إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محبة أهل البيت عليهم السلام مقدارها وكيفية تحصيلها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محبة أهل البيت عليهم السلام مقدارها وكيفية تحصيلها

    من الواضح أن مودة ومحبة أهل البيت عليهم السلام هي من الأمور المسلمة لدى جميع المسلمين عامتهم وخاصتهم، التزاما منهم بالأمر الإلهي بمودتهم، حيث قال تعالى: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) (1).
    حيث جعل سبحانه وتعالى في هذه الآية أجر الرسالة هي مودة أهل البيت عليهم السلام، فشكر الباري تعالى حق شكره على نعمة الإسلام وتثمين جهود الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى وإخراج الناس من ظلمة الكفر إلى نور التوحيد لا يتم إلا بمودة أهل البيت عليهم السلام، ومن خلال مراجعة سريعة إلى ما كتبه المسلمون في تفسير آية المودة يتضح معنى كلامنا.
    لكن يبقى سؤال وهو: ما المقدار الواجب في حب أهل البيت عليهم السلام، فنحن نرى البعض يود أهل البيت عليهم السلام ولكن في نفس الوقت يتقرب إلى أعدائهم فهل هذا مصداق المودة التي أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بها أم لابد أن تكون المودة بدرجة أعلى لا يرضى الله سبحانه وتعالى بأقل منها؟
    لو راجعنا الروايات الشريفة لرأينا أن تؤكد على مرتبة محددة من المودة والحب لأهل البيت عليهم السلام، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)2، ففي هذا الحديث الشريف يشترط الرسول صلى الله عليه وآله محبته في أصل الإيمان، إذن فهذه درجة من درجات المودة والحب التي لابد من الالتزام بها.
    وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه وآله يشترط فيها درجة أعلى من المحبة حيث يقول: (لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وتكون عترتي أحب إليه من عترته ويكون أهلي أحب إليه من أهله وتكون ذاتي أحب إليه من ذاته)3.
    فنرى في هذه الرواية الشريفة أن النبي صلى الله عليه وآله يشترط مرتبة أعلى من الحب كشرط في أصل الإيمان، فالإنسان بالشكل الاعتيادي يحب نفسه حباً شديداً ومن ثم يحب أولاده وأقربائه، ولكن عندما يصل الإنسان في حب شخص إلى مرتبة عالية جداً، فإنه يقدمه على نفسه وأولاده وأقربائه، ومحبة أهل البيت عليهم السلام لابد أن تكون بهذه المرتبة السامية وقلة وكثرة محبة أهل البيت عليهم السلام يؤدي إلى قلة وكثرة الإيمان بالله تعالى فهناك رابطة قوية بين درجات حب أهل البيت عليهم السلام ودرجات الإيمان كما هو واضح من الروايات.
    شرط محبة أهل البيت (ع)
    عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (يا جابر بلغ شيعتي عني السلام وأعلمهم أنه لا قرابة بيننا وبين الله عز وجل ولا يتقرب إليه إلا بالطاعة، يا جابر من أطاع الله وأحبنا فهو ولينا ومن عصى الله لم ينفعه حبنا) (4).
    إذن شرط محبة أهل البيت عليهم السلام ومودتهم هي إطاعة الله تعالى وترك المعاصي، فالذي يعمل المعاصي والذنوب وله ميل قلبي لأهل البيت عليهم السلام فسوف لن ينفعه هذا النوع من الحب.
    طريق كسب محبة أهل البيت (ع)
    أولاً: المعرفة، تعد معرفة الإمام عليه السلام والإطلاع على سيرته وشخصيته طريقاً للوصول إلى الحب والمودة التي أرادها الله سبحانه وتعالى، فعن الإمام الصادق عليه السلام: (الإمام علم فيما بين الله عز وجل وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمناً ومن أنكره كان كافراً) (5).
    فالإيمان فرع معرفة الإمام عليه السلام هذا من جهة، ومن جهة أخرى قال الإمام الباقر عليه السلام: (الإيمان حب وبغض) (6)، أي حب كل الحسنات وبغض كل السيئات، حب أولياء الله وبغض أعداء الله، فعندئذٍ نصل إلى نتيجة وهي أنه من خلال معرفة الإمام عليه السلام يحصل الإيمان الذي هو ليس إلا الحب والبغض، فلأجل أن نحب أهل البيت عليهم السلام ونودهم لابد أولاً من معرفتهم.

    ثانياً: الطاعة في العمل، إذا كانت معرفة أهل البيت عليهم السلام بدرجة عالية فإن الإنسان ـ وكنتيجة لهذه المعرفة ـ يطيعهم ويلتزم بكل أوامرهم ونواهيهم، وبطراد عكسي كلما ألتزم بطاعة أهل البيت عليهم السلام أدى ذلك إلى التقرب منهم أكثر ومودتهم أكثر ومعرفته بشكل أفضل، عن رسول الله صلى الله وعليه وآله: (اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك) (7).
    إذن فالطريق الآخر للوصول إلى حب ومودة أهل البيت عليهم السلام هي طاعتهم والعمل بأوامرهم والابتعاد عن نواهيهم.

    المصادر
    1 ـ الشورى آية 23.
    2 ـ ميزان الحكمة، ج1 ص518.
    3 ـ بحار الأنوار، ج17 ص14.
    4 ـ أمالي الشيخ الطوسي، ص296.
    5 ـ كمال الدين وتمام النعمة، ص412.
    6 ـ تحف العقول، ص295.
    7 ـ ميزان الحكمة، ج1 ص503.
    sigpic

  • #2
    جعلنا الله من محبي اهل البيت عليهم السلام وثبتنا الله على محبتهم وصلى الله على نبينا محمد وال بيت محمد ( وفقك الله اخي عمار )

    تعليق


    • #3
      احسنت على هذا الطرح الرائع فجزاك الله خيرا

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
        اللهم عجل لوليك الفرج
        جزاكم الله كل الخير على الموضوع القيم
        رحم الله والديكم في الدنيا والاخرة و جعله الله في ميزان حسناتكم

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اشكر جميع الاخوان على مرورهم الطيب

          sigpic

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X