كانت قريش في حجة الوداع مستنفرة خوفاً من فرض النبي(صلى الله عليه و آله) خلافة عترته عليها ! وكان المتآمرون لقتل النبي(صلى الله عليه و آله) في طريق تبوك موجودين معه في حجة الوداع !وقد فرحوا لأنه(صلى الله عليه و آله) لم يستطع أن يكشف أسماءهم، ولا أن يعاقبهم على مؤامرة تبوك ! واعتبروا ذلك انتصاراً بالحد الأدنى عليه(صلى الله عليه و آله) !
وكانوا يرون أنه ماضٍ في تركيز خلافة علي(عليه السلام) ، فقد أشاد به في طريق تبوك، وفي المدينة بعد عودته، وسحب سورة براءة من أبي بكر وبعث علياً بدله بها، لأن جبرئيل أمره بأنه لايبلغ عنه إلا هو أو رجل منه !
ثم أشركه في أضاحيه لأنهما من ولد عبد المطلب، وجعلها مئة ناقة على عدد نذر عبد المطلب عن أبيه عبد الله. ثم خص ابنته فاطمة بأضحية وقال لها قومي فاشهدي أضحيتك (المغني:1/156) بينما ذبح لكل نسائه بقرة (المغني: 3/5 1).
وتواصلت أحاديثه عن مكانة علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) ، فقال إن فاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وإنهما إمامان قاما أو قعدا، وإن علياً أسد الله وأسد رسوله وولي المؤمنين بعده .
ثم كان يؤكد على ميزانية (الخمس) التي جعلها الله لبني هاشم لينزههم عن الزكوات التي هي أوساخ الناس، وهذا أقصى الرفعة لهم !
ثم لم يرض بذلك حتى قرن عترته بالقرآن وأوصى بهما الأمة، ثم بشر باثني عشر إماماً ربانيين من عترته، أي أن إمامتهم من الله ! فماذا بقي لقبائل قريش ؟!
ثم رأته قريش يتعمد الحديث عن ظلمهم ومحاصرتهم له ولبني هاشم سنين في شعب أبي طالب، فقد أعلن يوم التروية:«منزلنا غداً إن شاء الله تعالى بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر».(صحيح بخاري:2/158) ثم كررها بعد عرفات (بخاري: 4/247). وكان أكد عليها يوم فتح مكة !
فلم يكن عند قريش حل لمشكلتهم إلا بمواصلة العمل لقتل محمد ! وبالحيلولة عملياً بكل وسيلة بينه وبين إعلانه علياً(عليه السلام) خليفة، حتى بالتشويش على كلامه(صلى الله عليه و آله) وبالقول للناس إنه لم يقل، وبالتهديد بالردة عندما يلزم ذلك ! وهو الأمر الذي يخاف من النبي(صلى الله عليه و آله) كثيراً !
قال أمير المؤمنين(عليه السلام) :« إن العرب كرهت أمر محمد(صلى الله عليه و آله) وحسدته على ما آتاه الله من فضله واستطالت أيامه ! حتى قذفت زوجته ونفرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها وجسيم مننه عندها ! وأجمعت مذ كان حياً على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته »!(شرح النهج: 2 /298).
ولم يكتف الناشطون لأخذ الخلافة حتى كتبوا بينهم معاهدة ! قال الإمام الباقر(عليه السلام) : «كنت دخلت مع أبي الكعبة فصلى على الرخامة الحمراء بين العمودين فقال: في هذا الموضع تعاقد القوم إن مات رسول الله(صلى الله عليه و آله) أو قتل ألا يردوا هذا الأمر في أحد من أهل بيته أبداً ! قال قلت: ومن كان؟ قال: كان الأول والثاني وأبو عبيدة بن الجراح وسالم ابن الحبيبة»! ( الكافي:4/545).
وفي الإستغاثة:2/66:«وأما أبو عبيدة الجراح فالرواية عن أهل البيت(عليهم السلام) أنه كان أمين القوم الذين تحالفوا في الكعبة الشريفة أنه إن مات محمد أو قتل لا يصيروا هذا الأمر إلى أهل بيته من بعده، وكتبوا بينهم صحيفة بذلك، ثم جعلوا أبا عبيدة بينهم أميناً على تلك الصحيفة، وهي الصحيفة التي روت العامة أن أمير المؤمنين دخل على عمر وهو مسجى فقال: ما أبالي أن ألقى الله بصحيفة هذا المسجى، وكان عمر كاتب الصحيفة فلما أودعوه الصحيفة خرجوا من الكعبة الشريفة ودخلوا المسجد ورسول الله(صلى الله عليه و آله) فيه جالساً فنظر إلى أبي عبيدة فقال: هذا أمين هذه الأمة على باطلها ! يعني أمين النفر الذين كتبوا الصحيفة ! فروت العامة أن رسول الله قال: أبو عبيدة أمين هذه الأمة » !
أقول: كان أبيَّ بن كعب(رحمه الله) كان يسميهم أصحاب العقدة ويقول كما في رواية عبد الرزاق : 8/62 ، والحاكم:4/527: « هلك أهل هذه العقدة ورب الكعبة ! هلكوا وأهلكوا كثيراً ! أما والله ما عليهم آسى ولكن على من يهلكون من أمة محمد(صلى الله عليه و آله) » !
وروت مصادر السنيين قول أمير المؤمنين(عليه السلام) لأبي بكر وعمر عندما أرادوا إجباره على بيعتهما، فقال لهما كما روى ابن قتيبة في الإمامة والسياسة (1/18) : «احتججتم به على الأنصار.. نحن أولى برسول الله حياً وميتاً فأنصفونا إن كنتم تؤمنون، وإلا فبوؤوا بالظلم وأنتم تعلمون !فقال له عمر: إنك لست متروكاً حتى تبايع، فقال له علي: إحلب حلباً لك شطره، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غداً ! ثم قال: والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه . فقال له أبو بكر: فإن لم تبايع فلا أكرهك » وشرح النهج:6/11، والسقيفة للجوهري/62.
وعندما أوصى أبو بكر لعمر قال له علي(عليه السلام) :«حلبت حلباً لك شطره ! بايعته عام أول وبايع لك العام » (أنساب الأشراف للبلاذري:1 /375).
الأسئلة:
س1: مامعنى قول علي(عليه السلام) «لَشَدَّ مَا تَشَطَّرا ضَرْعَيْهَا » فهل يقصد أن تنازعهما فيها كان شديداً، أو يقصد أنهما طالما حلما بها ؟!
س2: نحن نقول إن اتفاقاً رباعياً مكتوباً تم في حجة الوداع بين الشيخين وأبي عبيدة وسلم الفارسي مولى حذيفة . ولذلك كان عمر يقول عندما طُعن: لو كان أبو عبيدة حياً لوليته، ولو كان سالم حياً لوليته ! وإلا فما تفسير كلامه ؟!
س3: مامعنى قول علي(عليه السلام) الذي رواه ابن قتيبة: «احتججتم به على الأنصار.. نحن أولى برسول الله حياً وميتاً، فأنصفونا إن كنتم تؤمنون، وإلا فبوؤوا بالظلم وأنتم تعلمون » ؟!
س4: لماذا لم تكشفوا عن المنافقين الذين أرادوا قتل النبي(صلى الله عليه و آله) في ليلة العقبة ؟
وما معنى قول أمير المؤمنين(عليه السلام) الذي تقدم برواية ابن أبي الحديد المعتزلي :« إن العرب كرهت أمر محمد(صلى الله عليه و آله) وحسدته على ما آتاه الله من فضله واستطالت أيامه ! حتى قذفت زوجته ونفرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها وجسيم مننه عندها ! وأجمعت مذ كان حياً على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته » ؟!
وكانوا يرون أنه ماضٍ في تركيز خلافة علي(عليه السلام) ، فقد أشاد به في طريق تبوك، وفي المدينة بعد عودته، وسحب سورة براءة من أبي بكر وبعث علياً بدله بها، لأن جبرئيل أمره بأنه لايبلغ عنه إلا هو أو رجل منه !
ثم أشركه في أضاحيه لأنهما من ولد عبد المطلب، وجعلها مئة ناقة على عدد نذر عبد المطلب عن أبيه عبد الله. ثم خص ابنته فاطمة بأضحية وقال لها قومي فاشهدي أضحيتك (المغني:1/156) بينما ذبح لكل نسائه بقرة (المغني: 3/5 1).
وتواصلت أحاديثه عن مكانة علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) ، فقال إن فاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وإنهما إمامان قاما أو قعدا، وإن علياً أسد الله وأسد رسوله وولي المؤمنين بعده .
ثم كان يؤكد على ميزانية (الخمس) التي جعلها الله لبني هاشم لينزههم عن الزكوات التي هي أوساخ الناس، وهذا أقصى الرفعة لهم !
ثم لم يرض بذلك حتى قرن عترته بالقرآن وأوصى بهما الأمة، ثم بشر باثني عشر إماماً ربانيين من عترته، أي أن إمامتهم من الله ! فماذا بقي لقبائل قريش ؟!
ثم رأته قريش يتعمد الحديث عن ظلمهم ومحاصرتهم له ولبني هاشم سنين في شعب أبي طالب، فقد أعلن يوم التروية:«منزلنا غداً إن شاء الله تعالى بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر».(صحيح بخاري:2/158) ثم كررها بعد عرفات (بخاري: 4/247). وكان أكد عليها يوم فتح مكة !
فلم يكن عند قريش حل لمشكلتهم إلا بمواصلة العمل لقتل محمد ! وبالحيلولة عملياً بكل وسيلة بينه وبين إعلانه علياً(عليه السلام) خليفة، حتى بالتشويش على كلامه(صلى الله عليه و آله) وبالقول للناس إنه لم يقل، وبالتهديد بالردة عندما يلزم ذلك ! وهو الأمر الذي يخاف من النبي(صلى الله عليه و آله) كثيراً !
قال أمير المؤمنين(عليه السلام) :« إن العرب كرهت أمر محمد(صلى الله عليه و آله) وحسدته على ما آتاه الله من فضله واستطالت أيامه ! حتى قذفت زوجته ونفرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها وجسيم مننه عندها ! وأجمعت مذ كان حياً على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته »!(شرح النهج: 2 /298).
ولم يكتف الناشطون لأخذ الخلافة حتى كتبوا بينهم معاهدة ! قال الإمام الباقر(عليه السلام) : «كنت دخلت مع أبي الكعبة فصلى على الرخامة الحمراء بين العمودين فقال: في هذا الموضع تعاقد القوم إن مات رسول الله(صلى الله عليه و آله) أو قتل ألا يردوا هذا الأمر في أحد من أهل بيته أبداً ! قال قلت: ومن كان؟ قال: كان الأول والثاني وأبو عبيدة بن الجراح وسالم ابن الحبيبة»! ( الكافي:4/545).
وفي الإستغاثة:2/66:«وأما أبو عبيدة الجراح فالرواية عن أهل البيت(عليهم السلام) أنه كان أمين القوم الذين تحالفوا في الكعبة الشريفة أنه إن مات محمد أو قتل لا يصيروا هذا الأمر إلى أهل بيته من بعده، وكتبوا بينهم صحيفة بذلك، ثم جعلوا أبا عبيدة بينهم أميناً على تلك الصحيفة، وهي الصحيفة التي روت العامة أن أمير المؤمنين دخل على عمر وهو مسجى فقال: ما أبالي أن ألقى الله بصحيفة هذا المسجى، وكان عمر كاتب الصحيفة فلما أودعوه الصحيفة خرجوا من الكعبة الشريفة ودخلوا المسجد ورسول الله(صلى الله عليه و آله) فيه جالساً فنظر إلى أبي عبيدة فقال: هذا أمين هذه الأمة على باطلها ! يعني أمين النفر الذين كتبوا الصحيفة ! فروت العامة أن رسول الله قال: أبو عبيدة أمين هذه الأمة » !
أقول: كان أبيَّ بن كعب(رحمه الله) كان يسميهم أصحاب العقدة ويقول كما في رواية عبد الرزاق : 8/62 ، والحاكم:4/527: « هلك أهل هذه العقدة ورب الكعبة ! هلكوا وأهلكوا كثيراً ! أما والله ما عليهم آسى ولكن على من يهلكون من أمة محمد(صلى الله عليه و آله) » !
وروت مصادر السنيين قول أمير المؤمنين(عليه السلام) لأبي بكر وعمر عندما أرادوا إجباره على بيعتهما، فقال لهما كما روى ابن قتيبة في الإمامة والسياسة (1/18) : «احتججتم به على الأنصار.. نحن أولى برسول الله حياً وميتاً فأنصفونا إن كنتم تؤمنون، وإلا فبوؤوا بالظلم وأنتم تعلمون !فقال له عمر: إنك لست متروكاً حتى تبايع، فقال له علي: إحلب حلباً لك شطره، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غداً ! ثم قال: والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه . فقال له أبو بكر: فإن لم تبايع فلا أكرهك » وشرح النهج:6/11، والسقيفة للجوهري/62.
وعندما أوصى أبو بكر لعمر قال له علي(عليه السلام) :«حلبت حلباً لك شطره ! بايعته عام أول وبايع لك العام » (أنساب الأشراف للبلاذري:1 /375).
الأسئلة:
س1: مامعنى قول علي(عليه السلام) «لَشَدَّ مَا تَشَطَّرا ضَرْعَيْهَا » فهل يقصد أن تنازعهما فيها كان شديداً، أو يقصد أنهما طالما حلما بها ؟!
س2: نحن نقول إن اتفاقاً رباعياً مكتوباً تم في حجة الوداع بين الشيخين وأبي عبيدة وسلم الفارسي مولى حذيفة . ولذلك كان عمر يقول عندما طُعن: لو كان أبو عبيدة حياً لوليته، ولو كان سالم حياً لوليته ! وإلا فما تفسير كلامه ؟!
س3: مامعنى قول علي(عليه السلام) الذي رواه ابن قتيبة: «احتججتم به على الأنصار.. نحن أولى برسول الله حياً وميتاً، فأنصفونا إن كنتم تؤمنون، وإلا فبوؤوا بالظلم وأنتم تعلمون » ؟!
س4: لماذا لم تكشفوا عن المنافقين الذين أرادوا قتل النبي(صلى الله عليه و آله) في ليلة العقبة ؟
وما معنى قول أمير المؤمنين(عليه السلام) الذي تقدم برواية ابن أبي الحديد المعتزلي :« إن العرب كرهت أمر محمد(صلى الله عليه و آله) وحسدته على ما آتاه الله من فضله واستطالت أيامه ! حتى قذفت زوجته ونفرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها وجسيم مننه عندها ! وأجمعت مذ كان حياً على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته » ؟!
تعليق