إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصائد لمناقب ابو الحسنين عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصائد لمناقب ابو الحسنين عليه السلام

    القصيدة للشيخ أبوا الجواد حسين بن حاج نجف




    لعليّ مناقب لا تُضاها .. لا نبي ولا وصي حواها ..



    من ترى في الورى يضاهي علياً .. أيُضاها فتىً به اللهُ باها ..


    رتبة نالها الوصي عليّ .. لم ترم أن تنالها انبياها ..

    ما اتى الانبياء إلاّ قليل .. .. من كثير وذلك منه أتاها .. ..

    فضلة الشمس للعباد تجلّت .. .. كل رآءٍ بنا ضريه يراها .. ..

    ومراض القلوب عنها تعامت .. .. والتعامي قضى لها بعماها .. ..

    وجميع الدهور منها استنارت .. .. مبتداها ومُنتَهى مُنتهاها .. ..


    هو دون الإله والخلق طراً .. .. دونه إذ عُلاه فوق علاها .. ..


    هو دون الإله يهدى إليه .. .. فاسئل المهتدين عمّن هداها .. ..



    وإذا قست في المعالي علياً .. .. لسواه رأيته بسماها .. ..

    وسواه بارضها وإذا ما .. .. زاد مَرقىً فمر تقاه رباها .. ..

    غير من كان نفسه ولهذا .. خص من دون غيره باخاها ..

    أنبأت آية التباهل(1) عنهُ .. فسَلْ المهتدين ممن تلاها ..

    والكتاب المبين شاهد صدقِ .. فارع آياته كمن قد رعاه ..

    وسواء كلاهما في المعالي .. جاوزا في العلى ارتفاع علاها ..

    غير ما أنَّ للنبوة مرقى .. دونه كان مرتقى أوصياها ..




    ــــــــــــــــ

    (1) آية التباهل: هو قوله تعالى: ﴿قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ آل عمران: 61.



    لا أرى الكائنات إلاّ كنفس .. وعليُ وأحمد مقلتاها ..

    أيُلام امرُء إذا قال فيمن .. حار في كنه ذاته عقلاها ..

    لَم اُلَمْ فيك من دعاكَ إله .. وادّعا الناس بالغلو اشتباها ..

    شاهدوا قدرة الإله عيانا .. فيك فا ستَأسر الغلوُّ حِجاها(2) ..


    ــــــــــــــــ

    (2) الحِجى جمعه أحجاء العقل, الفطنة.





    قد حباك الإله ما اختص فيه .. من صفات الإله جل علاها ..

    وصفات الإله جل علاه .. فيك كل بعينه قدراها ..

    قد تعاليت في الفخار علّوا .. خرق الحُجبَ جلها وعلاها ..

    لم تشاركك في صفاتك ذات .. غير من كنت نفسها وأخاها ..

    بك افلاكها استنارت وسارت .. كلّ سيارة ببرج سماها ..

    لاح للنيرات منك وميضً(3) .. وبذاك الوميض كان ضياها ..


    ولقد كنت للعوالم سِرّاً .. سرَّ إيجادها وسرَّ بقاها ..


    قد تجلّت لك الغيوب جهاراً .. دونها في الظهور شمسُ ضحاها ..


    أنت عين الإله تنظر فيما .. يعمل العاملون في دنياها ..

    لتكزن الرقيب ما دمت فيهم .. وتكون الحسيب يوم جزاها ..


    ــــــــــــــــ

    (3) يقال: وَمضُ ومْضاً وَوَميضاً البرق: لمع خفيفاً وامض.



    رتب الأنبياء مهما تعالت .. فالثريا علاك وهي ثراها ..

    اظهر الله من صفاتك بعضاً .. من صفات وبعضها أخفاها ..

    ذاك عن حكمة ولولا خَفاها .. لَغَلت فيك كلُّ نفس بَراها ..

    فذوو(4) اللُبِّ في صفاتك تاهوا .. أيّ لوم على امرء فيك تاها ..


    يتناها عداد كل معالٍ .. ومعاليك قط لا تتناها ..

    عُدَّ في ليلة ثلاثة آلا .. فٍ له من مناقب لا تُضاها ..

    ولسان الثناء يقصر عن من .. طال في وصفه على انبياها ..







    ــــــــــــــــ
    (4) ذَوُو اللُبِّ: أصحاب اللُبِّ: العَقلُ, والجمع الألبابُ.









    يقصر المدح عن فتى ذي معالٍ .. أوج عرش الجليل أدنى علاها ..

    إنما نسبة المديح إليهِ .. نسبة الأرض من علو سماها ..

    قد عذرت الذي تحير فيه .. فلَقدْ كان للعقول متاها ..



    بل عذرت الغلاة فيما ادّعَتهُ .. واستدلت به على دعواها ..



    إنّه كاد أن يكون مُحِقّاً .. فيه من قال بالغلوِّ وفاها ..



    هو صنع الإله والخلق طراً .. صنع من كاد أن يكون الإلهُ ..


    \
    فاسئل الكائنات من شئت منها .. فستنبيك أنّه أنشاها ..

    واسئل الأنبياء من شِئتَ منهم .. فستُنبيك أنّه نبّاها ..


    كلّما كان أو يكون فمنه .. وإليه ابتداؤها وانتهاها ..



    كل قوم توسّلت بنبيّ .. وبه قد توسلت انبياها ..


    وبه الرسل كلما اشتد أمرً .. دعوا الله فاستجاب دعاها ..


    عنه سل آدما بمن تاب عنهُ .. ربه في خطيئة قد اتاها ..

    وبه قد نَجَتْ سفينةُ نوحِ .. حين ما الموج قد طغى وطماها(5) ..


    وبه الله قال للنار كوني .. فإذا برد زمهرير لظاها ..

    ولقد كان بردها بسلامٍ .. لم يمسَّ الخليلَ شَرُّ أذاها ..


    وعليٌّ هو المناجي لموسى .. عند تكليمه بوادي طواها ..


    وعلي به توسل عيسى .. عند آياته التي لَبّاها ..
    ــــــــــــــــ

    (5) يُقال: طَما الماءُ طُمّوا ارتَفَعَ ومَلأَ النَّهرَ. البحر امتَلأَ.



    كم وكم عاهة به أبراها .. وقبور دوارس أحياها ..



    ما استقامت نبوة لنبي .. قط إلاّ وفي يديه لواها ..

    اُخرت بعثة النبي زمانا .. لم تفه بالهدى إلى أن أتاها ..

    علمت أنّها بدون علي .. لا ترى قط من يجيب نداها ..


    فعلي به النبوة قامت .. واستقامت وقام فيه مناها ..


    أوّلُ السابقين عند نِداها .. للهدي بل هو الذي ناداها ..



    فذوو قوة غدت ضعفاها .. وذوو الضعف قد غدت أقوياها ..


    ملأ الأرض والسماوات نوراً .. وهدىً فهو نورها وهداها ..

    سورة النور فاتلها إنّ فيها .. آية(6) حيّرت بَليغاً تلاها ..


    لفظها مخبر عن الله لكن .. ما سواء المراد من معناها ..



    مركز الكائنات كان عليً .. وهو القطب من مدار رحاها ..


    علم ما كان أو يكون لديه .. من لَدن بدئه إلى منتهاها ..


    إذ هو الباب للمدينة للعلـ .. ـم التي ما ارتضى الإله سواها ..


    ــــــــــــــــ

    (6) الآية هي قوله تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ ....الخ﴾, النور:35.


    وهو وجه الإله والجنب منهُ .. وهو الركن في استلام هداها ..


    واللسان الذي يعبّر عنه .. حكماً لم تفه بها حكماها ..


    فكآي الكتاب ما فاه(7) فوه .. عجزت عن بلوغه بلغاها ..


    والمزايا التي تجمعن فيه .. فرقت في الورى على انبياها ..






    ــــــــــــــــ

    (7) يشير الشاعر إلى ما كان عليه كلام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام من فصاحة وبلاغة, فهو آية من آيات البلاغة كما أنَّ القرآن آية في بلاغتهِ, وقد قيل في كلام النبي صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام: أنّه فوق كلام المخلوقين وتحتَ كلام الخالقِ ...




    ولقد خص دونهم بصفاتٍ .. من صفات الإله جلّ علاها ..


    ولذا لم نصف بها من سواه .. غير انا بها وصفنا الإله ..



    عمل واحد كضربة عمرو .. وزنه ما أتى به ثقلاها ..


    أمر الشمس بالرجوع فردت .. لتكون الصلاة وقت أداها ..


    مرة في العراق ردت واُخرى .. قبلها في الحجاز في عصر طه ..


    كلم الميت وهو بالٍ رَميمُ .. ثم ثعبانها وذئب فلاها ..


    قبلة العارفين وجه عليّ .. ما أتى بالصلاة من اخطاها ..



    بل على القبلة الصلاة إليه .. وهي تأتي به ولسنا نراها ..

    وعلى البيت أن يطوف ويسعا .. حول من طاف حوله ثقلاها ..

    وهو يأتي بما عليه ولكن .. خشية من غلوّنا أخفاها ..

    مِلّةُ الحق قبلُ كانت مواتاً .. وعليّ بسيفه أحياها ..

    واستغاثت به الشريعة مما .. حل فيها من الأذى وحَماها ..

    وأباد الطغات من مشركيها .. ومحى رسم دارها مُذ أتاها ..

    كانت العرب صخرة وعلي .. مذ وطاها تفتت فذراها ..

    فعلى الكافرين سوط(8) عذاب .. زمر ساقها إلى مهواها ..


    ــــــــــــــــ

    (8) سوطُ عذاب: هذا التعبيرُ مقتَبسٌ من قولهِ تعالى: ﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ﴾ أي نَصِيبَ عذابٍ.


    عنه سل خيبراً وبدراً واُحداً .. وحنيناً وخندقاً وسواها ..

    من حروب كثيرة ليس تحصى .. إذا أراها بسيفه ما أراها ..


    قد أراها وقائعا ما رأئتها .. لا ولا الدهر قبل ذاك راها ..

    حصد المشركين حصدا ذريعا .. باديا(9) بالرئوس من رؤساها ..


    ــــــــــــــــ

    (9) بادياً: أي بادِءاً.

    لم يذر منهم سوى من رأى في .. صلبه نطفة هواه هواها ..


    دأبها حبّه وبغض عداه .. قد جفت فيه اُمَّها وأباها ..




    واسئل الناكثين كيف لِقاهم .. لعليّ غداة سلَّ ضُباها ..


    واسئل القاسطين تُنبيك عنه .. أنّ شبه السيول قد دماها ..



    واسئل المارقين هل فر منهم .. أحدٌ أم جميعها افناها ..

    ما نَجا غير تسعة ليس إلاَ .. لم تجد عاشراً لها قد تلاها ..


    وصفوف الأُلوف كانت كحبّ .. وشفار الصفاح كانت رحاها ..


    فتح الله مكة بعلي .. فأتت بعدها الفتوح وراها ..


    واسئل الكعبة التي بيديهِ .. كان تكسير كل جبت(10) علاها ..


    سَتراها تقول لولا عليٌّ .. ما رأيت للموحّدين إلَه ..



    ــــــــــــــــ

    (10) الجِبتُ: كلمة تقعُ على الصَّنَم والكاهن والساحر, والمراد بها هنا الصَّنَمُ.



    وهو والله وحده لا سواهُ .. أخرج المشركين من بطحاها ..
    (10)

    جعل الله بيته لعليّ .. مولداً ياله علا لا يُضاها ..
    (10)


    لم يُشاركه في الولادة فيه .. سيد الرسل لا ولا أنبياها ..
    (10)

    علم الله شوقها لعليّ .. علمها بالذي بها من هواها ..
    (10)


    إذ تمنت لقائه وتمنّى .. فأراها حبيبه ورأها ..
    (10)

    ما ادعى مدعّ لذلك كلاّ .. من ترى في الورى يروم ادّعاها ..


    فاكتست مكة بذاك افتخاراً .. وكذا المشعران ثم مناها ..


    بل به الأرض قد علت إذ حَوته .. فغدت أرضها مَطاف(11) سماها ..
    (10)

    أو ما تنظر الكواكب ليلاً .. ونهارا تطوف حول حمالها ..



    ــــــــــــــــ

    (11) المطافُ: موضع الطَّواف.

    وإلى الحشر بالطواف عليهِ .. وبذاك الطواف دام بقاها ..



    كم وكم من خصائص لعليّ .. لا نبيُّ ولا وصيُّ حواها ..


    مظهراً كان للعجائب لكن .. ينتفي العجب إذ إليه انتماها ..




    كم وكم من عجائب منه بانت .. خفّفت وزرَ مَن دعاه آله ..


    كم وكم من عجائب منه كانت .. ضاقت الأرض منه ثناء ثناها ..



    قد أعاد الهدى وغير عجيب .. ذاك من فاتكٍ به الله باها ..


    منه بدؤ الهدى وأيسَرُ شيء .. أن يعبد الاشياءَ من أبداها ..


    وسواء مُحبّه وسواه .. في اعترافٍ بها إذا سَمِعاها ..


    وهي كالشمس ليس فيها خفاء .. بل هي الشمس ما عليها غطاها ..


    بل أرى الشمس دونها لأفولِ .. كل يوم تراه في مجراها ..


    ومعاليه لم تَغب قط كلا .. عن أفول وشبهه حاشاها ..


    هل رأيت الأفول سام علاها .. أو رأيت الهبوط سام علاها ..



    أو قامت شريعة منذ كانت .. وهو ما كان اُمَّها وأباها ..


    بل عن الله في المعاد إليهِ .. أمر كل العباد مع خُصماها ..


    ففريق مخلد بنعيم .. وفريق مخلد بلظاها ..


    نافذ حكمه عليهم جميعاً .. كل نفس ففي يديه جزاها ..


    والمحبون آمنون جميعاً .. مِن جميع الذنوب يوم لقاها ..


    كيف لا يأمنون وهو حماها .. أوَ يخشون من ذنوب محاها ..


    كائنا ما يكون ما قد جنوهُ .. كيف ما كان عمدها وخطاها ..


    أيها الفرقةُ التي بولاها .. لعليّ تنال أقصى مناها ..


    فزتُم بالذي عليه انطويتم .. يومَ قلتم بِلى فحزتم هداها ..



    وانطوت صحف ما جنت سفهاكم .. وكطيّ السجل كان انطواها ..



    بُدِّلَتْ سَيّئاتهم حسناتٍ .. ومحى الخوفَ ما بها من رجاها ..


    إنّما النار والعذاب لقومٍ .. قدّموا غيره عليه سفاها ..


    عجب ما اتت وغير عجيب .. سفه ما اتى به سفهاها ..



    أعتيقٌ وبعده ابن صَهاك .. والتي استقبح الزواني زناها ..


    عن نبي الهدى ينوبان كلاّ .. أينوب المضل عمن هداها ..


    أو من منهما الضلالة بانت .. يهديان الانام سبل هداها ..



    أو هذان يحكمان عليهم .. وهما الارذلان من لُؤَماها ..



    فهما للنبي قد خالفاه .. ولاياته هما كذّباها ..



    ما على الأرض من مظالم إلا .. منهما كان بدؤها وانتهاها ..



    ملآها مَظالماً وفسوقاً .. ومن العدل في الورى أخلياها ..



    .

    ووصي النبي قد خالفاهُ .. ووصايا النبي قد ضيعاها ..



    إذ بيوم الغدير سبعون ألفاً .. شاهدوا خُطبة النبي شفاها ..

    قال فيها النبي قولا بليغاً .. سمع الكل مثلما سمعاها ..



    قائلا إنما الخلافة بعدي .. لعلي فإنه مرتضاها ..



    قائلا إنما وليكم الله .. وما جاء فيه مما سواها ..



    عنه سل هل اتى ونوناً وصادا .. وكذا الذاريات سلها وطه ..

    .

    والحواميم مع طواسين سلها .. وسواها كفاطر وسَباها ..


    ستراها بمدحها وثناها .. لعلي كشمسها وضحاها ..



    لم يدع آية تنص عليهِ .. محكمات الكتاب إلاّ تلاها ..




    كلم الدين في الغدير بِخمّ .. إذ به بان للانام هداها ..



    .
    أمر الله جبرئيل الاقل .. لنبي الهدى المطهر طه ..




    بلّغ المسلمين ان علياً .. سيد الانبياء مع أوصياها ..




    هولا غيره الخليفة حقاً .. مرتضاها ينوب عن مصطفاها ..






    ورُده الكوثر الحقيقيُّ سرا .. وستبديه جهرة اُخراها ..



    .
    وبذاك النبي قام خطيبا .. تاليا ما عن الإله أتاها ..



    صادعا بالهدى النبي ولكن .. صدها عنه خبثها وشقاها ..


    .

    ما أطاع النبيَّ إلاّ قليلُ .. وهم السابقون من سعداها ..




    .
    أكثر المسلمين كانوا مراضاً .. وبيوم الغدير كان شِفاهاً(12) ..


    فساقاها الغدير ماء حيوة .. خلدت في الجنان نفس سقاها ..


    .
    بايع الحاضرون منهم جميعاً .. بيعة أرغمت اُنوف عداها ..



    أسرع المسلمون فيها ولكن .. بخبخ(13) الاشقيان بعدَ إباها ..


    ــــــــــــــــ

    (12) أي إنّ الإيمان بإمامة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يوم الغدير, هو الشفاء من أمراض الحِقد والحَسد والغِلّ, وسائر الأمراض القلبيّة التي تحرف الإنسان المسلم عن جادة الصواب, فولاية علي عليه السلام هي الوقاية مِن كلّ هذه الأمراض, لأن ولايته تعني الإلتزام بخطّ الرسالةِ.

    (13) جاء في الآثار الإسلامية: أن كُلاًّ من أبي بكر وعمر قالا لعليّ عليه السلام يوم الغدير, بعد إعلان ولايته على المسلمين: بخٍ بخٍ . . . .



    .

    قبل موت النبي باد هداها .. ثم من بعده هما اُغوياها ..


    رجعوا القهقرى جميعا كأن لم .. يوصيهم فيه أنه أولاها ..


    .
    ما ترى فرقةَ من الناس إلاّ .. عنهما كان ما بها من بلاها ..



    ما ترى بقعة من الأرض إلاّ .. أفسداها وافسدا من أتاها ..

    قد أتاه الفساد من صَنَميها .. أفسدا دينها على دنياها ..




    لقريش على القبائل فخرُ .. إذ هم الأنجبون من نجباها ..


    .

    ونراها جميعا قد أطاعت .. أرذل الخلق مالها من اعتراها ..



    تبعاً أصبحت لنغل صهاكٍ .. أولا تعجبون مما دهاها ..

    .
    هل رأت فيهما من المجد شيئاً .. أو رأت مخبرا بذاك أتاها ..



    ألهذين في الخلافة حَقٌ .. وهما الأجهلان في جهلاها ..



    أولا ترعوي الأنام حجاها .. ليت شعري أغاب عنها نهاها ..


    .
    أعديٌّ وتيمُها رؤساها .. وعلي وآله اُسراها ..


    لعنة الله والملائك تغشى .. كلّ مَن لم تكن له وادعاها ..


    من قريش ومن تلا لقريش .. وكذا كل من تلا من تلاها ..



    وكذا كلُّ مَن يميل إليهم .. فبذا الميل سوف تُصلى لَظاها ..



    سعيا في النبي أن يقتلاهُ .. ولذاك الدّباب قد دحرجاها ..


    .
    أمرا خالداً بقتل عليّ .. في صلوة لعلّةٍ صلّياها ..



    ثم من خوف باسه نهياهُ .. فانتهى خالد فخاب رجاها ..



    .
    وهما للزكي قد سقياه السُّم .. إذ ذاك فرع ما غرساها ..




    والحسين الشهيد قد قتلاهُ .. قبل موت النبيّ في كربلاها ..


    ما دَمٌ أهرقته إلاّ وفيهِ .. بل وفي كل ما جنت شاركاها ..


    واسئل الأرض والسموات عما .. صنع الاشقيان في سعداها ..


    نصبا للنبيّ والآلِ حرباً .. وذراري النبي قد قتلاها ..


    سقيا من دمائهم كل أرضٍ .. واحمرار السماء فيض(14) دماها ..


    (14) يشير الشاعر أنّ كلَّ قتل لأهل البيت عليهم السلام أو ظلم واعتداء إنّما كان بسبب ما قام به الأوّلان مِن غصبٍ واعتداء, يقول الحجاج هاشم الكعبي وهو يخاطب الحسين عليه السلام:

    أصابك النَّفُر الماضي بما ابتدعوا وإن نارَ وغىً صاليت جمرتَها تالله ما كربلا لولا السقيفة والأ .
    . وما المُسبَّبُ لو لم ينجح السَّبَبُ كانت لها كفُّ ذاك البغي تَحتَطِبُ حباء تدري ولولا النار ما الحَطَبُ .

    ويقول أبو بكر محمد بن قريعة

    لولا حدود صوارِم لأرينكم أن الحسين .
    . أمضى مضاربها الخليفة اُصيبَ من يوم السقيفة .



    فقد استأصلا جميع بنيه .. والفريق الذي إليه انتماها ..


    وجنين البتول قد أسقطاه .. وبضرب السياط قد أنهكاها ..


    حرماها تراثها من أبيها .. فدكا(15) قسوة وما رحماها ..


    ــــــــــــــــ

    (15) فدك قرية من قرى اليهود, وهي من الأراضي الزراعية التي لم يُوجف عليها بخيلُ ولا ركاب, وقد خَلصَتْ لرسول الله صلى الله عليه وآله, فدفَعها الرسول صلى الله عليه وآله إلى ابنته فاطمة نحلةً, فعدا عليها القوم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وصادروها وللزهراء مواقف مع الخليفة الأول في شأن فَدكْ. انظر شرح النهج لابن أبي الحديد في شرح كتاب الإمام عليه السلام لأبن حنيف عندَ قوله: بلى كانت في أيدينا فدك الخ وانظر (كتاب فدك) للسيد الصَّدر وغيرهما من الكتب التي ذكرت ذلك.
    (1)


    لحديث(16) مُزوَّرٍ وضعاه .. من يد الطّهرِ فاطم انتزعاها ..
    (2)

    قد نَهَت آية المواريث عما .. فَعَلَ الأشقيان من أشقياها ..
    (3)


    فلقولِ النبيّ قد خالفاهُ .. ولآي الكتاب قد كَذَّباها ..
    (4)

    شاهد المسلمون ما شاهدوه .. من اُمورٍ فَضِيعةٍ فعلاها ..


    ــــــــــــــــ

    (16) لم يقتصر موقف القوم من الزهراء بمنعها فدك, وإنّما تعدّوا ذلك إلى منعها وحرمانها من الميراث,
    مدَّعين أنَّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال نحن معاشر الأنبياء لا نُوِّرث . .
    وهذا الحديث يتنافى ويصطدم مع القرآن الذي يقول: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾, وقوله: ﴿هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً . . ﴾ الخ.
    (5)

    وشكت عندهم تقول الأهل .. فيكم مسلم يخاف الإله ..
    (6)

    لم تزل فيهم تنادي ولكن .. إنّما استسلمت لحقن دماها ..



    خوفُها كان من حسام عليّ .. إذ رأت منه ما به الله باها ..
    (7)

    نزل الوحي أنها لعليّ .. وعن الوحي اُعرضت سفهاها ..
    (8)

    أولا تنظرون ما صنعاه .. في الهداة الولاة عِترةٍ طه ..
    (9)

    واسئل الأرض هل على منكبيها .. بقعة لم تسل عليها دماها ..


    واسئل الدَّهر هل خلا منه آن .. من شجاً للبتول في أبنَاهَا ..
    (10)

    وانظر الكون هل ترى ذا وجودٍ .. لم يقع في البلاء مذ ولياها ..
    \

    فانظر الخلق هلا ترى ذا حيوة .. لم يمت غصة بجورِ جفاها ..
    \

    بددا شملهم وشمل فريقٍ .. ذخرهم في المعاد عقد ولاها ..


    أظهرا طاعةَ النبي إلى أن .. وجدا فرصة قد انتهزاها ..

    قبل موت النبي وا لهف نفسي .. عن علي وآله صرفاها ..


    أظهرا نقض ما أتى في عليّ .. ونفاقا(ببخبخ)(17) أضمراها ..


    ولكفرهما عليه قديما .. أظهرا كل حيلة أضمراها ..



    حسدا كان منهما لعليَّ .. نَكثا بيعة له بدّلاها ..





    (17) أي بقولهم: بَخٍ بَخٍ لعليّ أمير المؤمنين عليه السلام يوم الغدير, وهي قوله باللسان لم تصدر عن اعتقاد بالجنان, ولذلك فقد عبّر الشاعر عن ذلك بـ(النّفاق).






    ظلما كل من عليها جميعاً .. وبآل النبي كان ابتداها ..



    ضاقت الأرض والسماوات عما .. فعلاه بأرضها وسماها ..


    والحميراء قد طغت كأبيها .. معها الناكثان قد ساعداها ..



    طلحة(18) والزبير قد عظّماها .. وبأم لنا هما سمياها ..



    ــــــــــــــــ

    (18) طلحة والزبير من الصحابة المهاجرين وقد كانا بايعا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بالخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان ثم نكثا بيعتَه, وأعلنا الحرب عليه في واقعة الجمل واستعانا باُم المؤمنين عائشة فخرجت معهم لما لها من حقدٍ سابق على الإمام عليه السلام ولذلك يقول عليه السلام: وأما فلانة فأخرجها رأي النساء وضعن غلا في صدرها.



    مهَّدا في الحجاز ما مهّداه .. وبفتح العراق قد منياها ..



    جعلاها حباله ليخوضا .. في دماه أراقها شيخاها ..


    طلباً للرياسة استنجداها .. أو تستنجد الرجال نساها ..



    أخرجاها ليوقدا نار حرب .. ولشق العَصا هما أخرجاها ..


    فبنار الحروب قد ألقياها .. وبنار الجحيم قد خلّداها ..


    أخرجاها فأدخلاها بنارٍ .. قَبلَها الأشقيان قد دخلاها ..


    أطفأ الله ناراً استوقداها .. بعلي وحزبه مذ اتاها ..



    وكلاب لحويئبُ استنبحتها .. وبذاك النّبيح قد فضحاها ..


    إذ به أخبر النبيَّ ففيه .. بان للناس ظلمُها واعتداها ..





    زوّراها شهادة ليكونا .. في الذي زوراه قد ستراها ..


    وعلى هودج أتت بجنود .. جنّدتها وأمَّرت اُمَراها ..


    حاربت من له الولاء عليها .. وهما بالذي أتت أغرياها ..



    قصدت في قتالها لعليَ .. قصد مَن قبلَها فخابَ رَجاها ..



    جعلت دينها فداء لِدنيا .. لم تنلها كحال من وازراها ..



    فضحت نفسها وأبت بذلٍ .. وصَغار فبئس ما أورداها ..


    فالحميراء مثل صفراء موسى .. إذ سعت سعيها فخاب رجاها(19) ..



    وكثير من القبائل افنت .. قبلها أدخلتهم في لظاها ..


    (19) الحميراء يراد بها عائشة, لأن النبي صلى الله عليه وآله لقَّبها بذلك, والمراد بالصفراء هي ابنة شعيب التي حاربت وصي موسى يوشع بن نون, فشابهت الحميراء الصفراء في العمل, ولهذا يشير الأزري بقوله:
    ذكّرتنا بفعلِها زوج موسى .. لم تخالف حمراؤها صفراها ..









    أفسدت في العباد أي فسِاد .. وحكت في الفساد فيهم أباها ..


    فاق كل الدهاة فيهم أبوها .. لكن المكر مكرها ودهاها ..


    قد نهاها النبي عما أتته .. عن قتال الوصي فيما نهاها ..


    ما انتهت في الحيوة عمّا نهاها .. أوَ بعد الممات يُرجى انتهاها ..


    كأبيها ببغضها لعليّ .. بذلت جهدها على بغضاها ..


    يا بني الوحى أنتم لي حصن .. من أمور مهولة أخشاها ..



    حبن عرض العباد للحكم يوماً .. يذهل المرضعات(20) مما دهاها ..


    آل بيت النبي مالي سواكم .. يوم جمع العباد مع خصماها ..


    أنتم ملجأ العباد جميعا .. من على أرضها وفوق سماها ..


    سادتي حبكم وبغض عداكم .. بجميع الذنوب قد محواها ..


    ــــــــــــــــ

    (20) جاء في القرآن الكريم قوله تعالى:
    ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ الحج: 2.



    بل بكم يرتجى انقلاب الخطايا .. عملا صالحا بيوم جزاها ..


    ذرة من ودادنا لعليّ .. شبه الاكسير بل وراها(21) ..


    إذ جبال الذنوب تغدو هباءً .. بقليل الوداد عند لقاها ..


    بين الاكسير والولاية فرق .. من وجوه كثيرة ستراها ..


    ذنبي الليل والولاية شمس .. جعل الله محوه بضياها ..



    ــــــــــــــــ

    (21) وراها: يُريد وراءَها.


    أوَ تخشى من الذنوب رجال .. حبكم لا سواه حشو حشاها ..


    صلوة الإله تَترى عليكم .. ما استنارت كواكب بسماها


  • #2
    قمـريٌ أنـتَ أم أنـتَ iiالقمـر قُم تكلـم فبِـك أحتـارَ iiالنظـر

    بارك الله بكم وشكرا لنقلكم المتميز بحق مولانا امير المؤمنين عليه السلام
    جعلنا الله واياكم من المتمسكين بولايته
    عليه السلام
    وفقكم الله لكل خير
    sigpic

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خير

      تعليق


      • #4
        اللهم عجل لوليك الفرج...
        ​​​​​

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X