إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأحزان التي ترد على قلب المؤمن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأحزان التي ترد على قلب المؤمن

    إن الإنسان قد يكون في أعلى درجات الرفاهية، ولكن قلبه يعتصر حزنا وألما.. حيث أنه ليس هناك أي تلازم بين أن يكون الإنسان في سعة من الرزق، وبين حزن قلبه أو فرحه.. فإذن، لا يعتقدن أحد أن الرفاهية المادية ستشفع له في هذا المجال.. وكما هو متعارف: فإن الفقراء من أصفى الناس باطنا، وبعض التجار المترفين من أشد الناس عذابا!..

    إن الحزن ليس حالة واحدة، بل حالات متعددة:
    أولا: الحزن المقدس: إن النبي الأكرم (ص) كان من أكثر الناس حزنا، يقول القرآن الكريم: {طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}.. كان يحمل حزنا عظيما، ولكن هذا الحزن كان مقدسا؛ لأنه حزن على الناس وعلى الأمة، فقد كان (ص) عندما يؤذيه قومه، يقول: (اللهم!.. اغفر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون).

    فإذن، عندما يرى المؤمن أن حزنه نابع من تقصيره في العبودية: حيث أنه من الصباح إلى المساء لم يوفق لطاعة معتبرة، أو عزم على ترك معصية، وفي ساعة الامتحان وقع في تلك المعصية.. أو لا هذه ولا تلك؛ أي لم يرتكب معصية، ولكنه يعيش حالة الغفلة والبعد عن الله عز وجل؛ فإن هذا الحزن مقدس.. لأن ذكر الله -عز وجل- بالنسبة للمؤمن الذي وصل إلى درجة عالية، هو بمثابة الهواء الذي يستنشقه.. فإذن، هذا الحزن مقدس.. وعلى المؤمن أن يدعو ويقول: يا رب، زدني حزنا!.. فهذا الحزن بمثابة المنبه، يجعل المؤمن يتنبه إلى أن هناك شيئا ما، أورثه هذا الحزن.

    ثانيا: الحزن غير المقدس.. وهو حزن شيطاني، إذ أن الإنسان يحزّن نفسه دون سبب: هو وضعه جيد، في نعمة ظاهرية وباطنية؛ ولكنه قلقل من المجهول، ويعيش في خوف من المستقبل.. حيث أن الله -عز وجل- منذ أن خلق آدم (ع) إلى يومنا هذا، ما أعطى ضمانا لأحد أن يعيش إلى آخر عمره على نحو ما هو يريد.. فالحياة فيها تقلبات.. فإذن، إن الحزن الذي منشؤه الدنيا والحرص عليها، غير مقدس.

    ثالثا: الحزن الذي لا يعلم سببه.. وهناك حزن لا يعلم هل هو مقدس أو غير مقدس: لا هو من معصية، ولا من غفلة، ولا هو من ابتعاد، ولا من دنيا.. سببه مجهول، فما هو الحل؟.. على الإنسان أن يستقرئ باطنه، ويرى الأسباب التي أورثته هذه الحزن.. ومن الأسباب التي لا نقيم لها وزنا، إدخال الحزن على الآخرين.. إن رأيت حزنا في قلبك، ابحث عن القلوب المحيطة بك، لعلك كنت سببا في شعور إنسان بالألم والأذى؛ فعجّل رب العالمين لك العقوبة في الدنيا، أن جعل في قلبك هذا الحزن، ليخفف عنك العذاب يوم القيامة.
    كان أحدهم مبتلى بمولى قاسي القلب، شوهد جالسا مع كلب يأكل معه.. وعندما سئل عن السبب، قال: لعل بإدخالي السرور على هذا الحيوان، أرجو أن يدخل اللين على قلب المولى فيخلصني من شره.. إذا كان إدخال السرور على كلب نجس العين، يوجب الفرج للمؤمن.. فكيف بإدخال السرور على قلب مؤمن بالله؟.. وكيف إذا كان بقلب تقي؟.. واليكم متن الرواية :
    رأى الحسين (ع) غلاماً يؤاكل كلباً، ولمّا سأله، قال: يا ابن رسول الله إنّي مغموم، أطلب سروراً بسروره، لأنّ صاحبي يهودي أريد أفارقه، فأتى الحسين (ع) إلى صاحبه بمأتي دينار ثمناً له، وقال اليهودي: الغلام فداء لخطاك، وهذا البستان له ورددت عليك المال، فقال (ع) : (قد وهبت لك المال)، قال: قبلت المال ووهبته للغلام. فقال الحسين (ع) : (أعتقت الغلام، ووهبته له جميعاً).فقالت امرأته: قد أسلمت ووهبت زوجي مهري. فقال اليهودي: وأنا أيضاً أسلمت وأعطيتها الدار.

  • #2
    إخوتي الأعزاء شاركونا بآرائكم

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا

      تعليق


      • #4
        أشكرك أختي الكريمة على تواصلك الطيب

        تعليق


        • #5
          احسنت وفقك الله

          تعليق


          • #6
            شكراً لك أخي حاتم المياحي

            تعليق


            • #7

              إن المؤمن له حزن يتحول على شكل مناجاة في جوف الليل،هذه
              المناجاة تستدر منه الدمعة.. إذا جرت من المؤمن الدمعة، فإنه يعيش ألذ لذائذ الوجود
              لأنه إذا رق القلب، وجرى الدمع؛ فتحت له أبواب السماء.. فيأخذها فرصة، ليتكلم مع
              الله عز وجل.. مثل شاب يريد أن يلتقي بمن يحبها، وهي تتمنع عليه.. عندما يصاب
              بمرض من الأمراض، يتصل بها ويقول: يا فلانة أنا اليوممريض، لابد أن أزورك.
              فإذا حاز على اللقاء، يشكر الله على نعمة المرض، يقول: نعم المرض الذي
              أوصلني إلى من أحب!.. أليس كذلك؟!.. والمؤمن كذلك، فهو يعيش قساوةالقلب
              فإذا جاءه هذا الحزن، وجرت دمعته؛ يحول المجلس إلى مجلس أنس برب العالمين.
              حاول أن تحول هذه الدمعة: دمعة الرثاء، ودمعة البكاء على مصائبهم،إلى دمعة المناجاة
              وبث الهموم، وطلب التوبة بين يدي الله عز وجل.. ماالمانع أن نحول دمعة الولاء
              إلى دمعة التوحيد؟.. نعم القلب يرق بذكر أهل البيت،فيحوله الإنسان إلى ذلك.
              اشكر الاخ القدير
              انين النادمين

              sigpic

              تعليق


              • #8
                أشكرك أخي عمار الطائي على تواصلك الطيب

                تعليق


                • #9
                  جزيتم خيرا وبارك الله بكم
                  طرح موفق
                  هناك حديث قدسي في اخبار داود عليه السلام: ((يا داود! ما لاوليائي والهم في الدنيا؟ ان الهم يذهب حلاوة مناجتي من قلوبهم, ان محبي من اؤليائي ان يكونوا روحانيين لا يغتمون))
                  ولقد قال سيد الاوصياء عليه الاف التحية والثناء:- (ما لعلي وزينة الدنيا, وكيف أفرح بلذة تغنى ونعيم لايبقى؟!)
                  بل ينبغي ان يرضي نفسه بالموجود ولا يغتم بالمفقود ويكون راضيا بما يرد عليه من خير وشر
                  وقد ورد في الاثار: ((ان الله تعالى بحكمته وجلاله جعل الروح والفرح في الرضا واليقين))
                  ومن رضى بالموجود لا يحزن على المفقود
                  فمن العجب على المؤمن العاقل ان يحزن من فقد الامور الدنيونية مع انه يعلم ان الدنيا دار فناء وزخارفها متنقلة بين الناس, ولا يمكن بقاؤها لاحد
                  فينبغي لكل عاقل الا يعلق قلبه بالامور الفانية , حتى لا يحزن بفقدها

                  تقبلوا مداخلتي ومروري
                  sigpic

                  تعليق


                  • #10
                    شكراً لك أنين زينب على إضافتك الرائعة

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X