكر في تنشيط عرفانياته وعبادياته الذاتية علّه يحظى بزواج الحور العين وخاصة هناك أية رائعة تحثُ على مثل هكذا زواج ...........))والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.............مع إعتذاري لكم عن الفضول...تقبلي مروري يا أختي

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيراً

      تعليق


      • #4
        اخي حاتم المياحي يااهلا وسهلا بك

        اعتقد ان زواج اليوم هو من اعقد المشكلات وخاصة للشاب المتدين والشابة المتدينة
        نعم قد يكون سهل يسير على من لايهتمون لجانب الديني
        اما على الذين يكون الجانب الديني اولوية في حياتهم الزوجية ستكون هناك دوافع في نفسية كل منهما حول ان كان هذا الشخص يستطيع ان يكون حافز ومرشد للسير في طريق الله ام انه سيكون عقبة في مسيرة السير الى الله



        بارككم الله اخي الفاضل



        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X