إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاصلاح بين الناس واجب شرعي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاصلاح بين الناس واجب شرعي

    اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف





    الاصلاح بين الناس واجب شرعي









    بسمه تعالى




    قال الله تعالى في كتابه المجيد: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الحجرات: 10].



    وقال سبحانه: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً}[النّساء: 114].




    الاختلاف سمة الكائنات



    وإذا وصلنا إلى الإنسانِ أفضل خلق الله، فإنَّنا لا نرى إلا الاختلافَ.



    فمن حيث الشَّكل، يستحيل أن نرى شخصين طبق الأصل، فلكلٍّ خريطته الوراثيَّة الَّتي تحدِّد مظهره، كما تحدِّد معالم شخصيَّته.


    ولهذا، فمن الطَّبيعيّ أن نرى الاختلاف بين البشر في الإمكانات والقدرات، وفي الطَّبائع والأمزجة والآراء وطريقة النَّظر إلى الأمور والأهداف، وفي ميول الأهواء والمصالح...


    كلٌّ حسب بيئته.




    لقد طبع الله سبحانه وتعالى البشر في الحياة بطابع الاختلاف، كما طبع الكون بكلّ كائناته بهذا الأمر، فأنّى تدر الوجه ترَ الاختلاف، في النّوع والشّكل والوظيفة والدّور...




    فالزّهور على مدِّ البصر، والثّمر مختلفٌ ألوانه، وكذلك الأمر في الجبال والبحار، وفي الكواكب والنّجوم، وفي أشكال النّاس والحيوان.






    إذاً، نفهم الاختلاف تنوّعاً، ونفهمه غنًى، ونفهمه تكاملاً وتلاقياً وتراكماً، وهذه هي الإيجابيَّة في الاختلاف الَّذي يلوِّن الحياة، ويُخرج المجتمع عن الرَّتابة الّتي ينتجها الرَّأي الواحد، أو الاتّجاه
    الواحد، وحتَّى المزاج الواحد.




    أمَّا ما هو غير طبيعيّ في الاختلاف، فهو عندما يتحوَّل من نعمةٍ إلى نقمة، ومن الايجابيَّة إلى السلبيَّة، ويكون سبباً للمشاكل والتوتّرات بين الجماعات والجهات المختلفة، سياسيّاً أو دينيّاً أو مذهبيّاً، أو بين العائلات والأفراد..



    أفراد الوطن الواحد، أو المجتمع الواحد، وحتى بين أفراد العائلة الواحدة؛ بين الأخ وأخيه، والزّوج وزوجته، والابن وأبيه، وهكذا...



    ومن مظاهر هذا الاختلاف السَّلبيّ، نشوء حساسيّاتٍ داخل النّفوس، وبروز عداواتٍ وفتنٍ بين النّاس، قد تنتهي خراباً وفساداً ولعنةً وطرداً من رحمة الله...




    الدَّور التَّربويّ للأنبياء



    ومن هنا، انطلقت دعوة الإصلاح، وأرسل الله الأنبياء لأجل ذلك رحمةً بالنَّاس، وهذا ما أشار الله إليه:



    {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ}[البقرة: 213].





    فدور الأنبياء هو صمَّام الأمان في الدّنيا، الذي يَحُول دون استحكام الخلافات بين الناس، بحيث تكون الدّنيا صورةَ الآخرة، كما وصفها لنا الله:


    {إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}[الحجر:47].




    فقد ركَّزوا من خلال دورهم التَّربوي على تربية النَّاس على أخلاقيَّات الاختلاف، فنبذوا العصبيّات، ودعوا إلى التّواصل وعدم التّباعد، وإلى الحوار الشّامل في كلّ الاتجاهات، واعتبار الرّفق هو الأساس، والعنف هو الاستثناء.





    فلا العاطفة تفقد الإنسان العدالة في الكلمة والموقف، ولا الاختلاف يحجزه عن إعطاء الحقِّ لمن يختلف معه، ولا يدفعه إلى التجنّي عليه، أو إساءة الظنّ به.



    ففي القرآن دعوة واضحة إلى أن تكون الأخلاق هي الَّتي تحكم العلاقة عند الاختلاف:


    {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[المائدة: 8].



    واجب الإصلاح



    وإلى جانب كلِّ هذا الدَّور التَّربويّ الَّذي يقوم به الأنبياء والأئمَّة، كان التَّأكيد من الله ضرورة تدخّلهم المباشر كإطفائيِّين في المجتمع، يعملون على تقريب وجهات النَّظر، ويمنعون تحوّل الاختلاف إلى ضغائن وأحقاد، وهذا ما دعوا إليه، كما جاء عن الله سبحانه عندما قال:



    {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً}[النّساء: 35].



    هذا في العائلة، أما في المجتمع العام، فكانت الدَّعوة للمؤمنين إلى استنفار جهودهم:


    {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}[الحجرات: 10].




    أمّا إذا ما استعر الخلاف، فعلى المجتمع أن يلجأ إلى استعمال القوَّة لفرض الإصلاح، وإلى هذا أشار الله تعالى:


    {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}[الحجرات : 9].




    وحتّى الكذب الّذي هو من الكبائر، جائز في الإصلاح، بل هو واجب في بعض الحالات، فقد ورد في الحديث عن الإمام الصّادق(ع):



    "المصلح ليس بكاذب"، وذلك بأن تسمع من أحدهم كلاماً يتحدّث عن آخر بسوء، لكنّك تعكس الأمر وتنقله بخلاف ما سمعت، حتَّى تحلّ المشكلة بينهما.



    الرَّسول المُصلح



    والصّلح كما هو قيمة في الحياة، هو قيمة عند الله، وله الموقع الكبير عنده، فقد ورد عن رسول الله(ص):



    "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصِّيام والصَّلاة والصَّدقة؟


    إصلاح ذات البين".




    ويبقى لنا في رسول الله أسوة حسنة، وهو الَّذي كان المصلح قبل أن يُبعث رسولاً، إذ أصلح بين قبائل مكّة، عندما اختلفوا في من يضع الحجر الأسود في مكانه، وحلَّ إشكالات المائة عام بين الأوس والخزرج.





    وكان رسول الله(ص) حريصاً على أن تبقى عيناه مفتوحتين على كلّ الخلافات الّتي يُراد لها أن تعصف بالمسلمين وتشقّ مجتمعهم،

    وكان اليهود دائماً هم المشكلة، وهو ما حصل مع أبرز مشايخ اليهود،

    ويدعى شاس بن قيس ـ وهذه القصّة قد تحصل معنا،

    وفي كلّ زمان ومكان ـ كان هذا الرّجل شديد الحقد على المسلمين، وشديد الحسد لهم، مرَّ ذات يومٍ على مجلسٍ فيه نفرٌ من أصحاب رسول الله، فغاظه ما رأى من ألفتهم واجتماعهم، بعد الّذي كان بينهم من العداوة في الجاهليّة،


    فأمر شابّاً من اليهود أن يدخل بينهم ويذكِّرهم بالحرب الّتي كانت بينهم ـ أي كما يقولون، يهزّ الودّ بينهم

    ـ ففعل الشابّ ما أُمِر به، وجرَّ القوم إلى التكلّم عن الماضي،

    فتفاخروا حتَّى تواثب رجلان، واحدٌ من الأوس، والآخر من الخزرج، وراح أحدهما يهدّد الآخر،

    وكادت نيران الاقتتال تتأجّج بينهما من جديد، فبلغ ذلك رسول الله(ص)،


    فخرج إليهم مع بعض أصحابه من المهاجرين، حتّى جاءهم وقال:


    "يا معشر المسلمين، الله الله، أبدعوى الجاهليَّة وأنا بين أظهركم، بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهليّة، واستنقذكم من الكفر، وألّف به بينكم؟".




    فعرف القوم أنّها نزغةٌ من نزغات الشّيطان، وكيدٌ من عدوّهم، فبكوا وعانقوا بعضهم بعضاً، ثم انصرفوا مع رسول الله مطيعين، وقد أطفأ الله عنهم كيد عدوِّهم.



    والأئمّة(ع)، كما رسول الله(ص)، حرصوا على أن يكونوا مصلحين في مجتمعاتهم، وقد وجّه الإمام الصّادق(ع) أصحابه إذا رأوا منازعةً بين اثنين، الى التدخل لحل الخلاف حتى لو اقتضى الأمر أن ينفقوا المال في سبيل ذلك.

  • #2
    احسنتم كثيرا موفقين لكل خير

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا

      تعليق


      • #4
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        شكرا على مروركم واشادتكم
        جزاكم الله خير الجزاء
        وأفاض الله تعالى عليكم وعلينا من نوره
        ونور نبيه وآل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
        ونسأل المولى القبول والرضا
        والعفو والمغفرة على مامضى
        وهو خير العافين وأرحم الراحمين

        تعليق


        • #5
          بارك الله بيك اخي

          تعليق


          • #6
            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            شكرا على مروركم واشادتكم
            جزاكم الله خير الجزاء
            وأفاض الله تعالى عليكم وعلينا من نوره
            ونور نبيه وآل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
            ونسأل المولى القبول والرضا
            والعفو والمغفرة على مامضى
            وهو خير العافين وأرحم الراحمين

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X